المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رِسَالةٌ إِلَى أُمِّي ...


ربيع بن المدنى
08-06-2011, 12:27 PM
http://www.ruowaa.com/vb3/uploaded/2009/15842/1258262141.gif
رِسَالةٌ إِلَى أُمِّي...
بقلم / ربيع بن المدني
أمِّي الحبيبة ...
...واللهِ ما أدْري من أين أبدأُ وماذا أقولُ ...فقلمي مُضطربٌ كأشدِّ مايكونُ الإضطرابُ ...و قلبي مفعمٌ بالحبِّ والودِّ والإخلاصِ والرحمة والعطف لكِ ...على الرّغم من تصرّفاتي السَّمجة تُجَاهَكِ...فأنا معترفٌ أنَّ الخطأَ والزَّللَ والنسيانَ هم الغالبون على من خلقَهُ اللهُ من عجلٍ ...نعمْ من عجلٍ ...أخطأتُ في حقِّك ونسيتُ قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّكِ أحقُّ النَّاسِ بحسن صحابتي ... ضيَّعتُ آكدَ الحقوقِ ...وقاربتُ الفتنةَ... فتنة العقوق ...برُّ الوالدين عليَّ دين ...وأنا هاملٌ له بالصَّد وطولِ البين ...أبتغي الجنةَ بزعمي وهي مقرونةٌ برضا أمي بعد توحيدِ اللهِ جلَّ في عُلاه ... مشاعرُ الحبِّ والعطفِ والحنانِ تعلو وجهَك الكريم ...سَهِرْتِ لأنامَ ...وجعتِ لأشبعَ ...و إن أصابني مرضٌ أو آفة ...فلا تسأل عن عظيم ما تكابده وتعانيه ...من همٍّ وحزن وغم وأسف وما الله به عليم ...فكم عاملتُك يا أمي بسوء الخلق والأخلاق ...لسانُ حالي يقول ما رأيتُ منكِ خيرًا قط ...أمَّا أنتِ ...أنتِ يا أمي ...فقد دعوتِ اللهَ -عز وجل- في السرِّ والعلن ألا يؤاخذني بما فعلتُ من سفه ونزقٍ وسفسطةٍ ...
فوا أسفاَ ألاَّ أُكبَّ مُقَبِّلاً لرأسكِ ... والصَّدْرِ الَّذَيْ مُلِئاَ حزمَا
والدتي العزيزة ...
كأنَّ الشاعرَ -المتنبي- عناني بأبياته الشَّهيرة ...
وما قتلَ الاحرَارَ كالعفوِ عنهم ... ومن لكَ بالحرِّ الذي يحَـفظُ اليدا
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ ...وإن أنتَ أكرمتَ اللّـئيم تمـردا
فلا كثَّر اللهُ في المسلمين من أمثالي ... نعم من أمثالي....
أمِّي ...
ها أنا قد نيَّفْتُ على الثلاثين ...
وأصبحتُ أعي معنى بر الوالدين ...
عندما أصبحتُ أبًا لأبي قتادة وأمِّ الفضل حفظهما الله بحفظه ...
وهذا هو مربطُ الفرس وبيتُ القصيد في هذه الرسالة ...
لا يعرفُ الرَّجلُ قيمةَ والِدَيـْهِ حقَّ المعرفةِ حتى يصبِحَ أبًا ولا تعرفُ المرأةُُ وزنَ والِدَيْها حتى تُصبحَ أُمًّا ...
هذا إذا كان هذا الرَّجلُ يسمعُ وتلك المرأةُ تعقِلُ ...وإلاً فهما كالأنعام... بل هما أضلّ ...
سامحيني... أمِّي ...
عُذْراً ...والدتي ...
أنا المذنبُ الخطَّاء والعفو واسع ... ولو لمْ يكنْ ذنبٌ لما وقعَ العفوُ
وأحسن منه قول الله جلّ وعلا ...
{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الإسراء25
في تفسير الجلالين :
(ربكم أعلم بما في نفوسكم) من إضمارِ البرِّ والعقوقِ (إن تكونوا صالحين) طائعين لله (فإنه كان للأوابين) الرجَّاعين إلى طاعته (غفورا) لما صدرَ منهم في حقِّ الوالدين من بادرةٍ وهمْ لا يُضمرون عقوقـًا ...


وكتبَ ربيع بن المدني في 13-05-2009

علي الهيثمي
08-06-2011, 12:36 PM
بوح جميل وراقي

ورسالة اجمل ما يكون

الى اغلى انسانة في الوجود

اخي

كتبت فابدعت


لله درك

شكرا وبارك الله فيك


وشهرك مبارك

ناصر السهلي
08-06-2011, 01:07 PM
كاتبنا القدير/ ربيع مدني

وهل اغلى من الام في الوجود

لله درك

بوحك جميل

دمت بهذا الاعطاء

كنت هنا ومضيت

محمدخير المهيدات
08-06-2011, 05:31 PM
بوركت على هذا الطرح
وجعلك الله ممن يبرون والديهم
ويدخل بهما الجنه

ودي وتقديري

المهيدات

ايمااان حمد
08-06-2011, 10:24 PM
القدير / ربيع مدني

الله الله
رسالة ولمن ؟؟
للأم اعتذار وطلب للصفح
ستصفح استاذي فقلبها غير عن قلوب البشر
هي ام وهل اروع واحن من قلب ام على ابنها
بورك قلم يرتجي رحمة والديه
غفر الله لنا ولك وللمسلمين اجمعين
عن الزلات تجاه والدينا
ودي ووردي قبل ردي
...
...
ايمااان حمد

العنودالشمريه
08-06-2011, 11:05 PM
بوح يستحق الوقوف عليه طويلا
جادت بنانك ببديع الحروف
وجاد نبضك برقة المشاعر
فنتثرها في سماء مشاعرهم
وتألقت بين جميع الخواطر
اعجابي بها شديد اللهجه
سلم بوحك العذب
وسلمت يداك من كل سوء
دمت بخير لاينتهي

عقاب النهار
08-07-2011, 12:56 AM
ابدعت فى سبك
وحبك هذه الفاتنه
دمت بهذا العطاء والابداع
وصح لسانك مدد بلا عدد

وعلا شانك

تقديرى

ربيع بن المدنى
08-07-2011, 11:40 AM
أخوانى وأخواتى الأفاضل
سررت جدا بمروركم على صفحتى
جزاكم الله خيرا

مها يوسف
08-09-2011, 02:23 PM
http://www.ruowaa.com/vb3/uploaded/2009/15842/1258262141.gif

رِسَالةٌ إِلَى أُمِّي...
بقلم / ربيع بن المدني
أمِّي الحبيبة ...
...واللهِ ما أدْري من أين أبدأُ وماذا أقولُ ...فقلمي مُضطربٌ كأشدِّ مايكونُ الإضطرابُ ...و قلبي مفعمٌ بالحبِّ والودِّ والإخلاصِ والرحمة والعطف لكِ ...على الرّغم من تصرّفاتي السَّمجة تُجَاهَكِ...فأنا معترفٌ أنَّ الخطأَ والزَّللَ والنسيانَ هم الغالبون على من خلقَهُ اللهُ من عجلٍ ...نعمْ من عجلٍ ...أخطأتُ في حقِّك ونسيتُ قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّكِ أحقُّ النَّاسِ بحسن صحابتي ... ضيَّعتُ آكدَ الحقوقِ ...وقاربتُ الفتنةَ... فتنة العقوق ...برُّ الوالدين عليَّ دين ...وأنا هاملٌ له بالصَّد وطولِ البين ...أبتغي الجنةَ بزعمي وهي مقرونةٌ برضا أمي بعد توحيدِ اللهِ جلَّ في عُلاه ... مشاعرُ الحبِّ والعطفِ والحنانِ تعلو وجهَك الكريم ...سَهِرْتِ لأنامَ ...وجعتِ لأشبعَ ...و إن أصابني مرضٌ أو آفة ...فلا تسأل عن عظيم ما تكابده وتعانيه ...من همٍّ وحزن وغم وأسف وما الله به عليم ...فكم عاملتُك يا أمي بسوء الخلق والأخلاق ...لسانُ حالي يقول ما رأيتُ منكِ خيرًا قط ...أمَّا أنتِ ...أنتِ يا أمي ...فقد دعوتِ اللهَ -عز وجل- في السرِّ والعلن ألا يؤاخذني بما فعلتُ من سفه ونزقٍ وسفسطةٍ ...
فوا أسفاَ ألاَّ أُكبَّ مُقَبِّلاً لرأسكِ ... والصَّدْرِ الَّذَيْ مُلِئاَ حزمَا
والدتي العزيزة ...
كأنَّ الشاعرَ -المتنبي- عناني بأبياته الشَّهيرة ...
وما قتلَ الاحرَارَ كالعفوِ عنهم ... ومن لكَ بالحرِّ الذي يحَـفظُ اليدا
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ ...وإن أنتَ أكرمتَ اللّـئيم تمـردا
فلا كثَّر اللهُ في المسلمين من أمثالي ... نعم من أمثالي....
أمِّي ...
ها أنا قد نيَّفْتُ على الثلاثين ...
وأصبحتُ أعي معنى بر الوالدين ...
عندما أصبحتُ أبًا لأبي قتادة وأمِّ الفضل حفظهما الله بحفظه ...
وهذا هو مربطُ الفرس وبيتُ القصيد في هذه الرسالة ...
لا يعرفُ الرَّجلُ قيمةَ والِدَيـْهِ حقَّ المعرفةِ حتى يصبِحَ أبًا ولا تعرفُ المرأةُُ وزنَ والِدَيْها حتى تُصبحَ أُمًّا ...
هذا إذا كان هذا الرَّجلُ يسمعُ وتلك المرأةُ تعقِلُ ...وإلاً فهما كالأنعام... بل هما أضلّ ...
سامحيني... أمِّي ...
عُذْراً ...والدتي ...
أنا المذنبُ الخطَّاء والعفو واسع ... ولو لمْ يكنْ ذنبٌ لما وقعَ العفوُ
وأحسن منه قول الله جلّ وعلا ...
{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الإسراء25
في تفسير الجلالين :
(ربكم أعلم بما في نفوسكم) من إضمارِ البرِّ والعقوقِ (إن تكونوا صالحين) طائعين لله (فإنه كان للأوابين) الرجَّاعين إلى طاعته (غفورا) لما صدرَ منهم في حقِّ الوالدين من بادرةٍ وهمْ لا يُضمرون عقوقـًا ...



وكتبَ ربيع بن المدني في 13-05-2009





الأخ العزيز والكاتب الرائع المتألق
ربيع بن المدني ابو عبد الرحمن
شكرا لهذه الحروف المضيعة كيف لا وهي تكتب
وتعبر عن المحبة لأغلى انسانة على قلوبنا آلا وهي الأم
الأم المدرسة التي وأدركنا وتخرجنا من بين إيديها الطاهرة
وتعلمنا كيف نعيش وكيف نسامح وكيف نحب
سلمت خاطرك ويداك على البوح الراقي يا عزيزي
وكن على يقين ان الأم لا تحزن من تصرف ابنائها ولا تسامح لأنها بالأصل لن ولم تغضب منهم هي الصدر الحنون والقلب الطيب الذي لا يعرف إساءة
رحم الله كل أالأمهات وأطال بأعمار امهاتنا
وحفظك الله على هذه الكلمات والبوح وطلب الغفران
ليجعل الله دربك مليىء بالسعادة والمحبة دمت بخير يا عزيزي
الف شكر حفظك الله وكل عام وانت بخير ورمضان كريم