عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2011, 12:16 AM   #4
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



توجيهات:
أيها المسلم: انتهز فرصة حياتك وصحتك وشبابك واغتنمها بالأعمال الصالحة قبل أن ينزل بك الموت وتب إلى الله تعالى توبة صادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والمحرمات، وحافظ على فرائض الله تعالى وأوامره وابتعد عن محرماته ونواهيه في رمضان وغيره واحذر أن تؤخر التوبة فتموت عاصيًا قبل أن تتوب فإنك لا تدري أتدرك شهر رمضان القادم أم لا.
واجتهد في أمر أهلك وأولادك ومن تحت يدك بطاعة الله تعالى ونهيهم عن معاصيه وكن قدوة حسنة لهم في جميع المجالات فإنك راع عليهم ومسؤول عنهم أمام الله تعالى واخل بيتك من جميع المنكرات الصادة عن ذكر الله وعن الصلاة.
واشغل نفسك وأسرتك في ما ينفعك وينفعهم وحذرهم مما يضرهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

®®®®


# قيام رمضان #
عن أبي هريرة t عن رسول الله r قال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
وعن عبد الرحمٰن بن عوف t أن رسول الله r ذكر شهر رمضان فقال: «إن رمضان شهر فرض الله صيامه وإني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه» أخرجه النسائي وقال: الصواب عن أبي هريرة.
فقيام رمضان سنة مؤكدة سنها رسول الله r وحث عليها ورغب فيها وعمل بها خلفاؤه الراشدون وسائر الصحابة والتابعون لهم بإحسان فينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح في رمضان وعلى صلاة القيام في العشر الأواخر منه طلبًا لليلة القدر. وقيام الليل مشروع في جميع ليالي السنة وفضله عظيم وثوابه جسيم قال الله تعالى: }تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون{([10]) وهذا مدح وثناء للقائمين لصلاة التهجد في الليل. ومدح قومًا آخرين فقال: }كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون{[سورة الذاريات آية: 17 – 18] وقال تعالى: }والذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا{[سورة الفرقان آية: 64] وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام أن النبي r قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
وللترمذي عن بلال مرفوعًا: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل مقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد».
وفي حديث الكفارات والدرجات قال: «ومن الدرجات: إطعام الطعام، وطيب الكلام، وأن تقوم بالليل والناس نيام» صححه البخاري والترمذي([11]) وقال النبي r: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» رواه مسلم.
ومن صلاة الليل: الوتر وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة فيوتر بركعة مفردة لقول النبي r: «من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل» رواه أبو داود والنسائي.
أو يوتر بثلاث لقول النبي r: «من أحب أن يوتر بثلاث فليفعل» رواه أبو داود والنسائي. فإن أحب سردها بسلام واحد وإن أحب صلى ركعتين وسلم ثم صلى الثالثة.
وله أن يوتر بخمس فيسردها جميعًا لا يجلس ولا يسلم إلا في آخرهن لقول النبي r: «من أحب أن يوتر بخمس فليفعل» رواه أبو داود والنسائي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي r يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء منهن إلا في آخرهن) متفق عليه.
وله أن يوتر بسبع فيسردها كالخمس لقول أم سلمة رضي الله عنها: (كان النبي r يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
وله أن يوتر بتسع أو بإحدى عشرة أو بثلاث عشرة ركعة والأفضل أن يسلم من كل ركعتين ثم يوتر بواحدة.
وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها.
وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وفي آخره، فالتراويح من قيام رمضان فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها واحتساب الأجر والثواب من الله عليها. وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها.
ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله لقول النبي r: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» الحديث رواه اهل السنن بسند صحيح([12]).
والتراويح سنة وفعلها جماعة أفضل وفعل الصحابة لها مشهور وتلقته الأمة عنهم خلفًا بعد سلف وليس لها حد معين فله أن يصلي عشرين ركعة أو ستًا وثلاثين ركعة أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة وكل حسن فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره والمطلوب في الصلاة الخشوع والطمأنينة وحضور القلب وترتيل القراءة وذلك لا يحصل مع السرعة والعجلة ولعل الاقتصار على إحدى عشرة ركعة يكون أولى([13]).
®®®®
# تلاوة القرآن في رمضان وغيره #
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وبعد:
فإنه يتأكد على المسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره تقربًا إلى الله تعالى وطلبًا لمرضاته وتعرضًا لفضله وثوابه فإن القرآن الكريم خير كتاب أنزل على أشرف رسول إلى خير أمة أخرجت للناس بأفضل الشرائع وأسمحها وأسماها وأكملها.
أنزل القرآن لكي يقرأه المسلم ويتدبره ويتفكر في معانيه وأوامره ونواهيه ثم يعمل به فيكون حجة له عند ربه وشفيعًا له يوم القيامة.
وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى: }فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى{[سورة طه آية: 123]. وليحذر المسلم من الإعراض عن تلاوة كتاب الله وتدبره والعمل بما فيه وقد توعد الله المعرضين عنه بقوله: }من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرًا{[سورة طه آية: 100] وبقوله تعالى: }ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى{[سورة طه آية: 124].
من فضائل القرآن:
1 - قال الله تعالى: }ونَزَّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين{[سورة النحل آية: 89].
2 - وقال تعالى: }قد جاءكم من الله نورٌ وكتاب مبين يهدي به الله من اتَّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات غلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم{
[سورة المائدة آية:
15 – 16]
.
3 – وقال تعالى: }يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىورحمة للمؤمنين{[سورة يونس آية: 57].
4 - وقال رسول الله r: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» رواه مسلم عن أبي أمامة.
5 - وعن النواس بن سمعان t قال: سمعت رسول الله r يقول: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم.
6 - وعن عثمان بن عفان t قال: قال رسول الله r: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري.
7 - وعن ابن مسعود t قال: قال رسول الله r: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
8 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي r قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
9 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» متفق عليه.
والمراد بالسفرة: الرسل من الملائكة، والبررة: المطيعون لله تعالى، ويتعتع له أجران، أجر القراءة وأجر المشقة.
10 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار. ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» متفق عليه.
والآناء: الساعات. والمراد بالحسد هنا: الغبطة وهي تمني مثل ما للغير([14]).
فاحرص أيها المسلم وفقك الله لما يرضيه على تعلم القرآن وتلاوته بنية خالصة لله تعالى، واحرص على تعلم معانيه والعمل به لتنال ما وعد الله به أهل القرآن من الفضل العظيم والثواب الجسيم والدرجات العلا والنعيم المقيم فقد كان أصحاب رسول الله r إذا تعلموا عشر آيات من كتاب الله تعالى لم يتجاوزوهن حتى يتعلموا معانيهن والعمل بهن.
ثم اعلم أيها المسلم أن تلاوة القرآن التي ينتفع بها صاحبها هي التلاوة المصحوبة بالتدبر والتفهم لمعانيه وأوامره ونواهيه بحيث إذا مر القاريء بآية يأمره الله فيها بأمر ائتمر به وامتثله، وإذا مر بآية ينهاه الله فيها عن شيء انتهى عنه وتركه، وإذا مر بآية رحمة سأل الله ورجا رحمته، وإذا مر بآية عذاب استعاذ بالله وخاف من عقابه، فهذا الذي يتدبر القرآن ويعمل به ويكن حجة له، أما الذي لا يعمل به فإنه لا ينتفع به ويكون حجة عليه قال الله تعالى: }كتاب أنزلناه إليك مبارك ليَدَّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب{

[سورة ص آية: 29]
.
وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: }شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن{[سورة البقرة من آية: 185]، وتقدم في الحديث الصحيح عن ابن عباس أن رسول الله r كان يلتقي هو وجبريل في رمضان في كل ليلة فيدارسه القرآن.
فدل على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له منه. وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.
وفي فضل الاجتماع في المساجد لمدارسة القرآن قال رسول
الله
r: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم.
ومدارسة القرآن لها طريقتان:
الأولى: أن تقرأ ما قرأه صاحبك.
والثانية: أن تقرأ ما بعده. والأولى أولى..
وفي حديث ابن عباس المتقدم: أن المدارسة بين النبي r وبين جبريل كانت ليلاً فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: }إن ناشئة الليل هي أشد وطئًا وأقوم قيلاً{[سورة المزمِّل آية: 6].
ويستحب قراءة القرآن على أكمل الأحوال متطهرًا مستقبل القبلة متحريًا بها أفضل الأوقات كاليل وبعد المغرب وبعد الفجر، وتجوز القراءة قائمًا وقاعدًا ومضطجًا وماشيًا وراكبًا لقوله تعالى: }الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم{[سورة آل عمران من آية: 191] والقرآن أعظم الذكر.
مقدار القراءة المستحبة:
يستحب ختم القرآن في كل أسبوع يقرأ في كل يوم سبعًا من القرآن في المصحف فإن النظر فيه عبادة وفيما دون الأسبوع أحيانًا في الأوقات الفاضلة والأمكنة الفاضلة كرمضان والحرمين الشريفين وعشر ذي الحجة اغتنامًا للزمان والمكان، وإن قرأ القرآن في كل ثلاثة أيام فحسن لقول النبي r لعبد الله بن عمر: «اقرأه في كل ثلاث»([15]) ويكره تأخير ختم القرآن عن أربعين يومًا إن خاف نسيانه. قال الإمام أحمد: ما أشد ما جاء في من حفظه ثم نسيه.
ويحرم على المحدث حدثًا أصغر أو أكبر مس المصحف لقول الله تعالى: }لا يمسه إلا المطهرون{ وقوله r: «لا يمس القرآن إلا طاهر» رواه مالك في الموطأ والدارقطني.
ويحرم على الجنب قراءة القرآن حتى يغتسل لحديث: «لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن» رواه أبو داود.
القرآن الكريم كلية الشريعة:
قال الشاطبي في الموافقات: (قد تقرر أن الكتاب العزيز كلية الشريعة وعمدة الملة وينبوع الحكمة وآية الرسالة ونور الأبصار والبصائر وأنه لا طريق إلى الله سواه ولا نجاة بغيره ولا تمسك بشيء يخالفه، وإذا كان كذلك لزم ضرورة لمن رام الاطلاع على كليات الشريعة وطمع في إدراك مقاصدها واللحاق بأهلها أن يتخذه سميره وأنيسه وأن يجعله جليسه على مر الأيام والليالي نظرًا وعملاً فيوشك أن يفوز بالبغية وأن يظفر بالطلبة وأن يجد نفسه من السابقين وفي الرعيل الأول فإن كان قادرًا على ذلك ولا يقدر عليه إلا من زاول ما يعينه على ذلك من السنة المبينة للكتاب وإلا فكلام الأئمة السابقين والسلف المتقدمين آخذ بيده في هذا المقصد الشريف)([16]).
حكم التطريب بقراءة القرآن:
إن شغل القاريء والمستمع باله بالتطريب وهو الترجيع والتمديد ونحو ذلك مما هو مفض إلى تغيير كلام الله الذي أمرنا بتدبره حائل للقلوب عن مراد الرب من كتابه قاطع لها عن فهم كلامه فينزه كلام الرب عن ذلك، وكره الإمام أحمد التلحين بالقراءة الذي يشبه الغناء وقال: هي بدعة.
وقال ابن كثير رحمه الله في فضائل القرآن: والغرض المطلوب شرعًا: إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك بأدائه هذا المسلك([17]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الألحان التي كره العلماء قراءة القرآن بها هي التي تقتضي قصر الحرف الممدود ومد المقصور وتحريك الساكن وتسكين المتحرك يفعلون ذلك لموافقة نغمات الأغاني المطربة فإن حصل مع ذلك تغيير نظم القرآن وجعل الحركات حروفًا فهو حرام([18]).

®®®®




 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس