|
#1
|
|||||||
|
|||||||
أبو جراب
أبو جراب:
===== بدأت بوادر الشتاء تطل على الكرة الأرضية ، تجمع جماعة طائر أبي جراب عند زعيمهم ، اتفقوا على الهجرة نحو البلاد الدافئة، طاروا نحو الجزيرة العربية ، أوصاهم زعيمهم بالحرص والالتفاف حول بعضهم البعض ، حتى لا يضل أحد من الجماعة ساروا بمحاذاة جبال السروات من الغرب ، كما هي عادتهم في كل مرة، كانت الجبال الشاهقة تحجز الريح والعواصف عنهم ،لان تهامة مشهورة بعواصفها المتقلبة في فصل الخريف، لذا كانوا يسلكون تلك الطريق كي يصلوا بسلام. في هذه الرحلة هبت عاصفة شديدة ، اعتلت حتى تجاوزت الجبال الشاهقة غطت كل المكان بسوادها وظلمتها ، تفرقت جماعة طائر أبي جراب، احتمى بعضهم بالجبال والبعض احتمى بالأشجار العالية ، ومن صمد في وجه العاصفة كان مصيره الضياع ، كان من ضمن من ضاع طائر صغير هبط بشكل عشوائي على منطقة لا لا يعرفها ولم يرها من قبل ، كانت المنطقة فيها بيوت متفرقة وأشجار قليلة وأعمدة إنارة عالية ، اتخذها الطائر مقرا له حتى هدأت العاصفة، كان الظلام قد غطى المكان بسواده ،كان هناك نورا ينبعث من الأعمدة التي يقف الطائر على أحدها ، بعد تفكير عميق ، قرر الطائر أن يتخذ من العمود مقرا دائما له طيلة بقاءه في هذا المكان لان الضوء المنبعث من العمود يستره عن العيون فلا يُرى بسهولة ،هو يحتاج أن يأمن على روحه بالليل وهو نائم، بات الطائر حتى الصباح ، كان خائفا جدا من المنطقة الغريبة التي نزل فيها، كان أكثر خوفه من الأعداء الذين يهددون حياته كالنسر والصقر وغيرها من الطيور الجارحة، أحس بالجوع ، خرج يبحث عن طعام على حذر ، رأى طائر النورس يطير في المكان ، توقع أن يكون هناك بحرا،بحث عن البحر حتى وجده نزل البحر، اصطاد بعض الأسماك، سد بها جوعه،عاد إلى حيث بات البارحة، كان يبكي كل الوقت فراق أصحابه ،يبكي من الوحدة التي لم يتعود عليها من قبل ، فهو لا يفارق جماعة أبي جراب إلا هذه المرة، لم يوقعه فيها إلا الظرف الذي مر به. ظل يذهب إلى البحر كي يصطاد سمكا ويأكل، مرت أيام ، مل من السمك أحب التغيير خرج يبحث له عن مكان فيه طعام وشراب ،غير البحر ، وجد المزارع القريبة من مكان إقامته ، أكل منها حتى شبع، أمن الطائر على حياته ، لكنه ظل يحن إلى جماعته، رحل الشتاء وتبعه الربيع وحل الصيف ضيفا على المنطقة ، تغير كل شيء على طائر أبي جراب ، حاول أن يهاجر كما هي عادته وعادة رفاقه ، أملا أن يجد رفاقه في بلده التي جاء منها ،لكنه لم يستطع لأنه لا يعرف المكان الذي هو فيه ولا يعرف إلى أين يتجه، بكى طائر أبي جراب، حنت عليه الطيور التي تسكن بجواره ، تناقلت أخباره، تجمعت جماعة أبي جراب مرة أخرى مع زعيمهم بعد تلك الحادثة ،لم يبقى منهم سوى الطائر الذي يقطن المنطقة الغريبة وينام على عمود الإضاءة، أخذوا يسألون عنه في كل مكان ، سمعوا بخبره ،أنه يرتاد البحر والمزارع للبحث عن طعامه،اتجهوا نحو الساحل الغربي لجبال تهامة، انقسموا فرقتين ، فرقة تذهب إلى البحر ، وفرقة تذهب للمزارع ، وجدته الفرقة التي ذهبت إلى البحر ، تجمعت جماعة أبي جراب بعد فرقة ،قاموا بتمشيط المنطقة ، رأوها مناسبة لهم ، اتخذوها مسكنا لهم كلما زاروا المنطقة. ابراهيم شيخ ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|