من نور عينك كلُّ حرفٍ قدْ بَدَا
متلألِئاً جرَّ الحُروفَ على المدى
ومعَ انبثاق النُّورِ من ألحاظِها
عمري أنا لوْ تعلَميْنَ قدِ ابتَدا
غنَّت لك الأطيارُ في عليائِها
وأميرها زاف الفضاءَ وغرَّدا
والزَّهرُ حين رآكِ فاحَ أريجُه
وتضوَّع العِطرُ الزَّكي وتبدَّدا
فَمِن العيون وسحرها أخذ السَّنا
ومن احمرار الوجنتيْنِ تورَّدا
من قدِّها الميمونِ كانَ قوامُه
فتمايل الغُصنُ الطَّري وتمدَّدا
ولِحاظُ عينكِ حينَ ترمي نبلَها
أبدوا كَمَنْ بِقُيودهِ قَدْ قُيِّدا
ياحبَّذا كلَّ النِّبالِ ورامِها
ياما أُحيْلى في الهوى منْ سدَّدا
أنا ياأميرَةُ فارِسٌ ولِيَ الوغَى
إنْ شِئتِ أبقَيْتُ المعارِكَ سرمدا
أوْ شِئتِ إيقافاً لها أوقفْتُها
أنا نعمَ منْ إنْ شاءَ راحَ وأخمدَا
أناْ لستُ أرضى أدمُعاً تهمي ولا
أرضى لخدِّي في الغرامِ تخدُّدا
ملِكٌ أنا وبعرشِ قلبكِ مجلسي
فهبي بلاطي من لدنك مشيَّدا
أنا يابنة الأجوادِ نبضة شاعر
غنَّى الهوى وبلحنهِ كلٌّ شدا
قلَّبتُ قلبي في هواك فلم أجِدْ
غير الهوى افترش الحشا وتوسَّدا
وحفِظتُ ودَّك لستُ أنكرُ عهدَهُ
رغم النَّوى رغم الذي قال العدا
صبَّرتُ قلبي حين نأيكِ علَّهُ
يلقى الهنا بعد العنا فتزوَّدا
نبضاته من همس صوتك صوتُها
اللهَ كم عانى بِذا وتكبَّدا !
سمَّ الإلهَ وأسْلَمتْ سَكَنَاتُهُ
ورداء صِدقٍ في هواك ِ قدِ ارتدى
وَحُليُّهُ من بعضِ حسنِكِ بعضها
والبعضُ من حُسْنِ الحِسانِ كما الوَدَى
فهبي فؤادي من لدنك مودَّةً
يغدو بها كالطير حلَّق في المدى
حينَ استبدَّ الشوق فيَّ رأيتني
يمَّمتُ شطرك دون أنْ أتردَّدا
وطرقتُ بابكِ علَّني أحظى بما
فيه الشِّفاءُ لكلِّ منْ قدْ أرمَدَا
وعسَى أُكحِّلُ أجفُني برؤاكِ يا
منْ لسْتُ أبغي معْ رُؤَاها المِروَدا
لا تسألي كيف اللِّقاءُ وأينَهُ
إنِّي وربِّي قدْ نسيتُ الموعِدا
خلِّ الوصالَ على الدَّوامِ وخلِّهِ
عفواً يجيءُ بدونِ أنْ نتعمَّدا
يابنتُ لوْ تدري الهوى كمْ شاقني
وهيامُ قلبي لنْ أُضيِّعهُ سُدى
فلَسَوفَ أُهديك المودَّة كلَّها
وأكونُ أفضَلَ من هوى وتودَّدا
فدوى لعينكِ هذه الرُّوح الَّتي
أفنيْتُها ، ولكِ الحَشَا دوماً فِدا
ولك الفؤادُ وما حوَى بِشِغافِهِ
فلتسرَحي فوق الشِّغافِ كما النَّدَى
ولتهنَئِي برُبُوعِهِ وَرَبِيعِهِ
فربيعُ قلبي في هواكِ تَأَبَّدا
شعر؛ إبراهيم أحمد دغيم
سوريا ؛ معرَّة النُّعمان ؛ جرجناز
الخميس؛ 25/6/2009م
|