هذه الحياة على اتساعها وفراغها الا انها تجيد خنق الارواح بداخلها ....

هي بخيلة ومتمرده ورديئه تمنحنا السعادة لفترات بسيطة وتجعلنا ندفع ضرائب هذة السعادة حتى ننسى كيف هي ابتسامتنا ....
ً
الايام بها سريعه ولانشعر بمرورها سوى بتغير ملامحنا ... في كل مكان بمسكني يعكس الزجاج صورتي ويتابع وجودي ومع هذا ابتسم له يوميا ولا اشعر بتفاصيلي التي تتغير في تناقص مخزي ...
ارواحنا بها تتلاشى تدريجيا ونفقد بها عنفوانا وقوتنا وكل جميل بنا ....
نفقد اقرب الناس الى قلوبنا في غفلة فيرحل جزء منا ومن بهجتنا معهم كلما ضعف نبضنا وسال دمعنا ....
تهيم بنا في سراديبها المظلمه ونكافح ونتعب وكأننا معمرون بها وعندما نلتفت لايام مضت نجد ان انجازنا لايساوي حجم ارقنا وتعبنا ...
كل مافي حياتنا وتفاصيلها يتآمر مع اقدارنا لينهكنا ويسلب اعمارنا وننتهي يوما ما ... ومهما كان مافعلناه بهذه الحياة يدفن معنا وبعد ايام او شهور او حتى سنوات ينسى ويتحول الى رميم كما هي اجسادنا ....
هذه الدموع اوفى واجمل ماخلق بداخلنا فهي تطفأ لهيب قلوبنا وتواسينا وتتجدد ولا تنتهي حتى ننتهي وترافقنا في مسيرتنا كامله منذ لحظه ولادتنا وحتى نطقنا لوصايانا او تشهداتنا ...

هذه الحياة بائسه وحقيرة كالمربيه التي تتقاضى اجرا زهيدا لتحتضننا وتبيعنا في مزاد رخيص لحظه اكتفائها من وجودنا ...

انتقائية هذه الحياة عجيبه وليس لها اي قواعد او اساس .... نجدها ترفع من لايستحق وتسحق من يفترض ان يكون شيئأ
وتسيس قلوب وحياة البشر حسب اهوائها ومرادها ...
حتى في ارزاقها لاتنظرللشريف وتمنح الخائن ميت الضمير الوضيع وتهبه كل اسبابها للهناء....

هذه الحياة يأس ودمار وتشوهات ...

هذه الحياة لاتستحق ادنى احترام او تقدير فهي لم تحترم ذاتها ....

بأي حق تمنح ذلك الحقير وتحرم ذلك الشريف ....
وبأي حق تنهي وجود الكريم وتحافظ على وجود اللئيم ...


وبأي حق تجعلني اهتم لامرها واكتب عنها .... هي لاتستحق ... لاتستحق ...

نحن نستحق اكثر وافضل مما نحن عليه ايتها الحياة اللعينه ....

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

اقتباس