الحلم العربي

للشاعر / جمعة عبد ا لعال

وقفنا طابوراً بطول انتظار
لنأكل رغيفاً بعد الشجار

رغيفاً عجيناً بدون إحمرار
شحيحا رقيقاً يلوح إصفرار

ونحرق بظلم ونكوى بنار
لنحيا حياة بذل وعار


سمعنا شعاراً ينادي شعار
هذا نماءٌ ... وذاك إزدهار

كذبوا علينا بوضح النهار
وسقط المسار بوحل القمار

ضحكنا طويلاً .. بكينا إنقهار
ولون الدمار يزيد إحمرار

رؤوسنا شابت ونحن صغار
وزدنا فقراً وزدنا إنكسار

تموت الغلابا فينا افتقار
لتشرب عرقاً بطون احتكار

رغيفنا غنا وعلا وطار
وزاد الغلاء فينا استعار

ومتنا جوعا ومتنا أصطبار
وضاع العمر وفات القطار

بأطنان قمح بيع القرار
وزدنا سحقاً .. وزدنا انهيار

رهنوا البلاد لقوم شرار
أذاقوا العباد كأس المرار


وغاز ينقل عبر البحار
لأيدي عدو أجاد الدمار

ويبهر عيونا ضوء دولار
لتغرق بلادي بعهر وعار

عمار سياحة .. عمار آثار
عمار مش .. عمار فشار

حكام لعبت فينا القمار
وبتنا سبايا بأيدي الكبار

حكم البلاد كلب وفار
وأصبح ثعلبهم مستشار

خلع الحياء ووثوب الوقار
ويبحث عن شهرة وإشتهار

أدار القبلة صوب الدينار
وجاب البلاد بوجه مستعار

علا الجدار وشد الحصار
وأغلق علينا باب الحوار

حكم البلاد بقيد ونار
وفاضت سجون الظلم مرار

وساد البلاد فحشاً وعار
بحكم القوة والاقتدار


سفيه البلاد غنى وصار
وبيع الغيظ وبيع الحمار

ونيل يجري .. وأرضى بوار
ومتنا عطشاً بإرض قفار

أذلوا النساء ذوات الخمار
أضاعوا الصغار قبل الكبار

سفن تمخر عرض البحار
تحمل حقدا وحمماً ونار

فهذا عدو يزيد احتقار
وذاك صاروخ يزيد انشطار

وتبر وغاز وبتر دولار
سكنا المقابر وصارت ديار

مسلسل عهر زاد اشتهار
حمار تزوج بنت الحمار

ضحكنا كثيراً بكينا انفجار
وجفت فينا دماء الفخار

فأين المفر وأين الفرار
وطعم الهزيمة كالانتصار

فجرد حساماً وخذ لي بثأر
فحان الآن قطف الثمار

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

اقتباس