(((((ويبقى السؤال !!!!!!!!! )))))) قصة قصيرة

منذ أيام دَعوت إلى مكتبي السائق أسعد , لكي أعطيه راتبه الذي لم يتقاضاه منذ ثلاثة شهور ..
قلت له : تعال يا أسعد اجلس .... هيا نتحاسب ... إنك لم تطالبني براتبك عن الشهور الماضية
قال أسعد : نعم سيدتي .... ولكن خجلي منعني من طلب النقود
قلت له : لقد اتفقنا على أن ادفع لك نظير عملك ثلاثمائة جنيها فى الشهر
قال : كلا سيدتي ... نحن اتفقنا أن تدفعي لي خمسمائة جنيها فى الشهر
قلت له : كلا هي ثلاثمائة جنيها .... كنت ادفع للسائق السابق ثلاثمائة جنيها فى الشهر وهذا مسجل عندي ...... ولقد عملت لمدة ثلاثة شهور ......
قاطعها قائلا : ثلاثة شهور ونصف
قلت : بل ثلاثة شهور فقط وهذا مسجل عندى ..... إذن أنت تستحق تسعمائة جنيها .... نخصم منها أيام الجمع يتبقى سبعمائه وثمانون جنيها , ونخصم منها أيضا أربعة أيام كنت أنت مريض وتوليت أنا قيادة السيارة ..........
(ظهرت ملامح الغضب على وجه أسعد , ولكنه ظل صامت ولم يتكلم بكلمة واحدة واكتفى بفرك يديه تعبيرا عن الغيظ )
واصلت حديثي قائله : ونخصم خمس أيام كانت السيارة معطلة ولم تكن تقودها ويومان كان زوجي يوصلني في طريقه للعمل.....
( احمرت عين أسعد وضاقت به الدنيا وأخذ يتصبب عرقاً , وهم أن يتحدث ولكنه التزم الصمت )
واصلت حديثي وقلت : الشهر الماضي كسرت الفانوس الأمامي للسيارة , ولكنى لن أخصم ثمنه منك... سوف اكتفى بخصم حق الصيانة فقط وهى ثلاثون جنيها ......... سامحك الله بسبب تهورك وعدم تريثك
إذن نخصم 120+ 40+50+20+30 يصبح 260 جنيها من900 جنيها يتبقى 640 جنيها
( يسود الصمت .... )
واصلت الحديث قائله : تذكرت لقد أخذت منى من شهرين مائة جنيها عندما كانت أبنتك فى المستشفى
قال أسعد : كانت خمسون جنيها فقط
قلت : بل مائه ...... هذا مسجل عندى
( امتلأت أعين أسعد بالدموع .... وابتل جبينه بالعرق )
ثم قال : سيدتي .... لقد أخذتُ من زوجك ثلاثون جنيها لأُحضر الدواء لابنتي عندما خرجت من المستشفى
قلت : عن جد ؟؟؟؟ ..... هذا غير مسجل عندي ... إذن لنخصم الثلاثون جنيها هذه أيضا ليصبح من حقك خمسمائة وعشر جنيها لاغير
( أخرجت من درج مكتبي الخمسمائة وعشر جنيها , ومددت له بها ........ فتناولها ووضعها فى جيبه ويداه ترتعشان )
وقال (بصوت منكسر ) : شكراً لكِ سيدتى ...... وانطلق نحو باب الغرفة ليخرج
انتفضت واقفة كأنني قد لدغي عقرب واستولى عليه الغضب
قلت له (فى حدة ): على أي شيء تشكرني ؟؟؟؟؟
قال أسعد : على النقود
قلت : لقد سرقتك .... نهبتك ..... بخست حقك ...... وتشكرني ؟؟؟؟؟
قال أسعد : سيدتي ... في أماكن آخري كنتُ أعملُ طوال الشهر ولا أتقاضى أجرا ً نظير هذا العمل
قلت ( مستنكرة ): لم يعطوك نظير عملك !!!!!! ليس هذا غريب !!!!!!!!
سأعطيك نقودك كاملة نظير الثلاثة شهور ونصف دون خصم أي شيء ...... ها هى قد جهزتها لك فى المظروف خذها تفضل ..... ولكن هل لى أن أسالك سؤالا ؟؟؟
قال أسعد : تفضلي سيدتي ....
فلت : لماذا لم تحتج ؟ لماذا التزمت الصمت ؟؟؟
هل يمكن أن تكون مغفلاً إلى هذه الدرجة ؟؟؟
لماذا ترضى أن تكون ضعيفاً فئ هذه الدنيا ؟؟؟؟
لم يرد أسعد وشكرني وخرج سعيداً ........
(وبقيت الأسئلة تحوم داخل رأسي حتى يومنا هذا)
ما ذنب هؤلاء الضعفاء أن يعيشوا فى عالمنا الغَابىِ ؟؟؟؟
وهل يمكن أن تكون لهم فى يوم من الأيام أنياب حادة يكشرون بها , ويثورون لجلب حقوقهم المسلوبة ؟؟؟
لا أعرف ...... ربما تعرفون أنتم ؟؟؟؟
( قصة من واقع الخيال ولكنها حقيقة نعيشها في زمن تحجرت فيه القلوب )

بقلمى
د: كريمة سالم

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

اقتباس