#1
|
|||||||
|
|||||||
مقامة الأبرص
مقامة الأبرص ______________________________________ حدثنا طيفور راوينا البديع ، من بحره الوسيع ، بروائعه التي استمال بها القلوب ، وهو يحكي لنا عن البطل المحبوب ، بنسمات عطرة ، وزهرات نظرة ، في فلكوت الرواية المفيدة ، ضمن دائرة القصص الجديدة، وقال راوينا : كنت مع رجل أبرص ليس بأخرس ، فأقبل علينا رجل ملثم ، فقال : يا أخي المريض أنت عندنا لست ببغيض ، وإنما لكل داء دواء ، وإن شاء الله ستجد عندي الشفاء إن عاهدتني بالوفاء ، وأن تحمد الله وتشكره ، وفي كل برهة تذكره ، وأن تداوم على الاستغفار ، وتدعوه في الأسحار، فخذ هذا المرهم وقل أمنية ولا تلفظها كأغنية ، فقال الأبرص أتمنى أن يكون لي واد من الإبل تأكل الياسمين ، وطيور بشقشقتها تطرب السامعين ، فقال الرجل في غرة الشهر القادم لنا لقاء ، وقال راوينا : وبعد فجر يوم مشرق ، بشمس تلتهب وتحرق ، ذهبت إلى الأبرص بانطلاقة الخيال فتفاجأت بالأبرص وقد تغيرت عليه الأحوال !!! فكانت فرحتي في قلبي غامرة ، فتمنيت أن لو كانت عامرة ، فكان اليوم لنا رقص ومرح، وبهجة وفرح ، وفي أثناء ذلك أقبل علينا رجل ملثم فقال : يا صاحب الإبل إني أشكو من الوجى ولي عندك سؤال ورجا ، فلقد عصبت على بطني الحجار ، وأنا أسير ما بين الجبال والقفار ، فقال الأبرص : أنت أول ضيف في هذا الصيف فقل ولا يأخذنك حرج ، فبعد كل كربة فرج ، فاذبحوا الإبل للضيف الكريم فهو في دارنا ثلاثة أيام سيقيم وقال راوينا : لقد كان الأبرص رجلاً شهم ، في الجود له سهم وقال راوينا : وبعد ثلاثة غرر جاءت البهر فجاءت أم ومعها طفل فقالت : يا صاحب الإبل إني لا أجد شيئا من الحليب لإبني العندليب ، وقد تفطر قلبي وفاضت الدموع ، ونواح ابني كان مسموع من شدة الجوع ، فقال الأبرص : لقد جاشت نفسي بالبكاء من منظر فيه اشتكاء، فهذه الإبل التي بين ناظريك لك ولقرة عينيك ، فقال راوينا : هذه علامة وإشارة بأنه يسعى إلى أحسن تجارة ، التي فحواها الربح وليس الخسارة ، من الله بدون ذكاء ولا مهارة ، وقال راوينا : وفي ليلة البراء أقبل علينا رجل ملثم يقول انه أبرص فقال : يا صاحب الإبل لقد أسبغ الله عليك النعم ، وأنت في قمة المجد ، ولم ترثها لا عن أب ولا جد ، وأنا مقحم بهذا الداء ، وكرمك ذاع صيته في البيداء ، فقال صاحب الإبل : خذ هذا المرهم فقال الأبرص الزائر : أنت عظيم لست بجائر ، وفي غرة الشهر القادم لنا لقاء فقال راوينا : لقد انصرف الضيف وذهب ، وكان كلام الأبرص من ذهب ، وقال راوينا : جاءنا الرجل الملثم فقال يا صاحب الإبل لقد أحسنت العمل ، ولم يخب فيك الأمل ، فكشف عن اللثام فقال يا طيفور أنا سامر والضيف والمرأة والأبرص . . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
آخر تعديل حسين راجحي يوم
12-05-2012 في 01:22 PM.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|