ومات غازي .. اليوم الخامس من شهر رمضان الوقت العاشرة صباحا من الفقد الفاجعة طالعتني حين بدأت أتصفح موقعي فجأة أترنح بين إفاقة و سكر أسدل أهداب وعيي مذهولة على يقين حقيقة فجع لأرحل في متاهات سراديب اللاوعي أرسم للفاجعة ألف باب و باب لتسردني حكاية بدء ذات مرار مات غازي رحل سيد الكلمات وفارسها تختنق أعماقي بالحشرجة فأختنق واختنق وأظل مختنقة .. كأني به اقتطع جزء مني وغادر تشيعني عبراتي مابين صمت وسكون صخب وعويل وجنون فتسيــل العبرة تلو العبرة .. يتوقف مني النبض كما يتوقف طرق الودق .. غير أنه لا نفي ولا تكذيب إشاعة ..بل حقيقة فقد أطالع مكتبتي هربا من حزني من دمعي من وجعي وفجيعتي احتضن ما بقي من غازي جزائر اللؤلؤ .. معركة بلا راية.. العودة إلى الأماكن القديمة شقة الحرية .. العصفورية آثار على شفق الخلود تلهب.. تهرع يمناي للقلم في محاولة ذات عبث تبحث عن عزاء ليخط القلم قف الآن غازي لا بُدّ من كلمة في الوداع .. لم تكن إنسان قط بل مجموعة إنسان شاعر وناقد وقاص عميق .. هادئ .. تتسلل إلى القلوب .. تسكن الأعماق .. حروفك لا نزال نحياها يا حسن الابتسام عرفناك حياة تعالج الحياة .. حكيما وزيرا ورجل حنكة وسياسة قف الآن غازي لا بُدّ من كلمة في الوداع.. شٌغِلوا بك زمن ولا زالوا وشٌغِلت عنهم بهموم الناس أزمان أما كفتهم محابر رسالة المتنبي الأخيرة الى سيف الدولة ربي اجعل كل لسان سوء مَحْمَدَة له يوم الجزاء قف الآن غازي لا بُدّ من كلمة في الوداع.. لم تبع قلما لم تبع وطنا لم تبع أمه شاهدك موشومة الشهداء في عقر دارهم .. إنها الأشجار تموت واقفة فلا شبه بين الثرى والثريا نم قرير العين يا غازي فقد أشعلت أضلاعنا مواقد عشق لا ولن تنطفئ سنخضعها خشوعًا في محاريب حرفك أواه يا غازي كم هو قاتل الم الثكل قرأته في قصيدة ألم "حديقة الغروب" ومائة ورقة ياسمين حتى سقطت ياسمينتك أيها الحبيب نسمة دعوات دافئة أخصك بها من جوار الكعبة المشرفة وشربة من ماء زمزم الطاهر أشربها بنية الدعاء أن يكون الفردوس لك المستقر . رحمك الله يا غازي..

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

متنفس آخر للحرف
دُّيِوَآنِيَة facebook
ساحة في السماء twitter

اقتباس