04-29-2014, 09:37 PM
|
|
الهِرَّةُ وَاللَّيثُ ( قصثدة تفعيلة )
الهِرَّةُ وَاللَّيثُ
فِي لَيلَةٍ ، مُمْطِرَةٍ
اللَّيْثُ يَغدُو رَاعِيًا فِي غَابةٍ
كَانتْ هُنَاكَ (هِرَّةٌ)
تَشكُو الرَّدَى ، وَ بؤسَهَا
وَ اسْتَعْطَفَتْ أَحْزَانُهَا لَيْثَ الحِمَى
أَهْدَى لَهَا مَأوَى يَدُومُ مَسْكَنًا
تَحْتَ ظِلَالٍ قد تَسَامتْ أَيْكَةٌ
تَحيَا بِهَا بَعضُ الطُّيورِ بالوَفَا
تَشدُو بِحُبٍّ دَوْحَهَا
مَرَّتْ لَيَالٍ ، ثُمَّ أيَّامٌ بِهَا
وَ هِرَّةُ الأمْسِ الَّتي انْصَاعَ لَهَا لَيثُ الحِمَى
اسْتَقْدَمَتْ أَقرَانَهَا ، وَ أَسَّسَتْ جَيشًا بِهِمْ
أَمْستْ جُيُوشًا تَسْعَى لِلوَغَى
وَ تَسْرِقُالأوْكَارَ غَصْبًا ، جَهْرَةً
وَتقْتِلُ الصِّغَارَ دُونَ رَحْمَةٍ
الدَّوْحُ صَارَ دَولَةً ، مِلْكًا لَهَا
قَضَتْ جُيُوشَهَا عَلَى أَنحَائِه
اللَّيْثُ غَافٍ ، لا يُبَالي جْرْمَهَا
صَارَ لهَا جُندَ الفِدَى ، وَ خادِمًا ، وَ خَانِعًا
كأنَّما قَد سَلَّمَ القَلبَ لَهَا
وَ إِنَّهُ لِغيرِهَا نَابُ الرَّدَى مُسْتَأسِدٌ
أَمْسَتْ طُيُورُ الحُبِّ دُونَ مَوطِنٍ
شَرِيَدةً ، حَزِينةً ، تُلَمْلِمُ الأحْزَانَ تَأسُو جُرْحَهَا
تَبكي غُصُونًا ، وَ زُهُورًا قَدْ ذَوَتْ
كَانَتْ لَهَا أَعْلامَهَا
تَشْكُو إلَى (اللَّيثِ) ، تَعُودُ حَسْرةً
بلا جَوابٍ يَشْتفِي أَحزَانَهَا ، شَتَاتَهَا ، وَ مِحْنَةً
أقرانُها اليَمامُ ، وَ الْحَمَامُ مَا عَادُوا لهَا
أَمسَتْ وَحِيدَةً ، شَرِيدَةَ ، غَدَتْ غَريبَةً عَنْ أرضِها
كُلٌ يخافُ (هِرَّةً) !
قَد قرَّرَتْ أنْ تستَرِدَّ مُلكَهَا
تَذَكَّرَتْ إنْ كَابَرَتْ وَ حَاوَلَتْ
دُونَ عِتَادٍ ، أوَ سِلاحٍ تَمتَلكْ
فإنَّهَا تخشَى عَلى صِغَارِهَا منْ هَجْمةِ الأعدَاءِ ، وَ اللَّيثِ لهَا
تخشَى ضَياعَ ما بقَى مِنْ عِزِّهَا
وَ اسْتَطْرَدَتْ قائلةً
بِأنَّ نَطْحَ نَعْجَةٍ بِلا قُرُونٍ ، أو حِمَى
فيهِ الهَلَاكُ وَ الفَنَى
لِذَا فإِنَّها عَلَى وَعْدٍ بِهَا
يَومُ الفِدَى حينَ تنَالُ عُدَّةً
بِقُدرةٍ ، وَ قُوةٍ
فتستَردُّ كُلُّ غُصْنٍ قَد ذَوَى
وَ زهْرةٍ قَد أَينَعتْ في ظِلِّهَا
ثمَّ تعِيدُ مُلكَهَا ، وحقَّها
سَتَنْتَظرْ
يَومًا تُبِيدُ المُعْتَدِي
شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )
|
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|