إن تحكم العاطفة في الحكم والتقويم لفلان من الناس، سلباً أو إيجاباً،
وحين نحكم على عمل من الأعمال الإصلاحية، أو الاجتماعية أو بما يخص الدين وحين نقوَّم الناس
فإننا يجب ألاّ نندفع وراء عواطفنا فنفرط في المدح والثناء ونُحلِّق في أجوائها بعيداً عن الرؤية الأخرى ـ
أي جوانب التقصير وجوانب الخلل هذا إن كنا أهلاًً للنقد والتقويم وليس فينا من العيوب ما يزيد وأكثر عن عيوب الآخرين
وخاصةً الذين ننقدهم.
فعندما أقوم بتقييم شخص ما يجب على الأقل أن أكون نداً له اجتماعياً وأخلاقياً وعلمياً
فإن كان خلاف ذلك فأنا ثرثار لا أعي ما أقول وبالتالي تكون العاطفة هي المعيار الأوحد للتقويم والحكم،
ومن يحكَّم العاطفة في حكمه لابد أن يكون شخصية متطرفة إما ثناءً أو ذمًّا.
كثيرة هي الأحكام التي نطلقها من وحي العاطفة فقط، في أحكامنا ومواقفنا من الرجال والأعمال والجهود والمواقف
كثيراً ما يكون الحاكم الأول والأخير والقاضي والشهود والمدعي هو العاطفة وحدها.
وهنا لابد أن يكون الحكم حكماً جائراً وبعيداً عن العدل سواءً أكان الحكم إيجابياً أو سلبياً
بحق من نقوم بمحاكمته عاطفياً فتقود إلى نتائج مؤلمة بحق المحكوم.
كثيراً ما نحصد نتائج مؤلمة بين الأهل والأصدقاء نتيجة العاطفة اللاعقلانية
لا تأخذوا عليّ مأخذاً إن قلت إن من أهم أسباب عدم تقدمنا وسمونا هو إطلاق الأحكام العاطفية اللاعقلانية التي تؤدي للحقد والكراهية بيننا
فعندما أرى أحد أبناء بلدي ينجح في مشروع ما أقوم بتثبيط همته واحشي رأسه بسموم قاتلة ليتراجع عن عمله وأفكاره
في حين كان يجب عليّ أن أشحذ همته وأقويها وأباركها ليبدأ بعمل آخر.
فلنكن عقلانيين ووجدانيين وليكن الله معنا ويوفقنا لخير بلدنا...