|
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
ذرة ملح على فنجان قهوة
يُقال أنّ حُب القهوَة يُمثل الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا كنتُ مقتنعه تماماً بذلك .. إلَى أن سَمِعت مَعلومَة مِن أحَد أحفاد أفلاطون المعاصرين يقول : بل انها تمثل التشاؤم و السلبية و الميل للنقد ! طبعاً حفيد افلاطون ليس أحد علماء النفس و لا أحد فلاسفة الإغريق ، هو مجرد [ ذرة ملح على فنجان قهوة ] كل ما خطر بذهني هذا المساء و أنا أحرك كوب القهوةبين أناملي الباردة هو كيف ستكون حياتنا لو أننا نتعامل مع مشكلاتنا الحياتية و كأنها [ ذرات ملح على فنجان قهوتنا اللذيذة ] ! هل سندع تلك الذرات البشعة تسرق منا لذة كوب كامل من القهوة السكرية الساخنة ؟! نقد لاذع خيبات أمل.. خيانة إحباط .. حرمان سقوط مرير.. فشل اكتئاب.. إرهاق ظلم.. ثم كفى ! كفى ! كفى ! لست ممن عاشوا قروناً على هذه الأرض .. لكن سنيني القليلة المضطرمة في قاع كوب من القهوة الساخنة علمتني أنني حين أنصهر في دوامة الحزن فإني لا أحرق إلا نفسي و كل ما يحرقني .. يظل عابثاً بكياني .. بوجودي ينهشني كما تنهش النار الهشيم ، بلا أي رادع يوقف هذا الجنون ! علمتني أن أستلذ حتى بذرات الملح على أطراف كوبي لأنها تمنح القهوة .. لذة أخرى .. مختلفة ! لذة التحدي و الانتصار على الذات = ) قبل و بعد كل شي علمتني أن أدير أذناً صمّاء لألسنة تسعى لابتلاعي عن طريق النقد الغير مبرر لـ أفكار و مشاعر تختصني لوحدي لا تفيد و لا تضر شخصاً غيري ! علمتني أن أفتح أعيناً عمياء على وجوه لا تعرفني إلا كـ هوية منسوخة عن انتماء لـ جنسية / أو دين / أو مذهب / أو عِرق ! / علمتني أن أضحك إلى الحد الذي يتهمونني فيه بالجنوٍـوٍـوٍن .. في الوقت الذي ينتظرون فيه تهاطل دموعي على مناديلهم القذرة .. ! و كل ما علمتني اياه تلك الحبات المتناثرة على طرف كوب القهوة .. يتلخص في اللا- مبالاة .. بما كان أو سيكون و المبالاة .. بما هو [ كائن ] و حاضر في هذه اللحظة بالتحديد دون غيرها التركيز على ملاعق السكّر الذائبة في القهوة الشهية .. و ليس على بضع حبيبات من الملح على طرف الكوب ! أخذ الأمور على أنها في منتهى السخف و البساطة .. يحل أكثر المشكلات تعقيداً دون أن يكلفنا ذلك أدنى جهد ، لا يوجد شيء في الوجود يضاهي الشعور بلذة السعآآآدهـ ، أما باقي الأشياء فـ كلها مجرد [ وسائل ] خلقت على الأرض لـ أجل سعادتنا ! التعامل مع الأشخاص على أنهم مجرد وريقات متطايرة في طريق العمر .. [ مهما كانوا بالنسبة لنا ] هذه النظرة تجعل منهم و من مشكلاتهم .. ذرات ملح مضحكة ، لا تغيرّ من عذوبة طعم الحياة ! / لم يولد شخص في الوجود ليكون جزءاً من شخصٍ آخر فكلنا ولدنا منفردين .. و سنموت منفردين و البشر كلهم من حولنا [ رفقة غربة ] لا أكثر ! بدلأً من التذمر من خشونة ذرة ملح .. لنستطعم عذوبة ملعقة من السكر ! ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
إلى, ذرة, علي, فنجان, قلوب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|