|
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
نور البدر في مسائل ليلة القدر
نور البدر في مسائل ليلة القدر
حمود بن عالي القحطاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، المتفضل على عباده المؤمنين، بمواسم الرحمة والمغفرة إلى يوم الدين. أما بعد ... فهذه رسالة مختصرة في مسائل ليلة القدر جمعت فيها أكثر من خمسين مسألة وأنا على عجل من أمري، وقد أسميتها (( نور البدر في مسائل ليلة القدر )). والله أسأل أن ينفع بها ويجعل جزاؤها قبولنا في ليلة القدر إنه سميع مجيب. 1- أنزل الله تعالى في ذكر هذه الليلة العظيمة وبيان فضلها سورة كاملة في كتابة وهي سورة القدر. 2- أُنزل القرآن في هذه الليلة المباركة كما قال سبحانه في أول سورة الدخان: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ }([1]). 3- قيل في سبب تسميتها بليلة القدر أمورًا منها: 1/ أن الله يقدِّر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة كما قال سبحانه: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}([2]) . 2/ وقيل سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها. 3/ وقيل لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا. وقيل غير ذلك، والأول أقرب. والله أعلم. 4- ليلة القدر خير من ألف شهر كما قال تعالى, وهذا يعني أن العبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. والألف شهر نحو ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر. 5- ليلة القدر {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} ([3]), والمعنى: قيل سلامة وخير كلها لا شر فيها. وقيل سالمة من تسلط الشياطين فيها على المؤمنين. وقيل تسليم الملائكة على أهل المساجد في تلك الليلة. وقيل غير ذلك والله أعلم بالصواب. 6- من شرف هذه الليلة وعظيم قدرها أن الملائكة وجبرائيل عليهم السلام ينزلون فيها إلى الأرض كما قـال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } ([4]) وهذا دليل عظيم على كبير رحمة الله في تلك الليلة, نسأل الله من فضله. 7- جاء في مسند الإمامين أبي داود الطيالسي وأحمد([5]) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : « أن الملائكة في تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى». وإسناده ضعيفٌ. وفي الآية شاهد بذلك كما قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } ([6]). 8- جاء في سنن ابن ماجة من حديث أنس بن مالك مرفوعًا: « إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم »([7]). وإسناده ضعيفٌ. وقد جاء في المسند والمجتبى للنسائي من حديث أبي قلابة عن أبي هريرة: « من حرم خيرها فقد حرم »([8]). وأبو قلابة لم يسمع من أبي هريرة. ولا شك أن من فاته هذا الفضل العظيم فقد حرم خيرًا كثيرًا. 9- اختلف أهل العلم في تعيين ليلة القدر على أقوال كثيرة، وأوصلها الحافظ ابن حجر في فتح الباري إلى ستة وأربعين قولاً([9]). قال الحافظ ابن حجر: وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. وقال الشوكاني في النيل([10]): وأرجح هذه الأقوال أنها في الأوتار من العشر الأواخر. قلت: وبعض هذه الأقوال باطل ومردود لا عبرة فيه. 10- من أقوى الأقوال في تعيين ليلة القدر أنها ليلة سبع وعشرين وبه جزم أبيُّ بن كعب كما في صحيح مسلم([11]), وكذا قال معاوية بن أبي سفيان كما في سنن أبي داود([12]). وقد روي حديث معاوية موقوفاً ومرفوعاً. والموقوفُ أصحُّ. وقد قال الحافظ ابن رجب في اللطائف([13]): وله علة وهي وقفه على معاوية وهو أصح عند أحمد والدارقطني. قلتُ: وكذا روي مرفوعًا من حديث ابن عباس كما رواه الإمام أحمد في مسنده([14]). ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|