لبيكَ ربّاهُ قد جاءتكَ أعذاريْ
آحادُ فعلي أزاحتْ خير أعشاريْ
لبيكَ رباهُ روحي فارقتْ جسَدي
وعند بيتِكَ تشكو الذلَّ من عاري
لبيكَ فارحمْ إلهي ذلَّ معصيتيْ
بأيِّ حالٍ لساني يحمدُ الباريْ
لبيكَ شّلّتْ ذنوبي كلَ جارحةٍ
فأينَ في الحجِّ أُلقي ظلمَ آثاري
لبيكَ طافتْ ببيتِ القدس منزلتي
من لم تكنْ تتقي سطْوات جبّارِ
لبيكَ ربّاهُ مهموماً بما كسَبَتْ
منّي اليدان التي حطّتْ بمقداري
لبيك عند الصفا أنْزَلتُ أشْرعتي
وهْيَ التي سبَحَتْ في بحر أشرارِ
لبيكَ صفّي هناك القلبَ من دَرَنٍ
حتى يذوقَ دعاءً وسط أسحارِ
لبيكَ في مروةٍ ربي وخذ بيدي
نحو النجاة ونحو الكوثر الجاري
لبيكَ أسعى وفي الأعماقِ يقلقني
أنْ يمنعَ الوصلَ من لقياك أوزاري
لبيك ربي فلا تمنعْ سناكَ وإنْ
بالجهل أحْجَبْتهُ عن قلبي الضاري
لبيكَ في عرفاتٍ سائلاً مدَدا
فإنْ منَعْتَ فيا ويلاهُ من نارِ
لبيكَ فارحمْ رجائي بين من سئلوا
فوق الصعيد بقلبٍ والهٍ واري
لبيكَ فاسترْ عيوب السّرِّ يا أملي
العارَ ألبسُ لو كشَّفْتَ أسراري
لبيكَ في عرفاتِ الروحُ ما برحتْ
تُفضي هموماً ففكَ اليوم إعساري
لبيكَ ضيفُكً فامننْ فقرهُ بُمنى
وفي مِنى فاقرهِ يا خيرَ غفّارِ
لبيك في يوم عيد النحر قد نحرَتْ
نفسي التّكَبُّرَ فاعْمر قلبي العاريْ
حسين إبراهيم الشافعي
السعودية
خيالٌ بين المشاعر المقدّسة