|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-15-2014, 12:56 PM | #1101 |
كاتبة
|
إخوةَ الإيمان: التغيُّر والتغيير سُنةٌ كونيَّة، وإرادةٌ إلهيَّة، فطبيعة الحياة في تقلُّب وتبدُّل، وتغير وتلوُّن، تأمَّلْ في الكون، في طبيعته، ومناخه وأحواله، ترَ أنَّ الحال لا تدوم فيه على واحدة، وكذلك سُنَّة التغيُّر في بني الإنسان هي واقعٌ مشهود، وحالٌ منشود، فأنتَ أنت - يا عبدَ الله - لستَ أنت قبلَ خمس سنوات، وأنت اليوم لستَ أنت بعد سنين - إن طالتْ بك الأيَّام -، فالإنسان في دنياه متغيِّر من حالٍ إلى حال، متغيِّرٌ في صحته وقدراته، في تفكيره وعقلِه، في عملِه وعلمه وإيمانِه، وليس في هذا الكون توقف، الكلُّ يسعى؛ إما إلى الأحسن، وإمَّا إلى الأسوأ، وفي الحديث: ((كلُّ الناس يغدو، فبائعٌ نفسَه فمُعتِقها، أو موبِقها))1 يقول ابن رجب - رحمه الله -: "أن كل إنسان فهو ساعٍ في هلاك نفسه، أو في فِكاكها، فَمَن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله، وأعتقها من عذابه، ومَن سعى في معصية فقد باع نفسه بالهوان، وأوبقَها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه"2.
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:56 PM | #1102 |
كاتبة
|
الكثير منا يبحث عن تطوير النفس، وتقدُّم الذات، وقد يُنفق المالَ والوقت؛ للحصول على دوراتٍ في التغيير، وتربية الذات، وفنِّ التعامل؛ وهذا شيءٌ حسنٌ يدلُّ على الوعي، ونُضْج العقل، ولكن هل سألْنا أنفسَنا عن أمر التغيُّر المتعلِّق بالتديُّن والاستقامة، هل استقامتنا هي هي استقامتنا قبلَ أشهر أو سنوات؟ هل تديننا وطاعتنا وقرباتنا في ازدياد، أم إلى نقصان؟ وهل علاقتنا مع ربِّنا في تقدُّمٍ، أمْ في تأخُّر، ماذا عن تعظيمنا لشعائر الله؟ وماذا عن وقوفنا عندَ حدود الله؟ أسئلة وأسئلة، يحملُ كلُّ واحد منَّا إجابتَه، وكلٌّ أدرَى بعيوب نفسه، وتقصيرها وتفريطها.
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:56 PM | #1103 |
كاتبة
|
معاشرَ الأخوة والأخوات: إنَّ خطاب التغيير أوَّل ما يُوجَّه إلى ذلكم الرجل - وكلنا واللهِ هو ذاك الرجل - الذي أثقلتْه الآثام، وكبَّلتْه الغفلة، وأقعدتْه نفسُه الأمَّارة، فلا يزال للهوى متَّبِعاً، وللذته الطائشة طالباً، ذاك الرجل الذي ربَّما أدمن على المحرمات، وهَجَر الباقيات الصالحات، ربما تلصَّص على المحارم، وارتكب ما شاء مِن المآثم، ربَّما عاش بعيداً عن ربِّه، متعرِّضاً لسخطه، مُيمِّماً وجهَه نحوَ الهوى والشيطان.
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:57 PM | #1104 |
كاتبة
|
ومع ذلك كلِّه، مع ذلك كله، فذاك الرجلُ يتمنَّى ويتمنَّى، يتمنَّى ماذا؟
يتمنَّى أن يُغيِّر حالةَ الشقاء التي يعيشها، وشؤم المعصية التي جثمتْ على حياته، كم فكَّر وقدَّر أن يُغيِّر وضعَه ويتغيَّر، فيلحقُ بركْب الطائعين، ويُذلِّل وجهَه لله مع القانتين الساجدين، كم تمنَّى أن ينامَ قريرَ الجَفْن، قد أدَّى حقَّ الله - تعالى - عليه، وكم تاقتْ نفسُه أن يكون حاملاً للقرآن، تالياً له آناءَ الليل، وأطرافَ النهار!. |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:57 PM | #1105 |
كاتبة
|
كم تمنَّى أن يُحافظ على فرائضِ المكتوبات، وأن يستكثرَ من نوافل العبادات، ويعيشَ الحياة الطيِّبة المرغوبة؟.
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:57 PM | #1106 |
كاتبة
|
إنَّها أمنياتٌ وأمنيات تدلُّ على أنَّ في النفوس بقايا من الخير، وخبايا من الإيمان، ولكن هل فكَّر ذاك الرجل بجِدٍّ، وقرَّر بحزم أن يعيشَ هذه الأمنياتِ واقعاً ملموساً، وشاهداً محسوساً؟ إنَّها - وربي - سهلةٌ ويسيرة على من يسَّرها الله عليه، نَعمْ نستطيع أن نتغيَّر.
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:58 PM | #1107 |
كاتبة
|
فالطائع يزداد طاعةً وإيماناً، والعاصي يكفُّ عن خطيئاته، ويهجُرُ ماضيَه.
نعمْ نستطيع أن نتغيَّر، ونتأقلَم بعد ذلك على الطاعة والسُّنَّة، نستطيع أن نتغيَّر إلى الأحسن، ونتطوَّر إلى الأفضل، في سلوكنا ومعاملاتنا، وأخلاقنا وطاعاتنا. |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-15-2014, 12:58 PM | #1108 |
كاتبة
|
فيا مَن منَّى نفسَه، وانتظرَ تغييرَ حالِه، وتحسينَ وتصحيحَ مسارِه؛ ها هي نسائمُ الخيرات قد أقبلتْ، وها هي مواسم المغفرة قد لاحتْ.
|
اللهم بلغنا رمضان
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 104 ( الأعضاء 0 والزوار 104) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|