10-05-2010, 11:54 AM | #11 |
|
سيره ذاتيه لكاتم صوت (1) لماذا يلمعني هذا السيد الأنيق كل صباح وهو يمضي إلى مهمته الغامضة * (2) وراءَ زجاجِ احدى المكتبات ظلَّ صاحبي يختلسُ النظراتِ إلى وجهِ رجلٍ كان يقلّبُ كتاباً حين وقعتْ عيناهُ - على مؤخرةِ بنطلونِ صاحبي - ارتبكَ هل خافني الرجلُ؟ سألتُ صاحبي، فلكزني بحذرٍ أن أسكتَ لكن الرجلَ الذي التفتَ فجأةً إلي ورآني اصفّرَ وجهُهُ تركَ الكتابَ وانسلَّ مسرعاً بين الزحامِ تاركاً صاحبي يبحثُ عنه بغضبٍ * (3) كيف يعرف - سيدي - يا تُرى ضحيته وسط هذا الحشد من الأعناق * (4) ذات مساء وبينما كان المطرُ ينهمرُ في شوارعِ المدينةِ أخرجني من دفءِ جيبهِ حركني ببرودِ أعصابٍ ووجهني إلى ظهرِ رجلٍ كان منحنياً لالتقاطِ شيءٍ لمْ أرْهُ إذ تكوّمَ الرجلُ فوقه فجأةً بينما اتسعتْ خطواتُ صاحبي * (5) بعد سنواتٍ من عملي أصبتُ بمرضٍ عضال فأخذني صاحبي إلى دكانِ رجلٍ ملطخٍ بالزيتِ نظرَ لي طويلاً ثم قطّبَ شفتيه بأسفٍ متمتماً بأنني لم أعدْ أصلحُ لشيءٍ تركني صاحبي بلا رفةِ قلبٍ أو مبالاةٍ دون أن يدري أنهم سيرمونه مثلي ذاتَ يومٍ * (6) بين كومةٍ من عظام وأشلاء حديدية التفتُ بحذرٍ رأيتُ حولي عشراتٍ من زملاء المهنة بهيئاتٍ وحشرجات مختلفة تبادلنا أطرافَ الأحاديثِ قبلَ أنْ ننامَ عن جولاتِنا الليليةِ عن العيونِ التي أطفأنا فيها البصيصَ عن الأعناقِ التي كنا نراها مزهوةً ونعجبُ كيف ترتجفُ أمامنا فجأةً وتتلوى كسنابل في الريحِ، بينما كنا نضحكُ عن تلك الحياة الشاسعة التي..... لم تكن تعني لنا سوى ضغطةِ زناد |
|
10-05-2010, 11:54 AM | #12 |
|
الإله المهيب هالتهُ كثرةُ الشكاوى التي ضَجرَ الملائكةُ من إيصالها والدموع التي لا تصلُ صندوقَ بريدِهِ إلا ذابلةً أو متسخةً والشتائم التي تُكال له يومياً بسببٍ أو دونه أرادَ أن يعرفَ ما يجري في بلادِنا فتنكَّرَ بملابسِ قرويٍّ ونزلَ من سمائِهِ البهيةِ متجولاً في شوارعِ المدينةِ وبينما هو ينظرُ مشدوهاً إلى صورِ السيد الرئيسِ تملأُ الحيطانَ والهواءَ وشاشاتِ التلفزيونِ. مرقَ موكبُهُ المهيبُ، مجلجلاً - بين جوقةِ المصفقين واللافتاتِ والحرس- فتعالى الهتافُ من فمِ الرصيفِ المندلقِ ورقصتِ البناياتُ والشجرُ والناسُ والغيومُ فلكزَهُ أحدهم هامساً بذعر: صفّقْ أيها المغفّل، وإلا جرجركَ حراسُهُ الغلاظ |
|
10-05-2010, 11:58 AM | #18 |
|
قنينه جالساً قبالتي يعبُّ الكؤوس.. واحدةً تلو الأخرى حتى طفحتْ أعماقُهُ وسالَ فهرعَ الندلُ يمسحونهُ بتذمرٍ عن الطاولةِ والممراتِ والجالسين… هل كان رجلاً أم قنينة خمر؟ |
|
10-05-2010, 11:59 AM | #20 |
|
غبار بلا أجنحةٍ يطيرُ الغبارُ ساخراً من آلافِ الأشياءِ التي تركها على الأرض * مهما أثاروكَ أيها الغبارُ ستهبطُ إلى القاعِ، حتماً.... بأسرعِ مما علوتَ * ما انشدادهُ للأرضِ هل للغبارِ وطن !!؟ |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الصائغ, عجلان |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|