|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2010, 09:06 PM | #21 |
|
فنجان عشق !! سأسكبُ قلبيَ فنجانَ عشقٍ لتلكَ التي تستسيغُ صُبَابةَ روحيَ بالشِّعْر والهيلِ والزعفرانْ ! سأسكبهُ للتي يرتمي على شاطِئَيْ مقلتَيْها جُنوني فيجذبني رمشُها في حنينٍ ويحضنُني جَفنُها في حَنانْ ! سأسكبهُ للتي تحتوينيَ حُلْمًا شفيفًا يراودُ عينيْ غُلامٍ ذكيٍّ تعوّدَ منذُ الطفولةِ لثْمَ المدادِ الدَّفِيءِ على ورقٍ من بياضِ الفؤادِ تؤججهُ جمرةٌ في الجنَانْ ! سأسكبهُ للتي تستسيغُ دموعيَ مِلْحًا أُجاجًا إذاما بِحاريَ هاجتْ وماجتْ وفاضتْ سفينةُ صدريَ حُزْنًا وضاقَ الزمانُ وضجَّ المكانْ ! لتلكَ التي حينَ يصرخُ جُرحي ويختطُّ نزفي معابرَ للشَّجْوِ في داخلي فتركضُ نحوي تعانقُ شَجْوي تهدهدُ راحتُها خاطري تُغَنِّي عليَّ حفيفَ الجُنَيْنَةِ للكرَوانْ لِتلكَ التي تستفيقُ ظنوني على نغمةٍ من شذاها الأصيلِ فأرحلُ فيها وترحلُ فيَّ على صهوةٍ من خُيولِ اليقينِ ودربٍ تغرِّدُ خضرتهُ بالأمان لِتلكَ التي لم أجدْها إلى الآنَ إلاَّ على لُجّةِ الحُلُمِ المستبدِّ تراءى لعينيَّ حُوريَّةً تعومُ وتطفُو وتصحو وتغفو وتتركني بين شطِّ الأماني وصحراءِ عُمْري تُنازعِني في هَواها لُحُونٌ ثَكالى يعربدُ فيها أنينُ الربابةِ بوحًا إليها ونوحًا عليها نشيجُ الكمَانْ ! |
|
10-05-2010, 09:06 PM | #22 |
|
شكا إليّ بثّه وحزنه في خجل خشية أن يثقلني بهمومه ؛ فكتبت له : إليك يا ... بصدريَ إن ضاقَ صدرُكَ بيتْ حشدتُ به للضَّنى ما جَنيتْ وفيهِ لرُوحِكَ غُرفَةُ حُبٍّ وأودعتُها منهُ ما لا دَريْتْ ! تَعَالَ أُجَالِسْكَ ؛ أَدْنُ لِهَمْسِكَ لا .. لَنْ أَمَلَّكَ مَهْمَا أَتَيْتْ .. فأُذْنِيَ تهوى سَماعَكَ دَوْمًا وَلا غَرْوَ ؛ تَهْوَى الذي قد هَوَيْتْ ! زَرَعْتُ بقلبِي حَدِيقةَ وُدٍّ وَحَلقتُ غَيْمًا ، عَلَيْهَا هَمَيْتْ وَعَرّشْتُ فيها لِكُلِّ الحَزَانَى عَرِيشَةَ أُنْسٍ عَلْيْهَا انْحَنَيْتْ وَأجْرَيتُ عَيْنيَّ نَهْرَيْ حَنَانٍ لأنِّي أُحِبُّ العَطَاشَى جَرَيْتْ ! بَنَيْتُ بِطُوبِ تَجَارِبِ عُمْرِيَ سُورًا أَصُونُ بِهِ مَنْ فَدَيْتْ فَبُحْ كيفَما شِئْتَ ـ واللهِ ـ إنِي لِمِثْلِ الذي يَعْتَرِيكَ بنيتْ وقُل لي ؛ سأنصتْ ، ولا تخجَلنَّ فقيرٌ أنَا بِجَوَاكَ اغتنيتْ ! حَزِنْتُ لِحُزنِكَ لمّا شكوتَ كأنِّي أنَا مِنْ أَسَاكَ اشتكيتْ ! بَكَى كُلُّ شَيْءٍ حِيالِيَ لَمَّا .. سَمِعْتُكَ حَشْرَجْتَ .. لمَّا بَكَيْتُ ! تَمَنَيْتُ دَمْعَكَ لامَسَ خَدِي لَعَلِّيَ أَرْويهِ مِمَا رَوَيْتْ ! وَيَا ليتَ آهَة صَدْرِكَ فِيَّ وَهَلْ سَوْفَ تُجْدِي ( لَعَلَّ وليت ) ؟! تَعَالَ أُبَادِلْكَ حُزْنًا بِحُزْنٍ سَأَسْلُو إِذَا أَنْتَ بِي قَدْ سَلَوْتْ فِدَاكَ الأُلى يَحْرِقُونَ فَتِيلَكَ صُبْحًا وَلَيْلاً ، وَمِنْ غَيْرِ زَيْتْ ! وَتَبْقَى كَمَا أَنْتَ مُزنةَ غَيْثٍ سِواهَا بِأُفْقِ النَدَى مَا رَأَيْتْ وَأَبْقَى لِبَوْحِكَ صُنْدُوقَ سِرٍّ وَمِنْكَ ابتدأتُ ، وفِيكَ انتهَيتْ وَلا ضَاقَ صدرُكَ مِنْ عِلَّةٍ شكَوْتَ لَظَاهَا ، وَمِنْها اكتويتْ ! |
|
10-05-2010, 09:07 PM | #23 |
|
رَقَّتْ كَأُغْنِيَةٍ فِي حُضْنِ قِيثَارِ=فَهَيَّجَتْ لِي أَحَاسِيسِي وَأَشْعَارِي وَرَفَرَفَتْ بَيْنَ أَهْدَابِي تَطِيرُ كَمَا=عُصْفُورَةٍ حَلَّقَتْ مِنْ بَيْنِ أَشْجَارِ وَعَانَقَتْ مُقَلِي الوَلْهَى لهَا مُقَلٌ=سَحَّارَةٌ نَظَرَتْ نَظْرَاتِ سَحَّارِ هَزَّتْ أَسَاطِينَ سَمْتٍ قَدْ بَنَيْتُ عَلَى=أَكْتَافِ هَيْبَتِهَا عَزْمِي وَإِصْرَارِي تَسَوَّرَتْ بَابَ قَلْبِي غَيْرَ عَابِئَةٍ=بِحِصْنِهِ .. هَدَمَتْ بِالحُسْنِ أَسْوَارِي تَوَغَّلَتْ فِي حِمَى قَصْرِي رَشَاقَتُهَا=وَفَتَّقَتْ بِلَطِيفِ الخَطْوِ أَسْتَارِي وَعَلَّقَتْ فِي جِدَارِ القَلْبِ صُورَتَهَا=وَأَشْعَلَتْنِي بِمَمْشَاهَا عَلَى نَارِي وَسَافَرَتْ بِجَنَاحَيْ طَائِرٍ جَذِلٍ=وَمَا دَرَتْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِأَوْكَارِي مَسَّتْ جِرَاحِي بِكَفٍّ غَيْرِ حَانِيَةٍ=لَمَّا دَهَتْنِي بِصَدٍّ غَيْرِ بَشَّارِ يَا رَوْعَةَ اللَّيْلِ فِي عَيْنَيْكِ تَأْخُذُنِـي=لِخَيْمَةٍ عَمُرَتْ مِنْ أُنْسِ سُمَّارِ يَامَا أُقَيْسَاكِ ! .. مَا أَقْسَى هَوَاكِ وَقَدْ=نَفَّرْتِ مِنْ عُشِّهَا رُوحِي وَأَطْيَارِي لِمَ انْطَلَقْتِِ وَمَا أَبْدَيْتِ لِي أَمَلاً ؟=كَأَنَّنِي مُخْطِئٌ لَمْ أُبْدِ أَعْذَارِي خَشِيتِ مِنْ فِتْنَتِي ؟ يَا وَيْحَ لاَئِمَتِي=فُتِنْتُ عَمْدًا وَرَبِّي خَيْرُ غَفَّارِ هَبِي بِأَنَّكِ وِزْرٌ قَدْ بُلِيتُ بِهِ=لأَنْتِ أَجْمَلُ وِزْرٍ بَيْنَ أَوْزَارِي !! مَاذَا عَلى غَيْمَةٍ مَمْلُوءَةٍ مَطَرًا=لَوْ أَنَّها أَكْرَمَتْ رَوْضِي بِأَمْطَارِ ؟ مَاذَا عَلَيْهَا وَقَدْ جَازَتْ بِسَاقِيَتِي=لَوْ أَنَّها وَقَفَتْ تُصْغِي لأَسْرَارِي ؟ مَاذَا عَلَى دَوْحَةٍ فَيْنَانَةٍ حَنِيَتْ=لَوْ أَنَّهَا خَفَّفَتْ وَعْثَاءَ أَسْفَارِي ؟ مَاذَا عَلَى نَحْلَةٍ طَلاَّبَةٍ زَهَرًا=لَوْ أَنَّهَا قَبَّلَتْ أَفْوَافَ أَزْهَارِي ؟ مَاذَا عَليَّ إِذَا نَعْنَاعَةٌ رَقَصَتْ=قُرْبِي فَغَنَّى لَهَا فُلِّي وَنَوَّارِي ؟ مَاذَا وَمَاذَا .. أَمَانٍٍ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ=طَارَتْ وَمَا أَسْعَدَتْ حَتَّى بِتَذْكَارِ ! أَخَّاذَةَ القَلْبِ .. فِي جَنْبَيَّ أَسْئِلَةٌ=حَيْرَى تَمُورُ بِإِعْجَابِي وَإنْكَارِي مَنْ أَنْتِ ؟ مَا اسْمُكِ ؟ مِنْ أَيِّ الرِّيَاضِ دَنَتْ=فَرَاشَةٌ حَوَّمَتْ مِنْ فَوْقِ أَنْوَارِي ؟ مِنْ أَيْنَ أَشْرَقْتِِ ؟ شَمْسُ الكَوْنِ وَاحِدَةٌ=وَالنَّاسُ أَمْسَوْا ، وَسَارِي لَيْلِهِمْ سَارِي دَوَّارَةَ الوَجْهِ هَا أَقْبَلْتِ فَانْتَفَضَتْ=نَفْسِي ، وَأَصْبَحَ وَجْهِي مِثْلَ دَوَّارِ عَيْنَايَ تَتَبْعُ شَمْسَ الحُسْنِ فِي شَغَفٍ=كَأَنَّمَا شُدَّتا فِيهَا بِمِسْمَارِ فِي أَيِّ بِرْكَةِ عِطْرٍ طَيَّبُوكِ بِهَا=ذَوَّبْتِ فِي مَائِهَا نُسْكِي وَأَذْكَارِي طَابَتْ لَيَالِيكِ مَا أَغْمَضِتِهَا مُقَلاً=فِي خِدْرِ دَارِكِ ؛ بَلْ دُكَّانِ عَطَّارِ يَكَادُ عِطْرُكِ يِحْكِي لِي .. يَقُولُ : أَنَا=هُنَا بَدَأْتُ مَعَ العُشَّاقِ أَخْبَارِي مَيَّادَةً سِرْتِ فِي تِيهٍ وَفِي حَذَرٍ=سَيْرًا بِقَلْبَيْنِ جَبَّارٍ وَخَوَّارِ أَمِشْيَةٌ تِلْكَ أَمْ رَقْصَاتُ غَانِيَةٍ=قَدْ وَقَّعَتْهَا عَلَى أَنْغَامِ أَوْتَارِ ؟ أَمْ أَنَّهَا فَرَّةٌ رُمْتِِ الكَمِينَ بِهَا ؟=فَخَفِّفِي الوَطْءَ .. جَيْشِي غَيْرُ جَرَّارِ ! هُمْ عَلَّمُونِي بِأَنَّ الحُبَّ نَادِرَةٌ=وَأَنَّهُ فُرْصَةٌ تُشْرَى بِمِلْيَارِ بلْ َلُعْبَـةٌ صَعْبَةٌ .. لا َلَيْسَ يُتْقِنُهَا=سِوَى لَبِيبٍ وَمُحْتَالٍ وَ( عَيَّارِ ) وَأَخْبَرُونِي بِأَنَّ الحُبَّ مَعْرَكَةٌ=وَأَنَّهُ شُغْلُ كَرَّارٍ وَفَرَّارِ وَأَنَّهُ مَسْرَحٌ شَخْصِي بِهِ بَطَلٌ=لَكِنَّنِي إِذْ بَدَتْ ! .. ضَيَّعْتْ أَدْوَارِي لَيْتَ الَّتِي أَجَّجَتْ وَجْدِي بِهَا عَلِمَتْ=أَنِّي فُؤَادٌ دَمٌ ؛ لاَ كَوْمُ أَحْجَارِ وَأَنَّنِي رَجُلٌ أَبْدُو لَهَا جَبَلاً=لَكِنَّ بَاطِنَهُ نَهْرٌ بِهِ جَارِي وَأَنَّنِي وَاحَةٌ غَنَّاءُ مُولَعَةٌ=يَشْتَاقُ لَثْمَ الحَيَا عُشْبِي وَأَنْهَارِي وَأَنَّهَا لَوْ سَمَتْ فِي أُفْقِ عِفَّتِهَا=وَخَبَّأَتْ حُسْنَهَا فِي مُهْجَةِ الدَّارِ لَكَانَ أَنْقَى لِقَلْبِي حِينَ أَبْعَثُهُ=يَخُوضُ فِي زَحْمَةِ الأَيَّامِ مِشْوَارِي وَكَانَ أَغْلَى لَهَا .. إِنَّ الَّلآلِئَ لاَ=تَرْضَى مَكَانًا سِوَى قَاعٍٍ وَمَحَّارِ وَلاَ يَغُوصُ لَهَا يَبْغِي غِنَاهُ سِوَى=فَتًى خَبِيرٍ بِفَنِّ الغَوْصِ بَحَّارِ وَأَنَّنِي مُغْرَمٌ بِالحُسْنِ مُذْ صِغَرِي=لَكِنَّهَا عَفَّةٌ نَفْسِي عَنِ العَارِ ! وَأَنَّهَا حُلُمٌ أَفْضَى بِهِ قَدَرٌ=فَكَانَت الأَجْمَلَ الأَحْلَى بِأَقْدَارِي !! بَشَّتْ وُجُوهُ الرُّبَا فِي وَجْهِ قَافِلَِتي=فَسَاقَ حَادِي الرُّؤَى حَرْفِي وَمِزْمَارِي |
|
10-05-2010, 09:08 PM | #24 |
|
وأراكِ تشتعليـنَ مثـلَ قُصاصـةٍ=طفـلٌ تخبّـأ يستخـفُّ بنـارهـا وأراكِ مثـلَ سحـابـةٍ صيفـيـةٍ=يئست حقولُ الحب مـن ثرثارهـا وأراكِ مثـلَ حديقـةٍ مهـجـورةٍ=تحيا لأجـل شُحوبِهـا وغُبارهـا وأراكِ مثـلَ حمـامـةٍ وحشـيـةٍ=تؤذي الحمائمَ في حِمى أوكارهـا ! يا نفسُ يا من صافحتْ كفَّ الهوى=بيدٍ تصـارعُ كـي تعـودَ بثارهـا فـلأيِّ شـيءٍ تثأريـنَ ؟ لنـزوةٍ=كان الذي تقلين مـن خُطّارهـا ؟! ولأي شـيءٍ تحقديـن ؟ لهـفـوةٍ=نزل الكريمُ للحظـةٍ فـي دارهـا ؟ قولي ، ومن ذا تحسدينَ ، أوردةً ؟=كم كنتِ تستافينَ مـن أعطارهـا ! خَبُثَتْ دِماها حيـن مـاتَ وفاؤُهـا=نفسٌ يقيم الودُّ فـي أسفارهـا !! آهٍ على عمـري القصيـرِِ ربابـةً=الحزنُ يرتعُ فـي جَنـى أوتارهـا يُشجي أحاسيسـي تملّـقُ خائـنٍ=ويدوسُ محبـوبٌ علـى أزهارهـا ويشـلُّ عاطفتـي تنكُّـرُ صاحـبٍ=لخليلـهِ حسـدًا لـه أو كـارهـا بالأمـس كـان قصيـدة أخـويّـةً=تشدو المحبةُ فـي رُبـا قيثارهـا واليـوم يرمقنـي بعينـيْ لوحـةٍ=رمزيّةٍ ، والحقدُ مـن أسرارهـا !! لله قلبـي مـن خطايـا صحـبـةٍ=لله خِلّـي لـجّ فــي أخطـارهـا مهما جفا صحبي ، وسال تحمّلـي=دمعًا ، وطهرُ السُّحْبِ في أمطارها ! باقٍ على عهدي وصفْـوِ مودّتـي=حتى أرى الأفـلاكَ وسْـطَ مدَارِهـا وأراكِ يا نفـسَ الحسُـودِ كواحـةٍ=شمسُ الصفاءِ همَتْ على أشجارِها وأراكِ مثل حمامـة بَيْضَـا غـدتْ=تُؤْوي فراخَ الحب في أوكارهـا !! |
|
10-05-2010, 09:10 PM | #25 |
|
قالت : حروفُكَ نيرانٌ ، فقلتُ لهـا :=لا أكتبُ الشعرَ إلا حيـن أحتـرقُ !! وحينَ تغلي ضلوعي لوعةً وأسًـى=وحينَ يعبـثُ فـي أجفانـيَ الأرقُ وحينَ تسرقُ لحظاتِ السـرورِ يـدٌ=سَاديَّـةٌ تذبـحُ الدنيـا وتصطفِـقُ ما ذا تريديـنَ مـن قلـبٍ تُسَعِّـرُه=أشواكُ وَرْدِكِ والأحزانُ والقلَـقُ ؟! مِنْ أينَ للحرفِ يأتيني على شفَتِـي=مُنعَّمًـا وأنـا فـي ريقـهِ شَـرِقُ أَبْحرتُ في عشقكِ المجنونِ مُثقَلـةً=جوانحي بالهوى ؛ إِنَّ الهوى غَرَقُ ! كفِّـي بكفِّـكِ لا أدري أأنـتِ معـي=أمْ أنني وسرابًـا منْـكِ نستبـقُ ؟ حيـرانَ أيَّ حيـاةٍ منـكِ أقبلهـا ؟=وأيَّ مذهبِ عشـقٍ فيـكِ أعتنـقُ ؟ أنا ضحيتُكِ الكبرى ؛ علمتِ بهـا ؟!=إني تُحيِّرنـي فـي حبـكِ الطُّـرقُ أنا وهبتـكِ حبِّـي لوحـةً فطغَـتْ=في ظِلِّ ريشتكِ الهوجَا بهـا مِـزَقُ قَدَّمْتُ عُمْـرِيَ قُربَانًـا إِليْـكِ دمًـا=حُرًّا ففاضَ علَى ( فُستانكِ ) الطَّبَـقُ أشعلتِ كلَّ أمانينـا الصِّبَـاح وَمَـا=أَبْقَيْتِ غَيْرَ الـرَّدى بِالحـبِّ يغتبـقُ شنقتِ فيََّ بصيصَ النُّورِ يَـا أمـلاً=أراهُ فـي قبضـةِ الأوهـامِ يختنـقُ كسرتُ كلَّ المرَايـا ؛ كلُّهـا كـذِبٌ=مَا عدتُ بعدَكِ فيمـنْ حولنَـا أَثِـقُ بُوحِي بخاطركِ المكبوتِ مِنْ زَمَـنٍ=اللغزُ ليسَ جميـلاً حيـن ينغلِـقُ ! عفوًا حبيبةَ أَمْسِي لَيْسَ منْ خُلُقِـي=أَني أُحِبُّ سُدًى ؛ فالحبُّ لِي خُلُـقُ ! لولا الوفَاءُ لمـا أشغلـتُ أَخْيلَتِـي=بِزَهْرَةٍ ، وَلمَا تَاقَـتْ لَهَـا الحَـدَقُ أَنَا هُنَاكَ إِلى الشَّمْسِ اعتلتْ عُنُقِـي=لا تنحني ليَ مِنْ أَجْلِ الهوَى عُنُقُ ! أطلقتُ كلَّ رصَاصَاتي عَلـى عَجَـلٍ=هيهاتَ ـلوْ أنَّ قَلبي حَنَّ ـتَنْطلِقُ !! فسامحينـي إذا مـزقـتُ قصتـنَـا=وَبِتُّ مِـنْ رِبْقَـةِ الأحـلامِ أنعتِـقُ وسَامحيني إِذَا ما عِزَّتِـي انتصـرَتْ=إِنَّ الإِبَـاءَ بِـدَرْبِ الحُـبِّ مُفْتَـرَقُ لا تعجبي لحروفـي حيـنَ أَنْزِفُهَـا=نَارًا توقَّدُ .. يخشى حَرَّهَـا الـورَقُ لا تسأليني ِلمَ النيرانُ فِي كَلِمِـي ؟=سَلِي فُؤادَكِ مَا الهِجْرَانُ مَا النَّزَقُ ؟! إنـي لأعجـبُ مِمَّـنْ راحَ ينفخُهـا=وَبَاتَ يسألنُي : مَا هـذهِ الحُـرَقُ ؟ لا لستُ أخشَى على نفسِي إذا اندلعتْ=أخشى على كفِّكِ الرَّعْنَاءِ تَحْتَـرِقُ ! |
|
10-05-2010, 09:10 PM | #26 |
|
أعصفورتي ، غني وغنـي ، وأترعـي=بشدوكِ - هذا العذب - قلبي ومسمعـي ألا ذوّبي الأشـواقَ يـا سـرَّ سلوتـي=لحونا كست بالدفءِ وجـدي وأضلعـي تـرقُّ فتشجينـي ، وتعلـو فأنتشـي=فأحبِـبْ بهـا خِـلاًّ ينـادم مدمـعـي أعصفورتـي ، والليـل ودَّعَ شُرفتـي=أعصفورتي ، والفجر دغدغ مضجعـي سمعتـكِ فاخضـرّت أمـانٍ عقيـمـةٌ=لها فـي حنايـا الـروح ألـفُ تفجّـع سمعتـكِ واسترخـى لنايـك زورقـي=وألـقـى بمجدافـيـه دون تـــورّعِ ووشوش ـفي أذنيَّ ـبالي ، وقال لي :=توقفْ ؛ فهـذا الصـوت قيـدُ توجّعـي رماديـةَ الأردان هـلاّ سكبـتِ لـي=مزيـدًا مـن الأنغـامِ .. لا تتمنّعـي لقد أسلمـت نفسـي إليـك شعورهـا=فرُشّي حنـانَ اللحـن فُـلاًّ وضوِّعـي فو اللهِ ! لو تدرين مـا مـسَّ مهجتـي=وألهـب إحساسـي ، وأظمـا تولّعـي لخلتـك تقضيـن الحـيـاةَ بجانـبـي=تُسلِّيـن روحًـا ذاتَ قلـبٍ مـرَوّعِ !! |
|
10-05-2010, 09:10 PM | #27 |
|
إلى المنعمين بها عليهن ليدركوا كم هي هدية ثمينة تشتاقها قلوبهن المُحِبة وتنعم بأنداء حروفها مهجهن المخلصة . وإلى البخلاء بها عليهن وعلى أنفسهم ليدركوا مدى تقصيرهم في حقوقهن ولو بكلمة ! على لسان زوجة كان زوجها يحجب عنها جمال هذه الكلمة السحرية ( أحبكِ ) بحجة خشيته من أن تتيه بها عليه !! أبعث هذه البوح إلى كل الأزواج مع التحية : ( .. أُحِبُّكِ !! ) |
|
10-05-2010, 09:11 PM | #28 |
|
قُلْ لِـي : أُحِبُّـكِ ، لا ، وَلَـنْ أَتَدَلَّـلا=سَأَهِيـمُ فِيـكَ تَقَـرُّبًـا وَتَـذَلُّـلا قُلْهَا ؛ أَتْـدْرِي مَـا سَيَحْـدُثُ بَعْدَهَـا=لَوْ قُلْتَهَـا ؟ لا .. لا ، وَلَـنْ تَتَخَيَّـلا سَيَطِيـرُ قَلْبِـيَ فِـي هَـوَاكَ مُسَبِّحًـا=وَيَطُوفُ حَوْلـكَ ذاكِـرًا وَمُهَلِّـلا (1) سَيَشُـطُ عَنْـكَ بِلَهْـفَـةٍ وَصَبَـابَـةٍ=وَيَحُـطُّ عَِنْـدَكَ ظَامِـئًـا وَمُـهَـرْوِلا سَأُحِبُّ وَخْزَ الشَّوْكِ مِنْ أَجْـلِ الشَّـذَا=وَأُبُوسُ خَدَّ النَّارِ لَوْ قَالَتْ : ( هَـلا ) ! سَأَكُـونُ شِـعْـرًا إِنْ أَرَدْتَ مُقَـيَّـدًا=بِرِضَاكَ ، أَوْ إِنْ شِئْتَ شِعْـرًا مُرْسَـلا قُلْهَـا ؛ سَأَسْجُـدُ بَعْدَهَـا لَـوْ قُلْتَهـا=شُكْرًا (2) ، وَأُحْيِي اللَّيلَ بَعْدُ تَبَتُّـلا !! عَطْشَى لَهَا أًذُنِي . أَتَسْمَعُنِـي ؟ نَعَـمْ=عَطْشَى ، وَأَخْشَى أَنْ تُخَيِّبَنِي بِ (ـلا ) قُلْهَـا ؛ أَكَـادُ أُجَـنُّ حِيـنَ يَنَالُـهَـا=غَيْـرِي ، وَحَظِّـيَ أَنْ أُرَدَّ وَأُخْــذَلا قُلْهَا وَلَـوْ هَمْسًـا يُدَاعِـبُ مِسْمَعِـي=سَأُحِسُّـهُ بَيْـنَ الحَنـايَـا جَــدْوَلا وَأَظَـلُّ فَيْـئَـكَ وَارِفًــا وَمُنَغَّـمًـا=وَمُطَيَّبًـا بِـنَـدَى هَــوَاكَ مُعَـلَّـلا وَتَظَلُّ سِـرَّ سَعَـادَتِـي وَكَرَامَـتِـي=وَمُكَـرَّمًـا تَبْـقَـى لَـدَيَّ مُبَـجَّـلا وَتَظَـلُّ آخِـرَ مَـنْ أَقَـامَ بِمُهْجَـتِـي=أَوَ لَـمْ تَكُـنْ فِيهَـا الحَبِـيـبَ الأَوَّلا مَاذَا يَضِيرُكَ لَوْ نَطَقْـتَ بِهَـا ؟ تُـرَى=هَلْ كُنْتَ تَخْشَى أَنْ أُقَاسِمَـكَ الغَـلا ؟ أَنَا مَنْ أَنَا مِـنْ دُونِ ظِلِّـكَ ؟ مُنْيَتِـي=وَهَنَـايَ أَنْ تَبْقَـى الأَعَـزَّ الأَطْــوَلا قُلْهَا - بِرَبِّكَ - لا تَخَفْ ؛ لَنْ أَنْتَشِـي=تِيهًـا بِهَـا ، وَأُجُـرَّ ذَيْلِـيَ مُسْبَـلا أَدْرِي بِـأَنَّ هُنَـاكَ مَــنْ يَسْتَافُـهَـا=وَيَدُوسُـهَـا مُتَكَـبِّـرًا مُسْـتَـنْـذِلا أَدْرِي بِـأَنَّ هُنَـاكَ مَــنْ يَغْتَالُـهَـا=وَعَلَـى جنَازَتِهَـا يَـنُـوحُ مُـوَلْـوِلا أَدْرِي بِـأَنَّ هُنَـاكَ مَـنْ لَـمْ يَرْعَهَـا=حَقَّ الرِّعَايَـةِ ؛ بَـلْ أَسَـاءَ وَأَهْمَـلا يَا أَنْتَ ، حَسْبُكَ جَفْـوَةً قُلْهَـا ؛ فَـلا=أَنَا مِنْ أُولئِكَ أَوْ أَوْلئِـكَ .. أَلْـفُ لا ! أَنَا مَنْ سَقَتْكَ كُـؤُوسَ أَحْرُفِهَـا طِـلاً=وَجَثَـتْ إِلَيْـكَ لِكَـيْ تُبَادِلَهَـا الطِّـلا قُلْهَـا ؛ فَهـذَا اليـومَ جِئْتُـكَ رَغْبَـةً=وَغَـدَا يَجِـيءُ ، وَلاَ أُجِيـدُ تَـوَسُّـلا سَأَضُمُّـهَـا بَـيْـنَ الجَـوانِـحِ دُرَّةً=قَلْبِـي لَهَـا أَعْدَدْتُـهُ كَــيْ تَـنْـزِلا يَا أَنْتَ ! لَسْتُ أَنَا الّتِـي تَلْهُـو بِهَـا=وَأَنَا الّتِي تَهْوَاكَ كُلَّكَ ( مِنْ - إلَـى ) ! |
|
10-05-2010, 09:12 PM | #29 |
|
(1) التسبيح والذكر والتهليل لله وحده ، والمراد تحصين المحبوب بذكر الله عليه وتبريكه به . (2) المراد سجود الشكر لله تعالى على النعمة . |
|
10-05-2010, 09:12 PM | #30 |
|
النداء غير الأخير إلى : الفَرَسِ الهَارِبَة ! كنتُ ممسكا بعنانها فرسًا بيضاء أصيلة ؛ أسايرها على قدميّ في الصحراء ؛ ثم إن نفسي حدثتني - اتكاء على طول عهدي بها وعهدها بي - أن أسايرها بلا عنان ؛ فخليتها ، فانطلقتْ شيئا فشيئا حتى طفقت تنهب الدرب بسرعة لم أعد أحتملها ؛ قفز قلبي من بين أضلاعي لهفة عليها ، أسرعتْ أكثر ؛ بل بدأت تتوارى ! وفجأة رأيت طيفها يدلف إلى مسجد عتيق في وسط الصحراء ، غمرتني الفرحة .. هرولتُ إليه ؛ أبحث عنها أفتش بين أروقته عنها ، لم أجدها ، خرجتُ وأنفاسي تتقطع تعبا وحزنا ، وإذا بطفلة صغيرة شقراء تسبقني إلى فناء المسجد الخارجي . واستيقظتُ أردد مطلع هذه القصيدة بصوت أكلت حروفه الفاجعة واللوعة : |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محمود, الحليبي, الدكتور, الشاعر, سعود |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|