|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-22-2016, 03:12 PM | #601 |
عضو فخري
|
فالصيام في الإسلام ركنٌ عظـيمٌ يبني شخصية المسلم من جديدٍ على المعالي ويرفعها عن سفاسفها ويقيم لها جسورَ الوقاية من الآفاتِ حتى تستقيمَ على عافيتها وهُداها، ويعيدُ ضبطَ المجتمعِ على الإيثار والفضيلة والوحدة والترابط في حصادٍ كريمٍ لسلسلةٍ من أجلِّ المعاني والقِيَمِ، فأَكْرِمْ بها من عبادةٍ لو يعلم العباد فضلها ما تركوها على مدى الأيام.
|
|
06-22-2016, 03:12 PM | #602 |
عضو فخري
|
وأَعْظِمْ بها من شعيرةٍ جعلها الله تعالى على لسان رسوله الهادي صلى الله عليه وسلم فيصلاً فارقاً بين الكفر والإسلام فقال: ((عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا اله إلا الله، و الصلاة المكتوبة، و صوم رمضان )) (السيوطي في الجامع الصغير 5414 بسند حسنٍ عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما
|
|
06-22-2016, 03:13 PM | #603 |
عضو فخري
|
وقد أمرنا الله تعالى بالصيام كما أمر غيرنا في سالف الأزمان،
قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [ البقرة: 183 |
|
06-22-2016, 03:14 PM | #604 |
عضو فخري
|
]، لأنه يربي النفس ويحميها من نوازعِ الهوى ويقمعها عن موارد التهلكة ويزينها بلقاح العواصم من الفتنِ والتفلتِ في الأزمات، فلهذا كان الصوم مفروضاً على الأمم السابقة، لكنهم غيروا وبدلوا فيه وساقهم الهوى ((قال الشعبي وقتادة وغيرهما: إن الله تعالى كتب على موسى وعيسى صوم رمضان فغيروا - "يقصد الأتباع" - وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع، واختار هذا القول النحاس وقال: وهو أشبه بما في الآية
|
|
06-22-2016, 03:14 PM | #605 |
عضو فخري
|
، وفيه حديث يدل على صحته أسنده عن دعفل بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن عشرة، ثم كان ملك آخر فأكل لحماً فأوجع فاه فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن سبعةً، ثم كان ملك آخر فقالوا: لنتمن هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع، قال: فصار خمسين، وقال مجاهد: كتب الله جل وعز صوم شهر رمضان على أمة، وقيل: أخذوا بالوثيقة فصاموا قبل الثلاثين يوماً وبعدها يوماً قرناً بعد قرنٍ حتى بلغ صومهم خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي ] (الإمام القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 760 ط2 / دار الغد العربي - القاهرة 1996م
|
|
06-22-2016, 03:15 PM | #606 |
عضو فخري
|
ولفضل الصيام فقد كان من عبادة البتول مريم عليها السلام التي صامت بأمر الله تعالى حين قال: ï´؟ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ï´¾ [مريم: من الآية26]، وأخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن نبي الله داوود عليه السلام كان من المكثرين للصيام حين قال للصحابي الذي كان يسائله عن الصوم: (( فصم صيام داود عليه السلام قال: وكيف كان داود يصوم يا نبي الله ؟! قال: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً )) (صحيح مسلم 1159عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما).
|
|
06-22-2016, 03:15 PM | #607 |
عضو فخري
|
ومن الصيام يربح المؤمنون زاداً من المنح والمثوبة والحسنات لا يمكن تحقيقه بأي عبادةٍ أخرى، فقد نسب الله تعالى الصيام إلى نفسه وقيد نسبة الأجور في الصيام عليه سبحانه، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بيان ذلك: (( قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِِ المسكِ ،للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ )) (صحيح البخاري 1904 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
|
|
06-22-2016, 03:16 PM | #608 |
عضو فخري
|
فهل هناك تكريمٌ للعابدين في أمر الصوم أكثر من ذلك ؟.
وقد ذكر الإمام القرطبي في الجامع: [ وإنما خص الصوم بأنه له " أي للهِ تعالى " وإن كانت العبادات كلها له لأمريْن بايَنَ الصومُ بهما سائر العبادات ؛ أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذِّ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات. الثاني: أن الصوم سرٌ بين العبد وربه لا يظهر إلا له ؛ فلذلك صار مختصاً به. وما سواها من العبادات ظاهرٌ ربما فعله تصنعاً ورياءً، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره ] (الإمام القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 759 ط2 دار الغد العربي – القاهرة 1996م). |
|
06-22-2016, 03:17 PM | #609 |
عضو فخري
|
وزاد العلماء في ذلك بأنه لم يعبد غير الله تعالى بالصوم، فقد كان الكفار عبر الأزمنة المختلفة يتوهمون التعبير عن عبادتهم بأشباه الصلاة والصدقة والحج.
|
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 136 ( الأعضاء 0 والزوار 136) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|