|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2010, 10:41 AM | #71 |
|
يا رفاق السرى إلى أين نسري= و إلى أين نحن نجري و نجري ؟ دربنا غائم يغطّيه ليل =فكأنّا نسير في جوف قبر دربنا وحشة و شوك ووحل= و سباع حيرى ؛ و حيّات قفر و متاه تحيّر الصمت فيه =حيرة الشكّ في ظنون " المعرّي " و الرؤى تنبري كظمآن تهوي= حول أشواقه خيالات نهر و الدجى حولنا كمشنقة العمر =كوادي الشقا : كخيمات شرّ راقد في الطريق يتّسد الصمت ؛ =و يومي بألف ناب ، و ظفر ذابل و النجوم في قبضتيه =ذابلات كالغيد في كفّ أسر *** يا رفاق السرى إلى كم نوالي= خطونا في الدجى إلى لا مقرّ ؟ أقلق اللّيل و السكون خطانا=و خضبنا بجرحنا كلّ صخر و غرسنا هذا الطريق جراحا =واجتنينا الثمار حبّات جمر فإلى كم نسير فوق دمانا ؟= أين أين القرار هل نحن ندري ؟ كلّنا في السرى حيارى ولكن= كلّنا في انتظار ميلاد فجر كلّنا في انتظار فجر حبيب =وانتظار الحبيب بصبى و يغري يا رفاقي لنا مع الفجر وعد =ليت شعري متى يفي ؟ ليت شعري ! *** و هنا أدرك الفتور قوانا =وانتهى الزاد و انتهى كلّ ذخر و مضينا كالطّيف نصغي =فهزّت سمعنا نغمة كرنّات تبر فجرحنا السكون حتّى بلغنا =بيت حسنا يدعونها أخت عمرو فقرتنا لحما و حسنا شهيّا =و حديثا كأنّه ذوب سحر و ذهبنا و في دمانا حنين =جائع ينخر الضلوع و يفري و طغى حولنا من السفح موج =من ضجيج كأنّه هول حشر فإذا قرية تدير ضرابا =وتريش السهام حينا و تبري فاقتربنا نستكشف الأمر لكن= أيّ كشف نحسبه أيّ أمر أعين تقذف اللّظى ونفوس= مثخنات تنسلّ من كلّ صدر و جسوم حمر تنوش جسوما= في ثياب من الجراحات حمر و تهزّ الخناجر الحمر ... أيد= ترتمي كالنسور في كلّ نحر وانطفت حومة الوغى فاندفعنا= في سرانا نلفّ ذعرا بذعر ورحلنا و اللّيل في قبضة الأفق= كتاب يروي أساطير دهر و شددنا جراحنا وانطلقنا= و كأنّا نشقّ تيّار ... بحر *** هوّم الطيف حولنا فالتقينا= نحوه كالتفات سفر لسفر و سمعنا همسا من الأمس يروي= قصّة الفاتحين من أهل " بدر " فنصتنا للطّيف إنصات =صبّ لمحت يقصّ قصّة هجر و سرى في السكون صوت ينادي= يا رفاق السرى و أحباب عمري يا رفاقي تثاءب الشرق و انسلّت= عذاري الصباح من كلّ خدر و العصافير تنفض الريش في الوكر= و تنفي النعاس من كلّ وكر و كأنّ الشعاع أيد من الورد =المندّى . تهزّ أهداب زهر و كأنّ الغصون أيدي الندامى =و شفاه الزهور أكواب خمر و مضى سيرنا و قافلة الفجر= تصبّ الهدى على كلّ شبر فإذا دربنا رياض تغنّي في السنا =و الهوى زجاجات عطر نحن في جدول من النور يجري =و خطانا تدري إلى أين تجري . |
|
10-05-2010, 10:45 AM | #72 |
|
هذا الصباح الراقص المتأود =فتن مهفهفه و سحر أغيد و مباهج ما إن يروقك مشهد= من حسنه حتّى يشوقك مشهد الفجر يصبو في السفوح و في= الربى و الروض يرشف النّدى و يغرّد و الزهر يحتضن الشعاع كأنّه= أمّ تقبّل طفلها و تهدهد في مهرجان النور لاح على الملا =عيد يبلوره السنا ... و يورّد فهنا المفاتن و المباهج تلتقي=زمرا تكاد من الجمال تزغرد *** عيد الجلوس أعر بلادك مسمعا= تسألك أين هناؤها ؟ هل يوجد ؟ تمضي و تأتي و البلاد و أهلها= في ناظريك كما عهدت و تعهد يا عيد حدّث شعبك متى يروي ؟= و هل يروي و أين المورد ؟ حدّث ففي فمك الضحوك بشارة =وطنيّة ؛ و على جبينك موعد فيم السكوت و نصف شعبك هاهنا= يشقى .. و نصف في اشعوب مشرّد يا عيد هذا الشعب ، ذلّ نبوغه =و طوى نوابغه السكون الأسود ضاعت رجال فيه كأنّها =حلم يبعثره الدجى و يبدّد *** للشعب يوم تستثير جراحه= فيه و يقذف بالرقود المرقد و لقد تراه في السكينة .. إنّما=خلف السكينة غضبة و تمرّد تحت الرماد شرارة مشبوبة =و من الشرارة شعلة و توقد لا ، ألم يلم ثأر الجنوب و جرحه =كالنار يبرق في القلوب و يرعد لا ، لو يلم شعب ... يحرّق صدره= جرح على لهب العذاب مسّهد شعب يريد و لا ينال كأنّه= ممّا يكابد في الجحيم .. مقيّد *** أهلا بعاصفة الحوادث ، أنّها= في الحيّ أنفاس الحياة تردّد لو هزّت الأحداث صخرا جلمدا= لدوى و أرعد باللذهيب الجلمد بين الجنوب و بين سارق أرضه =يوم نؤرّخه الدما و تخلّد ! الشعب أقوى من مدافع ظالم =وأشدّ من بأس الحديد و أجلد و الحقّ يثني الجبش و هو عرمرم =و يفلّ حدّ السيف و هو مهنّد لا أمهل الموت الجبان و لا نجا =منه ؛ و عاش الثائر المستشهد يا ويح شرذمة المظالم عندما =تطوي ستائرها و يفضحها الغد ! و غدا سيدري المجد أنّا أمّة =يمنيّة شمّا ؛ و شعب أمجد و ستعرف الدنيا و تعرف أنّه =شعب على سحق الطغاة معوّد فليكتب المستعمرون بغيظهم =وليخجلوا ، و ليخسأ المستعبد *** عيد الجلوس و هل نصّت لشاعر= هنّاك و هو عن المسرّة مبعد ؟ فاقبل رعاك الله تهنئتي وإن= صرخ النشيد و ضجّ فيه المنشد واعذر إذا صبغ التنهّد نغمتي= بالجرح فالمصدور قد يتنهّد |
|
10-05-2010, 10:48 AM | #73 |
|
أين عشّي وجودلي و جناني ؟= أين جوّي ؟ و أين برّ أماني ؟ أين منّي بقيّة من جناحي != فرّ منّي الجواب ، ضاع لساني ! غير أنّي أسائل الصمت عنّي= و انكسار الجواب يدمي حناني هل أنا من هنا ؟ و هل لي مكان ؟= أنا من لا هنا ، و من لا مكان كم إلى كم أمشي ، و دربي ظنون= و مداه قاص عن الوهم دان ؟ و سأبقى أسير في غير درب= من تراب ، دربي ظنون الأماني و أعاني مرّ السؤال ، =ويتلوه سؤال أمرّ ممّا أعاني هل هنا موطني ؟ و أضغي : و هل لي= موطن غيره على الأرض ثاني ؟ *** وطني رحلة النجوم فأهلي =و أحبّائي النجوم الرواني و دياري تيه الخيال وزادي =ذكرياتي و الأغنيات دناني فليخنّي الزمان و الشعب إنّي= شعب شعبي ، أنا زمان الزمان يتلاقى الزمان و الشعب في روحي= شجيّين يعرفان كياني من أنا ؟ شاعر ، حريق يغنّي =وغنائي دمي ، دخان دخاني فحياتي سرّ الحياة و شدوي= لحن ألحانها ، معاني المعاني و ضياعي سياحة العطر في الريح ،= و تيهي مزارع من أغاني . |
|
10-05-2010, 10:54 AM | #74 |
|
لبّيك وازدحمت على الأبواب= صبوات أعياد و عرس تصابي لبّيك يابن العرب أبدع دربنا= فتن الجمال المسكر الخلّاب فتبرّجت فيه المباهج مثلما =تتبرّج الغادات للعزّاب واخضرّت الأشواق فيه و المنى= كالزهر حول الجدول المنساب و مضى به زحف العروبة و الدنى= ترنو ، و تهتف عاد فجر شبابي إنّا زرعناه منى و جماجما فنما= و أخصب أجود الإخصاب و يحدّق التاريخ فيه كأنّه =يتلو البطولة من سطور كتاب *** عاد التقاء العرب فاهتف يا أخي= للفجر ، وارقص حول شدو ربابي و اشرب كؤوسك واسقني نخب اللّقا= واسكب بقايا الدنّ في أكوابي هذي الهتافات السكارى و المنى= حولي تناديني إلى الأنخاب خلفي و قدّامي هتاف مواكب= و هوى يزغرد في شفاه كعاب و الزهر يهمس في الرياض كأنّه= أشعار حبّ في أرقّ عتاب و الجوّ من حولي يرنحه الصدى= فيهيم كالمسحورة المطراب و الريح ألحان تهازج سيرنا =والشهب أكواب من الأطياف إنّا توحّدنا هوى و مصائرا =و تلاقت الأحباب بالأحباب أترى ديار العرب كيف تضافرت =فكأنّ " صنعا " في " دمشق " روابي و كأنّ " مصر " و " سوريّا " في مأرب "= علم و في " صنعا " أعزّ قباب لاقى الشقيق شقيقه ، فاسألهما= كيف التلاقي بعد طول غياب ؟ *** اليوم ألقى في " دمشق " بني أبي= و أبثّ أهلي في الكنانة ما بي و أبثّ أجدادي بني غسّان =في ربوات " جلّق " محنتي و عذابي و أهيم و الأنسام تنشر ذكرهم =حولي فتنضح بالعطور ثيابي و أهزّ في ترب " المعرّة " شاعرا= مثلي : توحّد خطبة و مصابي و أعود أسأل " جلّقا " عن عهدها " =بأميّة " و بفتحتها الغلّاب صور من الماضي تهامس خاطري= كتهامس العشّاق بالأهداب *** دعني أغرّد فالعروبة روضتي= ورحاب موطنها الكبير رحابي " فدمشق " بستاني " و مصر " جداولي= و شعاب " مكّة " مسرحي و شعابي و سماء " لبنان " سماي وموردي " =بردى " و دجلة و الفرات شرابي وديار " عمّان " دياري ... أهلها= أهلي و أصحاب العراق صحابي بل إخوتي و دم " الرشيد " يفور= في أعصابهم و يضجّ في أعصابي *** شعب العراق و إن أطال سكوته= فسكوته الإنذار للإرهاب سل عنه سل عبد الإله و فيصلا= يبلغك صرعهما أتمّ جواب لن يخفض الهامات للطاغي =و لم تخضع رؤوس القوم للأذناب وطن العروبة موطني أعياده عيدي ،= و شكوى إخوتي أوصابي فاترك جناحي حيث يهوى يحتضن= جوّ العروبة جيئتي و ذهابي يا ابن العروبة شدّ في كفّي يدا= ننفض غبار الذلّ و الأتعاب فهنا هنا اليمن الخصيب مقابر= ودم مباح واحتشاد ذئاب ذكّره بالماضي عسى يبني على= أضوائه مجدا أعزّ جناب ذكّره بالتاريخ واذكر أنّه= شعب الحضارة مشرق الأحساب صنع الحضارة و العوالم نوّم =والدهر طفل في مهود تراب و مشى على قمم الدهور إلى العلا= و بني الصروح على ربى الأحقاب و هدى السبيل إلى الحضارة والدنى= في التيه لم تحلم بلمح شهاب فمتى يفيق على الشروق ويومه= يبدو و يخفي كالشعاع الخابي *** يا شعب مزّق كلّ طاغ وانتزع= عن ساقيك مهابة الأرباب واحذر رجالا كالوحوش كسوتهم= خلعا من " الأجواخ " و الألقاب خنقوا البلاد وجورهم و عتوّهم= كلّ الصواب و فصل كلّ خطاب لم يحسبوا للشعب لكن عنده= للعابثين به أشدّ حساب صمت الشعوب على الطغاة و عنفهم= صمت الصواعق في بطون سحاب فاحذر رجالا كالوحوش همومهم= سلب الحمى والفخر بالأسلاب شهدوا تقدّمك السريع فأسرعوا= يتراجعون به على الأعقاب لم يحسنوا صدقا و لا كذبا سوى= حيل الغبيّ و خدعة المتغابي *** قل للإمام : و إن تحفّز سيفه= أعوانك الأخيار شرّ ذئاب يومون عندك بالسجود وعندنا= يومون بالأظفار و الأنياب هم في كراسيهم قياصرة وهم= عند الأمير عجائز المحراب يتملّقون و يبلغون إلى العلا= بخداعهم و بأخبث الأسباب من كلّ معسول النفاق كأنّه =حسنا تتاجر في الهوى و ترابي و غدا سيحترقون في وهج السنى= وكأنّهم كانوا خداع سراب و تفيق "صنعاء " الجديد على الهدى =و الوحدة الكبرى على الأبواب |
|
10-05-2010, 10:58 AM | #75 |
|
كيف أنساه هل تناسيه يجدي ؟= و هو و الذكريات و الشوق عندي و هو أدنى من الأماني إلى القلب ؛= و بيني و بينه … ألف بعد واشتهاء العناق يحلم =في جيدي بانفاسه فيمرح عقدي عندما يهبط الظلام أراه : =ماثلا في تصوّراتي و سهدي آه إنّي أخال زنديه في قدّي= تشدّنني فيختال ... قدّي فكأنّي أضمّه في فراشي وهو= يجني فمي و يقطف خدّي ثمّ أصغي إلى الفراش فلا =أسمع إلاّ حديث نهد لنهد حلم كاليقين يدنيه منّي ؛= و خيال يخفيه عنّي و يبدي فأرى طيفه أوانا حنونا= و أوانا في مقلتيه تعدّي ليت أنّي أراه في صحوة الصبح= فما ضارعا يغنّي بحمدي كلّما ذاب في الخشوع تأبّيت= وردّيت رغبتي شرّ ردّ و تحدّيت ناظريه بإعراضي= وأشعلت حبّه بالتحدّي و تجاهلته و قلبي يناديه =وجسمي يكاد يحرق بردي ثمّ يجترّني و يجذب جسمي= حضنه جذب قاهر مستبدّ و هنا : أحتويه بين ذراعيّ ،= و أطويه بين لحمي و جلدي ليت لي ما رجوت أو ليتني أمحوه ؛= منّي من ذكرياتي ووجدي ليتني يا جهنّم الهجر أدري= من هواه و من تبدّل بعدي ؟ ! ليته في الشجون مثلي =مهجور فيشتاقني و يذكر عهدي و يعاني الجوى و يشقى كما أشقى ،= بأطيافه و ذكراه وحدي *** هكذا ترجمت مناها و اللّيـ = ـل عبوس ، كأنّه موج حقد و الظلام الظلام في كلّ مرأى= قدر جاثم يخيف و يردي صامت و العتوّ في مقلتيه =ظاميء كالسلاح في كفّ وغد و الخيالات موكب من حيارى= تائه يهتدي و حيران يهدي و حنين الصباح في خاطر الأنسام =كالعطر في براعم ورد . |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, البردوني, الشاعر, عبد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|