|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-24-2016, 03:41 PM | #961 |
كاتبة
|
قال الإمام ابن رجب رحمه الله:
و إنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الإجتهاد في الأعمال فيها و في ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا و لا حالا و لا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر. قال يحيى بن معاذ : ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو. (إن كنت لا أصلح للقرب ... فشأنك عفو عن الذنب)([79]). العَفُوّ: من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحب العفو، فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته، فالرحمة من صفات الذات والغضب من صفات الفعل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك"([ |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:41 PM | #962 |
كاتبة
|
قال يحيى بن معاذ - رحمه الله -: "لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه"([81]).
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: قال سفيان الثوري:"الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة". ومراده: أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لم يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجَّد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتَّلةً، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوَّذ، فجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكُّر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها... والله أعلم"([82]). كانت هذه بعض الأعمال الصالحة التى يستحب فعلها فى هذه الأيام والليالى العشر المباركة وبيان فضلها ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم آمين |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:42 PM | #963 |
كاتبة
|
لن آتي بجديد لو قلت عن رمضان أنه ربيع العام وصفوة الشهور وبهجة الزمان , فذلك معلوم بداهة دلت عليه نصوص الوحي ووقائع الدهر وأحوال الناس, إقبالاً وعبادة والتزاماًُ , إلا أن مواسم الطاعات والنفحات يفضل بعضها بعضاً, ويسمو بعض الزمان على بعض , وقد تقرر بالاستقراء عند العلماء أن الأوقات الفاضـلة والأزمان المباركة أواخرها أفضل من اوائلها , فيوم الجمعة أعظم أيام الأسبوع , لكن أبرك ساعاته وأرجاه قبولاً للدعاء فيه آخر ساعة منه ، وأفضل الليل ثلثه الآخر, والسحر وهو السدس الآخر من الليل منَّوهٌ بشأنه, وهكذا فليس رمضان ببدع في ذلـك , فرمضان موسم إلا أن عشره الأخيرة هي صفوة الشهر, والعبرة بالخواتيم وهذه العشر خاتمة الشهر ودرَّته, ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها, فكان يشوب العشرين بمنام وقيام, وأما هذه الليالي فيحييها كلها صلاة وتلاوة وذكراً, وفي الحديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم. وتصف أم المؤمنين عائشة حاله فتقول: كان إذا دخل العشر شد مئزره و أحيا ليله وأيقظ أهله. ومن دقيق عنايته بها انـقطـاعــه فيها عن دنيا الناس للاعتكاف , فمذ هاجر إلى المدينة إلى أن توفاه الله سبحانه ما ترك الاعتكاف, بل لتأكد هذه السنَة قضاها في شوال لمَّا لم يعتكف سنة في رمضان, ومن المؤسف جداً غفلتنا عن غنائم هذا الشهر وانشغالنا عن فضائل هذه الليالي, ولا أدل على ذلك من زحام الأسواق والطرق بالغادين الرائحين في تضييعٍ لزهرة من العمر إن ذهبت قد تعود أو لا
|
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:42 PM | #964 |
كاتبة
|
وبعد فإن السباق يوم يقترب من نهايته يشتد عدو المتسابقين والمسارعين إلى جنات النعيم, أيُّهم يحظى بالقبول والرضوان , فكن في عدادهم فهم القوم لا يشقى بهم جليس, قبل أن يأتي عليك يوم تصبح فيه خبراً بعد عين, وأثراً بعد ذات, فتسكن بعد الدور القبور, وتأتي ليالي العشر ثانية وأنت رهين عملك حبيس قبرك, وكل آت قريب.
الحمد لله الرحيم الرحمن نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وأشهد أن لا إله إلا الله لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وكبره تكبيراً ، والصلاة والسلام على رسول الهدى وإمام الرحمة ختم الله به النبوات والرسالات اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه . نحن في شهر عظيم ، ينعم الله به على عباده ويكرمهم بفضائل ومزايا تجعلهم من الله أقرب فالأجور مضاعفة والعبادات متنوعة . وقد خص هذا الشهر العظيم بمزية ليست لغيره من الشهور وهي أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر، و إليكم مع هذه العشر المباركات هذه الوقفات |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:43 PM | #965 |
كاتبة
|
الوقفة الأولى : هذه العشر من أفضل ليالي العام إن لم تكن أفضلها على الإطلاق ، وقد كان لرسولنا صلى الله عليه وسلم عناية خاصة بها ، فإنه كان صلىالله عليه وسلم يحرص على العبادة والطاعة في العشرين الأولى من شهر رمضان إلا أنه صلى الله عليه وسلم يزداد عبادة وتقرباً إلى ربه في هذه العشر الأواخر خاصة وهو صلى الله عليه وسلم لنا الأسوة والقدوة ، تجد ذلك الأمر حين تخبر زوجه عائشة رضي الله تعالى عنها فتقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ( متفق عليه ) زاد مسلم : وجد وشد المئزر .
وكانت تقول رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ( رواه مسلم ) . الوقفة الثانية : هذه العشر أيها المبارك مجال رحب وواسع للتزود من هذا الخير المتمثل بتنوع العبادات والطاعات المتاحة للمسلم : |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:43 PM | #966 |
كاتبة
|
فمنها الصلوات المفروضات والمسنونات والصيام ومنها قيام الليل والذكر ومنها قراءة القرآن ومنها بل مما اختص بفضلها في هذه الأيام الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين ( وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره والتقرب إليه ودعائه .
فإن لم يستطع المسلم أن يعتكف العشر كاملة فليحرص على الأوتار منها ، أو ليغلبن في أن يلبث شيئاً من الوقت في المسجد فقد عد ذلك بعض أهل العلم من الاعتكاف وفضل الله واسع وخيره كثير |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:44 PM | #967 |
كاتبة
|
فليحرص أحدنا على الفرائض وعلى النوافل وليبشر فالبشرى جاءت من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما أخبر في الحديث القدسي عن ربه جل جلاله أنه قال: (وما تقرب عبدي إلىّ بشيء، أحب إلى مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل، حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .
الوقفة الثالثة : اجتهد يارعاك الله في تحري ليلة القدر والاستعداد لها في هذه العشر فقد قال الله تعالى لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )[القدر:3]. وألف شهر مقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر . قال النخعي رحمه الله : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر . ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:44 PM | #968 |
كاتبة
|
وهذه الليلة المباركة في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) متفق عليه .
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري . وهي في السبع الأواخر أقرب , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي ) رواه مسلم . وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله وحكمته قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل ...ا.هـ وللأمام النووي كلام في هذا المعنى |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:44 PM | #969 |
كاتبة
|
قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ...ا.هـ وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً وأكثر من الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل .
ومن هذا المنطلق فلا يلتفت إلى ما يشاع كل عام أن فلان أو فلان رأها في المنام في ليلة يحددها فإن هذا المتحدث كأنه يقول للناس لا تقوموا إلا هذه الليلة ولا تعبدوا الله إلا في هذه الليلة وهذا تخرص واضح وادعاء ليس عليه دليل . وإذا كانت أخفيت عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن باب أولى أن تخفى عن غيره ، أخرج الامام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان . يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له . فلما انقضين أمر بالبناء فقوض . ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر . فأمر بالبناء فأعيد . ثم خرج على الناس . فقال : ( يا أيها الناس ! إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها . فجاء رجلان يحتقان [أي يطلبان كل منهما حقه من صاحبه ويدعي أنه صاحب الحق ] معهما الشيطان . فنسيتها . فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان . التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-24-2016, 03:45 PM | #970 |
كاتبة
|
قال أحد رواة الحديث قلت : يا أبا سعيد ! إنكم أعلم بالعدد منا . قال : أجل . نحن أحق بذلك منكم . قال قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة . فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة . فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة
|
اللهم بلغنا رمضان
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 116 ( الأعضاء 0 والزوار 116) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|