|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الليله السادسه والعشرون من ليالي حكواتي رمضان
أهلاً بكم أحبائي في سهرتنا السادسه والعشرون وما قبل الأخيره من ليالي الحكواتي وقد قررت في الحلقه ماقبل الأخيره أن لاتنتهي ليالينا دون أن أكون قد جعلت نصيب فيها لأجمل عذراء في هذا العالم إنها البتول العذراء مريم بنت عمران فتعالو نبحر في عالمها ولادتها رُوي أنّ حنّة زوجة عمران كانت عاقراً لم تلد، إلى أن عجزت، فبينما هي في ظلّ شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له، فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته فقالت: يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً، شكراً لك، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من خدمه. {ربِّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبّل منّي إنّك أنت السميع العليم} [آل عمران:35]. وقداستجاب لها الله سبحانه، فحملت، وأثناء حملها توفي زوجها عمران. أولى الامتحانات أن أمها، التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت حنّة واعتذرت لله عزّ وجل فقالت: {ربّ إنّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى}[آل عمران:36]. لكن الله سبحانه وتعالى قبل هذا النذر، وجعله نذراً مباركاً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم: {فتقبّلها ربّها بقبولٍ حسن وأنبتها نباتاً حسناً..} [آل عمران:37]. نشأتها ولدت مريم يتيمة فقد توفي والدها عمران وهي في بطن امها. فكانت امها لا تستطيع تربيتها لكبر سنها. فكان كل شخص يريد هو ان يكفلها (عمران أبو مريم كان هو معلمهم وكان يدرسهم). فإتفقوا أن يقفوا على مجرى النهر ويرموا اقلامهم (اختاروا القلم لأن أبو مريم كان يعلمهم بالقلم). اخر قلم يبقى في النهر دون أن ينجرف هو الذي يكفلها. فرموا اقلامهم وجُرفت اقلامهم ووقف قلم زكريا اي انه لم يكن اخر واحد ولكن وقف تماماً في النهر. فرموا مرة ثانية وحدث نفس ماحدث في المرة الأولى اي ان قلم زكريا وقف في النهر. رموا المرة الثالثة فوقف القلم في النهر مرة أخرى. {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}[آل عمران:44] فآواها الله عند زوج خالتها نبي الله زكريا، وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها، قال تعالى: {وكفّلها زكريا} [آل عمران:37]. شبّت مريم وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، وبلطف الله بها كان الطعام يأتيها من الغيب، وكلما زارها النبي زكريا، وجد عندها رزقاً، فكان يسأل عن مصدر هذا الرزق لأنه هو كافلها، فتقول له: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} [آل عمران:37] وطوال تلك المدة كانت مريم، وهي المنذورة المقيمة في المحراب، فتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم. نزول الملائكة وجبريل تمهيد مريم لهذه المعجزة. بدأت الملائكة تكلم مريم وهذا اصطفاء آخر (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)آية (43) آل عمران ثم نزول جبريل وهي معتكفة تعبد الله على هيئة رجل ليبشرها بالمسيح ولدًا لها (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) [مريم: 17] ففزعت منه، (قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا). (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا). (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا). (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) [مريم:18-21]. حمل مريم بالمسيح ووضعه بعد أن حملت مريم ، وبدأ الحمل يظهر عليها، خرجت من محرابها في بيت المقدس إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس حتى لا تلفت الأنظار (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا) [مريم:22]. فجاءها المخاض إلى جذع النخلة وهي وحيدة، فتضع حملها ولا أحد إلى جانبها يعتني بها ويواسيها (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ) [مريم:23] وقد اجتمعت كل هذه الهموم والمصاعب على السيدة مريم، وهي من هي في عالم الايمان والتقوى، حتى وصل الأمر بها إلى أن تتمنّى الموت كما أشار القرآن الكريم: {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} [مريم:23]. الله سبحانه وتعالى لا يترك من آمن ولجاء اليه خاصة سيدتنا مريم التي اصطفاها الله عز وجل بهذه المعجزة.فأنطق الله وليدها وكان أول مانطق به عيسى بأن تنظر تحتها فتجد عين ماء جارية.{فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم:24] وأن تنظر لأعلى فتجد في النخل رُطباً {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم:25] وهذه من المعجزات فهذا جدول ماء رقراق يفجّره الله لها، وها هي، وهي ضعيفة من آثار الولادة، تستطيع أن تهزّ جذع النخلة فيتساقط عليها الرطب جنياَ. الحكمة من ولادة عيسى بدون اب الناس لم يروا كيف خلقوا وكيف خلق آدم. وشاء الله انه من بعد آدم انه كل الناس اتوا من علاقة رجل وامرأة. واختار رمز العفة والطهر والنقاء مريم لتدل على آية من ايات الله سبحانه وتعالى واسم من اسماءه الحسنى وهي {الخالق} ولتكون تذكيراً للناس بعد أن نسوا ان الله هو الخالق. قال سبحانه: {يا أيها الناس إن كنتم في ريبٍ من البعث فإنَّا خلقناكم من ترابٍ ثم من نطفةٍ ثم من علقةٍ ثم من مضغةٍ مخلَّقةٍ وغير مخلَّقة} [5:الحجّ]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أحدكم يُجمع خَلْقه في بطن أمِّه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقةً مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل الملَك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيّ أو سعيد} متفق عليه واللفظ لمسلم/2643. رجوعها بالمسيح إلى قومها بعد وضعه وانطلقت إلى قومها. (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]، (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا)[مريم: 28- 29] فأنطق الله بقدرته المسيح (قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم:30-33]. فَعَلَتِ الدهشةُ وجوهَ القوم، وظهرت براءة مريم، فانشرح صدرها، وحمدت الله على نعمته. الهجره هاجرت به مريم إلى مصر وتَرَّبى فيها المسيح. لأن أعداء الله من اليهود خافوا على عرشهم وثرواتهم، فبعث ملكهم جنوده ليقتلوا هذا الوليد المبارك. (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ[البقرة:87]. وفي قوله تعالى: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة:91]. العودة إلى فلسطين وحياتها زمن بعثة عيسى عادت إلى فلسطين بعد موت الملك الطاغية، وظلت فيها حتى بعث الله تعالى المسيح برسالته، فشاركته أمه أعباءها، وأعباء اضطهاد اليهود له وكيدهم به، حتى إذا أرادوا قتله، أنقذه الله من بين أيديهم، وألقى شَبَهَهُ على أحد تلاميذه الخائنين وهو يهوذا الإسخريوطي، فأخذه اليهود فصلبوه حيا. بينما رفع الله عيسى إليه مصدقًا لقوله تعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [1] (سورة النساء, الآيتين 157 و158). وفاتها وتوفيت مريم بعد رفع عيسى بخمس سنوات، وكان عمرها حينئذ ثلاثًا وخمسين سنة، ويقال: إن قبرها في أرض دمشق. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
08-04-2013, 05:03 PM | #2 |
|
قالَ الراوي ياساده ياكرام كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ولايحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام امرأة عمران تنذر ما في بطنها لبيت المقدس: امرأة عمران هي أم مريم وقد نذرت لله أن رزقها الله بولد أن تجعله في خدمة بيت المقدس ولكن حدث ما أوقعها في حيرة !! قال تعالى وهو أصدق القائلين : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)– أل عمران يبين لنا الحافظ بن كثير في تفسيره قصتها فيقول: كان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم " أشياع " في قول الجمهور وقيل زوج خالتها " أشياع " فالله أعلم وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أن أمر مريم كانت لا تحبل فرأت يوما طائرا يزق فرخا له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محررا أي حبيسا في بيت المقدس قالوا : فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام { فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت } وقرئ بضم التاء { وليس الذكر كالأنثى } أي في خدمة بيت المقدس وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من أولادهم وقولها : { وإني سميتها مريم } استدل به على تسمية المولود يوم يولد..ثم قال وقولها : { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } قد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها. وقوله : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا } ذكر كثير من الفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خرقها ثم خرجت بها إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم فتنازعوا فيها.اهـ كفالة زكريا لمريم –عليهما السلام: عندما أصبح كفالة مريم من نصيب زكريا- عليهما السلام- قام براعيتها ولما اشتد عودها جعل لها محراباً لا يدخله أحد غيره ومع ذلك كان يدهشة مايجده عندها من طعام ورزق!! قال تعالي "...وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " قال ابن كثير ما مختصره: قال المفسرون : اتخذ لها زكريا مكانا شريفا من المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عندها رزقا غريبا في غير أوانه فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها { أنى لك هذا } فتقول : { هو من عند الله } أي رزق رزقنيه الله { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } مريم والبشري بعيسي –عليهما السلام : أن تجلس مريم في محرابها وتجد أمامها رجلاً في خلوتها لا تعرفه ويبشرها بغلام وهي العفيفة الطاهرة فهو موقف عجيب ولقد أثارها هذا حتي أدركت أنه ليس رجلا ولكن ملك من ملائكة الله فكان منها التسليم والترحيب ولنتدبر الآيات وتفسيرها يتبين لنا ذلك جلياً واضحاً. قال تعالي: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) -مريم ولقد أحسن صاحب الظلال في تفسيره لهذه الأية في تقريب لطبيعة الموقف فماذا قال؟ قال " سيد قطب في الظلال": فهذا هو المشهد الأول - فتاة عذراء . قديسة , وهبتها أمها وهي في بطنها لخدمة المعبد . لا يعرف عنها أحد إلا الطهر والعفة حتى لتنسب إلى هارون أبي سدنة المعبد الإسرائيلي المتطهرين - ولا يعرف عن أسرتها إلا الطيبة والصلاح من قديم . ها هي ذي تخلو إلى نفسها لشأن من شؤونها التي تقتضي التواري من أهلها والاحتجاب عن أنظارهم . . ولا يحدد السياق هذا الشأن , ربما لأنه شأن خاص جدا من خصوصيات الفتاة . . وها هي ذي في خلوتها , مطمئنة إلى انفرادها . ولكن ها هي ذي تفاجأ مفاجأة عنيفة . . إنه رجل مكتمل سوي: *فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا*. . وها هي ذي تنتفض انتفاضة العذراء المذعورة يفجؤها رجل في خلوتها , فتلجأ إلى الله تستعيذ به وتستنجد وتستثير مشاعر التقوى في نفس الرجل , والخوف من الله والتحرج من رقابته في هذا المكان الخالي:*قالت:إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا*فالتقي ينتفض وجدانه عند ذكر الرحمن , ويرجع عن دفعة الشهوة ونزع الشيطان . . وهنا يتمثل الخيال تلك العذراء الطيبة البريئة ذات التربية الصالحة , التي نشأت في وسط صالح , وكفلها زكريا , بعد أن نذرت لله جنينا . . وهذه هي الهزة الأولى . *قال:إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا*. . وليتمثل الخيال مقدار الفزع والخجل . وهذا الرجل السوي - الذي لم تثق بعد بأنه رسول ربها - فقد تكون حيلة فاتك يستغل طيبتها - يصارحها بما يخدش سمع الفتاة الخجول , وهو أنه يريد أن يهب لها غلاما , وهما في خلوة - وهذه هي الهزة الثانية . ثم تدركها شجاعة الأنثى المهددة في عرضها ! فتسأل في صراحة:كيف ? *قالت:أنى يكون لي غلام , ولم يمسسني بشر , ولم أك بغيا ?*. . هكذا في صراحة . وبالألفاظ المكشوفة . فهي والرجل في خلوة . والغرض من مباغتته لها قد صار مكشوفا . فما تعرف هي بعد كيف يهب لها غلاما ? وما يخفف من روع الموقف أن يقول لها: *إنما أنا رسول ربك*ولا أنه مرسل ليهب لها غلاما طاهرا غير مدنس المولد , ولا مدنس السيرة , ليطمئن بالها . لا . فالحياء هنا لا يجدي , والصراحة أولى . . كيف ? وهي عذراء لم يمسسها بشر , وما هي بغي فتقبل الفعلة التي تجيء منها بغلام ! ويبدو من سؤالها أنها لم تكن تتصور حتى اللحظة وسيلة أخرى لأن يهبها غلاما إلا الوسيلة المعهودة بين الذكر والأنثى . وهذا هو الطبيعي بحكم التصور البشري . *قال:كذلك قال ربك:هو علي هين . ولنجعله آية للناس , ورحمة منا*. . فهذا الأمر الخارق الذي لا تتصور مريم وقوعه , هين على الله . فأمام القدرة التي تقول للشيء كن فيكون , كل شيء هين , سواء جرت به السنة المعهودة أو جرت بغيره . والروح يخبرها بأن ربها يخبرها بأن هذا هين عليه . وأنه أراد أن يجعل هذا الحادث العجيب آية للناس , وعلامة على وجوده وقدرته وحرية إرادته . ورحمة لبني إسرائيل أولا وللبشرية جميعا , بإبراز هذا الحادث الذي يقودهم إلى معرفة الله وعبادته وابتغاء رضاه . بذلك انتهى الحوار بين الروح الأمين ومريم العذراء . . ولا يذكر السياق ماذا كان بعد الحوار , فهنا فجوة من فجوات العرض الفني للقصة . ولكنه يذكر أن ما أخبرها به من أن يكون لها غلام وهي عذراء لم يمسسها بشر , وأن يكون هذا الغلام آية للناس ورحمة من الله . أن هذا قد انتهى أمره , وتحقق وقوعه: *وكان أمرا مقضيا*كيف ? لا يذكر هنا عن ذلك شيئا
|
اقتباس |
08-04-2013, 05:10 PM | #3 |
|
الحمل والولادة: تأتي اللحظة التي تتمناها كل امرأة وهي لحظة الولادة ورؤية صغيرها الذي ظل في رحمها تسعة اشهر تنتظر أن تحمله بين يديها لينسيها إرهاق الحمل وأوجاع الطلق ولكن مريم – عليها السلام حالها كان مختلفاً لأن أبنها لم يكن له أب ككل البشر من بعد آدم وحواء -عليهما السلام -فهو خلق بكلمة الله تعالي وليس تعرف بعد كيف يستقبلها للناس وهي تحمل صغيرها وهي العذراء الطاهرة ؟! ورغم أدراكها لعظمة هذا الحمل وبركته وأن أبنها هذا معجزة ربانية ورسول من رب العالمين إلا أنها أمام هذا الموقف حائرة وضعيفة, ولكن رحمة الله لا تفارقها ابداَ فماذا حدث؟.. قال تعالي: فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً *23* فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً *24* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً *25* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً *26* فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً *27* يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً *28*)- مريم ولندع صاحب الظلال يستكمل شرحه السهل الممتنع للقصة وهذه الآيات البينات.. قال – رحمه الله: ثم تمضي القصة في مشهد جديد من مشاهدها ; فتعرض هذه العذراء الحائرة في موقف آخر أشد هولا: *فحملته فانتبذت به مكانا قصيا . فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ; قالت:يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا*. . وهذه هي الهزة الثالثة . . إن السياق لا يذكر كيف حملته ولا كم حملته . هل كان حملا عاديا كما تحمل النساء وتكون النفخة قد بعثت الحياة والنشاط في البويضة فإذا هي علقة فمضغة فعظام ثم تكسى العظام باللحم ويستكمل الجنين أيامه المعهودة ? إن هذا جائز . فبويضة المرأة تبدأ بعد التلقيح في النشاط والنمو حتى تستكمل تسعة أشهر قمرية , والنفخة تكون قد أدت دور التلقيح فسارت البويضة سيرتها الطبيعية . . كما أنه من الجائز في مثل هذه الحالة الخاصة أن لا تسير البويضة بعد النفخة سيرة عادية , فتختصر المراحل اختصارا ; ويعقبها تكون الجنين ... ليس في النص ما يدل على إحدى الحالتين . فلا نجري طويلا وراء تحقيق القضية التي لا سند لنا فيها . . . فلنشهد مريم تنتبذ مكانا قصيا عن أهلها , في موقف أشد هولا من موقفها الذي أسلفنا . فلئن كانت في الموقف الأول تواجه الحصانة والتربية والأخلاق , بينها وبين نفسها , فهي هنا وشيكة أن تواجه المجتمع بالفضيحة . ثم هي تواجه الآلام الجسدية بجانب الآلام النفسية . تواجه المخاض الذي*أجاءها*إجاءة إلى جذع النخلة , واضطرها اضطرارا إلى الاستناد عليها . وهي وحيدة فريدة , تعاني حيرة العذراء في أول مخاض , ولا علم لها بشيء , ولا معين لها في شيء . . فإذا هي قالت: *يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا*فإننا لنكاد نرى ملامحها , ونحس اضطراب خواطرها , ونلمس مواقع الألم فيها . وهي تتمنى لو كانت*نسيا*:تلك الخرقة التي تتخذ لدم الحيض , ثم تلقى بعد ذلك وتنسى ! وفي حدة الألم وغمرة الهول تقع المفاجأة الكبرى: *فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا . وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا . فكلي واشربي وقري عينا , فإما ترين من البشر أحدا فقولي:إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا*. . يالله ! طفل ولد اللحظة يناديها من تحتها . يطمئن قلبها ويصلها بربها , ويرشدها إلى طعامها وشرابها . ويدلها على حجتها وبرهانها ! لا تحزني . . *قد جعل ربك تحتك سريا*فلم ينسك ولم يتركك , بل أجرى لك تحت قدميك جدولا ساريا - الأرجح أنه جرى للحظته من ينبوع أو تدفق من مسيل ماء في الجبل - وهذه النخلة التي تستندين إليها هزيها فتساقط عليك رطبا . فهذا طعام وذاك شراب . والطعام الحلو مناسب للنفساء . والرطب والتمر من أجود طعام النفساء . *فكلي واشربي*هنيئا . *وقري عينا*واطمئني قلبا . فأما إذا واجهت أحدا فأعلنيه بطريقة غير الكلام , أنك نذرت للرحمن صوما عن حديث الناس وانقطعت إليه للعبادة . ولا تجيبي أحدا عن سؤال . . ونحسبها قد دهشت طويلا , وبهتت طويلا , قبل أن تمد يدها إلى جذع النخلة تهزه ليساقط عليها رطبا جنيا . . ثم أفاقت فاطمأنت إلى أن الله لا يتركها . وإلى أن حجتها معها . . هذا الطفل الذي ينطق في المهد . . فيكشف عن الخارقة التي جاءت به إليها . . *فأتت به قومها تحمله . . !*. . فلنشهد هذا المشهد المثير: إننا لنتصور الدهشة التي تعلو وجوه القوم - ويبدو أنهم أهل بيتها الأقربون في نطاق ضيق محدود - وهم يرون ابنتهم الطاهرة العذراء الموهوبة للهيكل العابدة المنقطعة للعبادة . . يرونها تحمل طفلا ! *قالوا:يا مريم لقد جئت شيئا فريا . يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء , وما كانت أمك بغيا إن ألسنتهم لتنطلق بالتقريع والتأنيب: *يا مريم لقد جئت شيئا فريا*فظيعا مستنكرا . ثم يتحول السخط إلى تهكم مرير: *يا أخت هارون*النبي الذي تولى الهيكل هو وذريته من بعده والذي تنتسبين إليه بعبادتك وانقطاعك لخدمة الهيكل . فيا للمفارقة بين تلك النسبة التي تنتسبينها وذلك الفعل الذي تقارفينه ! ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً *29* قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً *30* وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً *31* وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً *32* وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً *33* ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ *34* مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ *35* وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ *36* وتنفذ مريم وصية الطفل العجيب التي لقنها إياها: *فأشارت إليه*. . فماذا تقول في العجب والغيظ الذي ساورهم وهم يرون عذراء تواجههم بطفل ; ثم تتبجح فتسخر ممن يستنكرون فعلتها فتصمت وتشير لهم إلى الطفل ليسألوه عن سرها ! *قالوا:كيف نكلم من كان في المهد صبيا ?*. ولكن ها هي ذي الخارقة العجيبة تقع مرة أخرى: قال:إني عبد الله , آتاني الكتاب , وجعلني نبيا , وجعلني مباركا أينما كنت , وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا , وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا , والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا وهكذا يعلن عيسى - عليه السلام - عبوديته لله . فليس هو ابنه كما تدعي فرقة . وليس هو إلها كما تدعي فرقة . وليس هو ثالث ثلاثة هم إله واحد وهم ثلاثة كما تدعي فرقة . . ويعلن أن الله جعله نبيا , لا ولدا ولا شريكا . وبارك فيه , وأوصاه بالصلاة والزكاة مدة حياته . والبر بوالدته والتواضع مع عشيرته . فله إذن حياة محدودة ذات أمد . وهو يموت ويبعث . وقد قدر الله له السلام والأمان والطمأنينة يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا . . والنص صريح هنا في موت عيسى وبعثه . وهو لا يحتمل تأويلا في هذه الحقيقة ولا جدالا . اهـ صلب شبيه عيسي ورحيل أمه : ما ذكرناه سلفاً من قصة مريم البتول هو ما جاء في القران والسنة الصحيحة وفيهما ما يكفي ويشفي . ولكن لا بأس ببيان وجيز لختم القصة مما جاء في كتب التاريخ والتفسير وكتب أهل الكتاب مما لا يخالف أو ينفيه القرآن والسنة من باب العلم بنهايتها والله أعلم وأحكم. قال تعالي: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون (آل عمران 55 ) قال القرطبي: قوله تعالى : { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك } والمعنى : إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء ..ثم قال..و عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أراد الله تبارك وتعالى أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وهم اثنا عشر رجلا من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال لهم : أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ثم قال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي فقام شاب من أحدثهم فقال أنا فقال عيسى : اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال عيسى : اجلس ثم عاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال نعم أنت ذاك فألقى الله عليه شبه عيسى عليه السلام قال : ورفع الله تعالى عيسى من روزنة كانت في البيت إلى السماء قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنتى عشرة مرة بعد أن آمن به .اهـ وهناك رواية أخري من الإسرائيليات : قيل أن رجلا منافقا ينافق عيسي فرفع عيسي والقي شبهه علي المنافق فذخلوا عليه وقتلوه وهم يظنون انه عيسبي .. وقالوا أن هذا المنافق هو يهوذا الاسخريوطي..أحد الأثني عشر الذين كانوا حواريي عبسي عليه السلام. وسواء كانت هذه الرواية أو تلك فالمؤكد بالدليل من القرآن والسنة أن المصلوب ليس عيسي عليه السلام .. ولكن مريم البتول لم تكن تعلم وظنته أبنها.. وجاء في البداية والنهاية لابن كثير ما ملخصه: ..وصلبوا ما شبه لهم فمكث سبعا ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى فأبرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث كان المصلوب فجاءهما عيسى فقال على من تبكيان قالتا عليك فقال إني قد رفعني الله اليه ولم يصبني إلا خير وان هذا شيء شبه لهم فأمرا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر وفقد الذي كان باعه ودل عليه اليهود فسأل عنه أصحابه فقالوا إنه ندم على ما صنع فاختنق وقتل نفسه فقال لو تاب لتاب الله عليه ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له يحيى فقال هو معكم فانطلقوا فإنه سيصبح كل انسان منكم يحدث بلغة قوم فلينذرهم وليدعهم وهذا اسناد غريب عجيب ..ثم قال: وحكى الحافظ بن عساكر من طريق يحيى بن حبيب فيما بلغه أن مريم سألت من بيت الملك بعد ما صلب المصلوب بسبعة أيام وهي تحسب أنه ابنها أن ينزل جسده فأجابهم إلى ذلك ودفن هنالك فقالت مريم لأم يحيى ألا تذهبين بنا نزور قبر المسيح فذهبتا فلما دنتا من القبر قالت مريم لأم يحيى ألا تسترين فقالت وممن استتر فقالت من هذا الرجل الذي هو عند القبر فقالت أم يحيى إني لا أرى أحدا فرجت مريم أن يكون جبريل وكانت قد بعد عهدها به فاستوقفت أم يحيى وذهبت نحو القبر فلما دنت من القبر... قال لها جبريل وعرفته يا مريم أين تريدين فقالت أزور قبر المسيح فأسلم عليه وأحدث عهدا به فقال يا مريم ان هذا ليس المسيح إن الله قد رفع المسيح وطهره من الذين كفروا ولكن هذا الفتى الذي القى شبهه عليه وصلب وقتل مكانه وعلامة ذلك أن أهله قد فقدوه فلا يدرون ما فعل به فهم يبكون عليه فإذا كان يوم كذا وكذا فأت غيضة كذا وكذا فإنك تلقين المسيح . قال فرجعت إلى أختها وصعد جبريل فأخبرتها عن جبريل وما قال لها من أمر الغيضة فلما كان ذلك اليوم ذهبت فوجدت عيسى في الغيضة فلما رآها أسرع اليها وأكب عليها فقبل رأسها وجعل يدعو لها كما كان يفعل وقال: يا امه إن القوم لم يقتلوني ولكن الله رفعني اليه وأذن لي في لقائك والموت يأتيك قريبا فاصبري واذكري الله كثيرا ثم صعد عيسى فلم تلقه إلا تلك المرة حتى ماتت قال وبلغني أن مريم بقيت بعد عيسى خمس سنين وماتت ولها ثلاث وخمسون سنة رضي الله عنها وأرضاها وهنا أدركني المسحراتي فما كان من رهام إلا أن تستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه على أمل اللقاء بكم غداً بإذن الله |
اقتباس |
08-04-2013, 06:50 PM | #5 |
الهامسه
|
جزاك االله خيرا
أخيتي الغالية رهام على موضوع البتول العذراء عليها السلام |
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ .. عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَة عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِه { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} لست من تأسر الحلي صباها***** فكنوزي قلائد القرآن وحجاب الإسلام فوق جبيني ***** هو عندي أبهى من التيجان
اقتباس |
08-04-2013, 11:30 PM | #6 |
شاعر وكاتب وعضو شرف
|
الأخت القدير الجديرة بكل ماهو مثير ومثير رهام
أعتذر عن متابعتي المتقطعة لموضوعاتك الرائعة وذلك لمشاغلي وارتباطاتي ولكنني أعتز بك وبكل اطروحاتك الشيقة موضوع البتول العذراء والتي نكن لها الإجلال والعفاف والطهر عليها وعلى نبينا محمد صلاة وسلاما من رب العالمين فهي أم سيدنا المسيح عليه السلام المرفوع إلى السماء هبة رب العالمين أشكرك رهام على تواجدك العطر وطرحك الفاخر وأسلوبك المميز كل عام وأنت بخير عبدالله البركاتي |
اقتباس |
08-05-2013, 05:38 AM | #10 | |
|
اقتباس:
القدير الراقي جدااا عبدالله البركاتي كم يسعدني هذا الحضور الشامخ كأنت كل عام وأنت بألف خير وتقبل الله منك العباده والطاعات تقديري رهام |
|
اقتباس |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|