بسم الله الرحمن الرحيم
عريف الحب الحب هو شعورٌ قويٌ بالمودة والعاطفة يشعر به الإنسان تجاه شخصٍ أو شيءٍ معيّن،
كما يمكن أن يدل على مزيجٍ من المشاعر الأخرى مثل الانجذاب، والتعلّق، والحاجة، والحنان، ومحاولة إسعاد الشخص الآخر، وقد يكون الحب خياراً يتخذه الشخص أو يكون غير قادر على السيطرة عليه.
وعلى الرغم من وجودِ أنواعٍ مختلفةٍ من الحب يسعى الإنسان دوماً وراءه؛ لأنه يقدّم الراحة والسكينة، ويلعب دوراً رئيسياً هاماً في حياته.
أنواع الحب درس الإغريقيّون الحب وكلَّ ما يتعلّق بهِ، وصنفّوه إلى ثمانية أنواع، هي:
الحب غير المشروط أو ما يُسمَّى بالإغريقية بـ (Agape) وهو الحب الذي يُؤثر فيه الشخص غيره على نفسه وينكر ذاته ويتخلّص من الأنانية في سبيل إسعاد الغير، واعتقدوا قديماً بأنَّ هذا النوع من الحب نادرٌ لأنَّ القليل من الناس يشعرون به لفترةٍ طويلةٍ من الزمن. الحب الرومانسي هو نوعٌ من الحب المسمَّى بالإغريقية بالحب الرومانسي (Romantic love) وهو الحب المرتبّط بالمشاعر، والشغف الجسدي الذي يمكن أن يُفقد الشخص السيطرة على نفسه. الحب العاطفي حب العاطفة أو الحب العاطفيّ المسمّى باللغة اليونانية بـ (Philia) هو الحب الذي يشعر به الإنسان تجاه غيره من الناس مثل الأصدقاء، وقد بيّن أفلاطون بأنَّ الانجذاب الجسدي تجاه شخصٍ ما لا يعني الحُب بالضرورة، ويُطلق على هذا النوع من الحب أيضاً الحب الأفلاطونيّ. الحب الجسدي يمثّل هذا الحب المسمّى بـ (Eros) الانجذاب الجسديّ الشهوانيّ الأقرب إلى مفهومنا العصريّ عن الحب، وهو من أنواع الحب الذي يشبع رغبة الإنسان في الإنجاب والبقاء.[
حب العائلة هو الحب المسمّى بـ (Storge) المختص بالحب العائليّ الموجود بين الأهل والأبناء، والذي يبرز أكثر عند الأطفال الصغار، ويشير هذا الحب إلى الشعور الذي ينشأ عن عن الألفة والمحبة والتبعية، وعندَ مرور الوقت يتحوّل الحب الجسديّ المسمّى بـ Eros إلى الحب العائليّ Storage.[٥] الحب غير الملتزم الحب غير الملتزم أو اللعوب والمعروف باسم (Ludus)، وهو يعبّر عن حب الإنسان لأشياءَ معينة مثل الموسيقى، أو الرقص، أو البحث عن المزيد من المرح والمتعة من خلال الحب ومن دون أية التزاماتٍ وقيود.[
الحب العمليّ (Pragma) هو اسم هذا النوع من الحب، وهو شعور الحب الذي يعتمد على القرارات العملية، والعقلية، والواجبات، والمصالح، والأهداف المشتركة، وهو أكثر شيوعاً في الزواج التقلديّ المدبّر، والزواج السياسي الذي له مصالح محددة.[٥] حب الذات حب الذات أو حب النفس المسمّى بـ Philautia والذي يمكن أن يكون صحياً أو يمكنه أن يدمّر حياة الشخص؛ إذ يمكن أن يصل حب الذات إلى الغرور والغطرسة فهو أمرٌ غير طبيعيّ، ويمكن أن يؤدي إلى دمار الشخص أو أن يصبح له أعداء، أمَّا حب النفس المعتدل مثل تقدير الذات هو أمرٌ طبيعيٌ وصحيٌ للإنسان،
فحب الذات يساعد الشخص على تقبّل نفسه، ويحسّن من صحته الجسدية والعقلية، ويمكن تعزيز هذا الحب من خلال تخصيص الوقت الكافي للنفس، والقيام بنشاطاتٍ معينة مثل التذكير اليومي، وأداء تمارين التأمّل، وكتابة المذكرات، وغيرها من النشاطات
عناصر الحب أظهر عالم النفس روبرت ستيرنبرج بأنَّ الحب يحتاجُ إلى ثلاثة عناصر أساسية تؤدي إلى الوقوع في أنواعٍ مختلفةٍ من الحب، وهذه العناصر هي الالتزام، والشغف، والمودة؛ إذ يؤدي وجود المودة والالتزام في الشعور بحب الصداقة والرفقة، أمَّا وجود الشغف والمودة يؤدي إلى الوقوع في الحب الرومانسيّ، ووفقاً لهذا العالِم فإنَّ وجود اثنين على الأقل من هذه العناصر في علاقة الحب تؤدي بناء علاقة متينة، أمَّا العلاقة التي تتمثّل فيها العناصر الثلاثة كلها فهي من أقوى علاقات الحب وأندرها.
نصائح في الحب توجد بعض النصائح التي يمكن أن يستفيد منها الشخص عن خبرات الآخرين في علاقات الحب التي كانوا فيها، ومن أهم هذه النصائح:
عدم الخوض في أحاديث تخصُّ علاقات الحب السابقة، والابتعاد عن السلبية في الحديث، والتحدث بصراحة والابتعاد عن الكذب. مشاركة الاهتمامات والنشاطات التي تجلب الفرح للشخص. الحرص على موافقة الشريك على أي نشاطٍ مشارك، وعدم إرغامه على القيام به. الثقة بالنفس والشعور بالراحة، والاست الرغبة الدائمة في إرضاء الشريك وإمتاعه. التبادل المستمر للمشاعر الصادقة.الرغبة في المشاركة بالنشاطات والأحلام.[
الابتعاد عن الأنانية واتباع المصالح الذاتية مع الحبيب.[
الاشتراك المناسب والمتساوي بين الممتلكات.
المساعدة الإضافية، والاهتمام، وتقديم الحنان الكافي للحبيب.
الفرق بين الحب والسعادة أظهرت دراسةٌ طويلةٌ استغرقت خمسة وسبعينَ عاماً قامَ بها باحثون من جامعة هارفارد أنَّ الحب بالفعل هو المفتاح الذي يحتاجه الشخص ليعيش حياةً سعيدةً وراضية؛ وذلك يدعم القول الإنجليزي بإنَّ كل ما نحتاجه هو الحب، ونظراً لارتباط الحب ارتباطاً وثيقاً بتحقيق الذات والسعادة فيجب على الشخص المحافظة عليه، ويهتم ويطبّق النصائح المفيدة في علاقات الحل كتلك التي ذكرناها في الفقرة السابقة، ويكون ذلك من خلال تقدير الشخص من أجل السعادة التي يجلبها للنفس وللحبيب على حدٍ سواء، حتى لا تبدأ العلاقة بالفشل؛ إذ يؤدي عدم الاهتمام بما يريد الحبيب أو العمل على الأمور التي يجدها مهمة إلى تخلخل العلاقة، كما يجب التمييز بين الحب الحقيقي والجوع العاطفي في العلاقة كيفما كانت، فمثلاً يقدّم الأهل الحب من خلال الإهتمام، والعناق، والرعاية، والطمأنينة، وتهدئة الأطفال من دونِ أيِّ مقابل، وهو في الحالتين شيءٌ يحتاجه الأهل والأطفال على حدٍ سواء