اخر الاخبار هنا اخر الاخبار هنا اخر ااالاخبار هنا

عدد الضغطات : 5,301
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
قريبا
بقلم :
قريبا

العودة   منتديات مشاعرهم الادبية > ۩۞۩الاقـــســــام الادبـــيــة۩ > اســـراب البــــوح
تحديث الصفحة أعـــود إليكـــم

رد علي الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2011, 07:53 PM   #11


الصورة الرمزية محمدخير المهيدات
محمدخير المهيدات غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 03-31-2024 (11:26 PM)
 المشاركات : 10,591 [ + ]
 التقييم :  550
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
افتراضي



هلا وغلا بالاخ الحبيب ابا كارم

هاقد امطر سحابنا واغدق الارجاء بغيثه

ارحب بك تراحيب عد المطر والسيل
هلا بالغالي والاخ الكبير وشخصه الكريم
ومع هذا الترحيب الا انني اشعر بالتقصير بحقك
فانت الاخ المحب المعطاء بلا كلل وملل

كل الود والمحبه

اخوك

ابو مهيد


 
مواضيع : محمدخير المهيدات



اقتباس
قديم 01-11-2011, 08:06 PM   #12


الصورة الرمزية محمد القهالي
محمد القهالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 962
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 06-19-2013 (08:59 PM)
 المشاركات : 1,880 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مرحبا مليوووووووووووووووووووووووون
أخ محمود
...............

اهلا وسهلا ...........................كريم بين كرام

اخوك
محمد القهالي


 

اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:13 PM   #13
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



ونحن نعود معكم لننقل ونجمع لكم كل اعمال العزيز المرحوم
الشاعر القدير الفاضل محمود فالح مهيدات رحمه الله واسكنه فسيح جناته
رحمك الله يا اخي ابو كارم والله لا ينسينا ذكرك ولا ذكراك


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:15 PM   #14
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



كلماتٌ مِنْ نُورٍنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بَعَثَ أميرُ المؤمنينَ الفاروقُ عمرُ بنُ الخطَّابِ، رضيَ اللهُ عنهُ، رسالةً إلى القائدِ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ وجيشِهِ في العراقِ، تضمَّنتْ بينَ طيَّاتِهَا وصيةً يجبْ أنْ تُكْتَبَ بحروفٍ مِنَ النُّورِ على صَفَحاتِ القلوبِ، وصيةً مِنَ القائدِ الأعلى في المدينةِ المنوَّرةِ إلى جُنْدِ الإسلامِ جَاءَ فِيهَـا: (( إيَّاكُمْ ونَعيمَ فارسٍ؛ وعليكُمْ بالشَّمسِ فإنَّهَا حِمَّامُ العَرَبِ؛ واخْشَوْشَبُوا واخْشَوْشَنوا واخْلَولَقوا؛ وتَمَعْدَدُوا فإنَّ أباكمْ مَعَدَّ كان يفعلُ ذلك؛ وارْمُوا الأغْرَاضَ وانزوا عَنِ الخَيْلِ نزواً)) ... دُرَرٌ مَصْفوفَةٌ فِي عِقْدٍ ثَمينٍ ... فَدَعُونا نتناولُهَا دُرَّةً تِلْوَ أخرى:

(1) إيَّاكُمْ ونَعِيمَ فَارِسٍ: تَحذيرٌ مِنَ الخليفةِ والقائدِ الأعلَى لجيشِ المسلمينَ لجنودِ المسلمينَ مِنَ الاغترارِ والانبهارِ بِنعيمِ بلادِ فارسٍ، فإنَّهُ نَعِيمٌ زَائلٌ لا مَحَالَةَ ... وللهِ دَرُّ لبيدَ ابنَ ربيعةَ العامريِّ حينَ قال:
ألا كُلُّ شَيءٍ مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ // وكُلُّ نَعيمٍ لا مَحَالةَ زَائلُ
وكُلُّ أناسٍ سَوفَ تَدخلُ بينَهمْ // دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنْهَا الأنَامِلُ
وكُلُّ امريءٍ يوماً سَيعلمُ سَعْيَهُ// إذا كُشِّفتْ عندَ الإلهِ المَحَاصِلُ

(2) وعليكُمْ بالشَّمْسِ فإنَّهَا حِمَّامُ العَرَبِ: دعوةٌ لعَدَمِ الرُّكُونِ إلى وارفِ الظِّلالِ والرَّاحَةِ والدَّعَةِ، فَفِي أشعةِ الشمسِ فوائدٌ جَمَّةٌ، فلا بُدَّ مِنَ التعرُّضِ لأشعتِهَا .. فهاهي قُطْعانُ الغَرْبِ
والشرقِ يفدونَ إلى بلادِنَا للاستمتاعِ بشمسِنَا وبُغْيَةَ الاستحْمَامِ بأشِّعَتِهَا .. فترى الشواطيءَ العربيةَ تزدحمُ بقطعانِ عُرَاةِ الغَرْبِ والشرقِ، ذكوراً وإناثاً، يتعرَّضُونَ للشمسِ لتكتسبَ بشَرَاتُهُمْ اللَّوْنَ البرونزي، وهو ما يقاربُ لونَ البشَرةِ العربيةِ المُشَرَّبةِ بأشعةِ الشمسِ فلوَّحَتْهَا ... فَهُمْ لا يَحْسِدونَنَا على دِينِنَا وتقاليدِنَا وقِيَمِنَا وثَرواتِنَا فَحَسْبْ، بَلْ يَحْسِدونَنَا حتى على أشعةِ الشمسِ!!!!

(3) واخشَوشَبوا واخشَوشَنوا واخلولقوا: اخشَوْشَبوا، حَثٌّ على مُواصَلَةِ تدريباتِ اللياقَةِ البدنيةِ لتصبحَ أجسامُهُمْ كالخَشَبِ صَلابَةً ... اخشَوْشَنوا، دعوةٌ إلى الاعتيادِ على خشونةِ العيشِ مِنْ مَأكَلٍ وَمَلْبَسٍ وَمَسْلَكٍ؛ فاللباسُ الخَشِنُ يُعطي المَرْءَ شعوراً خاصاً يَتَّسِمُ بالقوةِ والثقةِ، وأمَّا لباسُ الحريرِ والديباجِ والناعِمِ مِنَ القماشِ، فيعكسُ النعومَةَ والليونَةَ ... اخلولقوا، حَثٌّ للجُنْدِ لارتداءِ الملابسِ القديمةِ، لأنَّكَ إذا ما لبستَ جديداً، فيغلبُ عليكَ الحِرْصُ على اللباسِ الجَديدِ أكثرَ مِنْ حِرْصِكَ على نفسِكَ !! أمَّا خَلَقُ اللباسِ، فتجلسُ كيفما شِئْتَ وأينما شِئْتَ وحيثما شِئْتَ ... ارمُوا الأغْرَاضَ، حَثٌّ على مُوَاصَلَةِ التدريبِ على الرِّمَايةِ لأنَّ الرمايةَ عنصرٌ أسَاسٌ ومَطْلَبٌ رئيسٌ في الجنديةِ، فالجنديُّ العاجزُ عَنِ استخدامِ سِلاحِهِ بالرَّمْيِ الدقيقِ جنديٌ فاشلٌ لأنَّ العدوَّ سيسبقُهُ ويقتنصُهُ !! ... وانزوا عَنِ الخَيْلِ نَزْوَاً، حَثٌّ على الفروسيةِ ورُكُوبِ الخيلِ، فتلكَ هِيَ أدواتُ الحَرْبِ آنذاك؛ السَّيفُ والرُّمْحُ والتُّرْسُ والسَّهْمُ والفَرَسُ.

(4) وتمعددوا فإنَّ أباكُمْ مَعَدَّ كان يفعلُ ذلكَ: [ تمعددوا ] نسبةً إلى ( مَعَدٍّ) أحدُ أجْدَادِ العَرَبِ، ومعنى ذلك، الحَثُّ على السَّيْرِ حُفَاةَ الأقدامِ، ففي ذلك تقويةٌ للرِّجْلينِ بخاصةٍ والجسمِ بِعامَّةٍ وتعزيزٌ للصبرِ والجَلَدِ ... وها نحنُ نأتي بالمدرِّبينَ مِنَ الصِّينِ وكوريا وغيرِهِمَا لتدريبِ أبنائِنَا عَلى مهَاراتِ الجُودو والكَراتيه والتيكواندو وغيرها مِنْ فنونِ القتالِ اليدويِّ والدفاعِ عَنِ النفْسِ، وينبغي أنْ يكونَ المُتدَرِّبُ حافياً لأنَّ ذلكَ مُتطلَّبٌ أسَاسٌ في هذه التدريباتِ وتلكَ الفنونِ القتاليةِ ... وَرِثْنَا التَمَعْدُدَ عَنْ جَدِّنَا مَعَدٍّ، ونأتي بالأجانبِ ليعلموننا كيف نسيرُ حُفاةً لتذكيرِنَا بإرْثِنَا الصِحِيِّ والرياضِيِّ المَفْقودِ !!!

فأينَ نحنُ مِنْ هذه الوصيةِ السَنِيَّةِ وهذه الخَرِيدَةِ الفَرِيدَةِ ؟؟!! فقدْ يقولُ قائلٌ: هذه أمُورٌ كانتْ قبْلَ أربعةَ عَشَرَ قرْناً مِنَ الزَّمَانِ، فلا تنسَحِبُ على أيَّامِنَا الحاضِرَةِ، فنحنُ في عَصْرِ الآلةِ والكمبيوترِ والإنترنيت، فمَا فائدةُ هذه الأمورِ القديمةِ البائدةِ ؟؟!! ... فأقولُ: أليسَتْ شواطئنا ملآى بالمتنزِّهينَ الغربيينَ والشرقيينَ مِنْ غيرِ العَرَبِ والمسلمينَ يسْتَحِمُّونَ بأشِعَّةِ شمسِنَا؟؟ أليستْ مُدُننا زاخرةٌ بأنديةِ تدريبِ والتيكواندو والكاراتيه وغيرهما؟؟ ... ألمْ يَقُلْ الصَّادِقٌ المَصْدوقُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (( علِّموا أولادَكُمْ السِّباحَةَ والرِّمَايَةَ ورُكُوبَ الخَيْلِ))؟؟!! .. وقدْ خالفْنَا هذه الوصيةَ بلْ هذا الأمْرَ النبويَّ؛ فما أنْ يبدأ الطفلُ العَرَبِيُّ تمْييزَ الأشياءَ مِنْ حَوْلِهِ، حتى يبدأَ والداهُ بإدخَالِ الخَوْفِ إلى قلبِهِ مِنَ الذي جَعَلَ اللهُ منهُ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ، المَاء .. فَيَشِبُّ ويَشِيبُ ولا يَعْرِفُ السِّباحَةَ، كَيْفَ يتعلمُ السباحةَ وهوَ قدْ غُذِّيَ منذُ صِغَرِهِ بأنَّ المَاءَ عدوٌّ، فباتَ يخافُ الغَرَقَ حتى ولو في ( بانيو ) الحَمَّاِم !! وهذا الأمرُ ليسَ بجديدٍ، فهذا ابن الرومي سبقَنَا إلى هذا الخَوْفِ مِنَ المَاءِ، كَمَا يُسَمُّونَهُ اليومَ ( الماءُفوبيا )، فقدْ قالَ ذاتَ يومٍ مُبَرِّراً عَدَمَ رُكوبِهِ البَحْرَ في سفينةٍ فقالَ:
لا أركبُ البحْرَ إنِّي // أخَافُ مِنْهُ المَعَاطِبْ
أنا طِينٌ وَهْوَ مَاءٌ // والطِّينُ في المَاءِ ذَائِبْ

أمَّا الرِّمَايَةُ فَحَدِّثْ ولا حَرَجٌ ... فَكَمْ مِنَ الذَخَائِرِ تَسْتَنْزِفُ دُولُنَا لتدريبِ الجيوشِ على الرمايةِ ولا يُجيدونَهَا، إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي ... فإذا ما أطْلَقَ الجُندِيُّ العَرَبِيُّ طَلْقَتَهُ نَحْوَ عَدُوِّهِ فَرَمْيَتُهُ خَائبةٌ، أمَّا إذا وَجَّهَهَا نَحْوَ أخِيهِ العَرَبِيِّ فَهْيَ صَائبةٌ ولا تُصِيبُ إلاَّ مَقْتَلاً !!! ... أمَّا الخَيْلُ، فَمَعْقُودٌ بِنَواصِيهَا الخَيْرُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، كَمَا أخْبَرَ نَبِيُّ الهُدَى والرَّحْمَةِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ... صَحِيحٌ أنَّ الخّيَْلَ انتَهى دَوْرُهَا كَوَسِيلَةِ حَرْبٍ رَئيسةٍ، لكنَّها اسْتُبْدِلَتْ بِمَا هُوَ أقوَى وأسْرَعُ وأفتَكُ ... السَيَّاراتُ والدَبَّاباتُ والمُدَرَّعَاتُ وغَيرُهَا، مُعَزَّزَةٌ بالطَائراتِ المقاتلةِ والقاذفاتِ الاستراتيجيةِ والمروحياتِ والبارجاتِ الحَرْبيةِ البَحْريةِ والغواصاتِ والمدفعيةِ والصواريخِ وغيرِها ... لننظرَ إلى المُفَارَقَةِ العَجِيبَةِ: يَومَ كانَ أبطالُ المسلمينَ يَمْتَطُونَ الصَافِنَاتِ الجِيَادِ، كمَا وصفَهَا رَبُّ العِزَّةِ فِي القرآنِ الكَرِيمِ، دَكُّوا مَشَارِقَ الأرضِ ومَغَارِبَهَا , وأنشأوا دولةً إسلاميةً لا تَغيبُ عنْهَا الشمسُ، وأورثونا بلاداً شُرِّبَتْ أرْضُهَا بنجيعِ دمائِهِمْ الطَاهِرَةِ الزَكِيَّةِ ... فمَاذا فَعَلْنَا بالدبابةِ والمِدفَعِ والطائرةِ والصاروخِ ؟؟!! ... أضَعْنَا كُلَّ شَيءٍ ... فَقَدْنَا فِلسْطِينَ بِرُمَّتِهَا وتَلاهَا العِرَاقُ، واللهُ وحْدَهُ يَعْلَمُ مَاذا بَعْدَ ذلكَ !!! فالقُوَّةُ ليسَتْ بالدبابةِ والطائرةِ والمِدْفَعِ فَحَسْبْ، فاللهُ تباركَ وتعالى يقولُ فِي مُحْكَمِ التنزيلِ: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)) .. نكََّرَ العَامَّ ( قُوَّة ) لتشملَ كُلُّ أنواعِ القوَّةِ، مِنْ سَيْفٍ وتُرْسٍ ورُمْحٍ وسَهْمٍ وبندقيةٍ ورشاشٍ ومِدْفَعٍ ودبابةٍ وطائرةٍ وصاروخٍ وقنبلةٍ نوويةٍ وغيرِهَا ... ثُمَّ أكَّدَ عَلَى الخَاصِّ وَهْوَ ( الخَيْلُ ) ولوازمُهَا لأنَّهَا هيَ أداةُ الحّرْبِ الرئيسةِ في ذلكَ العصْرِ، وهيَ عُنْصُرُ الحَرَكَةِ الرَّئيسِ الذي يُعْطِي المُحَارِبَ مُرونَةً وقابليةً للحركةِ.

فمَاذا أعْدَدْنَا مِنْ قُوَّةٍ ؟؟!!
فالدبابةُ موجودةٌ بأنماطٍ مختلفةٍ وتسليحٍ حديثٍ
والطائرةُ مُتاحَةٌ، مِنْ أحْدَثِ مَا توصَّلَتْ إليهِ عقولُ الغَرْبِ والشرْقِ
والمِدْفَعُ جَاهِزٌ بأعيرتِهِ المختلفةِ، الخفيفةِ والمتوسطةِ والثقيلةِ
والرشاشُ فتاكٌ، مِنْ عِيارِ 65ر5ملم إلى عيارِ 40 ملم فأكبر
والصواريخُ وراجماتُهَا العاليةُ الجُودةِ لا تُحصَى
والذخَائرُ والمتفجراتُ كثيرةٌ وكثيرةٌ جداً
وآلاتُ الحَرْبِ المختلفةُ موجودةٌ ووفيرةٌ
ومَنْ يُشَغِّلُ هذه الأدواتِ مِنَ أفرادٍ كثيرونَ لوْ أرادوا وتَسَلَّحُوا بالقُوَّةِ الحقيقيةِ والعزيمةِ الفعليةِ وهْيَ قُوَّةُ الإيمانِ والعقيدةِ ...
فَكَمْ مِنْ دبابةٍ شُطِبَتْ وخَرَجَتْ مِنَ الخِدْمَةِ ولَمْ تُطْلَقْ منها طلقةٌ واحدةٌ نحوَ العَدوِّ؟؟
وكَمْ أطْنَانٍ مِنَ الذخائرِ والقنابلِ أُتْلِفَتْ وأُلْقِيَتْ فِي أعْمَاقِ البِحَارِ بِحُجَّةِ انتهَاءِ عُمُرِهَا الزَمَنِيِّ، وَتَمَّ التَخَلُّصً مِنْهَا لتتسَلَّحَ بَهَا الأسْماكُ والحِيتَانُ والدلافينُ فِي أعماقِ البحَارِ، ولِيَتِمَ بَعْدَ ذلكَ شِراءُ غَيرِهَا مِنْ شَرِكَاتِ التَصنيعِ الحَرْبِيِّ الغربيةِ والشرقيةِ المستعدةِ على الدوَامِ لامتصاصِ دِمَائِنَا قَبْلَ بِتْرولِنَا وأمْوَالِنَا ؟؟!! ...

فالأعدادُ البشريةِ العربيةُ والإسلاميةُ هِيَ بِعَدَدِ الحَصَى ... والأمْوَالُ والثرواتُ العربيةُ والإسلاميةُ بِعَدَدِ الرِّمَالِ .... وَلَكِنْ ..

خَرْقَاءُ وَجَدَتْ صُوفَاً !!

... محممود فالح مهيدات/ أبو كارم ...


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:20 PM   #15
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



كِفَاحُ أُمٍّ

كانتْ ليلةُ شتاءٍ باردةٍ، وباردةٍ جداً ... والسَّماءُ تعانقُ الأرضَ بِهطولٍ مطريًّ شديدٍ، ثُمَّ صَحِبَ المَطَرَ تَساقطٌ كثيفٌ للثلجِ، فاكتَسَتْ الأرضُ حُلَّةً بيضاءَ.

وهناك، في حَيٍّ قديمٍ مِنْ أحْياءِ البلدةِ، تَقْبَعُ غرفةٌ صغيرةٌ مبنيةٌ مِنَ الحَجَرِ والطِّينِ ... لها بابٌ خشبيٌّ ونافذةٌ صغيرةٌ ... يتسلَّلُ مِنْ شُقوقِ البابِ وحنايا النافذةِ شُعاعٌ خافِتٌ حَزِينٌ مُنبعثٌ مِنْ سِراجٍ كئيبٍ يعملُ بالكازِ. ومِنْ هناك، تنبعثُ أصواتٌ خافتةٌ يكادُ يخنقُها البردُ القارصُ، وتتصارعُ حشرجاتٌ حزينةٌ تتمردُ على الألمِ لتُسبِّحَ اللهَ تعالى وتحمَده.

دعاني الفُضُولُ إلى الاقترابِ مِنْ ذلكَ البيتِ الحَزينِ، فإذا بهِ يُؤْوِي أرملةً تحتضنُ أطفالَهَا الثلاثةَ وتضُمُّهُمْ إلى جَناحَيْهَا لتَدْفِئَتِهِمْ، وكأنَّهَا طائرٌ في عُشِّهِ يحتضنُ أفرَاخَهُ ويَضُمُّهًمْ تحتَ جَناحَيْهِ ... الأطفالُ يَتَضوَّرونَ جُوعاً، والأمُّ بيَدِهَا مِسْبَحَةٌ طويلةٌ تَذْكُرُ اللهَ وتُسَبّحَهُ وتمَجِّدُهُ وتَحْمَدُه على كُلِّ حَالٍ.

لمْ أتمالكْ نفسي ولمْ أستطع إيقافَ عَبَراتٍ انهَمرَتْ مِنْ عَينيَّ كما ينهمرُ المَطَرُ في تلك الليلةِ، فَتمرَّدَ الدَّمْعُ وانهمرَ، وقلبي يتفطّرُ ألَمَاً لذلك المشهدِ ... فذهبتُ إلى دارِنا، ووضَعْتُ ما تيسَّرَ مِنْ طَعامٍ في وِعَاءٍ، وأخَذْتُ نقوداً كنتُ قدْ ادَّخَرْتُها ليومِ العِيدِ الذي سيحلُّ بَعْدَ بِضْعَةِ أيامٍ .. وعُدتُ إلى تلك الغرفةِ البائسةِ الكئيبةِ ...

طَرَقْتُ البابَ ... مِينْ ؟!! ... أنا ... وَضَعْتُ الوِعَاءَ على عَتَبَةِ البابِ مِنَ الخَارجِ وَصُرَّةُ النُّقودِ فوقَ الوِعاءِ، ثُمَّ تَراجَعْتُ لِئَلا ترانيَ تلك المرأةُ المجاهدةُ ... وبَعْدَ أنْ تأكَّدْتُ بأنها قدْ أخَذَتْ الوِعاءَ والنقودَ، أقْفَلْتُ راجعاً إلى دارِنا.

لقدْ جَافاني النَّوْمُ في تلك الليلةِ، تَمثَّلْتُ قولَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بأنَّ امرأةً تزاحِمُهُ على بابِ الجَنَّةِ، وهي امرأة ماتَ عنها زوجُهَا بعدَ أن حمَّلها أمانةً جسيمةً .. فَنَذَرَتْ نفسَها لرعايةِ أبنائِها الأيتامِ وتربيتِهِمْ ... فقلتُ في نفسِي: هنيئاً لكِ أيتُها الأمُّ الصابِرَةُ المكافحةُ دخولَكِ الجنةَ مَعَ نبيِّ الهُدَى والرَّحمَةِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
عَزَفَتْ تلكَ الأمُّ عَنِ الزَّواجِ وآثرَتْ تربيةَ أطفالِهَا الذين فقدوا حَنانَ الأبِ ... لتكونَ لَهُمُ الأمَّ والأبَ في آنٍ واحِدٍ ... كَبِرَ الأطفالُ وشَبُّوا وتَزوَّجُوا وأنْجَبُوا، وشَقَّ كلٌّ طريقَهُ فِي مُعْتَرَكِ الحَياةِ، وسَجَّلوا نَجاحاً كبيراً ثَمرةً لجهودِ أمِّهِمُ المكافحةِ ... وما زالتْ تلكَ المرأةُ تَتَنَسَّمُ الحَياةَ مُبتهجةٌ وهي تشاهدُ فَلَذَاتِ كَبِدِهَا وأحفادَهَا يتسابقونَ على خِدْمَتِهَا طَلباً لِرضَاهَا، وليتنسَّموا نَفَحاتِ الجنَّةِ تحتَ قَدَمَيْهَا ... وما زالتْ تلك الغُرْفةْ ماثلةً شاهدةً على قِصَّةِ كِفَاحٍ ومعاناةٍ، شامخةً لتبقى جُزءًا مِنَ الذِّكرَياتِ ....!!!
...محمود فالح مهيدات/ أبوكارم ...


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:23 PM   #16
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



لَقَدْ طَابَ المَوْتُ يَا عَرَبُ!!!!!



هذه صرخةٌ إسلاميةٌ عربيةٌ هاشميةٌ، أطلقَهَا الملكُ الشريفُ فيصلُ بنُ الشريفِ الحسينِ ابن عليٍّ، شريف مكة، عام 1916 ... صرخةٌ هزَّتْ الأرجاءَ وبلَغَتْ كافةَ الأنحاءِ وطاوَلَتْ عنانَ السماءِ وامتطت الجوزاءَ ... فسَمِعَهَا كلُّ عربيٍّ ينبضُ قلبُهُ بحبِّ الوطنِ ويعشقُ ترابَ الوطنِ ... صرخةٌ انطلَقَتْ قبْلَ ثلاثةٍ وتسعينَ عاماً تمرُّداً على الظلمِ ورفضاً للتبعيةِ التركيةِ التي حَكَمَتْ وظلَمَتْ وقَهَرَتْ وتَجَبَّرَتْ ... واتَّبَعَتْ سياسةَ التتريكِ ومحاربةَ كلِّ ما هو عربيّ ... فكانتْ الثورةُ العربيةُ الكبرى التي أطلقَ رَصَاصَتَهَا الشريفُ الحسينُ بنُ عليٍّ مِنْ بِطَاحِ مكَّةَ المكرَّمَةَ في 9 شعبان 1335هـ الموافق 10 حزيران 1916م.

لماذا كانت تلك الصرخةُ؟؟ ... أقدَمَ الأتراكُ بزعامةِ حزبِ الاتحادِ والترقِّي المنسوجِ صهيونياً على إعدام ستة عشر رجلاً من أحرارِ العَرَبِ، وكان فيصلُ بنُ الحسينِ قد تدخَّلَ لدى حكومةِ البابِ العالي لوقفِ تنفيذِ الإعدامِ، إلا أنه لم يُسْتَجَبْ لطَلَبِهِ، فنُفِّذَ حُكْمُ الإعدامِ من على أعوادِ المشانقِ في عاليه بلبنان ... فصرخَ فيصلُ بنُ الحسينِ تلك الصرخةَ المدوِّيةَ ...

لننظرَ واقعَنَا المؤلمَ وحاضِرَنَا المريرَ ... بِتْنَا تَتَنَافسُ علينا الأممُ كما تتنافسُ الأكَلَةُ على قَصْعَتِهَا ... كما أخبرَ الصادقُ المَصْدوقُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ... بأسُنا فيما بينِنَا شديدٌ وشديدٌ جِداً ... نَرْكَعُ في بابِ الصليبِ تارةً، وأخرى تحتَ أقدامِ المِطْرَقَةِ والمِنْجَلِ ... نطلبُ رحمةَ عدوِّنا بنا ولا نسألُ اللهَ رحمتَهُ، كما لا يرحمُ بعضُنا بعضاً ... إذا وقعَ بعيرٌ منَّا تناوشته المُدَى والخناجرُ العربيةُ من كلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ ... ننشُدُ القوةَ بالتآمرِ معَ الأعداءِ، ونَرْكُلُ تآلفَنا متناسين بأنَّ قوتَنَا في وَحْدَتِنَا وتلاحُمِنَا وتآزُرِنَا وتَمَاسُكِنَا، وترَكْنا توجيهَ اللهِ تباركَ وتعالى حيثُ يقولُ: (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِـي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ )) سورة الصف:4... تتفطَّرُ قلوبُنَا حُزْناً ويعتصِرُهَا الألمُ إذا ما تعرَّضَ أعداؤنا لكارثةٍ، فَنَنْفِرُ خِفافاً وثقالاً أيُّنَا ينالُ شرفَ السَبْقِ لتقديمِ الدَّعْمِ والمساعدةِ ... والأهلُ في فلسطينَ والعراقِ يُذَبَّحونَ في كلِّ يومٍ ولا تهتزُّ فينا مشاعرٌ ولا يتحرَّكُ منَّا ضميرٌ، حتى الدماءُ العربيةِ تغيَّرَ لونُهَا وتركيبُها؛ فقدْ أصبحتْ رخيصةً هيِّنةً عند أهلِهَا، لكنَّها لذيذةٌ مِنْ وجهةِ نظرِ الأعداءِ وهي قابلةٌ للسَّفْكِ والسَّفْحِ في كلِّ مكانٍ وحِينٍ ... فقدْ هُنَّا على أنفسِنا فهُنَّا على أعدائِنا، وكأنَّنا لم نسمعْ أبا الطيِّبِ المتنبي يقول:
مَنْ يَهُنْ يَهُنْ الزمانُ عليهِ // ما لجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
أينما ذهبْتَ في أصقاعِ الأرضِ، وقلَّبْتَ أيَّ حَجٍر لوجدتَ تحتَه لاجئاً فلسطينياً!!! ... والآن اتَّسَعَتْ فتحةُ الفِرْجَارِ واتَّسَعَ الحَيِِّزُ تحتَ الحَجَرِ لتجِدَ تحتَهُ فلسطينياً وعراقياً في آنٍ واحـدٍ!!! ... فهلْ يتَّسِعُ ذلك الحيِّزُ تحتَ الحَجَرِ لأكثرَ مِنْ اثنينِ؟ فما زالَ المجالُ مفتوحاً للمزيدِ مِن اللاجئين، فربَّما تلْقَى جنسياتٌ عربيةٌ أخرى ما لاقاه العَرَبُ في فلسطينَ والعراقِ ... فهذا السودانُ على طريقِ الذَّبْحِ ... ولبنانُ عانى ما عانى مِنْ ويلاتِ الاحتلالِ والأشدِّ منه اقتتالِ الأخوةِ ... فحظائرُ رعاةِ البقَرِ الأمريكيينَ زاخرةٌ بالثيرانِ العربيةِ المختلفةِ الألوانِ، ولهمْ الخيارُ مِنْ حيثُ النوعِ واللون والزمانِ والمكانِ ... يومُ جُمُعَةٍ ... عيدُ فِطْرً ... عيدُ نَحْرٍ ... عيدُ ميلادٍ ... عيدُ فِصْحٍ ... عيدُ قُبْحٍ!!! ... هُمْ أحرارٌ .... ألا تستحقُ هذه الأحوالُ صرخةً كَتِلْكَ: لقدْ طابَ الموتُ يا عَرَبُ!!! ...

منعونا مِنْ زراعةِ القمحِ ... لا تزرعوا القمحَ يا عَرَبُ، فالقمحُ سلعةٌ إستراتيجيةٌ لنا نحنُ معشرُ الأمريكان ... فَمَنْ يقاسُمُنَا هذه السِّلعةَ نَقْصِمُهُ ولا نُبَاِلي ... فترَكْنا الأرض وأحْجَمْنَا عن زراعةِ القمحِ لننتظرَ بعدَهَا قمحاً أمريكياً معالجاً جينياً غيرَ صالحٍ للاستهلاكِ البشريِّ ... فبهذا يُطبِّقُ الأمريكانُ علينا معشرِ الأعْرابِ تلكَ المقولةَ الشهيرةَ: ( جوِّعْ كلبَكَ يتْبَعْكَ ) ... فهَا هُمْ جَوَّعُونَا فتَبِعْنَاهُمْ كالكلابِ، نلهثُ ونلهثُ ولا نكادُ نأخذُ منهمْ ما يكفي أوَدَنَا أو يرويَ ظَمَأَنَا، وهمْ يرتعونَ ويهنئونَ بخيراتِ بلادِنا .... وتمادوا في التدَخلِ في زراعتِنَا، فلا نزرعُ حبَّةً واحدةً مِنْ بذورِ البندورةِ ( الطَمَاطمِ) أو الخِيارِ أو الكوسا أو أيّ نوعٍ من الخضرواتِ التي نحتاجُها في غذائِنا اليوميِّ إلاَّ أن تكونَ بذوراً أمريكيةً مهجَّنةً ( معالجةً جينياً) وتزرعُ لمرةٍ واحدةٍ؛ أي أن بذورَها الناتجةَ في السنةِ التي زُرِعَتْ فيها تكونُ غيرَ قابلةٍ للزراعةِ مرةً أخرى وذلك ليبقى اعتمادُنا على بذورِهِمْ المهجَّنَةِ ... وصَلَ بنا الاعتمادُ عليهِمْ إلى هـذا الحَدِّ !!!

جَوَّعُونَا، وأشْبَعُونَا نِفَاقَاً وانْحِرَافاً، فأصْبَحْنَا لا نَكَادُ نَمِيزُ بينَ لَحْمِ الضَأْنِ ولَحِم الخِنزيرِ ... نفضِّلُ احتساءَ أمِّ الخَبائثِ فَضْلاً عن الذي جَعَلَ اللهُ منه كلَّ شيءٍ حيٍّ : ((... وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ )) سُورةُ الأنبياء:30.

سَلَبُونَا خَيْرَاتِنَا وثَرَوَاتَنا وقِيَمِنَا، وأعْطونا بالمقابلِ سيوفاً نقتلُ بها أنفسَنَا غِيلَةً وَغَدْراً ... وأخلاقاً جَعَلَتْ السَّائرَ في الشارعِ العربيِ المُسْلِمِ لا يكَاُد يُمَيِّزُ بين المسلِمِة والكَافرةِ ... ومَسَخُوا عقولَنَا حتى أصبحَ الشَّابُ المُسْلِمُ ( بالبطاقةِ الشخصيةِ) يتبجَّحُ قائلاً: ( أنا مسلمٌ لكنَّني لا أعبأُ بالإسلامِ) ... يا لله!!!! أبلَغْنَا هذا الحدَّ مِن الانحطاطِ ؟!

أخَذُوا عنَا الصِدقَ وأصبحْنا كاذبين مارقينَ ... أخذوا عنَّا الأنَفَةَ والكبرياءَ والعِزَّةَ، وأعطونا الذِّلَةَ والمَهَانةَ والكُرْهَ والحِقْدَ على بني جِلدتِنَا، فأصبحَ الأخُ يتآمرُ معَ العدوِّ على أخيه ... هُمْ يعملونَ لإعلاءِ شؤونِ بلدانِهم ... مُجْرُمُهُمْ مُحصَّن لا يَطالُهُ العقابُ ولا يَحْكُمُهُ قَانونٌ، وبريؤنا مذنبٌ مجرِمُ حَرْبٍ وعَالِمُنَا إرهابيٌّ يُسَجَّلُ على قائمةِ الخِنزيرِ الأكبرِ جورج بوش بأنه مُحرِّضٌ مُشَجِّعٌ على الإرهابِ!!! ... ونحنُ بالمقابلِ نعملُ على إسقاطِ بلدانِنا في هاويةِ أحضانِ الغرْبِ وإذلالِ الشعوبِ المسحوقةِ المقهورةِ ....

إذا قُتِلَ أمريكيٌّ أو أيُّ غربيٍّ في بلادِنَا، تقومُ الدنيا ولا تقعدُ، ويسعى كبراؤنا إلى تقبيلِ أعتابِ واشنطنً وسِوَاهَا طَلَباً للعفوِ والصَّفْحِ والغفرانِ والفوزِ بالنيرانِ والخُسرانِ ... وهاهم يذبِّحُونَنَا في كلِّ يوم مئةَ ألفَ مرةٍ ولا تَهْتزُّ لهُمْ شَعْرَةٌ ... فاليورانيومُ والفوسفورُ الأبيضُ والنابالمُ والقنابلُ العنقوديةُ والقنابلُ الارتجاجيةُ والقنابلُ الفراغيةُ وغيرُها .. وغيرُها .. وغيرُها شاهدةٌ على ذلك ... ألا يستحقُ وضعُنَا المُشِينُ: " لقدْ طاب الموتُ يا عَرَبُ!!"...

وللهِ دَرُّكَ يا إبراهيمَ اليازجيِّ حيثُ قلتَ:



تنبَّهوا واستفيقوا أيُّها العَرَبُ //فقدْ طَمَى السَّيلُحتى غااصَتْ الرُّكَبُ


فِيمَ التعلُّلُ بالآمالِ تخدَعُكُـمْ //وأنتمُ بينَ راحـاتِ الفَناسُلُـبُ


كَمْ تُظلَمونَ ولَسْتمْ تشتكونَ وكَمْ //تُستغْضَبونَ فلا يَبدو لكُمْ غَضَبُ


ألِفْتُمالهُونَ حتى صارَ عندَكُـمُ //طَبْعاً وبعضُ طِباعِ المَرْءِ مُكْتَسَـبُ


وفارَقتكُمْ لطولِ الذلِّنخْوتُكُــمْ //فليسَ يؤلِمُكُمْ خَسْـفٌ ولا عَطَـبُ








لَقَدْ طَابَ المَوْتُ يَا عَرَبُ !!!!!!!!!!


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان

التعديل الأخير تم بواسطة مها يوسف ; 12-14-2011 الساعة 09:27 PM

اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:28 PM   #17
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



إلى الأختِ سما الروسان
التي حرَّكتْ فِيَّ الكوامِنَ
إذْ نشرت على صفحات هذا المنتدى العتيد
مادة منقولة عن مدينة عَمَّان الخالدة،
عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية،
هذه القصيدة ...




مََرْتعُ الصِّيدِ



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يا مَنْبَعَ العِـزِّ والأمْجَادِ والأدبِ = يا مَرْتَعَ الصِّيدِ والآسادِ والعَـرَبِ
نُزْجِيكَ حُبَّاً بِحُبٍّ أنتَ مُلهِمُنَـا=مِنْ مَنْهَلِ الشِّعْرِ أو مِنْ مِنْبَرِ الخُطَبِ

أنتَ الكَرَامَةُ يا أردنُّ مُذْ وُجِدَتْ=أنتَ المَلاذُ لنا فِي حَالكِ النُّوَبِ
يَحْلو بكَ العيشُ والأيامُ هانئةٌ=مهمَا لقيناهُ مِنْ ضِيقٍ ومِنْ نَصَبِ
وتُرْبُكَ التِبْرُ والأنسامُ هادئـةٌ=والشَّعْبُ فيكَ رفييعُ الأصْلِ والحَسَبِ
عَمَّانُ عَمَّانُ يا أمّاً لأمتنَا=فيها الأصاَلةُ منهَا سَاطِعُ الشُّهُبِ
فيهَا المساجدُ باسْمِ اللهِ صادحَةٌ=يَعْلو الهِلالُ سُمُوّاً مِنْ على القُبَبِ
تلكَ المآذنُ في الآفاقِ شَامخَةٌ=تعانقُ النَّجْمَ في حَشْدٍ مِنَ السُّحُبِ
وتلتقي وحْدةُ الأديانِ ديرتَهَا=بما يُدَقُّ مِنَ الأجراسِ والصُلُـبِ
شيحانُ يا قلعةً للمَجْدِ في بلدي=مَهْدُ الشهامةِ في جلعادَ والنَقَـبِ
واربدُ الطِّيبِ يا سَهْلاً به وُجِدَتْ=عَيْنٌ لِراحُوبَ، فيهِ التُّرْبُ كالذَّهَبِ
عَجْلونُ تربِضُ والزيتونُ ظَلَّلَهَا=أرضُ العَطاءِ وفيهَا كَرْْمَةُ العِنَبِ
يا قلعةً رَبَضَتْ ما بينَ أرْبُعِهَا=تَرْنُو بِشوْقٍ لتلقَى القدسَ مسْرَى النبي
ويا طفيلتَنا يا رَمْزَ عِزَّتِنَـا=وِهَادُكِ الشُمُّ مأوى الجُودِ والأدبِ
هَذي معانُ ففيهَا الثورةُ انتصرَتْ=لتدحَرَ الترْكَ عَنْ هذا التُرابِ الأبِي
تلك الظباءُ بوادي السِّيرِ يافعةٌ=ترْعَى خمائلَهَا في فَجْرِهَا الرَّطِبِ
والسَّلْطُ للمَجْدِ يا أردنُّ توأمةٌ=فالسلطُ دِرْعٌ لنا في الضِّيقِ والكُرَبِ
وعَيْنُ جَادورَ تجري بيْنَ أبْطُحِهَا=فالماءُ فيها كمَاءِ الكَوْثَرِ العَـذِبِ
ومِفْرَقُ العِزِّ في البيداءِ جاثمَةٌ=أمُّ العذارى الحِسَانِ الخُرَّدِ الكُعُـبِ
ومأدبا صِنْوُ ذِيبَانٍ ومُوجِبِـهِ=واحَرَّ قَلبي بِهَا مِنْ مُدْنَفٍ وَصِبِ
وتلكُمُ الكَرَكُ الشَمَّاءُ سامقـةٌ=أمجادُهَا تملأُ الأكوانَ بالطِّيَـبِ
أمّا الجَآذرُ فالأردنُّ مَرْتَعُهَـا=والطيرُ يشدو صباحاً لحنَهُ الطَّرِبِ
والغَوْرُ كَنْزٌ ثمينٌ أنتَ تملكُـهُ=يرويهِ نهرٌ بهِ مِنْ غابرِ الحِقَـبِ
فيهِ الصحابةُ يا أردنُّ قَدْ دُفِنُوا=أُسْدُ الجهادِ كِرامُ الأصْلِ والنَّسَبِ
هذا مُعَاذٌ وذَا الجَرَّاحُ يَرْتقِبَـا=يومَاً بهِ يَرْجِـعُ الأقصى إلى العَرَبِ
وَذَا ضِرَارٌ بِحضْنِ الغَوْرِ مُنْتَظِراً=كَيْ يَعْبُرَ النَّهْرَ في جيشٍ لنا لَجِبِ
فَعِزَّةُ العُرْبِ مَرْمَانَا وَبُغْيتُنَـا=شَمْسُ العُروبَةِ يا أردنُّ لَمْ تَغِـبِ
وَوَحْدَةُ الأمَّةِ العَصْمَاءَ غَايتُنَـا=نرجو الإله وراجي اللَّهَ لَمْ يَخِـبِ
وَدِينُنَا الحَقُّ في الدنيا نُعَمِّمُـهُ=دِينٌ نَقِيٌّ مِنَ الأوْهَامِ والرِّيَـبِ
فَمَجْدُ عِزِّكَ يا أردنُّ مَلْحَمَـةٌ=مُدَوَّنٌ بِحُروفِ النُّورِ فِي الكُتُـبِ
يا جَنَّةَ الخُلْدِ يا أردنُّ يا بَلَـدي=في غَيْرِكَ العَيشُ يا أردنُّ لَمْ يَطِـبِ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


.... محمود فالح مهيدات / أبو كارم ...


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:31 PM   #18
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نَصُّكَ ولَدُكَ..!!


أخي الكاتب .. أختي الكاتبة
أخي الشاعر .. أختي الشاعرة

عندما يكتبُ الكاتبُ نَصَاً معيَّناً، شِعْراً أو نَثْراً، فهو لا يكتُبُهُ جُزافاً وَخَبْطَ عَشْواءَ، بَلْ تتزَاحَمُ الأفكارُ في رأسِهِ، ثمَّ تتمازجُ وتتلاقَحُ، فيتكوَّن الجنينُ، وبَعْدَ فترةِ حَمْلٍ طَالتْ أمْ قَصُرِتْ، يَخرُجُ النصُّ مِنْ رَحِمِ العقلِ مَولوداً ... لذلك يقولون: وُلِدَتْ قَصِيدِةٌ ، أو وُلِدَ نَصٌّ ... فَنَصُّكَ الذي تكتبُ ثمَّ تدفَعهُ بينَ أيدي القُرَّاءِ لتتناوله عقولُهمْ، هو ابنك، فينبغي متابعته ... فبمجرَّدِ أنْ تقومَ بنشرِهِ، تتناوبُه عقولُ القرَّاءِ والنُقَّادِ فيكتبونَ آراءَهُمْ .
إلاّ أنَّ بعضَ الأخوةِ لا يعودون إلى نُصوصِهمْ بعدَ نشرِهَا للتعَرُّفِ على آراءِ الآخرين والتفاعلِ مَعَ ردودِهِمْ .. وكأنَّ هذا النصُّ أو ذاكَ لمْ يكنْ سوى حِمْلاً ثقيلاً يشكِّلُ عِبئاً على كاهِلِ كاتبِهِ فألقاهُ على قارعةِ الطريقِ ولَمْ يَعُدْ يعبأ به ... فَهَلاّ تابعتُمْ أبناءَكُمْ نُصوصَكُمْ حَفِظَكُمُ اللهُ ..!!

... أخوكم محمود فالح مهيدات ...






 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان

التعديل الأخير تم بواسطة مها يوسف ; 12-14-2011 الساعة 09:41 PM

اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:42 PM   #19
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



الحداثةُ في الشعرِ

يواجِهُ الشِّعرُ العربيُّ تياراتٍ معاكسةٍ شديدةٍ وزلازلَ عاتيةً، ولعلَّ أشدَّها عُنْفاً وأعتاها ما يُسمَّى (الحداثةَ أو التجديدَ)، الذي حَمَلَ لواءَهُ نَفَرٌ تأثَّرَ بالثقافةِ الغربيةِ، وانْبَهَرَ بالقِيَمِ الغربيـةِ ... فناضَلوا جاهدينَ لتطبيقِ المفاهيمِ الغربيةِ على الشعرِ العربيِّ ... ومِنَ البداهةِ بمكانٍ بأنَّ هناكَ فَرْقاً كبيراً وبَوْناً شاسِعاً وتبَايُناً جَلِيَّاً بينَ الثقافةِ والتقاليدِ والقِيَمِ العربيةِ وتلكَ الغربيةِ.

لقدْ أجْمَعَ فُقهَاءُ الأدبِ على أنَّ نازكَ الملائكةِ هي رائدةُ الحداثةِ في الشعرِ العربيِّ ـ بعد أن نصَّبتْ نفسها على رأس الهرم ـ علماً بأنها مسبوقةٌ إلى هذا اللونٍ؛ فهناكَ شعراءٌ سبقوها إلى هذا الشكلِ، فعبدُ الوهابِ البيَّاتي مِنَ العراقِ طَرَقَ هذا البابَ وكتَبَ فيهِ قَبْلَ نازكَ الملائكـةِ .. وسبقهما شاعرُ الأردنِّ مصطفى وهبي التل ( عرار ) الذي عُثِرَ له على قصائدَ بشعرِ التفعيلةِ سنة 1942، أي قَبْلَ نازك الملائكة بخمسِ سنواتٍ حيثُ بدأتْ نازكُ بهذا النَّمَطِ سنة 1947 ... وربَّما يكونُ هناكَ شعراءٌ قدْ سبقوا عراراً في هذا الميدان ... وقد ذكَرَتْ نازكُ الملائكةِ ذلك ... إلاَّ أنَّ هؤلاءِ الذين سبقوا نازكاً إلى شعرِ التفعيلةِ لمْ يَدْعُ أيٌّ مِنْهُمْ إلى اعتناقِ هذا النَّمَطِ مِنَ الشِّعرِ، بَلْ كتبوا فيهِ واكتفوا بذلك ... وَوَصَفَتْ نازكُ الملائكةِ ذلكَ بأنَّها إرهاصاتٌ تُنبئُ بظهورِ لونٍ جديدٍ مِنَ الشعرِ العَربيِّ ... بينما ناضَلَتْ نازكٌ حاملةً لواءَ الحداثةِ منطلقةً بدعوةٍ محمومةٍ إلى اعتناقِ هذا المَذْهَبِ والخروجِ على أُسُسِ وقَواعِدِ الشِّعْرِ العَربيِّ التقليديِّ ( القديمِ ).

فُتِحَتْ حَلَبَةُ الصِّرَاعِ ... فاعتَنَقَ هذا المبدأَ الكثيرُ وسَلَكوا هذا النَّهْجَ فَراحُوا يَدْعُونَ إلى الحَداثةِ ويُسَوِّقونَهَا وَيُرَوِّجُونَ لهَا، سَاعينَ إلى التَحَرُّرِ مِنَ القُيودِ والضَّوابِطِ ... فَبَرَزَتْ التبَايناتُ في وجهاتِ النظرِ ... فتاهوا بينَ الشَّكْلِ والمضمونِ ... وأُطْلِقَتْ أسْمَاءٌ شَتَّى على هذا اللّونِ: الشِّعْرُ الحُرُّ؛ شِعْرُ التفعيلةِ؛ الشِّعْرُ المُعاصِرُ؛ الشِّعْرُ الجَديدُ؛ الشِّعْرُ الحَدِيثُ؛ الشِّعْرُ المُنْطَلِقُ؛ والشِّعْرُ المَنْثُورُ (قصيدةُ النثرِ).

هذه عُجَالةٌ ... طَرْحٌ أطْرَحُهُ في هذا المنتدى العَتِيدِ، لِنَسْمَعَ ونَقْرأَ مِنْكُمْ عُزْوَةَ الأدَبِ آراءَكَمْ، وتتلاقحُ الأفكارُ وتتمازجُ الآراءُ ... فنَفِيدُ ونَسْتفِيدُ ... فَلْيُدْلِي كلٌّ بِدَلْوِهِ ... فالدِّلاءُ مُخْتَلفِةُ الأحْجَامِ ... والنَّبْعُ غزيرٌ مُتَدَفِّقٌ ... لَعَلَّنا نروي الظمأَ ...
مع خالص محبتي ومودتي
... أخوكم محمود فالح مهيدات ...


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 12-14-2011, 09:43 PM   #20
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



نزهة في كتاب ... (1)
عزوتي في هذه المنتديات العتيدة ..
هذه بداية مشروع للتنزه الأدبي بين صفحات الكتب. نزهة نتجول خلالها في ربوع كتاب، لنغرف بعض ما أودعه الكاتب بين صفحاته، ونقتات على ما اكتنز في من المعارف، فلعلنا نفيد ونستفيد ... وهذا المشروع ليس حكراً على شخص بعينه، فلكل أخ أو أخت في هذا المنتدى أن يأخذنا جميعاً في نزهة بين صفحات كتاب من اختياره .. فالكتاب كما تعلمون ليس مجرد أوراق صمَّاء مجموعة وعليها كتابات لا تسمن ولا تغني من جوع، فأي كتاب لا يخلو أبداً من مادة مفيدة، وقد وصفه أبو الطيب المتنبي بأنه "خير جليس" حيث قال:

أعز مكان في الدُّنا سرج سابح // وخير جليس في الزمان كتابُ

خطوتنا الأولى نلج بها حديقة كتاب بعنوان (الموجة الحزينة )، وهو من تأليف الآنسة مها يوسف من لبنان الشقيق.

الكتاب يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط، جمعت فيه المؤلفة باقة من الخواطر الخفيفة الظل، الفواحة العطر، بأسلوب سلس سهل منساب، تكسوه البساطة والعفوية والبعد عن التكلف والتعقيد اللفظي، مما جعل كلماتها تنطلق لتقتحم القلوب فتدخلها بدون استئذان لتجد لها محلاًّ مريحاً وفراشاً وفيراً. تغلب على هذه الخواطر المسحة الحزينة، فيستخلص القاريء الكريم ما عانته المؤلفة من ظلم اجتماعي انعكس عليها سلباً، ممَّا دعاها إلى الثورة الأدبية لتفرغ ما بداخلها من بوح ومعاناة ومشاعر وأحاسيس صادقة حاملة معها كل ألوان الطيف وعبق الحنين وألم الذكريات وضياء الأمل المنشود من خلال رقصات قلمها السيَّال وفكرها المتوقد المتدفق المعطاء.

بدأت المؤلفة خواطرها بخاطرة بعنوان " خاطري مكسور "، ولعل القاريء للعنوان فقط يعرف مضمون الخاطرة؛ فهي تبوح بمكنونها العاطفي، وتشكو عدم وفاء الحبيب. ثم تلتها خاطرة بعنوان " الموجة الحزينة "، ففيها تلج الكاتبة باب الرومنسية؛ فتراها تشخِّص الموجة والبحر، فهذه الموجة تناجي البحر مناجاة العاشق الولهان، وتبوح بوح المحب الصبِّ المدنف، الذي يرتبط قدره بمجبوبه لا محالة، فهي لا تفلت منه على الإطلاق. كما أن هذه الخاطرة لا تخلو من الرمزية، وكأن الكاتبة هي الموجة الحزينة والبحر حبيبها!!!

في ركن آخر من أركان الكتاب، نصل إلى خاطرة " الموجة والنورس " والتي تقول الكاتبة فيها:

ما به النورس حزين ؟
يقف على الموج قتله الحنين
يفتش عن موجة هاربة
من ظلم البحر والسنين
فهي ترسم لوحة طبيعية تسطع فيها الرومنسية، وتتألق وهي تنشئ حواراً بين النورس، ذلك الطائر الأبيض العاشق للبحر، وبين تلك الموجة الرمز، الهاربة من ظلم قدرها، البحر، لكنها ما تلبث فتعود لأحضانه، وكأن البحر إنساناً عاشقاً يفتح ذراعيه ليضم تلك الموجة الحزينة إلى صدره.

وتواصل الكاتبة رومنسيتها في خاطرة " على ضفة النهر "؛ فهي تراقب النهر الذي يجري مثل عمرها، كما قالت:

... كنت أراقب النهر ..
كان يجري مثل عمري
وتناجي النهر، وتسائله عن فارسها الموعود ليأتيها على ظهر حصان أبيض ليأخذها إلى هناك، حيث السعادة والهناءة والحب والحنان .... تتأمل الشمس، لعل فارسها ينحدر من خلال أشعتها الذهبية المتوهجة ...

أما بوحها، فيكاد لا يخلو كل سطر من الكتاب من البوح الرقيق الذي ينمُّ عن حسٍّ مرهف وقلب محب ... ولعل خاطرتها " صرخة ألم " تبين أنموذجاً من هذا البوح الجميل والإحساس المرهف، فهي تقول فيها:

أحبك أيها المسافر
أحبك أيها المهاجر
أحبك أيها الحبيب
حبك خلقني من جديد
لكن الحبيب صَدودٌ:

كم أنت عنيدٌ
كم أنت عنيدٌ
أخبرتك كم صبرتُ
لكنك لم تفعل شيئاً وما رجعتَ
ومن إحساسك تجردتَ
وصامتا بقيتَ وما نطقتَ
ما نطقتَ

وها هي خاطرتها " حب وحنين " تتحدث عن حب في سن النضوج العقلي، وهو سن الأربعين؛ تقول الكاتبة:

أحببتُ في سن الأربعين
وامتلأ قلبي بالحنين
رجل اقتحم حياتي على عجل
وزرع في قلبي كثيراً من الأمل
إلى قولها:

واستطاع حبه أن ينشلني من وحدتي
وأنا لم أبخل عليه بمودتي
هو أصبح حبيبي وحياتي
إنه الحب في سن الأربعين

ومع هذا كله، فإن كاتبتنا لم تغفل الدور الوطني الذي لا يغادر قلم الكاتب الأصيل، فكتبت لفلسطين خاطرة بعنوان " نكبة وقضية " تقول فيها:

جُرْحٌ
فلسطين ...
بكاءٌ ...
وأنينٌ
ستون سنة من التهجير ...
متى ينتهي
درب الجلجلة ؟!...
لتعلم إسرائيل ...
أنت يا صهيونية
ستنتصر القضية
فلسطين أبية
أما خاطرتها " غزة تحترق " فجاء فيها:

ارفعوا الحصار يا كفّار
غزة تحترق بالنار
مهما قاتلت يا صهيونية
سيبقى شهداؤنا عنوان القضية
صابرون وصامدون أبناؤنا الأحرار
مهما طال عليهم الحصار

أما عن العراق، فقد شدّها فعل منتظر الزيدي الذي رشق الكلب الأمريكي الأكبر جورج بوش
بحذائه، فقالت في خاطرة بعنوان " زيْدي ":

سلام عليك وعلى أم أنجبتك
عراقي حر أبي أنت
بتعبيرك وغضبك أثبتَّ
أنك لن ترضى بالذل
إلى قولها:

أجمل وداع ودَّعتَه
إنه مجرمٌ شيطان
لكن بملامح إنسان
" منتظري" كلنا معك
ندعو لك وننتظرك

ولم تُغفلْ الكاتبة الجانب الإنساني، فهذه خاطرة " وصية أم " تصف فيها حرص الأم على أن توصي ابنتها ليلة زفافها خيراً وتتمنى لها بيتاً تظلله السعادة وتغمره المحبة. تقول كاتبتنا:

عند لحظات الوداع
والأم تودع ابنتها ليلة زفافها
يسود الصمت وتتزايد زفرات الآهات
تختنق العبرات وتنهمر الدموع
وتتلعثم الأصوات وهناك تنخرس الألسن
القلوب تنبض بشدة وتسرع خفقاتها
وتعبر العيون بدموعها
نعم إنها الليلة الأخيرة
فتتلقى البنت وصية أمها ببهجة وفرح لتجعل من بيتها في ظل زوجها جنة تقطر شهداً وعسلاً.

هذه نزهة قصيرة، أرجو أن أكون من خلالها قد وفقت في هذا الطرح المتواضع، وإلى لقاء في نزهات أخرى في كتب أخرى.
تقبلوا تحيتي ومحبتي.

... أخوكم محمود فالح مهيدات / أبو كارم ..


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
رد علي الموضوع

الكلمات الدلالية (Tags)
إليكـــم, أعـــود


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by عــراق تــ34ــم
تنويه هام : الادارة ليست مسؤولة عن اي عملية تبادل دون علمها