|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-02-2010, 02:14 AM | #11 |
|
أشقيتني من حيث إمتاعي= فليتعني من ظلمك الناعي آلفتني حتّى ألفت اللّقا =تركتني وحدي لأوجاعي ؟ أطمعتني فيك فخلّفتني =لجوع آمالي و أطماعي ورحت – لا عدت – و= ألقيتني وديعة في كفّ مضياع إن لم يكن لديك قلب ،= فهل رحمت قلبا بين أضلاعي رعيتني حتّى ملكت الغنى= عنّي فكنت الذئب في الراعي يا ظالمي و الظلم طبع الحنى= قطفت عمري قبل إيناعي قد ضاع ما أرجو فما =خيفتي إذا دعاني للفنا داعي لا ، لم أعاتبك فقد أقلعت =عنك شجوني أيّ إقلاع إن كنت خدّاعا فإن الورى= ما بين مخدوع و خدّاع ما بين غلّاب و مستسلم= ما بين محروم و إقطاعي أوّاه كم أشقى و أسعى=إلى قبري وويح السعي و الساعي و هكذا قالت ، و في صوتها =دموع قلب جدّ ملتاع |
|
10-04-2010, 08:09 AM | #12 |
|
هذي البيوت الجاثمات إزائي= ليل من الحرمان و الإدجاء من للبيوت الهادمات كأنّها= فوق الحياة مقابر الأحياء تغفو على حلم الرغيف و لم= تجد إلاّ خيالا منه في الإغفاء و تضمّ أشباح الجياع كأنّها =سجن يضمّ جوانح السّجناء و تغيب في الصمت الكئيب= كأنّها كهف وراء الكون و الأضواء خلف الطبيعة و الحياة كأنّها=شيء وراء طبائع الأشياء ترنو إلى الأمل المولّي مثلما =يرنو الغريق إلى المغيث النائي و تلملم الأحلام من صدر الدّجا= سردا كأشباح الدجا السوداء *** هذي البيوت النائمات على الطوى= نوم العليل على انتفاض الداء نامت و نام اللّيل فوق سكونها =و تغلّفت بالصمت و الظلماء و غفت بأحضان السكون وفوقها= جثث الدجا منثورة الأشلاء و تلملمت تحت الظلام كأنّها= شيخ ينوء بأثقل الأعباء أصغى إليها اللّيل لم يسمع بها= إلاّ أنين الجوع في الأحشاء و بكا البنين الجائعين مردّدا= في الأمّهات و مسمع الآباء ودجت ليالي الجائعين و تحتها= مهج الجياع قتيلة الأهواء **** يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من =هم مرعى الشقا و فريسة الأرزاء الجائعون الصابرون على الطوى= صبر الربا للريح و الأنواء الآكلون قلوبهم حقدا على= ترف القصور و ثروة البخلاء الصامتون و في معاني صمتهم= دنيا من الضجّات و الضوضاء و يلي على جيران كوخي إنّهم= ألعوبة الإفلاس و الإعياء ويلي لهم من بؤس محياهم ويا =ويلي من الإشفاق بالبؤساء أنوح للمستضعفين و إنّني= أشقى من الأيتام و الضعفاء و أحسّهم في سدّ روحي في دمي= في نبض أعصابي و في أعضائي فكأنّ جيراني جراح تحتسي =ريّ الأسى من أدمعي و دمائي ناموا على البلوى و أغفي عنهم=و عطف القريب ورحمة الرحماء ما كان أشقاهم و أشقاني بهم =و أحسّني بشقائهم و شقائي |
|
10-04-2010, 08:10 AM | #13 |
|
أنت ترثي كلّ محزون و لم= تلق من يرثيك في الخطب الألدّ و أنا يا قلب أبكي إن بكت =مقلة كانت بقربي أو ببعدي و أنا أكدى الورى عيشا على= أنّني أبكي لبلوى كلّ مكد حين يشقى الناس أشقى معهم= و أنا أشقى كما يشقون وحدي ! و أنا أخلو بنفسي و الورى =كلّهم عندي و مالي أيّ عندي لا و لا لي في الدّنا مثوى و لا= مسعد إلاّ دجا اللّيل و سهدي لم أسر من غربة إلاّ إلى =غربة أنّكى و تعذيب أشدّ متعب وركبي قدمي والأسى= زادي و حمّى البرد بردي و الدجا الشاتي فراشي وردا =جسمي المحموم أعصابي و جلدي . |
|
10-04-2010, 08:17 AM | #14 |
|
طائر عشّه الوجود و قلب=ملهم عاشق وروح نبيلة ركّب الله في طبيعته الفنّ =و في فكره طموح الفضيلة ينشر اللّحن في الوجود و يطوي= بين أضلاعه الجراح الدّخيلة يفعم الكون من معانيه شهدا =ورحيقا حلوا و يطفي غليله و يوشّي الحياة سحرا كما و شّـ=ت خيوط الصباح زهر الخميلة و فنونا ألذّ من بسمة الطفل =و من نسمة الصباح العليلة و حوارا أرقّ من قبل الحبّ =على وجنه الفتاة الجميلة أنت – يا شاعر الحياة – حياة =و " كمنج " حيّ و دنيا ظليلة تعشق النور و الندى و سموّ الـ= روح في النشّ و العقول الجليلة و تحبّ الطموح في الأنفس العظمى= و تحنو على النفوس الضئيلة تستشفّ الجمال من ظلم اللّيل =و من زهرة الربيع البليله من سكون الدّجا و من هجهة الصحـ= را وحشة القفار المهيلة و ترى الورد في الغصون خدودا= قانيات و اللّيل عينا كحيلة قد عرفت الجمال في كلّ شيء= و تغنّيت همسة وهديله و توحّدت للجمال تناجيه= وللفنّ تستقي سلسبيله ورفضت النفاق و الزور و الزلـ= فى و خلّيت للورى كلّ حيله و نبذت الرواغ و الملق المخـ=زي و أعباءه الجسام الثقيلة لم تحاول وظيفة المنصب العالي= و لا تبتغي إليه وسيلة لا و لا تعشق النقود اللّواتي= نقشتها يد الحياة الذليلة قد تخلّيت للجمال تناجي =هالة الوحي و السماء الصقيلة فرأيت الفضائل البيض في الدنـ= يا و لم تلمح الحنّى و الرذيلة عشت في الطهر للخيال توفيه= كما وافت الخليل الخليله طائرا عن عوالم الشر لما= أودع الله فيك روحا غسيله . |
|
10-04-2010, 08:28 AM | #15 |
|
مررت بشيخ أصفر العقل و اليد= يدبّ على ظهر الطريق و يجتدي ثقيل الخطى يمشي الهوينى بجوعه= واحزانه مشي الضرير المقيّد و يمضي و لا يدري إلى أين ينتهي= و لم يدر قبل السير من أين يبتدي و يزجي إلى الأسماع صوتا مجرّحا= كئيبا كأحلام الغريب المشرّد يمدّ اليد الصفرا إلى كلّ عابر =و لم يجن إلاّ اليأس من مدّة اليد فيلقي على الكفّ النحيل جبينه =و يسأل هل في الأرض ظلّ لمسعد هو الشرّ ملء الأرض و الشر طبعها= هو اشر ملء الأمس و اليوم و الغد وهذا غبار الأرض آهات خيّب =وهذا الحصى حبذات دمع مجمّد رمى الشيخ فيما حوله نظرة الأسى= ومرّ كطيف المستكين المهدّد فيا للفقير الشيخ يمشي على الطّوى= و في مأتم الشكوى يروح و يغتدي يظنّ أكفّ الناس تهوي بجودها= إليه و لم يبصر سوى وهمه الردي و جوع يلوّي نفسه في ضلوعه= فينساق لا يدري إلى أين يهتدي . |
|
10-04-2010, 08:30 AM | #16 |
|
أطلّت من الأفق بنت السماء= مغلّفة بالشعاع الندي ووشّت بساط الفضا بالسنا=و باللّهب البارد العسجدي و بالوهج الدافيء المشتهي= وبالمنظر السحري الأجود فجنّت بها نشوات الصبا =و فاضت بصدر الضحا الأمرد و أهدت سناها السماوي إلى =رءوس الربا و اثرى الأوهد إلى الطود و السهل و المنحنى =إلى الماء و الطين و الجلمد إلى الكوخ و القصر مهد الغنى= إلى السوق و السجن و المعبد ووزّعت النور في العالمين= و جادت على العبد و السيّد على المترفين على البائسين= على المجتدى و على المجتدي و أدّت رسالتها حرّة إلى= أقرب الكون و الأبعد جرى عدل بنت السما =في الوجو د حفيا بجيّده و الردي و أنفقت النور أمّ الضحا =فزادت ثراء إلى سؤدد و أربت جمالا وزادت سنا =ونورا إلى نورها السرمدي و طالت حياة فما تنتهي =من العمر إلاّ لكي تبتدي و أعطت فدام سنا ملكها= جديد الصبى دائم المولد و ما زادها كثر إنفاقها =سوى الترف الأكثر الأخلد *** لقد ضرب الله أمثاله= و من يضلّل الله لا يهتدي |
|
10-04-2010, 08:31 AM | #17 |
|
هاتي التآويه يا قيثارتي هاتي= وردّدي من وراء اللّيل آهاتي و ترجمي صوت حبّي للجمال =ففي نجواك – يا حلوة النجوى – صبابتي قيثارتي صوت أعماقي عصرت بها= روحي و أفرغت في أوتارها ذاتي *** قيثارتي أنت أمّ اشعر لم تلدي =إلاّ غنا الخلد أو لحن البطولات أودعت نجواك آيات النبوغ فيا= قثارتي لقّني التاريخ آياتي و غرّدي بخيالاتي العذاب فما =حقيقة السحر إلاّ من خيالاتي و شاعر الطبع موسيقى الغيوب= إذا غنّى أرى الأرض أسرار السموات قيثارتي إنّي ابن الشعر أنجبني= للخلد ، للعبقريّات الفتيّات و للحياة و للدنيا و نضرتها =للحبّ للنور للزهر الصبيّات *** وحدي مع الشعر هزّتني عواطفه= فرقّصت عطفه النشوان رنّاتي و شفّ لي خافي الدنيا و ألهمني =سحر الجمال و أسرار الجلالات وهبّت للشعر إحساسي و عاطفتي= و ذكرياتي و ترنيمي و أنّتي فهو ابتسامي ودمعي و هو تسليتي= و فرحتي و هو آلامي و لذّاتي يفنى الفنا ! و أنا و الشعر أغنية =على فم الخلد يا رغم الفنا العاتي أحيا مع الشعر يشدو بي و أنشده =والخلد غاياته القصوى و غاياتي |
|
10-04-2010, 08:34 AM | #18 |
|
لا تسل كيف ابتدينا =لا ، و لا كيف انتهينا لا تقل كيف انطوى=الحبّ و لا كيف انطوينا ملعب دار بعمرينا= فولّى من لدينا وانقضى الدور فعدنا= عنه من حيث أتينا لا تسل كيف تنائينا= و لا كيف التقينا لا تقل كنّا و كان=الشوق منّا و إلينا هل شربنا خمرة الحب= و هل نحن ارتوينا آه لا خمر و لا =حبّ متى كان و أينا لاحت الكأس لثغرينا= وجفّت في يدينا *** عندما لاح بريق= الكأس ولّت بالبريق وارتشفنا من رحيق= الحبّ أطياف الرحيق و تلاشي حلم الصّفو= كأنفاس الغريق هكذا كان تلاقينا= على الدور الأنيق *** وانتهى الدور و =ها نحن انتهينا من صبانا حيث طاف الحبّ =كالوهم و كالوهم تفانى وانطوى عنّا كما =تطوي الدياجير الدخانا و تركنا في الرمال= الحبّ آثار خطانا غير أنا قد نسينا= أو تناسينا لقانا و سألنا الوهم بعد= الحبّ هل كنّا و كانا أين منّا الملعب= الطفل تناغيه منانا *** ملعب درنا به حينا= فأصابانا و ملّا ملعب ما كان أصفاه= و ما أشهى و أحلى غاب في الأمس فولّينا= عن الأمس وولّى و تسلّينا و من لم =يلق ما يهوى تسلّى |
|
10-04-2010, 12:32 PM | #19 |
|
صافحتك القلوب قبل النواظر= و استطارت إلى لقاك الخواطر و تلقّاك عالم اليمن الحرّ كما= لاقت النفوس البشائر وارتمى يسكب التراحيب ألوانا= كما تسكب اللّحون القياثر و تملّت نزولك اليمن الخضرا =قاضت بالأغنيات الحناجر و تنزّلت في معاني حماها =مثلما ينزل الشعاع المحاجر و هفا الموطن الكريم يحيّي =مشعل العلم في سناك الباهر و تغلغلت في حناياه كالإيمان= كالطهر في عفاف الضمائر كالمنى في القلوب كالدم في الأبدان= كالسكر في دماغ المعاقر قد تلقاك موطني ينثر التراحيب= في راحتك نثر الجواهر و انتشى من شعاعك العلم لمّا= زرت " دار العلم " يا خير زائر وازدهى الشعر ينثر النغم الحلو= كما ينثر الربيع الأزاهر قد رأى "موطني " بمرآك " مصرا "= منبت الفنّ و الإبا و العباقر مصر أم الحجار و اليمن السامي= و أمّ الشآم أم الجزائر وحدة العرب راية في رباها =و منى العرب في يديها وزاجر شادها الله العروبة دارا =وابتناها بنيّرات الزواهر بلدة تنبت العلوم و أرض= تلد المجد و العلا و المفاخر نيلها المستفيض أنشودة الله= على مسمع اللّيالي العوابر وحماها كنانه الله تر مي =في وجوه العدا السهام الثوائر *** يابن مصر التي تلاقت عليها =شيم العرب و النفوس الحرائر علمك العلم ينشر الدين في الدنيا= كما تنشر الشعاع المنائر و تجوب الشعوب في خدمة الإسلام= و الحق و ارتباط الأواصر إيه عزّام أنت وعي من النيل= إلى العرب تستثير المشاعر و سفير تشيّد الوحدة الشما= و تستنهض السنا في البصائر و تنادي البلاد للإتّحاد =الحر و الاتحاد أقوى مناصر إن في وحدة العروبة مجدا =خالدا ثائرا على كل ثائر إنّما العرب أمّة وحّدتها =لغة الضاد و الدما و العناصر إنّما العرب أمّة هزّت الدنيا =و شقّت سود الخطوب العواكر إنّ للعرب غابرا داس " كسرى "= و تمشّى على رءوس القياصر فاستمدّي يا أمّتي من سنا الماضي= معاليك واعمري خير حاضر يأنف المجد أن يلاقي بنيه =في يدي غاصب و في كفّ آسر فاطمحي أمّتي إلى كلّ مجد =وانهضي نهضة الصباح الباكر يا سفير التضامن الحر غنّت=سعيك الحر أمنياتي الشواعر و تلاشت على هوى العرب روحي= نغما ملهم الغنا و المزاهر و نشيدا أفرغت فيه أحاسيسي= و ذاتي و خافقي و السرائر فتلقّى يا شاعر النيل شعري=فهو شعر عنوانه " روح شاعر " |
|
10-04-2010, 12:40 PM | #20 |
|
تركتني ها هنا بين العذاب =و مضت ، يا طول حزني و اكتئابي تركتني للشقا وحدي هنا =و استراحت وحدها بين التراب حيث لا جور و لا بغي و لا= ذرّة تنبي و تنبي بالخراب حيث لا سيف و لا قنبلة =حيث لا حرب و لا لمع حراب حيث لا قيد و لا سوط و لا= ظالم يطغى و مظلوم يحابي *** خلّفتني أذكر الصفو كما=يذكر الشيخ خيالات الشباب و نأت عنّي و شوقي حولها =ينشد الماضي و بي – أوّاه – ما بي و دعاها حاصد العمر إلى =حيث أدعوها فتعيا عن جوابي حيث أدعوها فلا يسمعني =غير صمت القبر و القفر اليباب موتها كان مصابي كلّه =وحياتي بعدها فوق مصابي *** أين منّي ظلّها الحاني و قد= ذهبت عنّي إلى غير إياب سحبت أيّامها الجرحى على= لفحة البيد و أشواك الهضاب ومضت في طرق العمر فمن= مسلك صعب إلى دنيا صعاب وانتهت حيث انتهى الشوط بها= فاطمأنّت تحت أستار الغياب *** آه " يا أمّي " و أشواك الأسى= تلهب الأوجاع في قلبي المذاب فيك ودّعت شبابي و الصبا =وانطوت خلفي حلاوات التصابي كيف أنساك و ذ**** على= سفر أيّامي كتاب في كتاب إنّ ذ**** ورائي و على =وجهتي حيث مجيئي و ذهابي كم تذكّرت يديك وهما =في يدي أو في طعامي و شرابي كان يضنيك نحولي و إذا =مسّني البرد فزنداك ثيابي و إذا أبكاني الجوع و لم تملكي= شيئا سوى الوعد الكذّاب هدهدت كفاك رأسي مثلما= هدهد الفجر رياحين الرّوابي *** كم هدتني يدم السمرا إلى =حقلنا في ( الغول ) في ( قاع الرحاب ) و إلى الوادي إلى الظلّ إلى =حيث يلقي الروض أنفاس الملاب و سواقي النهر تلقي لحنها =ذائبا كاللطف في حلو العتاب كم تمنّينا و كم دلّلتني تحت =صمت اللّيل و الشهب الخوابي *** كم بكت عيناك لمّا رأتا بصري= يطفا و يطوي في الحجاب و تذكّرت مصيري و الجوى =بين جنبيك جراح في التهاب *** ها أنا يا أمّي اليوم فتى =طائر الصيت بعيد الشهاب أملأ التاريخ لحنا وصدى =و تغني في ربا الخلد ربابي فاسمعي يا أمّ صوتي وارقصي =من وراء القبر كالحورا الكعاب ها أنا يا أمّ أرثيك و في شجو هذا= الشعر شجوي و انتحابي . |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, البردوني, الشاعر, عبد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|