اخر الاخبار هنا اخر الاخبار هنا اخر ااالاخبار هنا

عدد الضغطات : 5,301
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
قريبا
بقلم :
قريبا

العودة   منتديات مشاعرهم الادبية > ۩۞۩الاقـــســــام الادبـــيــة۩ > المكتبه الادبيه لمشاعرهم
تحديث الصفحة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري

رد علي الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-22-2011, 07:51 AM   #11
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



القصيدة (فِدَاءٌ لمثواكَ )

الجواهري



فِدَاءٌ لمثواكَ من مَضْــجَعِ...... تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ...... رَوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ
وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف"...... وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس...... على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ
وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال...... بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ
فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ...... فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ
ويا عِظَةَ......الطامحينَ......العِظامِ...... للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ
تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ...... وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ
تلوذُ الدُّهورُ......فَمِنْ......سُجَّدٍ...... على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ
شَمَمْتُ ثراكَ فَهَبَّ النسيمُ...... نسيـمُ الكرامـةِ من بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ...... خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ...... جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ............بِروحي إلى عالـمٍ أرْفَـعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ............بصومعـةِ المُلْهِـمِ المُبْـدِعِ
كأنَّ يداً من وراءِ الضريحِ...... حمراءَ......" مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ"
تَمُدُّ إلى عالـمٍ بالخُنـوعِ............والضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ
تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطْبَقَـتْ...... على مُذْئِبٍ منـه أو مُسْبِـعِ
لِتُبْدِلَ منهُ جديـبَ الضميرِ...... بآخَـرَ مُعْشَوْشِـبٍ مُمْـرِعِ
وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ...... خوفـاً إلى حَـرَمٍ أَمْنَـعِ

تعاليتَ من صاعِقٍ......يلتظي...... فَإنْ تَـدْجُ داجِيَـةٌ يَلْمَـعِ
تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ...... لم تُنْءِ ضَيْـراً ولم تَنْفَـعِ
ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ............وقـد حَرَّقَتْـهُ ولم تَـزْرَعِ
ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء............ولم تأتِ أرضـاً ولم تُدْقِـعِ
ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِـهِ............وغِـلَّ الضمائـرِ لم تَنْـزعِ
ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُـمُ............عليهِ مِنَ الخُلُـقِ الأوْضَـعِ
تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطْـرُهُ............يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ
فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا...... ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي
ويابنَ التي لم......يَضَعْ مِثْلُها...... كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ
ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ............ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ
ويا غُصْنَ "هاشِـمَ" لم يَنْفَتِحْ............بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ
ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود............خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ
يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ............مِنْ مستقيـمٍ ومن أظْلَـعِ
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ............مـا تَسْتَجِـدّ لـهُ يَتْبَـعِ

تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطـرِي...... ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِـي
وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِـبْ...... بِنَقْلِ " الرُّوَاةِ " ولم أُُخْـدَعِ
وقُلْتُ: لعـلَّ دَوِيَّ السنين...... بأصـداءِ حادثِـكَ المُفْجِـعِ
وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ...... من " مُرْسِلِينَ " ومنْ "سُجَّـعِ"
ومِنْ "ناثراتٍ" عليكَ المساءَ...... والصُّبْحَ بالشَّعْـرِ والأدْمُـعِ
لعلَّ السياسةَ فيما جَنَـتْ...... على لاصِـقٍ بِكَ أو مُدَّعِـي
وتشريدَهَا......كُلَّ مَنْ......يَدَّلِي...... بِحَبْلٍ لأهْلِيـكَ أو مَقْطَـعِ
لعلَّ لِذاكَ و"كَوْنِ" الشَّجِيّ...... وَلُوعَاً بكُـلِّ شَـجٍ مُوْلـعِ
يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن...... بلونٍ أُُرِيـدَ لَـهُ مُمْتِـعِ
وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَـــرْزَةً............يدُ الواثِـقِ المُلْجَأ الألمعـي
صَناعَاً متى ما......تُرِدْ......خُطَّةً...... وكيفَ ومهما تُـرِدْ تَصْنَـعِ
ولما أَزَحْتُ......طِلاءَ القُرُونِ............وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْـدَعِ
أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا............بغيرِ الطبيعـةِ لم ُطْبَـعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ............بأعظـمَ منهـا ولا أرْوَعِ
وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون............لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-............ضميرَكَ بالأَسَـلِ الشُّـرَّعِ
وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ............مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
وخيرَ بني "الأمِّ" مِن هاشِمٍ............وخيرَ بني " الأب " مِنْ تُبَّـعِ
وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدورِ............كانـوا وقـاءكُ ، والأذْرعِ
وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِـلْ............ثِيَـابَ التُّقَـاةِ ولم أَدَّعِ
تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ...... يِضِـجُّ بِجُدْرَانِـهِ الأَرْبَـعِ
وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب............عَلَيَّ مِنَ القَلَـقِ المُفْـزِعِ
وَهَبَّتْ رِياحٌ من الطَّيِّبَـاتِ............و" الطَّيِّبِيـنَ " ولم يُقْشَـعِ
إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ............تَأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِـعِ
وجَازَ بِيَ الشَّـكُّ فيما مَعَ............" الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي
إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيـلَ...... مِنْ " مبدأٍ " بِدَمٍ مُشْبَـعِ
فأسْلَمَ طَوْعَا ً إليكَ القِيَـادَ............وَأَعْطَاكَ إذْعَانَـةَ المُهْطِـعِ
فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي............وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِـي
وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَـرَى...... سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ............وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ
تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ............ تَنَزَّهَ عن ( عَرَضِ ) المَطْمَـعِ


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 07:52 AM   #12
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي




قصيدة (الدم يتكلم )

الجواهري


أتمنى على الزملاء قراءتها لروعتها


قبل أن تبكي النبوغ المضاعا
سُبَّ من جرَّ هذه الأوضاعا

سُبَّ من شاء أن تموت وأمثا لك
هّماً وأن تروحوا ضَياعا

سُبَّ من شاء أن تعيش فلولُ
حيث اهلُ البلاد تقضي جياعا

دواني إن بين جنبي قلباً
يشتكي طول دهره أوجاعا

ليت أني مع السوائم في الأرض
شرودٌ يرعى القتاد آنتجاعا

لا ترى عيني الديار و تسمعُ
أذني ما لا تُطيق آستماعا

بعد(عشر) مشت بطاءً ثقالا
مثلما عاكست رياح شراعا

عرفتنا الآلامَ لوناً فلوناً
وأرتنا المماتَ ساعا فساعا

اختبرنا إنا أسأنا آختباراً
وآقتنعنا إنا أسأنا آقتناعا

وندمنا فهل نكفرُ عَّما
قد جنينا آجتراحة ً وآبتداعا

لو سألنا تلك الدماءَ لقالت
وهي تغلي حماسة ً واندفاعا

والليالي كلحاءَ لا نجمَ فيها
وتمرُّ الأيام سُوداً سِراعا

ليتكمْ طرتمُ شعاعاً جزاءً
عن نُفوس أطرتموها شعاعا

بلاماني جذابة ً قدتُموها
للمنّيات فانجذبن آنصياعا

وآدعيتم مستقبلا لو رأته
هكذا لم تُضع عليه صُواعا

ألهذا هَرقْتُموني وأضحى
ألف عرض وألف مُلك مُشاعا

أفوحدي كنتُ الشجاعة َ فيكم
أوَلا تمِلكون بعدُ شُجاعا

كلٌّ هذا المتاع َ بخساً ليأبى
الله أن تفصدوا عليه ذراعا

قلْ لمن سِلتُ قانيا تحت رجليهِ
وأقطعته القُرى والضّياعا

خبروني بأن عيشة قومي
لا تساوي حذاءك اللمٌاعا


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 07:54 AM   #13
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



وللجواهري مواقف سياسية ووطنيّة، حيث ألقى قصيدته «أخي جعفر» عند إعدام أخيه من قِبل النظام الملكي، جاء فيها:






أتعلم أم أنت لا تعلم ......... بان جراح الضحايا فمُ

فم ليس كالمدعي قولةً ......... وليس كآخر يسترحم

يصيح على المدقعين الجياع ......... اريقوا دماءكم تُطعموا

ويهتف بالنفر المهطعين ........... أهينوا لئامكم تُكرموا

أتعلم أن جراح الشهيد ...... تظل عن الثأر تستفهم

أتعلم أن جراح الشهيد ........ من الجوع تهظم ما تًلهم

تمص دماً ثم تبغي دماً ........... وتبقى تلح وتستطعم

فقل للمقيم على ذلة ....... هجيناً يسخّرُ أو يُلجم

تقحّمْ . لُعِنت ، أزيزَ الرصاص ........... وجرب من الحظ ما يُقسم

وخضها كما خاضها الأسبقون ....... وثّنِّ بما افتتح الأقدم

فإما إلى حيث تبدو الحياة ..... لعينيك مكرُمة تُغنَم

وإما إلى جدث لم يكن ......... ليفضله بيتُك المظلم




تقحّم ، لعنت ، فما ترتجي ...... من العيش عن وِرده تحرم

أأوجع من أنك المُزدرى ...... وأقتلُ من أنك المعدم

تقحم فمن ذا يخوض المنون ........ إذا عافها الأنكد الأشأم

تقحم فمن ذا يلوم البطين ..... إذا كان مثلك لا يَقحم

يقولون من هم أولاء الرعاع ......فأُفهمهم بدمٍ مَن همُ

وأفهمهم بدم أنهم ........ عبيدك إن تدعهُم يخدموا

وأنك أشرف من خيرهم ....... وكعبك من خده اكرم





أخي جعفراً يا رواءَ الربيـعِ إلى عَفِنٍ بـاردٍ يُسْلَـمُ

ويا زهرةً من رياضِ الخلـودِ تَغَوَّلها عاصـفٌ مُـرْزِمُ

ويا قَبَساً من لهيبِ الحيـاةِ خَبَا حينَ شَـبَّ له مَصْرَمُ

ويا طلعةَ البِشْرِ إذ ينجلـي ويا ضِحكةَ الفجرِ إذ يَبْسِمُ

لثمتُ جراحَـكَ في "فتحـةٍ" هي المصحفُ الطهرُ إذ يُلْثَمُ

وقبّلتُ صدرَكَ حيث الصميمُ مِنَ القلبِ مُنْخَرِقَاً يُخْرَمُ

وحيث تلوذُ طيـورُ المُنـى بهِ فهي مُفزعةٌ حُوَّمُ

وحيث استقرّت صفات الرجال وضَمَّ معادنَها مَنْجَمُ

ورَبَّتُ خـدَّاً بماء الشبـابِ يرفُّ كما نَوَّرَ البُرْعُمُ

ومَسَّحْتُ مـن خِصَـلٍ تَدَّلي عليهِ كما يفعل المُغْرَمُ

وعلّلتُ نفسي بذوبِ الصديـدِ كما عَلَّلَتْ وارداً زمزمُ

ولَقَّطتُ مـن زبَدٍ طافـحٍ بثغرِكَ شهداً هو العَلْقَمُ

وعَوَّضتَ عـن قُبلتي قُبلـةً عَصَرْتَ بها كلَّ ما يُؤْلِمُ

عَصَرْتَ بها الذكرياتِ التي تَقَضَّتْ كما يَحْلُمُ النُّوَّمُ

أخي جعفراً إنَّ رَجْعَ السنينِ بَعْدَكَ عندي صدىً مُبْهَمُ

ثلاثـونَ رُحْنَا عليها معـاً نُعَذَّبُ حيناً ونستنعِمُ

نُكافِـحُ دهـراً ويَسْتَسْلِمُ ونُغْلَبُ طَوراً ونَستَسْلِمُ



* * *


أخي جعفراً إنَّ عِلْـمَ اليقيـنِ أُنَبِّيكَ إنْ كُنْتَ تَسْتَعْلِمُ

صُرِعْتَ فحامَتْ عليكَ القلوبُ وخَفَّ لكَ الملأُ الأعظمُ

وسُدَّ الرُّواقُ فـلا مَخْـرجٌ وضاقَ الطريقُ فلا مخْرمُ

وأَبْلَغَ عنكَ الجنـوبُ الشَّمالَ وعَزَّى بكَ المُعْرِقَ المٌشْئِمُ

وشَقَّ على "الهاتفِ" الهاتفونَ وضَجَّ من الأسْطُرِ المِرْقَمُ

تعلَّمْتَ كيفَ تموتُ الرجالُ وكيف يُقَامُ لهم مَأتَمُ

وكيفَ تَجُرُّ إليكَ الجمـوعُ كما انْجَرَّ للحَرَمِ المُحْرِمُ


* * *


ضَحِكْتُ وقد هَمْهَمَ السائلونَ وشَقَّ على السَّمْعِ ما هَمْهَمُوا

يقولونَ مُتَّ وعندَ الأُسَاةِ غيرَ الذي زَعمُوا مَزْعَمُ

وأنتَ مُعَافىً كما نرتجي وأنتَ عزيزٌ كما تَعْلَمُ

ضَحِكْتُ وقلتُ هنيئاً لهـم وما لَفَّقُوا عنكَ أو رَجَّمُوا

فَهُمْ يبتغونَ دَمَاً يشتفـي به الأرْمَدُ والأجْذَمُ

دَمَاً يُكْذِبُ المخلصونَ الأُبَاةُ بهِ المارقينَ وما قَسَّمُوا

وَهُمْ يبتغـونَ دَمَاً تلتقـي عليهِ القلوبُ وتَسْتَلْئِمُ

إلى أنْ صَدَقْتَ لهمْ ظَنَّهُمْ فيا لكَ من عارِمٍ يَغْنَمُ

فَهُمْ بكَ أولى فلمَّا نَـزَلْ كجَذْرٍ على عَدَدٍ يُقْسَمُ

وَهُمْ بكَ أولى وإِنْ رُوِّعَتْ عجوزٌ على فِلْذَةٍ تَلْطِمُ

وتكفُرُ أنَّ السمـا لم تَعُدْ تُغِيثُ حَرِيباً ولا تَرْحَمُ

وأُخْتٌ تَشُقُّ عليكَ الجيوبَ فيُغْرزُ في صدرِها مِعْصَمُ

تُناشِدُ عنكَ بريقَ النجومِ لَعَلَّكَ من بينها تَنْجُمُ

وتَزْعَمُ أنَّكَ تأتي الصباحَ وقد كَذَّبَ القبرُ ما تَزْعَمُ

لِيَشْمَخْ بفَقْدِكَ أَنْفُ البلادِ وأنفي وأنْفُهُمُ مُرْغَمُ


* * *


أخي جعفراً بعهودِ الإخاءِ خالِصَةً بيننا أُقْسِمُ

وبالدمعِ بعدكَ لا ينثني وبالحُزْنِ بَعْدَكَ لا يُهْزَمُ

وبالبيتِ تَغْمُرُهُ وحشـةٌ كقبرِكَ يسألُ هل تقدُمُ

وبالصَّحْبِ والأهلِ يستغربونَ لأنَّكَ منحرفٌ عَنْهُمُ

يميناً لتَنْهَشُني الذكريـاتُ عليكَ كما ينهُشُ الأرقَمُ

إذا عادني شَبَحٌ مُفْـرِحٌ تَصَدّى له شَبَحٌ مُؤْلِمُ

وأنِّيَ عودٌ بكَفِّ الريـاحِ يَسْألُ منها متى يُقْصَمُ


* * *


أخي جعفراً وشجونُ الأسى ستَصْرِمُ حَبْلِي ولا تُصْرَمُ

أزِحْ عن حشاكَ غُثَاءَ الضميرِ ولا تَكْتُمنّي فلا أكْتُمُ

فإنْ كانَ عندَكَ من مَعْتَـبٍ فعندي أضعافَهُ مَنْدَمُ

وإِنْ كُنْتَ فيما أمْتُحِنَّا بهِ وما مَسَّنا قَدَرٌ مُحْكَمُ

تُخَرِّجُ عُذْرَاً يُسَلِّي أخَـاً فأنتَ المُدِلُّ بهِ والمُنْعِمُ

عُصَارَةُ عُمْرٍ بشَتَّى الصنُوفِ مَلِيءٌ كما شُحِنَ المُعْجَمُ

بهِ ما أُطيقُ دفاعاً بهِ وما هو لي مُخْرِسٌ مُلْجِمُ

أَسَالَتْ ثراكَ دموعُ الشبابِ ونَوَّرَ منكَ الضَّرِيحَ الدَّمُ


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 07:55 AM   #14
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



القصيدة (بغداد)


الجواهري



لا درّ درّك من ربوع ديار
قرْبُ المزار بها كُبعْد مزار

يهفو الدّوار برأس من يشتاقها
ويصابُ وهو يخافها بدوار

لكأن طَيفكِ إذ يطوف بجنةٍ
غّناء يمسخها بسوح قفار


لا درّ درّكِ عرية غطى بها
من لعنة التاريخ شرُّ دثار

واستامها فلك النحوس وشوّهت
مما يدوّرُ دورة ُ الأقمار

عشرون قرناً وهي تسحب فوقها
بدم ٍ ذيول مواكب الأحرار

لم يْرو ِ فيها (الراقدين) على النهي
وعلى النبوغ غليل حقد وار

هوت الحضارة فوقها عربية ً
وتفردت (آشورُ) بالآثار

ومشت لوادي(عبقر ٍ) فتكفَّلت
بعذاب كل مدوّخ ٍ قهار

بابن المقفع ِ وابن قدوس
وبا لحلاّج والموحى له بشَّار

وبمالئ الدنيا وشاغل أهلها
وبأيما فلك لها دوّار

بأبي(مُحَسَّدَ ) وهي تقطع صلبه
لم يدري عارٌ مثل هذا العار

ديست رؤوس الخيريين وعُطّرت
أقدام فجّار ِ بها أشرار

وتُنوهبت مِزقاً لكل مُخنثٍ
أوصال فحل ٍ خالق هدّار

لا كنت من حجر ٍ(تبغدد) حوله
عّبادُ أصنام ٍ به أحجار


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 08:00 AM   #15
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



القصيدة (أأبا مهند)

الجواهري




أأبا مهند والجراح فَمُ
وعلى الشفاه من الجراح دمُ

وعلى الشفاه تمور طاغيةٍ
حُرقٌ تُصعد ثم تنهزمُ

أأبا مُهندَ يا أخا خَلصتْ
منْه الطباعُ وطابت الشيمُ

تُعلى الفصاحة من صباحته
وَيزينُ رقةَ لطفهِ الثَّمَمُ

أشكُوإليكَ وانْ زَوَى ألمي
غَضَبٌ تقاصرَ دُونهُ الألُم

أرضاً تناسخت الشُّرور بها
وتهاوت الأقدارُ والقيم ُ

ياصائغ البدع الحسان ِ
بها يتجاوبُ الإحْساسُ والنغمُ

بيني وبينك في الهوى صلة ٌ
ما إن يجيءُ بها رحمُ

حججٌ تخُبُّ بنا ونحنُ فمٌ
لفم بحبل الصبر نعتصمُ

نتقاسم ُ الآهات يجمعنا
في النائباتِ الهمُ والْهمَمُ

نشدُو فيَنسجمُ الهوى شرقاً
بالحُبِّ والنجوى وننسجمُ

وَتُضيءُ شمعَتنا فُيطفئها
مُغْبرٌ درْبِ كُلهُ ظلمُ

أأبا مُهَندَ والجراحُ فمُ
وفَمي بهِ منْ جُرحه وَرَمُ

ماذا سيبقى لامريءحُجبتْ
عَنهُ الرُؤى-والرأي- والكلمُ

أأبا مُهَند رُبَّ عَافَِيةٍ
خرساء يحمد ُ عندها السقمُ

لا أظلمُ التسعين يْعوزُها
ست سيطبقُ بَعدها العدم ُ

فلطالما شُدتْ نوابضُها
بالأربعين َ وَكُلها ضرَمُ

لكنْ بما اخْمدتَ جمرتها
فيما يشبعُ اليَأسُ والسأمُ

دَاءَانِ إما اسْتَحكما صنعا
بالنفس ما لا يصنع ُ الهرمُ

بل لوْ كفرتُ لهزني ندمي
لوْ جاز عن خير مضى ندمُ

أأبا مُهَند مسني برمُ
ورديفُ كل فجيعة ٍ بَرَمُ

عندي لواعجُ تستقرُ دَمي
وتحزُ من جلدي وتقتحمُ

أبداً تُعاودني وساوسها
ويرجُ فيها اليقظةَ الحُلمٌ

حتى إذا حاولت ألفظها
عاصي بها القرطاس والقلمُ

وتيبستْ والشجوُ يخنقني
كالسيف يومَ الروْع ِ ينثلمُ

مانحنُ ما دُنيا مُصعد ة
غرُ النُجُوم لأرضها خدمُ

ما النّاسُ ما الإنسانُ ماكتلُ
مرفوضة ُ ما هذه ِ النُّظُمُ

ما حرمة ُ القانونُ دنسها
منْ سنه ُما الحِلُ ما الْحرمُ

أأبا مهند شرُّ من حكموا
ما كان لو لا ذلٌّ من حُكموا

ماذا على الراعي اذا اغتصبت
عنز ُ ولم يتمرد ِ الغنمُ

ياايها (الطاعون) حُل بنا
وبمثل وجهك تُكفُ الغممُ



 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 08:02 AM   #16
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



القصيدة (يادجلة الخير)


الجواهري



حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني
يادجلة الخير , يا أمَّ البساتين ِ

حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين

يادجلة الخير ِيا نبعاً أفارقه
على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ

إني وردتُ عُيون الماءِ صافية
نَبعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني

وأنت ياقارباً تَلوي الرياحُ بهِ
ليَّ النسائِم أطراف الأفانينِ

ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
يُحاكُ منه غداة البيَن يَطويني

يادجلة َ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا
حتى لأدنى طِماح ِ غيرُ مضمونِ

أتضْمنينَ مقيلاً لي سواسية
بين الحشائش أو بين الرياحين؟

خِلواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ
بينَ الجوانح ِ أعنيها وتَعنيني

تَهزُّني فأجاريها فتدفعَني
كالريح تُعجل في دفع الطواحينِ

يادجلة الخير:ياأطياف ساحرةٍ
ياخمرَ خابيةٍ في ظلَّ عُرجونِ

ياسكتة َ الموت, ياإعصار زوبعةٍ
ياخنجرَ الغدر ِ, ياأغصان زيتونِ

ياأم بغدادَ من ظرف ٍ ومن غنَج
مشى التبغدُدُ حتى في الدهاقينِ

ياأمَّ تلك التي من, ألفِ ليلتها
للانَ يعبق عِطرٌ في التلاحينِ

يامستجمٌ(النواسيَّ ) الذي لبِستْ
به الحضارة ُ ثوباً وشيَ, هارونِ

الغاسل ِ الهَّم في ثغرٍ وفي حَببُ
والمُلبس ِ العقلَ أزياءَ المجانينِ

والساحبِ الزقٌ يأباه ويكرههُ
والمُنفق ِ اليومَ يُفدي بالثلاثين

والراهنِ السابريَّ الخزَّ في قدح
والملهم الفنَ ممن لهو ٍ أفانين

والمُسْمع ِ الدهرَ والدنيا وساكنها
قْرعَ النواقيس في عيدِ الشعانينِ

يادجلة الخير: والدنيا مُفارقة
وأيُّ شرٍّ بخير ٍ غيرُ مقرونِ

وأي خيرٍ بلا شرَّ يُلقٌحَه
طهرُ الملائك منْ رجس الشياطين

يادجلة الخير: كم من ْ كنز موهِبةٍ
لديك في (القمقم) المسحور مخزون

لعلَّ تلك العفاريتَ التي احْتجزتْ
مُحملاتٌ على أكتاف,دُلفينِ

لعل يوماً عصوفاً جارفاً عرَماً
آتٍ فُترضيك عقباه وترضيني


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 10:57 AM   #17
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



القصيدة (أرح ركابك)


الجواهري


أرح ركابكَ من أيـنٍ ومن عثَرِ
كفاك جيلانِ محمولاً على خـطر ِ

كفاك موحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ
كأنَّ مغـبرَّة لـيل بلا سحَرِ

ويا أخا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ
في كلَّ يومٍ له عـُشٌ عـلى شجرِ

عريانَ يحمل مِنقاراً وأجـنحةً
أخـفَّ ما لمَّ مـن زادٍ أخو سَفَرِ

بحسبِ نَفسَكَ ماتعيا النفوسُ به
من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر

أناشدٌ أنت حتفاً صنعَ منتحرِ
أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر

خفـَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ
طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ

ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ
من غيره, وجَـناحٍ منه منكسِر ِ

ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني
إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ

ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ
عاصاه حتى رنـيـنُ الكـأس والوترِ

لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم
ياسامرَ الحي بي جْـوع إلى السهَرِ

ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ
علـيه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ

خلاف ما ابـتـُدعت للخمر من صورٍ
وجدتها زادَ عجلانٍ ومنتظَرِ

كأنَّ في الـحَبَب المرتجّ مفـترقاً
من الطريق على ساهٍ ومذٌكَرِ

ياسامر الحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ
أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ

كأنَ نـُعماءه حبلى بأبؤسهِ
من ساعةِالصفو تأتي ساعة الكـَدَرِ

تـندسُ في النـَّـشوات الحُمسِ عائذَةً
هذي فـُتـدركها الأخرى على الأثَرِ

ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ
فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ

والعمرُ كالليل نـحييه مغالطة
يـُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ

وياملاعــبَ أترابـي بمنعَطَفٍ
من الفرات إلى كوفـانَ فالجِزُرِ

فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ
رفـّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ

إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ
من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ

تلكم (شقائقه) لــم تــأل ناشرةً
نوافج المسك فضـّتها يدُ المَطَرِ

بيضاءَ حمراءَ أسراباً يموجُ بها
ريشُ الطواويس أو مـَوْشـية الحَبَرِ

للآنَ يـُطرب سمعـي في شواطئه
صدحُ الحمـام وثغيُ الشـاة والبقر

والرملة ُ الدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ
والمدرجُ السَمحُ بين السـُوح والحُجَرِ

يا أهنأ الساع في دنـياي أجمَعُها
إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري

تصوبـَّي من علٍ حتـى إذا إنحَدَرتْ
بي الحتـُوفُ لذاك الرمل فانحَدري

تـُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق
من الطفولة عـذبٍ مثلها غضَرِ

وتـُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى
طيفٍ من المهد حتى الـلحد مُدٌكَرِ

في(جنـَّـة الخلد) طافت بي على الكـبر
رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ مـن الصِغَرِ

مجنـَّـحاتُ أحاسـيـس ٍ وأخلية
مثل الفراشات في حقل الصـِبا النضِـر

أصطادهنَّ بزعمي وهي لي شركٍ
يصطادُني بالسنا واللطـِف والخفَرِ

أقتادهـُنَّ إلى حربٍ على الضجر
فيصْطلن على حربي مع الضجرِ


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 11:01 AM   #18
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



قصيدة (كردستان)


الجواهري


قلبي لكردستان يُهدى والفم
ولقد يجود بأصغريه المعُدم

ودمي وإن لم يُبِق في جسمي دما
غرثى جراح من دمائي تطعم

تلكم هدية مستميت مغرم
انا المضحى والضحية مغرم


أنا صورة ُ الألم الذبيح ِ أصوغه
كَلما عن القلب الجريح يترجم

ولربّ آهاتِ حيارى شُرٌد
راحت على فم شاعر تتَنَظٌم

ذوَّبت آلامي فكانتْ قَطرَة
في كأس من بنوا الحياة ورممٌوا

ووهمت أني في الصبابة منهم
ولقد يُعين على اليقين توهٌم

غاليتُ في حبَّ الشهيد وراعني
فيما أحدَّث عنه فكرُ مُبهَم

أبدا تسددني خطاه وألهَمُ
وتعنٌ لي منه الطيوف وأرسمُ

نفسي الفداءُ لعبقريَّ ثائر
يهبُ الحياة كأنَّه لا يفهَمُ

سلَّم على الجبل الأشم وأهلِه
ولأ نت تعرف عن بنيه من هُم

وتقصَّ كل مدبَّ رجل ٍعنده
هو بالرجولة والشهامة مُفعَم

والثم ثرىً بدم الشهيد مخضبا
عبقاً يضوع كما يضوع البرعم


متفتح أبدَ ألأبيد كأنه
فيما يُخَّلد عبقريُ مُلهم

وأهتف تجبكّ سفوحه وسهوله
طرباً وتبسمُ ثاكل , أو أيَّمُ


بأسم((الأمين)) المُصطفى من أمةٍ
بحياته عند التخاصم تُقسَمُ

سترى الكُماة المعلمين تحلٌقوا
فذ َّاً تهيبه الكَمي المعلمُ

صُلب الملامح تتقي نظراته
شهبُ النسور ويدَّريها الضيغمُ

يابن الشمال ِ وليس تبرح كربة
بالبشر تؤذن عندما تتأزم

وتناقضُ الأشياءِ سرٌ وجودها
وبِخيرها وبِشرٌها يتحَكٌمُ

صحوا السماء يُريك قُبح جهامها
وتُريك لطفَ الصحو إذ تتَجهٌمُ

وكذا الحياة ُ فليس يُقدر شَهدُها
عن خبرةٍ حتىَّ يذاق العلقمُ

سلَّمْ على الجبل الأشم وعنده
من (أبجديات) الضحايا معجَمُ

سِفْر يضمُّ المجدَ , من أطرافه
ألقاً كما ضمَّ السبائكَ منجم

ودع الحروفَ تبن ْ قرارة نفسها
إن الأشفَّ من الحروف الأفخم

ياموَطنَ الأبطال حيثُ تناثرت
قصصُ الكفاح حديثها والأقدمُ

حيث انبرى مجدٌ لمجدٍ والتقى
جيلٌ بآخر زاحفٍ يتسلٌمُ

وبحيث ُ تلتحم القبور كأنَّها
سِورٌ يؤلفها كتابٌ محكَمُ

وبحيثُ تزدحم العظامُ فطارفَ
يُنهي رسالة تالدٍ ويتَمِم

تروي حديث الهام فيها هامة
ويَقصّ ما بلَتِ السواعد مِعصَمُ

يابن الشمال ولستَ وحدك إنَّه
جسدٌ بكلَّ ضلوعه يتألمُ

عانى وإياكَ الشدائد لم تَلِنْ
منه قناة كلَّ يوم ٍ تُعجَمُ

ياأيها الجبل الأشم ُ تجِلٌة
ومقالة ً هي والتجلٌة توأمُ

شعب دعائمه الجماجم والدمُ
تتحطم الدنيا ولا يتحَطٌمُ


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 11:02 AM   #19
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



قصيدة (الشاعرية)


الجواهري




إذا خــــــانـــتــك مـــوهــــبـــةٌ فـحــــــقُ

ســـــــبـــيــــل الــعــيــشِ وَعْرٌ لا يُشَقُ



وما ســـهــــلٌ حـــــياةُأخـــي شــــعـــورٍ

مــــن الــوجـــــدان ينبضُ فـــيه عـــرقُ



أحــــلـــَّــــتْـــــهُ وداعـــــــتــــه مــحــيطاً

حـــــمـــتـــه جــــوارحٌ لــلــصـــيــــد زُرقُ



تــفــيــض وضـــــاحــــةً والعـيـش غِشٌ

ســــلاحــــك فــيـــه أن يـــعـــلوك رَنقُ



وتــــحـــمــــلُ ما يــجـــلُ مــن الـــــرزايا

قُـــــواك وقـــــد تــــخــــورُ لما يَـــــــدِقُ



وقــــــد تـــقـــســــو ظـــــروفٌ مُحوِجاتٌ

عــــلـــيــــك وأنت وَهـمُ بما ظنوا مُحِقُ



قــــلــيـــلٌ عــــاذروك عـــلى انقـباضِ

أحـــــب الــنــــاس عــــنــد الناس طَلْقُ



ووجـــــهٌ تـــقــطـــــرُ الأحـــــــزان مـــنه

عـــــلـــى الــخـــلـطــاء مَــحـــمِــلــهُ يـشِـقٌ



شــــريــكُــكَ في مــزاجك من تُصافي

له شِـــقٌ وطــــــــــوعُ يـــديـــــك شِـــقُ



وقــــبــــلاً قـــــال ذا أدبٍ ظــــريـــــــفٍ

قِــــــرى الأضــــيـــاف قـــبــل الزاد خُلقُ



وعـــــــذرُك أنــــــت آلام ثِـــــــقــــــــالٌ

لـــهـــنَّ بــعـــيــشـــــةِ الأدبـــاء لَــصْـقُ



أحـــقُ الــنـــاس بــالـتــلـطــيفِ يغدو

وكـــــــل حـــــــيــاتـــه عَــنَـــتٌ وزَهْـــقُ



تـــســـيــر بــك العــواطـــفُ لـلـمنايا

وعـــاطـــفـــةٌ تـســــوءُ الظُـــفـــرَ حُـمْـقُّ



وحـــتـــى في الســـكــــوتِ يُــرادُ حزمٌ

وحـــتـــى فـــي الــســـلام يُـــراد حـــذقُ



يـــريــد الــنــاسُ أوضــاعـــاً كــــثاراً

وفـــيـــك لـمــا يُـــريـــد الــنـاس خَرقُ



خـــضـــوع الفــرد للطـــبــقـــات فــرضٌ

وقـــاســـيــةٌ عــقــــوبــةُ مـــن يَـــعِــقُ



نســـيـــجٌ مـــن روابــــطَ مــحــكــمــاتٍ

شـــذوذُ العــــبــقـــرية فــيـــه فَــتْقُ



وعـــنـــدكَ قـــوةُ الــتــعــبــيــــر عما

تُـــحـــسُّ ومــيــــزةُ الشُـــعـــــراء نُطقُ



حــــيــاتــك أن تــقـــول ولــو لــهـــاثاً

وحُـــكـــمٌ بــالســـــكـوتِ عليك شَنقُ



فـــمـــا تـــدري أتُـــطـــلق من عنان الـ

قـــريـحـــةِ أم تُــسِــفُ فــتُــســـتَــــرق



غــــريبٌ عــــالم الشـــعــــراءِ تقســـو

ظــــــروفـــهــــم وألــســـنـــهــــم تَـرِقُّ



كـــبـــعـض الناس هم فإذا استُثِروا

فـــبــيــنـهـم وبـيـن الــنـاس فـــــرقُ



شــــذوذ الــنـــاس مُـــخـــتــلــق ولكنْ

شـــذوذ الشـــاعــــر الفــــنــــان خَـــلْـقُ



وإن تـــعـــجــب فـــمـــن لَــبِــقٍ أريـــبٍ

عــلـــيه تـــســـاويـــــا سَـــطْـــحٌ وعُمق



تـــضـــيق بــه المــســـالــك وهـــو حُــرٌّ

ويُـــــعــــــوِزُهُ التــــقـــلــب وهــــو ذَلْقُ



وســــر الــشــــاعـــريــــة فـــي دمـــاغٍ

ذكــــيٍ وهـــو فـــي الـتــدبــيــر خَــرْقُ



تـــخـــبـــط فــي بــســـائــطــهِ وحَــــلَّت

عــــلى يـــــده مــــــن الأفـــــكــــار غُلقُ



مـــشـــــاهـــــيرٌ ومــا طَلَبوا اشـــتهاراً

مـــشـــتْ بُــــردٌ بــــهـــم وأُثِــيـرَ برقُ



ومـــرمـــوقـــون مـــن بُـــعـــدٍ وقُــــربٍ

لـــهــــم أُفــــقٌ ولـــلـــقــمـــريـــن أُفْــقُ


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
قديم 03-22-2011, 11:04 AM   #20
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



قصيدة (الراعي)


الجواهري



لـــفَ العـــــــباءةَ واســــــتقلاَّ

بـــقـــطـــيعـــهَ عــجلاً .. ومهلا



وانـــصـــاع يــســحـــــبُ خلفه

ركْـــباً يُـــعــــــــرِّس حيث حلاَّ



يـــــرمـــي بــــهـــــا جبلاً فتتـ

ـــبـــعُ خَــطْــوَهُ..ويــحـطُّ سهلاَّ



أبـــداً يــقـــاســمــهـــا نصيــ

ــباَ من شَـظيِف العيشِ سهلاَّ



يَـــصـــلى كـمــا تَصلى الهجيرَ

ويــســتــقــي ثَــمـــداً وضــحلا



يــومــي فـــتــفـــهــم ما يريــ

ـدُ ويـــرتــمـــي فــتـهُبُّ عجلى



وتـــكــادُ (تُــعــرِبُ) بـالثُغا

ء (هــــلاَ ) و (حـــيهــلاَ ) وهـــــــلاَّ



يـــقــفـــو بــعــين النسر تَرْ

قُــــــبُ أجْـــــدَلاً ذئـــــــبـــاً أزلاَّ



ويــحــــوطُ كــــــالأسدِ اجتبى

أشـــــباله .. جـــــــــدياً وسَخلا



أوفـــــــى عـــــــــلى روض الحيا

ةِ يـــجــــوبُــــــهُ حـــقـلاً فحــقلا


***
***


ياراعي الأغــــــــنــــــام : أنت

أعـــزُّ مـــمـــلــكــــةً وأعـــلــــى



لـــلــه مــــلْــــكُـــك مـــــــا أدقَّ

ومــــــــا أرقَّ . . ومــــــــا أجـــــلاَّ



يـــرويـــكَ مـــن رشـــفـــاتــهِ

قـــمـــرُ الــســــمــاء إذا أطــــلاَّ



ويَـــقِـــيـــكَ في وعْثِ السُرى

وَهَــــجُ الـــمـــجــــرة أن تَـــضِـلاَّ



وتَــــــلُــــــمُّ فــي الأسحار عنــ

ــقــــودَ الــنـــجـــومِ إذا تـدلى



أبـــداً تَـــشـــيــمُ الجــــوَّ تعــ

ـــرفُ عـــنـــده خِـــصـــباً ومَحلا



وتــــودُ لــــو حَـــنَــــتِ الـفـصـو

لُ عـــلى الربــيــعِ فـكُنَّ فصلا



 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
رد علي الموضوع

الكلمات الدلالية (Tags)
أهدي, محمد, الجواهري, الراحل, الشاعر, العراقي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:55 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by عــراق تــ34ــم
تنويه هام : الادارة ليست مسؤولة عن اي عملية تبادل دون علمها