اخر الاخبار هنا اخر الاخبار هنا اخر ااالاخبار هنا

عدد الضغطات : 5,274
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
قريبا
بقلم :
قريبا

العودة   منتديات مشاعرهم الادبية > ۩۞۩الاقـــســــام الادبـــيــة۩ > نــــقــطه الـــبدايه
تحديث الصفحة أوراق من القلب ..

رد علي الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-23-2011, 09:56 AM   #21
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يا ساعي البريد .. احفر قبرك لو سمحت ..!!





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يا ساعي البريد توقف ..
أفرغ حقيبتك عند أول حاوية ..
قدم استقالتك ..
فما عاد العشاق ينتظرونك عند المفارق ..
ولا عاد الأحباب يترقبونك على النوافذ ..
ولا عاد المتيمون يترصدونك عند المعابر ..
يا ساعي البريد .. ولى زمانك .. وولى عهدك .. وولى يومك ..
الم تسمع بالإيميل ؟
رسائل تقتحم مخدعك في غفلة منك ..
رسائل تشغلك .. تشاغلك .. تناورك .. تداعبك .. تحاربك .. تسرقك .. تراودك .. تعبث بقلبك .. بعينيك .. بجيبك .. بفكرك .. بأحلامك .. بأوهامك .. بغرائزك .. بكل شيء فيك قابل للسرقة ..
رسائل تحاصرك .. لم يأت بها ساع مثلك .. و لم يبعث يها عاشق مثلي .. ولكن قذفت بها مصالح و أوهام ..
يا ساعي البريد .. احفر قبرك ..
فما عادت حقيبتك الفارهة تكفي لهذه الرسائل التي يزدحم بها بريدي كل لحظة ..وما عادت أقدامك قادرة على عبور هذه المحيطات التي تعبرها سطوري و أفكاري ..
فتوقف يا صاحبي عن عبور الأزقة و الأرصفة ..
فشبابيك العشاق لم تعد تفتح الا على غرف ( الشات ) ..
و أنامل العشاق لم تعد تعانق سوى ( كيبورد ) ينبض بكل اللغات و يعزف كل النغمات ..
و رسائل العشاق لم تعد تكتب على ضوء القمر .. ولا تحت سلالم الدرج .. بل على شاشة تسطع بكل لون وجهاز يحوي سراديب الدنيا و دهاليزها ..
فلم يعد أمامك يا صديقي سوى ان تبعث الى نفسك برسائل عزاء ومواساة على ماض جميل .. لن يعود ..




 

اقتباس
قديم 05-23-2011, 10:23 AM   #22


الصورة الرمزية ذكرى الغالي
ذكرى الغالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 669
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 11-06-2020 (09:42 AM)
 المشاركات : 24,468 [ + ]
 التقييم :  362
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Female
 SMS ~


احيانا ﻻنقدر قيمة الشخص إلا عندما يصبح ذكرى
لوني المفضل : Black
افتراضي



راااقي ياسراب
راق لي ماقرأته هنااااا
تقديري واحترامي
ذكرى الغالي


 
 توقيع : ذكرى الغالي



اقتباس
قديم 05-25-2011, 08:40 PM   #23
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




شكرا ذكرى الغالي للمتابعة ..


 

اقتباس
قديم 05-25-2011, 08:41 PM   #24
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أركض كل فجر إلى شاطئ البحر أبحث عنك ..
تراك هل ستأتي أم سيظل هذا الأمل كهذا الزبد المنتحر على أقدام الصخر؟
خيوط الفجر تشق ثوب البحر ..

تشق شرنقة اليأس داخلي ..
إنها تبعث الأمل في اللقاء يا سيدي ..
خيوط الشمس رماح تحيك رداء الفرح وترسم على صفحة القادم من الأيام ابتسامة تفاؤل ..
و أمسك بخيوط الفرح هذه لأغزل منها أغنية للمستقبل ..
نعم .. المستقبل ..
ذاك الدفتر المليء بالمجهول من الصور و العبرات و الآهات ..
دفتر يزدحم بالوجوه التي لا نعرف هل سنحبها أم سنصفعها ..
انه المستقبل يا سيدي الذي يوقظني كل صباح
لأقذف في أعماق هذا البحر بتنهيدة طويلة
تتسلل اليك أينما كنت
فوق أي أرض تسير أو تحت أي سماء تستظل ..
تنهيدة تشكو الوحشة ..
تبكي الوحدة ..
أتراك سمعت تنهديتي يا سيدي ؟؟
هل شاهدت آهتي وهي تتسلل إلى دهاليز نفسي كل مساء
و تتمشى بين أشلاء روحي و مقابر ذاتي ؟؟
هل رأيت تلك الحرائق التي اشتعلت في أصابعي
وهي تسطر لك بمداد البحر رسائل شوق و بوح ؟؟
هل سمعت تلك الأغنية التي طويتها بين جناحي عصفور ليزفها إليك حيثما كنت ؟؟
طال الانتظار يا سيدي ..

طال الشوق ..
طال الألم ..
ولم يخمد ذاك البركان الذي تفجر ذات يوم
حينما وقفت روحي أمام عينيك تسأل :
أي بحر هذا الذي كلما أبحرتُ فيه
وجدت نفسي على الشاطئ ؟
أي سر هذا الذي كلما كشفتُه إزداد غموضا ؟؟

أي كتاب هذا الذي كلما أنهيت صفحاته
وجدتني أمام سطوره الأولى ؟؟
أي لغز فيك يا سيدي ؟؟

حضورك لغز و غيابك حيرة ..
حضورك عذاب و غيابك قلق ..
قل لي يا سيدي ..
أيرضي غرورك أن تراني حطاما ؟
أن تراني بقايا قلب ؟؟
أيروق لك أن تزرع القنابل تحت عرش سعادتي ؟
أيسعدك أن ترى نعشي يسير تحت سماء كبرياءك ؟
ليكن يا سيدي ..

افعل ما تريد ..
ولكن .. تعال ..
هل قلت تعال ؟؟؟؟
هاهي الشمس تتوسط صفحة السماء

و الموج يضج
و الريح تصرخ
و أنت بلا حضور ..
بلا حياة .. نعم ..
هاهي بقايا مركبك تجثم بجواري محطمة ..
تروي بصمت سطور النهاية ..
وتهمس لي بحزن قائلة :
لن يعود .. لن يعود ..


 

اقتباس
قديم 05-31-2011, 07:01 AM   #25
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال :هيا اركبي ..
قالت : كم ستدفع ؟



قال : بعض نقائي ..
قالت : ماذا ؟!



قال : بعض صفائي ..
قالت : أنت تهذي ..


قال : بعض كرامتي ..
قالت :لا ..


قال : تعالي معي إذن ..
قالت : ماذا لديك ..


قال : جرح عميق ..
قالت : جروحي أكثر ..


قال : وقلب كسير ..
قالت : كياني محطم


قال : وأمنيات ذابلة ..
قالت : أمنيتي أن أستر لحمي .. ولكن ..


قال : هيا معي ..؟
قالت : إلى أين ؟


قال : إلى النور
قالت : الظلمة عالمي ..


قال : إلى الفضيلة ..
قالت : لا أعرفها ..


قال : إلى السكينة ..
قالت : صخب الرجال مهنتي ..


قال : اصعدي ..
قالت : أين بيتك ؟


قال : هناك .. حيث الشمس ..
قالت : إنها تحرقني ..


قال : حيث الطهارة ..
قالت : أنت تشتمني ..


قال : حيث البراءة ..
قالت : أرجوك .. لا تجرحني ..


قال : الغد ينتظرك ..
قالت : أنت تتوهم ..


قال : اخلعي رداء الليل ..
قالت : سأموت جوعا ..


قال : طعم الشرف سيملأ روحك ..
قالت : أخطائي وذنوبي ستتبعني ..


قال : نور الإيمان سيمحوها ..
قالت : أرجوك .. خذني معك ..


قال : إلى أين ؟
قالت : إلى عالم بلا رذيلة ..



 

اقتباس
قديم 06-06-2011, 09:21 AM   #26
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أول يوم في ثلاجة الموتى ..!!



تخرجت من كلية الطب منذ عدة سنوات وجلست بعدها في البيت أنتظر التعيين أو النصيب .. !! وذات يوم دق جرس الهاتف لأجـد شخصا يقول لي :
" تم تعيينك في مستشفى المواساة .. يجب أن تباشري غدا وإلا …!!"
قلت له :
" لا .. لا داعي لـ " وإلا " هذه .. سأكون أول من يدخل باب المستشفى صباح الغد بمشيئة الله ..
لم أنم ليتها جيدا .. ألف صورة تعبر مخيلتي و ألف شعور يغمرني وألف " وإلا " قفزت أمام عيني .. ولذلك لم أذق طعم النوم ..
جاء الصباح وجاء يوم العمل الأول .. عندي " بالطو " أبيض أحتفظت به من أيام الجامعة .. حاولت أن أرتديه .. جيد .. لا زلت أحتفظ برشاقتي .. أتأمل نفسي في المرآة .. نعم .. يبدو أن زمن الرشاقة قد ولّى .. !! رميت البالطو جانبا لألحق بالعمل الجديد ..
عندما وصلت المستشفى كنت حقا أول من وصل من الموظفين و الممرضات و العمال .. لم أبالي .. يجب أن أثبت جدي و اجتهادي من أول يوم ..
بحثت عن المكان الذي سأمارس فيه عملي .. سأكون صيدلية بإذن الله .. هكذا كنت أحلم طوال عمري .. و اليوم سيتحقق احلم ..
سألت : أين سأعمل ؟؟
لا أحد يعرف ..
بدأ الموظف المختص بتقليب الأوراق و الدفاتر و المعاملات .. ثم نظر إليّ بعد حيرة طويلة وقال :
" انه هنا .. هذا اسمك .. ستعملين تحت .. في البدروم .. في الدور الأرضي "
قلت :
" هل هناك صيدلية في البدروم ؟"
تأملني كاتما ضحكة أوشكت أن تفلت منه وقال :
" عفوا .. الصيدلية هنا .. خلف مكتبنا .. ولكن أنت ستعملين في ثلاجة الموتى .."
انتفضت أطرافي و تلعثم لساني وأوشكت قدماي أن تهويا بي .. تماسكت ولملمت أشلائي لأقول له :
" ثلاجة موتى .. ولكن .. أنا صيدلانية .. والموتى حسب معلوماتي يحتاجون للدعاء والترحم ولا يحتاجون إلى صيدلانية مثلي "
قال :
هذا صحيح .. ولكن .. لست أنا من وضعك في هذا العمل .. وان أردت نصيحتي باشري عملك بضعة أيام ثم حاولي أن تطلبي نقلك إلى مكان آخر بالتفاهم مع مديرك "
قلت :
" عفوا .. ولكن لا أصلح في هذا المكان "
قال بعد أن ألقى بظهره على الكرسي ووضع رجلا على رجل:
" وهل أنا أصلح هنا .. وذاك هل يصلح هناك .. قولي لي يا سيدتي هل هناك شخص مناسب في مكان مناسب في هذا الزمان ؟! إنها مسألة أكل عيش .. وعلينا أن نعمل في أي مكان وإلا " ..!!
أطلقت تنهيدة من أعماق قلبي وقلت له :
" ما حكاية " إلا " هذه ..؟ لا بأس ..أمري إلى الله .. "
أنهيت إجراءات مباشرة العمل ثم نزلت إلى المكان الذي سيضم خطواتي القادمة .. مكان كئيب .. إضاءة خافتة تخلق الرعب في النفس .. دخلت الغرفة التي تحتضن الثلاجة وأنا أجر قدمي جرا .. وجدت زميلة تنتظرني .. أفهمتني أن عملي سهل جدا ..
" سيأتي أهل المتوفى بورقة يفترض أن تطابقيها ببيانات موجودة على باب الثلاجة التي تضم جثمان متوفاهم .. وإن تطابقت عليهم عندها أن يأخذوا ميتهم من هنا "
أطلقت زميلتي ضحكة عالية و هي تحاول أن تزرع الشجاعة في قلبي لتضيف قائلة :
" لن تلمسي أمواتا و لن تحملي جثثا .. فقط ستتعاملين مع بيانات .."
قالت كلمتها و هي تتوجه نحو الباب .. أطبقت على يدها بفزع و قلت :
" إلى أين ؟"
قالت :
" المعذرة .. لدي مشوار تم تأجيله أربع مرات لحين مباشرتك العمل .. لا تقلقي .. سأعود خلال ساعة و ربما أقل .. إلى اللقاء "
وتبخّرت من أمام عيني في لحظة و تركتني زائغة العينين أشم رائحة الموت من كل اتجاه ..
هربت من الغرفة .. سحبت كرسيا و جلست في الممر ..وبقيت أضرب أخماساً في أسداس .. بل في أرقام كثيرة بلا نهاية .. ما هذه الورطة ..؟ هل سأقول لأمي و أبي و اخوتي أني أعمل حارسة على بوابة ثلاجة الموتى ..؟ هل الموتى بحاجة إلى من يحرسهم ؟ وهل أفنيت عمري و سهرت الليالي لأكون في هذا المكان ..؟ وأين أذهب بعلم الصيدلة و الأدوية والكيمياء و كل ما تعلمته ؟ هل أذيبه في كوب ماء و أشربه ..؟
انتبهت إلى واقعي .. صمت عميق يكاد يحاصر المكان لولا أصوات بعيدة تتسلل إلى أذني .. بدأت الوساوس تنبت في محيطي ..
كأني سمعت طرقا من داخل الغرفة ..!!
هل هناك من يهمس باسمي ..؟!
كأني رأيت شيئا يتحرك كالبرق أمامي ليختفي .. !!
يا إلهي .. هواجس و ظنون وأوهام خلقتها بنفسي لأداري إحباطي تطوقني وتخنقني .. وفي ما أنا أسيرة هذه الهواجس إذا بصوت عال محتد يصرخ بي :
" السلام عليكم "
قفزت من الكرسي وأنا أردد " وعليكم السلام " ووجهي يدور في كل مكان أبحث عن هذا المخلوق الذي ذبح وحدتي ..
رأيت نفسي فجأة أمام رجل ضخم يحمل ورقة صغيرة جدا يقدمها إليّ ويقول:
" تفضلي "
شعرت وكأن قلبي قفز بين يدي .. هل هذا حلم أم واقع .. ؟ لم أقرأ الورقة .. سألته فقط ..
" ما هذه "
قال :
" انه جدي .. اختفى منذ شهر و نحن نبحث عنه وربما يكون هنا في هذا المكان "
قلت وقد بدأت أشعر بأنفاسي تعلو وتملأ المكان :
" والمطلوب ؟ "
قال بغضب ظاهر :
" سلامة فهمك .. المطلوب أن تفتحي جميع أدراج ثلاجتكم العامرة وتبحثين عنه "
قلت و أنا أظن أني أرد له غضبه بما يستحق :
" المعذرة .. سلامة فهمك .. أنا لا أعرف جدك ولا شكله "
أدخل يده بسرعة في جيبه ليخرج صورة وضعها أمام بؤبؤ عيني وقال :
" هاهو .. "
قلت بارتباك ظاهر :
" تعال إذن وابحث عنه بنفسك "
قال وقد فطن إلى حقيقة الأمر :
" عفوا .. أنت هنا لهذا العمل .. وقد تحوي ثلاجتكم العامرة نساء لا يصح أن أنظر إليهن .. ولهذا سأعود إليك بعد قليل لآخذ الإفادة .."
وهرب من أمامي قبل أن أنطق بحرف ..
تأملت صورة جدّه ، ثم أطلقت نظري في أرجاء الثلاجة التي تحوى أكثر من عشرين درجاً ، تراني هل أتجرأ و أفعلها ؟
ويح قلبي .. أنا التي يهلع قلبي لذكر الموت أجد نفسي فجأة أمامه وفي أكثر من صورة ؟
هل أنسحب ..؟
نعم .. هذا أفضل ..
أفضل ..؟ لمن ..؟
تخطر في ذاكرتي كلمة ( وإلا ) التي ترددت على مسمعي أكثر من مرة بسبب هذا العمل .. أم يقل ذاك الموظف أن المسألة " أكل عيش " ؟
أطل في الصورة مجدداً .. أجد قدماي تقوداني إلى داخل غرفة الثلاجة .. أقترب من أول درج .. أقرأ كلمة ( مجهول .. حادث سيارة ) مكتوبة على ورقة معلقة بإهمال على مقبض الدرج ..
المطلوب مني أن أفتح الدرج وأفتح عيني جيد وأتأمل الموت .. ألاحق تفاصيله .. أستكشف بصمته .. مطلوب مني أن أقارن الموت بصورة .. والمجهول بعلامة استفهام .. يالله .. ماذا أفعل .. قلبي يكاد يتوقف .. أمد يدي إلى الدرج أحاول سحبه .. إنه يترنح في الهواء .. أتراه فارغ ؟ أسحبه بهدوء ..
يا الله .. زلزال يضرب كياني .. إنها جثة طفل صغير .. أتأمله بخشوع .. كل كياني يبكي .. أي جبار عات دهس طفولتك وبراءتك أيها الصغير ؟ أي أرعن أخرق قطف بسمتك وداس فرحة أبويك وقذف بك إلى أحضان الموت ..
أحاول أن أمد يدي إلى جبهته .. لم أتردد .. لأول مرة في حياتي ألمس ميتا وأنا التي كنت أتحاشى الاقتراب من مريض .. لمست جبينه البارد .. عبثت يدي بشعره .. قوة غامضة دفعتني إلى تقبيل خده .. شعرت أني أقبّل عصفورا صغيرا ..
صوت يخترق أذني .. " عفوا ..مكانك ليس هنا " .. نظرت خلفي فإذا به ذاك الموظف الذي قذف بي صباحا إلى هذه الثلاجة ..
قلت وأنا أمسح دموعي وألملم مشاعري : " ألم تقل لي صباحا أن مكاني هنا وأن كشوفاتك تؤكد ذلك " ..
قال مرتبكا : " أرجو أن تعذرنيي .. يبدو أني لم أغسل وجهي جيدا هذا الصباح ولكن عندما سألوا في الصيدلية عن الموظفة الجديدة إكتشفت خطأي .. السماح منك مرة أخرى " ..
لم أفرح بالنبأ .. لم أفرح بالصيدلية .. نظرت إلى جثمان الطفل من جديد .. قلبي مذبوح وكياني مشروخ ويدي لا تريد أن تفارق وجه الطفل .. قلت للموظف :
" ما حكاية هذا الطفل ؟ "
قال : لا توجد حكاية .. طفل مشرد كان يتسول عند إشارة مرور دهسته سيارة طائشة .. لا أحد يعرف شيئا عن هذا الطفل ومنذ سنة والجثة هنا والشرطة ترفض دفنها قبل التعرف على ذويه ، وحتى من ارتكب الحادث لازال حرا طليقا .. على أي حال .. أرجوك .. يجب أن تذهبي إلى الصيدلية فورا قبل أن تحدث لي مشكلة .. "
قال كلماته تلك واختفى من أمامي .. وبقيت أنا وهذا المشرد الصغير .. يا لوعتي عليك أيها الملاك .. عشت مشردا وتموت مشردا .. عشت فقيرا وتموت مكسورا لتغفو وحيدا في ثلاجة من الصقيع .. قتلك الظلم وهرب .. دهستك القسوة واختفت ..
ماذا أفعل الآن يا ربي ..؟ أنا الآن صيدلانية " رسمي " .. ومكاني ليس هنا .. ولكن .. كيف أترك المكان وقلبي هنا .. وكياني هنا .. وإنسانيتي هنا .. كيف أغادر وعصفور يبحث عن الراحة ميتا ولا يريدونها له قبل أن يستكملوا أوراقهم .. هل يتصورن أن ضمير القاتل سيستيقظ بعد سنة ليقول : أنا من دهسه .. خذوني فغلوني ..؟
لن أترك يا صغيري تموت مرتين .. سأسعى إلى إخراجك من هذا القبر البارد ..
انحنيت عليه وقبلته من جديد .. ودموعي تغسل وجهه .. وهمست في أذنه : " أقسم لك يا صغيري أني لن أتركك هنا " وأغلقت درج الثلاجه وكأني أغلق قبرا على روحي ..


 

اقتباس
قديم 06-13-2011, 07:01 PM   #27
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




لم يعد يزعجني أن أقف أمام المرآة ولا أرى وجهي .. لم يعد يؤلمني أن أمشي بين الناس ولا يلتفت أحد إليّ ..
ما أسعدني بهذه المساحيق .. وما أجملني بهذه الأقنعة .. وما أروعني بهذا البلهلوان داخلي ..!!


 

اقتباس
قديم 06-13-2011, 08:00 PM   #28


الصورة الرمزية ذكرى الغالي
ذكرى الغالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 669
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 11-06-2020 (09:42 AM)
 المشاركات : 24,468 [ + ]
 التقييم :  362
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Female
 SMS ~


احيانا ﻻنقدر قيمة الشخص إلا عندما يصبح ذكرى
لوني المفضل : Black
افتراضي




سلمت يداك وقلمك الراقي
تقديري واحترامي
ذكرى الغالي


 
 توقيع : ذكرى الغالي



اقتباس
قديم 06-21-2011, 05:17 PM   #29
شاعري جديد


الصورة الرمزية سراب
سراب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 05-21-2012 (04:16 PM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



عندما أذهب إلى سريري أضيء جميع الأنوار ..

أفتح جميع الأبواب ..

أخاف الوحدة .. أخاف الظلمة .. أخاف أن أحشر وراء أربعة جدران ..

ألقي بجسدي المتعب على سريري .. أبحث عن نوم .. لا ..

بل أبحث عن حلم ..

أبحث عن أغنية لم أسمعها في النهار ..

ابحث عن وجوه لم أصادفها في يومي ..

أبحث عن كلمة مورقة لم تصادفني في عمري ..

ولكن ..

لا أجد كل هذا فوق مخدتي ولا تحت لحافي ..

لانوم .. لا أحلام .. لابسمة .. لا همسة ..

مخدتي حجر كبير من الهموم ..

ولحافي بحر كبير من القلق ..

وسريري صحراء جرداء إلا من الجثث و المقابر ..

أتقلب في الظلمة .. أتألم في العتمة .. اقفز إلى الأحلام .. افتح الأبواب ..

اقفز إلى الذكريات .. افتح الجروح ..

اقفز إلى الشارع الطويل .. حيث الف وجه ووجه يطاردني .. يعاتبني .. ثم يتجاهلني ..

اقفز فوق ركام الأيام .. فوق غيوم الأحلام .. فوق منابع الأمل و واحات الفرح ..

ومع هذا يأبى النوم أن ينقاد إليّ ..

آلف رسالة اعتذار اكتبها إليه .. والف همسة حب اسكبها بين يديه .. والف وردة ازرعها على أوراقي ابعثها إلى بريده ..

فهل يأتي .. لا .. لا نوم .. لا إغفاءة .. لا راحة .. لا سكون

وأقضي ليلتي الملم العتمة عن عيني وقلبي ..

واقضي ليلتي ازرع نجوما في سماء المكان ..

واقضي ليلتي اركض خلف أفكار متناثرة متناحرة ..

ولا يطل الفجر على المكان إلا وجثث أفكاري متناثرة ..

هنا فكرة قديمة .. هنا فكرة عقيمة .. هنا فكرة عظيمة .. هنا فكرة غبية ..

وهذه .. أليست فكرة جميلة .. ؟

وتلك .. الم تكن بالأمس فكرة رائعة .. ؟

وما اتعس هذه الفكرة .. وما اقبح هذه .. وما أوقح تلك ..

انهض من فراشي .. انثر لحافي في الهواء فتتساقط أفكاري ..

و تتناثر همومي .. لا شيء سوى الأشلاء ..

لا شيء سوى بقايا أحلام .. لا شيء سوى النعاس يحاورني الآن ..

يهاجمني ..

بقايا الليل تختبئ تحت سريري ..

ونجمة فوق وسادتي تحمل برقية اعتذار من ليل ونوم لم يرأفا بحالي ..


 

اقتباس
قديم 10-06-2011, 03:47 AM   #30
كاتبة


الصورة الرمزية مها يوسف
مها يوسف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-04-2022 (04:40 PM)
 المشاركات : 40,499 [ + ]
 التقييم :  227
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



الأخت الغالية سراب
شكرا لك من القلب على ما خطه ونثره قلمك
من خواطر رائعة
دام الخاطر والقلم ودمت بخير
مشكور يا عزيزتي


 
 توقيع : مها يوسف

اللهم بلغنا رمضان


اقتباس
رد علي الموضوع

الكلمات الدلالية (Tags)
أوراق, القلب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:29 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by عــراق تــ34ــم
تنويه هام : الادارة ليست مسؤولة عن اي عملية تبادل دون علمها