|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-06-2010, 02:36 PM | #21 |
|
في جبال الشمال عُدْ بنا يا قطار ْ فالظلام رهيبٌ هنا والسكونُ ثقيلْ عُدْ بنا فالمدَى شاسعٌ والطريقُ طويل والليالي قِصارْ عدْ بنا فالرياحُ تنوحُ وراءَ الظلالْ وعُواءُ الذئابِ وراءَ الجبالْ كصراخِ الأسى في قلوبِ البشرْ عُدْ بنا فعلى المنحدَرْ شَبحٌ مكفهرٌّ حزينْ تركتْ قَدَماهُ على كلِّ فجرٍ أثرْ كلُّ فجرٍ تقضّى هنا بالأسى والحنين شَبحُ الغربةِ القاتلهْ في جبال الشّمالِ الحزينْ شبحُ الوَحدةِ القاتلهْ في الشمالِ الحزينْ عد بنا قد سئمنا الطَّوَافْ في سُفُوحِ الجبال وعُدْنا نخافْ أن تطولَ ليالي الغيابْ ويغطي عُوَاءُ الذئابْ صوتنا ويعزُّ علينا الإيابْ عُدْ بنا للجنوبْ فهناكَ وراءَ الجبالِ قلوبْ عدْ بنا للذينَ تركناهُم في الضبابْ كلُّ كفٍّ تلوِّحُ في لهفةٍ واكتئابْ كل كفٍّ فؤاد عدْ بنا يا قطارُ, سئمنا الطَّوَافَ وطالَ البعادْ وهنالكَ همسٌ عميقْ لاثغٌ خلفَ كلِّ طريق في شعابِ الجبالِ الضِّخامْ ووراءَ الغمامْ في ارتعاشِ الصَّنَوْبرِ, في القريةِ الشاحبهْ, في عُوَاءِ ابن آوى, وفي الأنجمِ الغاربهْ, في المراعي هنالكَ صوتٌ شَرُودْ هامسٌ أن نعودْ فهناكَ بيوتٌ أُخَر ومراعٍ أخرْ وقلوبٌ أخرْ وهناكَ عيونٌ أبَت أن تنامْ وأكفٌّ تضمُّ الدُّجَى في اضطرامْ وشفاهٌ ترددُ أسماءنا في الظلامْ وقلوبٌ تُصيخُ لأقدامنا في وُجومْ وتنادي النجومْ في أسًى وسكونْ: "ومتى يا نجومُ سيذكرنا الهاربونْ?" "ومتى يَرْجعونْ?" لحظةً, سنعودْ لن يرانا الدُّجَى ها هنا, سنعودْ سنعودُ, سنطوي الجبالْ ورُكَامَ التلالْ لن ترانا ليالي الشمالْ ها هنا من جديدْ لن يحسَّ الفضاءُ المديد نارَ آهاتِنا في المساءِ الرهيبْ في سكونِ المساءِ الرهيبْ ** عُدْ بنا يا قطارَ الشمالْ فهناكَ وراءَ الجبالْ الوجوهُ الرقاقُ التي حجَبَتها الليالْ عُدْ بنا, عُد إلى الأذرُعِ الحانيهْ في ظلالِ النخيلْ حيثُ أيامُنا الماضيهْ في انتظارٍ طويلْ وقفتْ في انتظار تتحرى رجوعَ القطارْ لتسير مع السائرينْ حيثُ أيامُنا تسألُ العابرينْ واحدًا, واحدًا, في حنينْ "ومتى عودةُ الهاربينْ?" ** لنعُدْ فهناكَ نشيد قديمْ حولَنا هامسٌ بالرُّجوعْ ما أحبَّ الرجوعْ بعد هذا الطوَاف الأليمْ في جديبِ الشِّعابْ حيث تَعْوي الذئاب لنعدْ, فالدُّجَى بارد كالجليدْ وهنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدْ أذرعٌ دافئهْ لنعدْ فالجبالُ تكشِّرُ عن ليلها المظلمِ وهنالكَ خلفَ الدُّجَى المبهَمِ صوتُ أحبابنا, في الظلامِ السحيقْ نابضًا بالحنينِ العميقْ صوتُهم مُثقلاً بالعتابْ صوتُهم ردّدته الشِّعابْ صوتُهُم في سكون المكانْ دائرٌ كالزمانْ لنعُدْ قبلَ أن يقضيَ الأفعوانْ بفراقٍ طويلٍ, طويلْ عن ظلالِ النخيلْ عن أعزائنا خلفَ صمتِ القفارْ عدْ بنا يا قطارْ فالليالي قصار وهنالكَ أحبابُنا في أسًى وانتظارْ |
|
10-06-2010, 02:38 PM | #22 |
|
جامعة الظلال أخيرًا لمستُ الحياهْ وأدركتُ ما هي أيُّ فراغٍ ثَقيلْ أخيرًا تبيّنتُ سرَّ الفقاقيعِ واخيبتاهْ وأدركتُ أني أضعتُ زمانًا طويلْ ألُمُّ الظلالَ وأخبِطُ في عَتْمة المستحيلْ ألمُّ الظلالَ ولا شيءَ غير الظِلالْ ومرَّتْ عليَّ الليالْ وها أنا أُدْركُ أني لمستُ الحياهْ وإن كنت أصرُخُ واخيبتاهْ! ومرَّ عليَّ زمانٌ بطيءُ العُبورْ دقائقُهُ تتمطّى مَلالاً كأنَّ العُصورْ هنالكَ تغفو وتنسى مواكبُها أن تدورْ زمانٌ شديدُ السواد, ولونُ النجومْ يذكّرُني بعيونِ الذئابْ وضوءٌ صغيرٌ يلوحُ وراءَ الغُيومْ عرفتُ به في النهايةِ لونَ السَّرابْ ووهمَ الحياهْ فواخيبتاهْ أهذا إذن هو ما لقّبوهُ الحياهْ? خُطوطٌ نظَلُّ نخطِّطُها فوقَ وجهِ المياهْ? وأصداءُ أغنيةٍ فظّةٍ لا تَمَسُّ الشِّفاهْ? وهذا إذنْ هو سرُّ الوجودْ? ليالٍ ممزّقةٌ لا تعودْ? وآثارُ أقدامِنا في طريقِ الزمان الأصَمْ تمرُّ عليها يدُ العاصفهْ فتمسحُها دونما عاطفهْ وتُسْلمُها للعَدَمْ ونحنُ ضحايا هنا تجوعُ وتعطشُ أرواحُنا الحائرهْ ونحسَبُ أَن المنى ستملأ يومًا مشاعرَنا العاصرهْ ونجهلُ أَنَّا ندورْ مع الوَهْم في حَلَقاتْ نجزِّئُ أيامَنا الآفلاتْ إلى ذكرياتْ وننتظرُ الغَدَ خلفَ العُصورْ ونجهلُ أَن القبور ْ تمدُّ إلينا بأذرعِها الباردهْ ونجهلُ أَنّ الستائرَ تُخفي يدًا ماردهْ ** عرفتُ الحياةَ, وضِقتُ بجمع الظلالْ وأضجرَني أن نجوبَ التلالْ نحدّقُ في حَسرةٍ خلفَ رَكبِ الليالْ تسيرُ بنا القافلهْ نجوسُ الشوارعَ في وَحْدةٍ قاتلهْ إلامَ يُخادعُنا المبهَمُ? وكيفَ النهايةُ? لا أحدٌ يعلم ** سنبقى نسيرْ وأبقى أنا في ذُهولي الغريرْ ألُمُّ الظلالَ كما كنتُ دونَ اهتمامْ عيونٌ ولا لونَ, لا شيءَ إلاَّ الظلامْ شفاهٌ تُريدُ ولا شيءَ يَقرَبُ مما تريدْ وأيدٍ تُريدُ احتضانَ الفضاءِ المديدْ وقلبٌ يريدُ النجومْ فيصفعُهُ في الدياجيرِ صوتُ القَدُومْ يُهيلُ الترابَ على آخر الميّتينْ وأقصوصةٌ من يَرَاع السنينْ تضجُّ بسمعي فأصرخ: آه! أخيرًا عرفتُ الحياهْ فواخيبتاهْ! |
|
10-06-2010, 02:42 PM | #23 |
|
عيون الأموات يا رفات الأموات في الأرض ماذا= رسم الموت فوق هذي العيون؟ أي رعب وحسرة وشكاة= أيّ معنى من الرجاء الحزين؟ كل عينين فيها صور تبـ =كي وترثي للعالم المغرور كل عينين تسخران من العيـ =ش وتستهزآن بالمقدور كل عينين تنظران إلى الآفا= ق بعيدا عن كل ما في الحياة آه يا ربّ آه لو فهم الأحـ =ياء ماذا في أعين الأموات يا فتاة الخيال حسبك شدوا= برثاء الموتى وحسبك حزنا سوف يبقى الخصام والشرّ ما عا= ش الأناسيّ والأناشيد تفنى هكذا شاءت المقادير للعا= لم إثم وشقوة وحروب وهي النفس تحمل الشرّ والبغـ= ض فماذا يفيدها التهذيب كم تّغنى بالسلم والحبّ والرحـ= مة من شاعر ومن فيلسوف أسفا ضاعت الأغاني ولم تبـ= ق سوى ضّجة القتال العنيف يا لهذا الكون المعذب في قيـ= د من الشر والأذى والأثام كيف ينجو من الاسى ومتى يشـ =فى من الموجعات والآلام؟ كيف ينجو والطبع والقدر القا= سي يسوقانه إلى الأحزان؟ يا لقلب المسكين ليس له في= حومة الشرّ والشقاء يدان كم أراد السموّ عن وهدة الشر= فحالت طباعه الآثمات كم أراد النجاة من مخلب الغد= ر فعزت على مناه النجاة ما الذي رامه المسيح لكي يجـ =زى بما كان ما الذي كان منه؟ أيها العالم الذي اقترف الذنـ= ب أما آن أن تكّفر عنه؟ أو لم يكفك الشقاء أما زلـ= ت مشوقا إلى حياة الدماء؟ جف نبع الدموع والدم يا كو= ن فهلا رثيت للأشقياء؟ لذ ببرج السماء من نشوة القتـ =ل ألا وليختم سجلّ الرزايا وليكن من فقدت في هذه الحر =ب ختام الذين ماتوا ضحايا |
|
10-06-2010, 02:43 PM | #24 |
|
القصر والكوخ كلّ فجر أرى الرعاة يمرّو= ن فأبكي على حياة الرّعاة في ثلوج الجبال أو لهب الشم= س يريقون مبهجات الحياة ويمرّ القطيع بي فأرى الأغ =نام بين الذبّاح والسكّين يا حياة افنسان لا فرحة في= ك إذا لم تصحب بدمع غبين فكنوز الغني يجمعها الفلاّ =ح في عمره الشقي الكسير ذلك الكادح المعّذب في القر= ية بين المحراث والناعور كلّ صيف يسقي البساتين تحت الش= مس والقصر هاجع وسنان فهو يلقي البذور والمترف الها= نىء يجني وتشهد الأحزان يا ليالي الحصاد ماذا وراء ال= حقل والحاصدين من مأساة شهد الكوخ أنه يحمل الحز= ن لتحظى القصور بالخيرات كيف يجني الأزهار والقمح والأث= مار من لم يجرح يديه القدوم؟ ويموت الفلاح جوعا ليفترّ= لعيني رب القصور النعيم ؟ كيف هذا يا ربّ ؟ رفقا بنا رف= قا فقد غصّت الكؤوس دموعا وطغت في الفضاء آهاتنا الحي= رى تغني رجاءنا المصروعا |
|
10-06-2010, 02:45 PM | #25 |
|
ثلاث أغنيات عربية -1- الساعة دقّت الساعة في أرض بلادي العربيّه جلجلت , ضجّت , ودوّت ملء وديان قصيّه غلغلت عبر بساتين النخيل العنبريّه وتلوّت في صحاررسخت كالأبديّه دقّت الساعة واهتزّت لها سمر الصحاري وارتوت بيد عطاش لانبلاج , لانفجار ورمال لم تزل منذ عصور في انتظار فتحت أذرعها العطشى وألوت بالإسار *** إحملي أغنية الصحو إلى خضر المروج ووعودا مورقات عربيّات الأريج نبضت بين المحيط المترامي والخليج *** إثنتا عشرة من دقّاتها هزّت ربانا غلغلت عبر صحارينا النشاوى وقرانا وسمعناها تنادي وأفقنا من كرانا *** -2- اللصوص ولصوص هناك كثار أقبلوا من وراء البحار *** يأخذون الثرى والهواء *** يخنقون الأغاني الحنون *** إنّهم يقطعون الطرق -3- النسر المطعون حيث النخيل السامق المزدهي وحيث أغنيات أنهارنا هناك ألقى طائر ظلّه *** في كبرياء الريش تحيا ذرى أقام فوق الأرض لا يرتقي واللانهايات تنادي وفي في قلبه النابض قد أغمدوا من صدره الحرّ يغذّي الثرى يا رمح اسرائيل مهما ارتوى -3- النسر المطعون حيث النخيل السامق المزدهي حيث الينابيع وكاساتها وحيث أغنيات أنهارنا هناك ألقى طائر ظلّه *** جنحاه مبسوطان فوق المدى في كبرياء الريش تحيا ذرى أقام فوق الأرض لا يرتقي واللانهايات تنادي وفي *** في قلبه النابض قد أغمدوا من صدره الحرّ يغذّي الثرى يا رمح اسرائيل مهما ارتوى يبقى ثرانا عربيّ الشذى *** يافا وحيفا في غد نلتقي تبقى فلسطين لنا نغمة ونسرنا الشامخ لن ينثني غدا فلسطين لنا كلّها |
|
10-06-2010, 02:46 PM | #26 |
|
المدينة التي غرقت وراء السداد التي ضمّدوا جرحها بالحصير وخلف صفوف الصرائف حيث يعيش الهجير يسير طريق تدثّر بالطين نحو المدينه وأطلاها حيث بات يعيش اصفرار السكينه *** وكانت تجيش وتزخر ساحاتاتها بالحياة *** وكانت تهشّ وتضحك للشمس كلّ صباح *** وكانت منازلها المرحات تلاقي القمر بضحك نوافذها فاستكانت وصاح القدر وجاء الخراب ومدّد رجليه في أرضها وأبصر كيف تنوح البيوت على بعضها *** لسقف هوى وتداعى وشرفة حبّ صغيره *** وأرسل عينيه في نشوة يرمق الأبنيه *** وجاء الخراب وسار بهيكله الأسود ذراعاه تطوي وتمسح حتى وعود الغد واسنانه الصفر تقضم بابا وتمضغ شرفه وأقدامه تطأ الورد والعشب من دون رأفه *** وسار يرشّ الردى والتأكّل ملء المدينه يخرّب حيث يحلّ وينشر فيها العفونه *** يهبّ الخراب ويضحك نشوان بين الحفر *** ويرسل ضحكته العصبّية ملء الفضاء *** وتنمو الخشونة حيث يلامس وجه التراب وتنبت أقدامه طحلبا لزجا وذباب ويأتي الصباح ويختبىء في مكمن وتخفيه مستنقعات فساح عن الأعين *** وماذا تبقّى سوى الموت والملح في كأسها ؟ ويرسل ضحكته العصبّية ملء الفضاء فتنفر منه النجوم ويثقل مسّ الهواء *** وتنمو الخشونة حيث يلامس وجه التراب وتنبت أقدامه طحلبا لزجا وذباب *** ويأتي الصباح ويختبىء في مكمن وتخفيه مستنقعات فساح عن الأعين *** وتصحو المدينة ظمأى وتبحث عن أمسها وماذا تبقّى سوى الموت والملح في كأسها ؟ |
|
10-06-2010, 02:48 PM | #27 |
|
الشخص الثاني لو جئت غدا وعبرت حدود الأمس إلى غدي الموعود وشدا فرحا بمجيئك حتى المعبر والباب المسدود ولقيتك أبحث فيك عن المتبقّي من أمسي الفقود لو جئت ولم أجد الماثل في ألحاني وأطلّ على روحي منك الشخص الثاني الشخص الثاني , من أعماق شهور التيه المطموره حاكته دقائق تلك الأيّام الجانية المغروره وترّسب في عينيه تثاقلها ورؤاها المذعمره وسأبحث فيك عن الماضي في اطمئنان فيفاجىء لهفتي الحرّى الشخص الثاني *** ومكان الواحد في عينيك المرهفتين أحس اثنين ويقابلني الشخصان معا وسدى أرجو فصل الضدّين وسأسأل عمّا خلّفه لي عامان من وجهك , والردّ جبين الشخص الثاني *** وسيسكن هذا الشخص الثاني الأحمق حتى في البسمات وسيرمقني في خبث , مختبئا حتى خلف الكلمات ولمن أشكو هذا المخلوق الشيطاني والأول فيك محته يد الشخص الثاني ؟ عندما قتلت حبي وأبغضتك لم يبق سوى مقتي أناجيه وأسمعه صراخ الحقد في أغنية جهمه وأبغضت اسمك الملعون والأصداء والظلاّ وتلك الذكريات الخشنة الممقوتة الفظّه هوت وتأكّلت وثوت مع الآباد في لحظه وعدت قصيدة فجرية جذلى وقلت الأمس ما عاد سوى لفظه *** وتمّ النصر لي وهويت تمثالا إلى الهوّه وراح الرفش في كفّي يشقّ الأرض في نهم فلامس في الثرى جسدا رهيبا بارد القدم ورحت أجرّه للضوء مزهوّه فمن كان ؟ بقايا جثّة الندم *** وكان الليل مرآة فأبصرت بها كرهي وكنت قتلتك الساعة في ليلي وفي كأسي وكنت أشيّع المقتول في بطء إلى الرمس فأدركت ولون اليأس في وجهي بأني قطّ لم أقتل سوى نفسي فلامس في الثرى جسدا رهيبا بارد القدم ورحت أجرّه للضوء مزهوّه فمن كان ؟ بقايا جثّة الندم *** وكان الليل مرآة فأبصرت بها كرهي وأمسي الميت لكني لم أعثر على كنهي وكنت قتلتك الساعة في ليلي وفي كأسي وكنت أشيّع المقتول في بطء إلى الرمس فأدركت ولون اليأس في وجهي بأني قطّ لم أقتل سوى نفسي |
|
10-06-2010, 02:49 PM | #28 |
|
الهاربون إلام نجوب سحيق البلاد ؟ يعيث السراب بنا تناولنا وهدة لوهاد ويخدعنا المنحنى *** وفيم أتينا ؟ يسائلنا البحر : ماذا نريد ؟ وتلحقنا عربات الرياح وتبقى تعيد تعيد السؤال ولا ردّ إلا خطوط الملال على صمت أوجهنا في الليالي الطوال نفرّ وتدركنا من جديد *** ويسألنا الأفق أين نسافر ؟ أين نسير ؟ ومن أيّ شيء هربنا ؟ وفيم ؟ لأي مصير ؟ وفي صمتنا قلوب تدقّ , ووقع المنى على يأسنا فرح لا يطاق فهيّا بنا لنبحث عن جرح حزن صغير *** وفي سيرنا نسمع الليل يسخر من سرّنا يلاحقنا بالظلام ويغري الرياح بنا يقول الطريق لماذا نجوب الوجود السحيق يلاحقنا أمسنا ورؤانا ووجه صديق وحتام نهرب من ظلّنا ؟ *** وفي سيرنا في الدياجير نبصر هزء القمر ويغضبنا في سناه البرود , وبعض الشجر يسدّ السبيل علينا , ويسخر منّا الأصيل وينبئنا أنّنا الباحثون عن المستحيل وأنّا , برغم منانا , بشر *** ونسمع من جنبات المسالك ذات مساء صدى هامسا في الدجى أنّنا.. أنّنا جبناء نخاف الأصيل ونرحل لا رغبة في الرحيل ولكن نهرب من ذاتنا , من صراع طويل ومن أنّنا لم نزل غرباء *** وها نحن , حيث بدأنا , نجوب الظلام الفظيع شتاء يموت , وأسئلة لم يجبها ربيع حيارى العيون يسائلنا غدنا من نكون ؟ ويتركنا أمسنا المنطوي في ضباب القرون فيا ليل , يا بحر , أين نضيع ؟ |
|
10-06-2010, 02:52 PM | #29 |
|
حصاد المصادفات حينما يرقد الهوى ميّتا فو =ق تراب الأيّام والأعوام وتعود الذكرى صدى جامد الوقـ= ـع لعهد مغلّف بالظلام وتوت الألوان في المقل الجد =باء في حسرة وفي استسلام ويذيع الفراغ أغنية الجد =ب وتطغى الفوضى على الأنغام *** حينما يصبح الهوى قصّة كا =نت ومرّت بالكون منذ عصور عشّش الصمت في خرائبها النكـ =ـراء خلف الخيال والتفكير وطوى نبضها البرود الـ =ـمرّ في كلّ شهقة وشعور وخمود الفراغ لفّ صداها =بجمود الموتى وصمت القبور *** وتحسّ العيون أنّ عيونا =مات فيها المعنى وعادت رمادا لم تعد في أهدابها خلجة تسـ =ـتصرخ الشوق والصدى والسهادا ضاع في جوّها النداء وردّت =آهة في السكون تنعى المنادى وارتمت في أنحائها رغبات الـ =أمس والذكريات عادت جمادا *** عندما ينطوي النداء وتمحى =كلمات النجوى وتطوى الأماني وتحسّ القلوب أنّ قلوبا =بردت في أصابع النسيان عنكبوت الجمود شبّك فيها =عشّه والسكون لفّ الأغاني وغبار السنين جرّ على الأشـ =ـواق ستر اللاّلون واللاّكيان *** ربّما يلتقي هنالك طيفا =ن من الأمس في شعاب طريق يعبران الحياة قد ضيّعا ممـ =ـلكة الحبّ في الزمان السحيق في برود يمرّ كلّ على الآ =خر خابي العيون ميت العروق لا شعور يلوح في اعين صمّـ =ـاء غرقى في لجّ صمت عميق *** من حصاد المصادفات يمرّا =ن كنجمين في امتداد الفضاء ربّما لخّصا غرامهما الما =ضي بشبه ابتسامة جدباء ربّما ألقيا التحيّة لا عمـ =ـق لها , في برودة الغرباء ثم ّ سارا كأنّما لم تكن يو =ما حياة عطشى وراء الدّماء |
|
10-06-2010, 02:53 PM | #30 |
|
عاشقة الليل ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهـــا جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ هوذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسماءِ ؟ أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟ أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟ أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟ عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّه الليلُ العـريضُ فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُولِ ؟ ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيـلِ ؟ مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميــلِ أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
نازك, الملائكة, الشاعرة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|