|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-19-2010, 01:28 PM | #31 |
|
الداءُ يثلج راحتي ، و يطفئ الغد .. في خيالي و يشلّ أنفاسي ، و يطلقها كأنفاس الذبال تهتز في رئتين يرقص فيهما شبح الزوال مشدودتين إلى ظلام القبر بالدّم والسعال .. * وا حسرتا !؟ كذا أموت ؟ كما يجف ندى الصباح ؟ ما كاد يلمع بين أفواف الزنابق و الأقاحي ، فتضوع أنفاسُ الربيع تهزُّ أفياء الدوالي ، حتى تتلاشى في الهواء .. كأنه خفق الجناح ! * كم ليلة ناديت باسمك أيها الموت الرهيبُ و ودت لا طلع الشروق علي إن مال الغروب بالأمس كنت أرى دجاك أحب من خفقات آلِ راقصن آمال الظماء .. فبلها الدم واللهيب ! * بالأمس كنت أصيح : خذني في الظلام إلى ذراعك و أعبر بي الأحقاب يطويهن ظل من شراعك خذني إلى كهف تهوم حوله ريح الشمال .. نام الزمان على الزمان . به ، وذابا في شعاعك . * كان الهوى وهماً يعذبني الحنين إلى لقائه ساءلت عنه الأمنيات ؛ و بت أحلم بارتمائه زهراً و نوراً في فراغ من شكاة و ابتهال .. في ظلمة بين الأضالع تشرئب إلى ضيائه * و اليوم حببت الحياة إلي ، و ابتسم الزمان في ثغرها ، و طفا على أهدابها الغد و الحنان _ سمراء .. تلتفت النخيل المساهمات إلى الرمال في لونها .. و تفر ورقاء .. و يأرج اقحوان .. * شع الهوى في ناظريها .. فاحتواني و احتواها و ارتاح صدري ، و هو يخفق باللحون ، على شذاها فغفوت استرق الرؤى و الشاعرية من رؤاها و أغيب في الدفء المعطر ... كالغمامة في نداها * عينان سوداوان أصفى من أماسي اللقاء ، و أحب من نجم الصباح إلى المراعي و الرعاء ، تتلألأن عن الرجاء كليلة تخفي دجاها فجرأ بلون بالندى ؛ درب الربيع ، و بالضياء * سمراء يا نجماً تألق في مسائي .. أبغضيني و اقسي عليّ .. و لا ترقي للشكاة و عذبيني خلي احتقاراً في العيون ، و قطبي تلك الشفاها فالداء في صدري تحفز لافتراسك في عيوني ! * يا موت .. يا رب المخاوف ، و الدياميس الضريرة اليوم تأتي ؟! من دعاك ؟ و من أرادك أن تزوره ؟ أنا ما دعوتك أيها القاسي فتحرمني هواها دعني أعيش على ابتسامتها و إن كانت قصيرة * لا ! سوف أحيى ، سوف أشقى ؛ سوف تمهلني طويلا لن تطفئ المصباح .. لكن سوف تحرقه فتيلا في ليلة .. في ليلتين .. سيلتقي آها فآها حتى يفيض سنى النهار فيغرق النور الضئيلا !! * يا للنهاية حين تسدل هذه الرئة الأكيل بين السعال ، على الدماء ، فيختم الفصل الطويل و الحفرة السوداء تفغر ، بانطفاء النور ، فاها _ إني أخاف .. أخاف من شبح تخبِّئه الفصول !! * و غداً إذا ارتجف الشتاء على ابتسامات الربيع و انحل كالظل الهزيل و ذاب كاللحن السريع ، و تفتحت بين السنابل _ و هي تحلم بالقطيع و الناي _ زنبقة ، مددت يدي إليها في خشوع * و هويت أنشقها فتصعد كلما صعد العبير ، من صدري المهدوم حشرجة فتحترق العطور تحت الشفاه الراعشات و يطفأ الحقل النضير شيئاً فشيئاً .. في عيوني ثم ينفلت الأسير !! |
|
07-19-2010, 01:29 PM | #32 |
|
عيناك ؛ و النور الضئيل من الشموع الخابيات و الكأس ، والليلُ المطلّ ، من النوافذ ، بالنجوم ؛ يبحثنَ في عينيّ عن قلب .. و عن حبِّ قديم ؛ عن حاضرٍ خاوٍ ، و ماضِ في ضباب الذكرياتِ ينأى ؛ و يصغر ، ثم يفنى إنه الصّمتُ العميقْ و الباب توصده وراءك في الظلام يدا صديق ! _ 2 _ كالشاطئ المهجور قلبي ، لا وميض و لا شراع ، في ليلة ظلماءَ بلّ فضاءَها المطرُ الثقيلْ _ لا صرخة اللقيا تُطيف به و لا صمتُ الرّحيل . يمناك و النورُ الضئيل .. أكان ذاك هو الوداع ؟! باب ، و ظلُّ يدين تفترقان _ ثم هوى الستار ، و وقفتُ أنظر ، في الظلام ، و سرت أنت إلى النهار ! _ 3 _ في ناظريكِ الحالمين رأيتُ أشباحَ الدموع أنأى من النجم البعيد ، تمر في ضوء الشموع . و اليأسُ مدّ على شفاهك ، و هي تهمس في اكتئاب ؛ ظلاً _ كما تلقي جبال نائيات من جليد أطيافهن على غدير تحت أستار الضباب ، لا تسألي : ماذا تريد ؟ _ فلستُ أملك ما أريد ! _ 4 _ باب و ظلُّ يدين تفترقان _ ليتك تعلمين أن الشموع سينطفين ، و أن أمطار الشتاء بيني و بينك سوف تهوي كالستار .. فتصرخين ، الريحُ تُعولُ عند بابي ، لست أسمعُ من نداء إلاّ بقايا من حديث رددته الذكريات و سنان هوّم كالسحابة في خيالي ... ثم مات ! _ 5 _ أنا سوف أمضي ، سوف أنأى ، سوف يصبح كالجماد قلب قضيت الليل باحثة ، على الضوء الضئيل ، عن ظله في مقلتيَّ .. فما رأيتِ سوى رماد !! أنا سوف أمضي _ ربما أنسى ، إذا سال الأصيل بالصمت ، أنك في انتظاري ترقبين .. و ترقبين ؛ أو ربما طافت بي الذكرى ... فلم تذك الحنين _ 6 _ الزورق النائي ، و أنات الجاذيف .. الطوال تدنو على مهل .. و تدنو _ في انخفاض و ارتفاع ، حتى إذا امتدت يداك إليّ في شبه ابتهال و هميت : (( هاهو ذا يعود ! )) _ رجعت فارغة الذِّراع ! و أفقت في الظلماء حيرى ، لا ترين سوى النجوم ترنو إليك من النوافذ في وجوم .. في وجوم ! _ 7 _ قد لا أؤوب إليك إلا في الخيال ، و قد أؤوب لا أمس في قلبي ، و لا في مقلتي هوى قديم : كفان ترتجفان حول الموقد الخابي ... و كوب تتراقص الأشباح فيه .. و تنظرين إلى النجوم حذر البكاء .. و (( كيف أنتِ ؟ )) تهز قلبك في ارتخاء _ (( عاد الشتاء .. )) _ فتهمسين : (( و سوف يرجع في الشتاء ! )) |
|
07-19-2010, 01:30 PM | #33 |
|
ذراعا أبي تلقيان الظلال=على روحي المستهام الغريب ذراعا أبي و السراج الحزين=يطاردنني في ارتعاش رتيب و حفت بي الأوجه الجائعات=حيارى . فيا للجدار الرهيب ! ذراعا أبي تُلقيان الظلالَ=على روحيَ المستهام الغريب ** و طال انتظاري .. كأن الزمان=تلاشى فلمْ يبقَ إلا الانتظار ! و عيناي ملُّ الشمال البعيد=فيا ليتني أستطيع الفرار و أنتِ التقاء الثرى بالسماء=على الآل في نائيات القفار و طال انتظاري كأن الزمان=تلاشى فلمْ يبقَ إلا الانتظار ! ** أألقاك ؟ تأتي عليّ النجوم=وتمضي .. و ما غيرُ هذا السؤال تغنيه في مسمعيّ الرياح=وتُلقيه في ناظري الظلال و ترنو على جرسه الأمنيات=إلى ذكريات الهوى في ابنتها أألقاك ؟ تأتي عليّ النجوم=وتمضي ، و ما غيرُ هذا السؤال ** أصيخي ! أما تسمعين الرنين=تدوِّي به الساعة القاسية ؟؟ أصيخي .. فهذا صليل القيود=وقهقة الموت في الهاوية ! زمان .. زمان _ يهز النداءُ=فؤادي فأدعوك ؛ يانائية . أصيخي ! أما تسمعين الرنين=تدوِّي به الساعة القاسية ؟؟ ** أما تبصرين الدخان الثقيل=يجرُّ الخطى من فم الموقد ؟! تلوى .. فأبصرت فيه الظهور=وقد قوستها عصا السيد و أبصرت فيه الحجاب الكثيف=على جبهة العالم المجهد أما تبصرين الدخان الثقيل=يجرُّ الخطى من فم الموقد ؟! ** و لا بد من ساعة .. من مكان=لروحين ما زالتا في ارتقاب ! سألقاك أيها الزمان الثقيل=إذا ما التقينا ؛ و أين العذاب ؟! سينهار على مقلتيك الجدار=وتفنى ذراعا أبي كالضباب ولا بد من ساعة .. من مكان=لروحين ما زالتا في ارتقاب ! ** و كيف التلاقي ، و بين المنى=وإدراكهن ؛ الدخان الثقيل ؟ تموج الأساطير في جانبيه=ويحبو على صدره المستحيل و نحن الغريقان في لجه=سننسى الهوى فيه .. عما قليل ؟ و كيف التلاقي ، و بين المنى=وإدراكهن ؛ الدخان الثقيل ؟ ** لينهد هذا الجدار الرهيب=وتندك حتى ذراعا أبي !! أعد الليالي خلال الكرى=وارعى نجوم الظلام العميق فلا تيأسي _ أن تمر السنون=ويطفين في وجنتيك البريق سأبقى وراء الجدار القديم=وعينان لا تبرحان الطريق |
|
07-19-2010, 01:31 PM | #34 |
|
بقايا من القافلة تُنير لها نجمة آفلة طريق الفناءْ ، و تؤنسها بالغناءْ شفاه ظماء _ تهاويلَ مرسومة في السراب تمزِّق عنها النقاب لى نظرة ذاهلة و شوق يُذيب الحدود . * ظلال على صفحة باردة تحركها قبضة ماردة و تدفعها غنوة باكية ، إلى الهاوية . ظلال على سلم من لهيب رمى في الفراغ الرهيب مراتبة البالية و أرخى على الهاوية قناع الوجود . سنمضي ويبقى السراب و ظلّ الشفاه الظماءْ يهوم خلف النقاب ، و تمشي الظلال البطاء على وقع أقدامك العارية إلى ظلمة الهاوية ، و ننسى على قِمةِ السلمِ هوانا .. فلا تحلمي بأنّا نعودْ ! |
|
07-19-2010, 01:31 PM | #35 |
|
سوف أمضي . أسمعُ الرِّيح تُناديني بعيداً في ظلام الغابةِ اللفّاء .. و الدَّرْبُ الطويل يتمطى ضَجَراً ، و الذئبُ يعوي ، و الأفول يسرقُ النَّجمَ كما تسرق روحي مُقلتاك فاتركيني أقطع الليل وحيداً سوف أمضي ، فهي ما زالت هُناكَ . في انتظاري . * سوف أمضي . لا هديرُ السيلِ صخَّباً رهيبا يُغرق الوادي ، و لا الأشباح تُلقيها القبورُ في طريقي تسأل الليلَ أين أسير _ كلُّ هذا ليس يثنيني ، فعودي و ا تركيني ، و دعيني أقطع الليل غريبا . إنها ترنو إلى الأفق الحزينِ في انتظاري . * سوف أمضي . حوِّلي عينيك لا ترني إليَّا !! إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيرا ، إن سراً فيهما يستوقف القلب الكسيرا ، و ارفعي عني ذراعيك .. فما جدوى العناق إن يكن لا يبعث الأشواق فيَّا ؟ اتركيني . ها هو الفجر تبدّى ، و رفاقي في انتظاري |
|
07-19-2010, 01:32 PM | #36 |
|
و ذرّى سكونَ الصباحِ الطويلْ هُتافٌ من الدِّيك لا يصدأُ و هزّ الصدى سَعَفاتِ النخيلْ و أشرقَ شباكُنا المطفَأُ . هتافٌ سمعناه منذ الصِّغَرْ سمعناه حتى نموتْ يمرّ على عَتَبَاتِ البيوت فيرسمُ أبوابَهَا و الحُجَرْ و لا يهدأ إلى أنْ تسيرَ الحقولْ إلينا فتقطفَ منها الثمرْ و عند الضحى و انسكاب السماء على الطين و العشبةِ اليابسه ، يشقّ إلينا غصونَ الهواء صياحٌ ، بكاءٌ ، غناءٌ ، نداء يُبشر شطآننا اليائسه بأنّ المَطَرْ على مَهْمهِ الرِّيح مدَّ القلوعْ هو البطّ .. فَلْتَهنأي يا شموعْ بموتٍ به تعرفين الحياةَ به تعرفين ابتسامَ الدموعْ : نذوراً تذوبين ، للأوْلياءْ . صياحٌ .. كأنَ الصِّياحْ ينشِّرُ ، مما انطوى من رياح ، سهولاً وراءَ السهولْ أزاهيرُها في الدجى من نباح و عند النهار خُزامى _ أقاحْ و ختميّةٌ ما لها من ذيول .. ينشِّر في شاطئ مُشمسِ من القَصَبِ الكثّ غاباً له عَذَبات تطولْ . صياحٌ كأجراس ماءٍ .. كأجراس حقْلٍ من النرجسِ يُدنْدِنُ و الشمسُ تُصغي ، يقولْ بأنّ المطرْ سيهطلُ قبل انطواء الجناح و قبل انتهاء السّفَرْ .. |
|
07-19-2010, 01:33 PM | #37 |
|
عينان زرقاوان .. ينعس فيهما لونُ الغدير أرنو . فينسابُ الخيالُ و ينصتُ القلب الكسير و أغيبُ في نغم يذوب .. و في غمائم من عبير بيضاء مِكسال التلوّي تستفيق على خرير ناءٍ .. يموت و قد تثاءب كوكب الليل الأخير يمضي على مهلٍ ، و أسمع همستين . و أستدير فأذوب في عينين ينعس فيهما لون الغدير *** حسناء .. يا ظلّ الربيع ، مللت أشباح الشتاءْ سوداً تُطلُّ من النوافذ كلما عبس المساء حسناء .. ما جدوى شبابي إن تقضى بالشقاء عيناك .. يا للكوكبين الحالمين بلا انتهاء .. لولاهما ما كنتُ أعلم أن أضواء الرجاء زرقاء ساجية .. و أن النور من صنع النساء هي نظرة من مقلتيك ؛ و بسمة تعد اللقاء و يضيء يومي عن غدي ؛ و تفر أشباح الشتاء *** عيناك .. أم غاب ينام على وسائد من ظلال ؟ ساجٍ تلثم بالسكون فلا حفيف و لا انثيال إلا صدى واه يسيل على قياثر في الخيال . إني أحس الذكريات يلفها ظل ابتهال .. في مقلتيك مدى تذوب عليه أحلام طوال ، و غفا الزمان .. فلا صباح ، و لا مساء ، و لا زوال ! إني أضيع مع الضباب .. سوى بقايا من سؤال : عيناك .. أم غاب ينام على وسائد من ظلال ! |
|
07-19-2010, 01:34 PM | #38 |
|
يا ضياء الحقول ، يا غنوة الفلاح في الساجيات من أسحارهْ أقبلي ، فالربيع ما زال في الوادي ، فبلِّي صداكِ قبل احتضاره لا تصيبُ العيونُ إلا بقاياه ، و غير الشرود من آثاره : دوحةً عند جدولٍ تنفض الأفياءَ عنها و ترتمي في قراره و على كل ماعلبٍ زهرةٌ غيناء فرَّت إليه من أياره ** في المساء الكئيب ، والمعبرُ المهجورُ ، والعلبساتُ من أحجاره مصغياتٌ ، تكاد من شدّة الإصغاء أن توهِمَ المدى بانفجاره أرمق الدربَ ، كلما هبّت الريحُ و حف العتيقُ من أشجاره كلما أذهل الربى نوحُ فلاح يبثُّ النجوم شكوى نهاره صاحَ " يا ليلُ " فاستفاق الصدى الغافي على السفح و الذي في جواره فإذا كلُّ ربوةٍ رجَعُ " يا ليل " .. و نامَ الصدى على قيثاره ! أين مِنهنَّ خفقُ أقدامك البيضاء بين الحشيش فوق اخضراره مثل نجمين أفلتا من مدارينِ فجال الضياءُ في غير داره أو فراشين أبيضين استفاقا يسرقان الرحيق من خماره !! أنت في كل ظلمةٍ موعدٌ و سنانُ ، ما زال يومُه في انتظاره |
|
07-19-2010, 01:35 PM | #39 |
|
في ليلةٍ كانت شرايينها فحماً ، و كانت أرضُها من لحود يأكل من أقدامنا طينُها ، تسعى إلى الماء ، إلى شراعٍ مزقته الرعود فوق سفينٍ دون أضواء ، في الضفة الأخرى .. يكاد العراق يومىء ؟ يا أهلاً بأبنائي لكنّنا ، وا حسرتا ، لن نعود أواهُ لو سيكارةٌ في فمي لو غُنوةٌ .. لو ضمَّةٌ ، لو عناق لسَعّفةٍ خضراءَ أو بُرعم في أرضيَ السكرى برؤيا غدِ . إنّا مع الصبح على موعِدِ رَغم الدجى .. يا غراق ! ريفٌ وراء الشطِّ بين النخيل يغفو على حُلمٍ طويل طويل ، تثاءبت فيه ظلالٌ تسيل كالماء بين الماء و العُشبِ . يا ليتَ لي فيهِ قبراً على إحدى روابيه ، يا ليتي مازلت في لعبي في ريف جيكورَ الذي لا يميل عنه الربيعُ الأبيضُ الأخضرُ : السّهل يندى و الرّبى تُزهرُ . و يطفىء الأحلام في مقلتي _ كأنها مِنفضةٌ للرماد _ هَمسٌ كشوكٍ مسّ من جبهتي يُنذر بالسارين فوقَ الجياد ( سنابك الخيل مسامير نار تدقّ تابوت الدجى و النهار : ناعورةٌ تحرس كرمَ الحدود أثقلَ طين الخوف ما للفرار من قدم تدمى .. و مدّ السّدود . أمن بلادي هاربٌ ؟ أيّ عار !! و ارتعشَ الماءُ و سار السّفين و هبَّتِ الريحُ من الغَرب تحمل لي دَربي .. تحمل من قَبرها ذرّ طين ، تحمل جيكورَ إلى قلبي . يا ريحُ يا ريحُ توهَّجت فيكِ مصابيحُ من ليل جيكور ، أضاءت ظُلمةَ السفين لأبصرَ الأعينَ كالشَّهبِ تلتمّ حولي ، لأراها تلين ! و أنجُمُ الشطِّ زهورٌ كبار أوشكت أن أُبصرَ سيقانها تمتدّ في الماء ، تمسّ القرار . لَملَمَ فجرُ الصيف ألوانَها كأنَّها أوجُهُ حورٍ تحار فيها تباريحُ الهوى و الحياء كأنّها زنبقُ نارٍ و ماء . |
|
07-19-2010, 01:35 PM | #40 |
|
لأنّي غريب لأنّ العراقَ الحبيب بعيد ، و أنّي هنا في اشتياق إليه ، إليها .. أنادي : عراق فيرجع لي من ندائي نحيب تفجّر عنه الصدى أحسّ بأني عبرتُ المدى إلى عالمٍ من ردى لا يجيب ندائي ؛ و إمّا هززتُ الغصون فما يتساقطُ غَيرُ الردى : حجار حجارٌ و ما من ثمار ، و حتّى العيون حجارٌ ، و حتى الهواء الرطيب حجارٌ يندّيه بعضُ الدم . حجارٌ ندائي ، و صَخرٌ فَمي و رجلاي ريحٌ تجوب القفار . |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الشاعر, السياب, بدر, شاكر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|