|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2010, 08:03 AM | #41 |
|
ها هنا كان يناجينا الغرام =و يناجي المستهام المستهام ها هنا رفّ بقلبينا الصبا= و تبنّانا التصافي و الوئام عقد الحبّ فؤادينا كما =يعقد الهدب إلى الهدب المنام فتلاقينا بأحضان الصّفا= و الصّبا خمر و ثغر الحبّ جام و تجاذبنا أحاديث الهوى =و سهرنا و ليالينا نيام و تمنّينا الأغاني و اللّقا =في شفاه الكأس لحن و مدام و الصبابات الظوامي حولنا= تشرب اللّحن فيهتاج الأورام ها هنا غنّى الهوى الطفل لنا= و طواه ها هنا عنّا الفطام و انقضى صفو التلاقي و ذوت= في صبا الحبّ أمانيه الجسام و انتهى العهد كأنّ لم يبتديء= أو تلاقى البدء فيه و الختام وانطفا فجر أمانينا و لم ينطف= الشوق و لم يخب الضرام بدت اللّقيا وولّت ها هنا= فعلينا و على اللّقيا السلام ضمّنا هذا المقام المشتهي =ثمّ أقصاني و أقصاك المقام فهنا يا أخت ناغينا الهوى =و هنا ولّى و غطّاه القتام واختفى الأنس و ذكراه =على مسرح العمر شعاع و ظلام و من الحبّ ابتهاج و أسى =و من الذكرى دموع ة ابتسام كلّنا يهوى الهنا لكنّنا كلّما =رمنا الهنا غاب المرام ها أنا حيث التقينا و على =خاطري من صور الأمس ازدحام أسأل الذكرى عن الحبّ و هل= للهنا في شرعة الحبّ دوام ها أنا في منزل اللّقيا و في =جوّه من عهدنا الفاني حطام أسأل الصمت على الجدران= هل للهوى عهد لديه أو ذمام و يكاد الصمت يروي حبّنا= قصّة لو طاوع الصمت الكلام |
|
10-05-2010, 08:06 AM | #42 |
|
غبت في الصمت و الهموم الضّواري= والأماني و الذكريات السواري و تغلّفت بالوجوم وواريت= همومي في صمتي المتواري و خنقت اللّحون في حلق مزماري= و أغفى على فمي مزماري و انطوت في فمي الأغاني =و ماتت نغمي في حناجر الأوتار و تلاشى شعري و نام شعوري= نومة اللّيل فوق صمت القفار و تفانى فنّي و لم يبق إلاّ =ذكريات الصدى بشجو ادّكار و خيال النحيب في عودي الباكي= و طيف النشيج في أسراري *** و كأنّي تحت الدياجير قبر =جائع في جوانح الصمت عاري و أنا وحدي الغريب و أهلي= عن يميني و إخوتي عن يساري و أنا في دمي أسير ، و في =أر ضي شريد مقيّد الأفكار و جريح الإبا قتيل الأماني= و غريب في أمّتي ودياري كلّ شيء حولي عليّ غضوب= ناقم من دمي على غير ثار |
|
10-05-2010, 08:07 AM | #43 |
|
نزلت ليالي السجن بين جوانحي= فحملت صدري للهموم ضريحا و جثت على قلبي كأنّي صخرة= لا تفهم التنويه و التلميحا فدفنت في خفق الجراح تألّمي =حيّا و ألحدت الأنين صحيحا و حملت دائي في دمي وكأنّني= في كلّ جارحة حملت جريحا |
|
10-05-2010, 08:12 AM | #44 |
|
كيف أنسى منك الحوار البديعا =و اللّقا الغضّ و الجمال الرفيعا كيف أنسى و لا نسيت و عندي= ذكريات حرّى تذيب الضلوعا كيف أنسى و لست أنسى لقاء =ضمّ قلبا صبّا و قلبا صديعا ووصالا كانت تفيض معاني= علينا سكينة و خشوعا عندما ضمّنا اللّقا في ذراعيه= نسينا ما في الوجود جميعا و صبونا و عانق الحبّ حبّا =مثلما عانق الصباح الربيعا وامتزجنا و الحبّ يضفي علينا= صبوات مرحى و جوّا وديعا و بنان الهوى تغازل قلبينا= كما غازل النسيم الشموعا فأدرنا من الغرام حوارا =عاطفيّا يصبي الهوى و الولعا و عتابا يكاد من رقّة الألفاظ= يجري على الشفاه دموعا *** كم تساءلت عن لقانا وكم= سا ءلت عن صفوة الظلام المريعا و ذكرت الوصال ذكرى =غريب يتشهّى أوطانه و الرّبوعا |
|
10-05-2010, 08:28 AM | #45 |
|
وحدي هنا يا ليل وحدي= ما بين آلامي و سهدي وحدي و أموات المنى= و الذكريات السود عندي كأنّ أشباح الدجا =حولي أماني مستبدّ وي أحاسيسي و= تنشرها و تخفيها و تبدي لمّيل يلهو بي كما =يهوى التجنّي و التعدّي كأنّني في كفّه =عرض الكريم بكفّ وغد ليل لي قلب يحنّ =إلى العلا بأحرّ وجد ى العلا و يردّني عجزي= و إن العجز مردّي اليأس يسلبني عن العليا= و لا الآمال تجدي و بين مآربي أقصى= النوى و أشقّ بعد فات مجدي إنّما =في ذمّة الأيّام مجدي غدا – و ما أدنى غدا منّي –= سأوفي المجد وعدي لقّن التاريخ آياتي= و يروي الخلد خلدي نشيد منّي أمّة تهدي= إلى العليا و تهدي على عهد العلا =فلتذكر العليا عهدي |
|
10-05-2010, 08:36 AM | #46 |
|
يا حيرتي أين حبّي أين ماضية= و أين أين صباه أو تصابيه قتلت حبّي و لكنّي قتلت به قلبي= و مزّقت في صدري أمانيه و كيف أحيا بلا حبّ ولي =نفس في الصدر أنشره حيّا و أطويه قتلت حبّي و لكن ! كيف مقتله ؟= بكيت حتّى جرى في الدمع جارية أفرغت من حدق الأجفان أكثره= دمعا و ألقيت في النسيان باقية ما كنت أدري بأنّي سوف أقتله =أو أنّني بالبكا الدامي سأفنيه و كم بكيت من الحبّ العميق إلى =أن ذاب دمعا فصرت اليوم أبكيه و كم شدوت بواديه الوريف وكم= أفعمت كأس القوافي من معانيه و كم أهاب بأوتاري و ألهمني وكم= شربت الأغاني البيض من فيه *** و اليوم واريت حبّي و التفتّ إلى =ضريحه أسأل الذكرى و أنعيه قد حطّم اليأس مزمار الهوى بفمي= و قيّد الصمت في صوتي أغانيه إنّ الغرام الذي قد كنت أنشده =أغاني الروح قد أصبحت أرثيه ويلي وويلي على الحبّ القتيل =و يا لهفي على عهده الماضي و آتيه ما ضرّني لو حملت الحبّ ملتهبا =يميت قلبي كما يهوى و يحييه |
|
10-05-2010, 08:39 AM | #47 |
|
هيهات أن أنسى هواك و كلّما= حاولت أن أنسى ذكرتك مغرما يا للشجون و كيف أنسى والأسى= يقتات أوصالي و ينتزف الدما يا أخت روحي و ابتسام طفولتي= و بكا شبابي – آه . ما ألقى و ما خلّفتني وحدي ألوك حشاشتي= أسفا و أفنى حرقة و تضرّما وحدي مع الأمل الذبيح تطوف بي=ذكر متيّمة يشقن متيّما و اليوم إنّي حول قبرك صامت= أقتات من جوعي و أستسقي الظما و أقبّل القبر الحبيب و منيتي= لو أنّ لي في كلّ جارحة فما و أسائل الصمت الرهيب كأنّني =جوعان محتضر يسائل معدما *** يا من أناديها و يخنقني البكا =و يكاد صمت الدمع أن يتكلّما فارقت في مثواك رفق أبوّتي =و فقدت عطف الأم فيك مجسّما يا قلبي الدامي و آه و أين من= فاضت عليّ عواطفا و ترحّما غابت و غبت و كلّما فارقتها= لاقيتها في الذكريات توهّما مالي أناجيها و كيف و كلّما= ناجيتها ناجيت قبرا أبكما *** وافيت قبرك و السكون يلفّه =و سكينة الأجداث تحيي المأتما فسألت وارتجف السؤال متى اللّقا= فعصى الجواب لسانه و تلعثما فذكرت أنّ الموت خاتمة اللّقا =فقلت آمالي و ليت و ربّما و تألّمت روحي ووجداني إلى= أن كادت الآلام أن تتألّما *** يا روع قلبي كيف أنسى روضة =حضنت صبا عمري فرفّ منعّما كم دلّلتني بالحنان و لم تكن أمّي= و قد كانت أرقّ و أرحما حتّى عميت فكاد يعميها البكا =و حنانها الباكي يشاركني العمى *** كم صارعت عنت الخطوب و ما= مضت من ظالم إلاّ تلقّت أظلما و مشت على شوك الحياة و هولها= و كأنّها كانت تدوس جهنّما فرمت إلى حضن الممات كيانها =و تبدّلت بالكدّ عيشا أنعما و تبرّمت بحياتها الضنكى و من= برمت به متع الحياة تبرّما و حييت بعد مماتها ميت الهنا =حيّا أموت تأوّها و تألّما |
|
10-05-2010, 08:41 AM | #48 |
|
أين منّي حنانها أين منّي= ملتقاها لم يبق إلاّ التمنّي و شجون تهفو بقلبي إليها =و ظنون تقصي مرادي و تدني هي أدنى إليّ من سر قلبي و هي= في القرب أبعد الناس عنّي و هي في خاطري و أشكو نواها= و أقاسي ظلم الهوى و التجنّي فاسمعي يا حبيبة الروح نجوى =خاطري وارقصي على شجو لحني إنّني يا حبيبتي شاعر الحب= و للحبّ أغنياتي و فنّي يجرح الحبّ أغنياتي فيصبيها= و يبكيني الهوى فأغنّي حين يضنيني الغرام أغنيه= و أسمى الغرام ما كان مضنى ساجليني يا ربّة الحسن أشوا =قي و عاني معي الغرام المعنّي إنّني يا إلهة الحسن أهواك =و إن الهوى من الحسن يغنّي إنّني ظاميء إليك و كم أظمأ =و أظما و فيك خمري و دني في معانيك سكرة الحبّ و الفن =و فيها رقص الخيال المغنّي و فتون حيّ يموج على أعطاف= حسنا يجلّ عن كلّ حسن إنّها كلّ ما أريد من الدنيا =و ما يشتهي يقيني و ظنّي |
|
10-05-2010, 08:42 AM | #49 |
|
ولد الربيع معطّر الأنوار =غرّد الهوى و مجنّح الأشعار و مضت مواكبه على الدنيا كما= تمضي يد الشادي على الأوتار جذلان أحلى من محاورة المنى =و أحبّ من نجوى الخيال السّاري و ألذّ من سحر الصبا و أرقّ =من صمت الدموع ورعشة القيثار هبط الربيع على الحياة كأنّه =بعث يعيد طفوله الأعمار فصبت به الأرض الوقور و غرّدت= و تراقصت فتن الجمال العاري و كأنّه في كلّ واد مرقص =مرح اللّحون معربد المزمار و بكلّ سفح عاشق مترنّم =و بكلّ رابية لسان قاري و بكلّ منعطف هدير حمامة =و بكلّ حانية نشيد هزار و بكلّ روض شاعر يذرو الغنا= فوق الرّبا و عرائس الأزهار و كأنّ أزهار الغصون عرائس= بيض معندمة الشفاه عواري و خرائد زهر الصبا يسفرن =عن ثغر لؤاليّ و خدّ ناري من كلّ ساحرة الجمال تهزّها= قبل الندي و بكا الغدير الجاري و شفاه أنفاس النسيم تدبّ =في بسماتها في الأفكار فتن و آيات تشعّ و تنتشي= كالحور بين تبسّم و حوار ناريّة الألوان فردوسيّة=ذهبيّة الآصال و الأسحار آذار يا فصل الصبابة و الصبا =و مراقص الأحلام و الأوطار يا حانه اللّحن الفريد و ملتقى =نجوى الطروب و لوعة المحتار أجواؤك الفضّيّة الزرقا جلت =صور الهنا و عواطف الأقدار و محا هواك الشتا القاسي كما= يمحو المتاب صحفيّة الأوزار في جوّك الشعري نشيد حالم= و عباقر شمّ الخيال عذاري *** ما أنت إلاّ بسمة قدسيّة= ريّا الشفاه عميقة الأسرار و بشائر مخصّلة و ترنّم عبق= أنيق السحر و السحار |
|
10-05-2010, 08:43 AM | #50 |
|
لمن الهيام ؟ لمن تذوب هياما ؟ =و لمن تصوغ من البكا أنغاما و لمن تسلسل من ضلوعك نغمة= حيرى تناجي اللّيل و الأحلاما و نشائدا جرحى اللّحون كأنّها =من رقّة الشكوى قلوب يتامى *** يا شاعر الآلام كم تدمى و كم= تبكي و تحتمل الهموم جساما خفّف عليك و عش بقلبك وحده= و اسأل نهاك لم البكا و علاما ؟ واربأ بنفسك فهي أسمى غاية =من أن تذوب صبابة و غراما كم همت بلآلام تشدو باسمها =و على الأنين تدلّل الآلاما بلواك يابن الشعر فجر شاعر =يهدي إليك الوحي و الإلهاما و بكاك ترنيم الخلود إذا اشتكى= غنّى الحياة ورقّص الأيّاما في قلبك المهموم ألف خميله= تلد الهموم أزاهرا و خزامى جلّت هموم الشعر . إنّ دموعها= فنّ يدير من الدموع مداما |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, البردوني, الشاعر, عبد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|