|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-20-2016, 10:58 AM | #551 |
عضو فخري
|
ولهذا كان الصالحون - وما زالوا - يُعنَون بالقرآن في شهر الصيام عناية خاصة، ويولونه اهتمامًا منقطع النظير، وكان العلماء منهم خاصة يدَعون كل شيء حتى مجالس الحديث والعلم؛ لينصرفوا عاكفين على قراءة كتاب الله تعالى،"؛ فلقد كان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام. وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفَرَ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة، وأقبل على تلاوة القرآن. وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت. وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه"[3].
|
|
06-20-2016, 10:58 AM | #552 |
عضو فخري
|
فيا أيها المسلم، الباغي الخيرَ، الحريص على الأجر، دونك هذه الغنيمةَ الباردة، والنعمة المهداة، عبَّ من منهلها الثرِّ علالاً بعد نهل، والزمْ باب التلاوة ملازمة الدائن البخيل، وليكن القرآن في رمضان هِجِّيرك ليلك ونهارك؛ فالربح وفير، والعمر قصير، والأعمار تتصرم ببغتة الحِمام، والنجاة حاجتك، والثواب طِلبتك:
وليس أخو الحَاجات مَنْ باتَ نَائماً ••• ولكنْ أَخُوها مَنْ يَبيتُ على وَجل[4]. |
|
06-20-2016, 11:00 AM | #554 |
عضو فخري
|
وأورثت رُقيَّ الروح، ونقاء القلب، وعملَ الجوارح، فمن نال ذلك فقد صار من أصحاب القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)[5].
|
|
06-20-2016, 11:00 AM | #555 |
عضو فخري
|
هناك كنز ثمين يمتلكه كل إنسان، ولكنه لا يبقى عند كل أحد مصونًا من اللصوص الذين ينتهبونه، أو ينتهبون منه، فبعض الناس لا يشعرون أن لديهم هذا الكنز، وبعضهم يشعرون بذلك، غير أنه ليس ثمينًا عندهم؛ فلهذا لا يحرصون على حراسته، ولا يحزنون على سرقته منهم. أما العقلاء من الناس فيعدّون هذا الكنز من أثمن الكنوز، بل يعتقدون أن هذا الكنز لا يقوّم بثمن؛ لهذا فهم لا يهدرون منه شيئًا، ولا يدعون أحداً يستلب منه جزء، بل يقفون على خزائنه حراسًا يقظين، لا يصرفون من ذلك الكنز العظيم إلا فيما ينفع في العاجل والآجل.
|
|
06-20-2016, 11:01 AM | #556 |
عضو فخري
|
هذا الكنز الثمين هو الوقت، الذي يُعدّ راحلةَ الإنسان في سفر الحياة، وطريقه إلى التمتع بمتع الدنيا، ومجالَه الذي يصل به إلى الآخرة، وهو النعمة التي تجاهل قدرها كثير من الناس، فضيعوها، فضاع منهم خير كثير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)[1].
|
|
06-20-2016, 01:10 PM | #557 |
عضو فخري
|
أما الذين عرفوا عظمة الوقت فإنهم أكرموه بالحفظ والرعاية، فأكرمهم بثمر شهي من الأعمال الجبارة التي نتجت عن ذلك الاعتناء - كلٌّ على قدر ما اعتنى -، ونظرة متتبعة لعظماء الإنتاج الديني والدنيوي - في الماضي والحاضر - تدل على ما نقول.
عرف الزمانَ ذوو العقول فأسرجوا هِممًا تتوق إلى العُلوِّ فطاروا فبدا الصباحُ على نواصي عزمهم بغنيمةٍ نِيلتْ بها الأوطارُ |
|
06-20-2016, 01:12 PM | #558 |
عضو فخري
|
إن الوقت ليل ونهار يتسابقان دون توقف، ويسرعان من غير تريث، من استمهلهما لم يمهلاه، ومن استنظرهما لم يُنظِراه، والوقت للإنسان عمر واحد لا يقبل التثنية والجمع، فإذا ذهب واحده أتى الإنسانَ ما يوعَدُه، ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ï´¾ [المؤمنون: 99، 100]. والوقت حق شخصي صِرفٌ، لا يقبل البيع والشراء، ولا الهبة ولا العطية، ولا يستدينه أحد من أحد حقيقةً، والوقت غير مؤمن بالعودة، والرجوع إلى الوراء، فما ذهب منه فلن يعود.
|
|
06-20-2016, 01:13 PM | #559 |
عضو فخري
|
لقد أعطى الله تعالى الإنسان نعمةَ الزمن أرضًا خصبة يزرع فيها الشجر النافع الذي يطعم من ثمراته اليانعة - إذا زرع وتعهد زرعه بالري - راحةً في الدنيا، وفلاحًا في الآخرة.
|
|
06-20-2016, 01:14 PM | #560 |
عضو فخري
|
لهذا جاءت الشريعة الإسلامية بالحث على استثمار الوقت فيما يفيد الإنسان قبل فجأة الموانع من ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال؛ فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا) [2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [3].
|
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 61 ( الأعضاء 0 والزوار 61) | |
|
|