|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2010, 08:44 AM | #51 |
|
يقولون لي مالي صمت عن الرثا =فقلت لهم إنّ العويل قبيح و ما الشعر إلاّ للحياة و إنّني= شعرت ما شعرت أنوح و كيف أنادي ميّتا حال بينه =و بيني تراب صامت و ضريح و ما النوح إلاّ للثّكالى و لم أكن =كثكلى على صمت النعوش تصيح |
|
10-05-2010, 08:45 AM | #52 |
|
لا قيتها و هي تهواني و أهواها= فما أحيلى تلاقينا و أحلاها و ما ألذّ تدانيها و أجملها و ما= أخفّ تصابيها و أصباها فهي الربيع المغنّي و هي بهجته =و هي الحياة و معنى الحبّ معناها و إنّها في ابتسامات الصبا قبل =سكرى تفيض بأشهى السكر ريّاها و فتنة من شباب الحسن رقّمها =فنّ الصّبا و حوار الحبّ غناها لاقيتها و أغاريد الهوى بفمي تشدو= و تشدو و تستوحي محيّاها غازلتها فتغاضت لحظة ودنت =و عنونت بابتسامات الرضا فاها |
|
10-05-2010, 08:51 AM | #53 |
|
طال الطريق ، و قلّ الزاد ، و همّ الركب بالرحيل ، و أين ؟ و كيف ؟ كانت اللّيلة عاقرا لم تلد فجرا ، و سياط المطر تضرب العابرين و أجنحة العفاريت تتشابك و تحوم ، و الطريق الوحل يتخبّط بالمتعبين . و نادى الشيخ : قد أظلمت فقف ، أعتم الوادي وضلّ الدليل ! و نادى الشيخ : صاحبي غامت حوالينا النواحي= أيّ مغدى تبتغي أيّ مراح قف بنا حتّى يمرّ السيل =من دربنا المحفوف بالشّر الصراح أين تمضي ؟ و القضا مرتقب= و متاح و الرجا غير متاح و الدجا الأعمى يغطّي دربنا= برؤى الموتى و أشلاء الأضاحي أين تمضي ؟ و إلى أين بنا= جدّت الظلما فدع حمق المزاح أظلم الدرب حوالينا فقف= ريثما تبدو تباشير الصباح *** و هنا نادى على الدرب فتى =صديقه بين اقتراب و انتزاح يحمل المصباح في قبضته= و ينادي الركب من خلف الجراح فتلفّتنا إليه فانطوى صوته= بين الروابي و البطاح واحتوى الصمت الندا واضطربت =حول مصباح الفتى هوج الرياح *** يا رفيقي هذه ليلتنا =عاقر سكرى بآثام السفاح و العفاريت عليها موكب =يرتمي في موكب شاكي السلاح و الأعاصير تدوّي في الربا =و تميت العطر في صدر الأقاح و غصون الروض عرّاها الهوا= ورمى عن جيدها كلّ وشاح و الرياض الجرد لهفي لم تجد =لطف أنسام و لا نجوى صداح نام عنها الفجر و الطير فلا= همس منقار و لا خفق جناح *** يا رفيقي في السرى هل للسرى= آخر ؟ هل لظلام الدرب ماحي ؟ تلك كأس العمر جفّت و هوت= و هوانا في شفاه الكأس صاحي هل وراء العمر عمر شائق ؟= هل وراء اليأس ظلّ من نجاح ؟ أيّ ركب من هنا يسري و ما= باله يسري إلى غير فلاح و طريق السفر شوك و دم= يصرح الهول به ساحا بساح تعب الركب و كلّ الدرب من =ضجّة السفر و ضوضاء التلاحي " حيرة الساري " متى يغفي ؟ =متى يستريح الدرب من ركب الكفاح ؟ |
|
10-05-2010, 08:54 AM | #54 |
|
ماذا يريد المرء ما يشفيه =يحسو روا الدنيا و لا يرويه و يسير في نور الحياة و قلبه= ينساب بين ضلالة و التيه و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه =حاشى الحياة بأنّها تشقيه ما أجهل الإنسان يضني بعضه= بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه و يظنّ أن عدوّه في غيره =وعدوّه يمسي و يضحي فيه غرّ و يدمي قلبه من قلبه= و يقول : إن غرامه يدميه غرّ و كم يسعى ليروي قلبه= بهنا الحياة و سعيه يظميه يرمي به الحزن المرير إلى الهنا= حتّى يعود هناؤه يرزيه و لكم يسيء المرء ما قد سرّه= قبلا و يضحكه الذي يبكيه ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها =و أجلّها و أجلّ ما تلقيه و من الحياة مدارس و ملاعب= أيّ الفنون يريد أن تحويه بعض النفوس من الأنام بهائم= لبست جلود الناس للتمويه كم آدمي لا يعدّ من الورى =إلاّ بشكل الجسم و التشبيه يصبو فيحتسب الحياة صبيّة =و شعوره الطفل الذي يصبيه *** قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى= ما قيمة الإنسان ما يعليه واسمع تحدّثك الحياة فإنّها= أستاذة التأديب و التّفقيه وانصب فمدرسة الحياة بليغة =تملي الدروس و جلّ ما تمليه سلها و إن صمتت فصمت جلالها= أجلى من التصريح و التنويه |
|
10-05-2010, 08:59 AM | #55 |
|
دعيني أنم لحظة يا هموم =فقد أوشك الفجر أن يطلعا و كاد الصباح يشقّ الدجا= و لم يأذن القلب أن أهجعا دعيني أنم غفوة عسى= أجد الحلم الممتعا دعيني أطلّ عليّ الصباح= و ما زلت في أرقي موجعا و ما زال يتعبني مضجعي=و يضني تقلّبي المضجعا لك الله يا ليلة الذكريات= و لي ، ما أمرّ و ما أفزعا |
|
10-05-2010, 09:04 AM | #56 |
|
كم أغنّيك آه كم= أسفح الروح في النغم و أناجيك و الدجا= بيننا تائه أصم و الوجود الكبير في= سكرة الصمت و الظلم و أنادي كأنّني= معدم يسأل العدم *** و أناجي يا ربّة الحسن و الأشواق= حولي مدلّهات صوادي و خيالي يسمو بأجنحة =الحبّ بعيدا إلى وراء البعاد و معانيك نغمة ردّدتها= نغماتي على فم الآباد و صلاة تفجّر الطهر في محراب= حبّي و السحر في إنشادي و الهوى في فمي نشيد نديّ =و صلاة قدسيّة في فؤادي و أنا في هواك أمضي بجوع الحبّ= و الأغنيات مائي وزادي فاستثيري شجون حبّي وزيدي= في جنوني ، و حرقتي واتّقادي فجنون الغرام عقل جديد =طائر في مسابح الوحي شادي أنا أهواك للمعاني فزيديني= غراما يذيب قلب الجماد *** وافعمي مهجتي هوى= ملهبا ثائر الضرم واشعليني صبابة و= املئي خاطري حمم و اجهدي في تألّمي= لذّة الحبّ في الألم عذّبيني و عذّبي =فعذاب الهوى حكم *** أضرمي لوعتي تفه بالأغاني =و الحوار الأنيق زاهي البيان فأجلّ الغرام وجد بلا وصل=و شوق تموت فيه الأماني و صبيني أو فاهجريني فحسبي= منك فنّ الهوى و حلم التداني أنا حسبي من الهوى أن يحسّ القلب= فيه قلبا من الحبّ ثاني إنّما شرعه القلب و الطبع= فزيدي صبابتي و افتتاني و انتفاض الغرام في الروح معنى= الروح معنى الحياة في الإنسان ما أمرّ الهوى و أحلى معانيه =و أسمى صبابة الفنان أنا لولاك ما انتزفت شبابي= نغما خالدا خلود المعاني لا و لا ذبت في فم الحبّ شدوا= قدسيّ الصدى نديّ الحنان *** و نشيدا متيّما مغرم =الصوت و الصدى يحتسبه الهوى كما =تحتسي الزهرة الندى كلّما استنطق الجوى= صمت أوتاره شدا و تندى عواطفا= عاشقات و غرّدا *** و تغنّى كأنّه الفجر يبثّ =الصباح شكوى اللّيالي فاسمعي لوعتي بأنفاس أوتاري= فإنّي سكبت فيها انفعالي و احتسي من كؤوس حبّي لحونا= وارقصي رقصة الصبا و الدلال و اسكريني يا هالة الحبّ بالحب= و بالسحر من كئوس الجمال سكرة القلب بالهوى سكرة الأزهار= بالعطر و النّدى و الظلال سكرة الحبّ سكرة الفجر= بالأنوار سكر القلوب بالآمال أنا من عشت في هواك أغنيّك= و أروي الغرام للأجيال و معاني هواك في ثغر لحني =بسمات بيض كأزهى اللآلي كالشّذا في فم الربيع المندّى= كالمنى في خواطر الأطفال |
|
10-05-2010, 09:08 AM | #57 |
|
لا تسل عنّي و لا عن ألمي =فلقد جلّ الأسى عن كلمي و تعايا صوتي المجروح =في عنفوان الألم المضطرم ضقت بالصمت وضاق الصمت= بي بعد ما ضاقت عروقي بدمي فدع التسآل عمّا بي فقد= ألجمت هيمنة الصمت فمي و تهاديت كأنّي أمل= يرتمي فوق بساط العدم و دمي يصرخ في جسمي كما= تصرخ الثكلى ببيت المأتم و أراني آه مهزوم المنى= و أنا أحنو على المنهزم أرحم المحروم إحساسا و لم= تدر كفّي كيف شكل الدرهم و أنا أحنو على العاني وبي =حسرة العاني وجوع المعدم و أنا في عزلتي السودا وفي= قلبي الدامي قلوب الأمم و تآويه الحيارى تلتقي =في أحاسيسي و في روحي الظمي آه كم وقّعت آلامي على= عودي الباكي جريح النغم و عبرت العمر مخنوق الإبا= مطلق الحسّ حبيس القدم قلق اليقظة مذعور الكرى= ذاهل الفكر شريد الحلم حائر الخطو كأنّي مذنب= ميّت الغفران حيّ الندم و كأنّي قصّة مبهمة =في حنايا كبرياء الظلم و ضجيج صامت تكنفه =لجة الآلام و اللّيل العمي و على صدري توابيت الشقا= كالعفاريت الحيارى ترتمي كلّما ساءلت نفسي من أنا =صمتت عنّي صموت الصنم لا تسل عنّي فآلام الورى= بضلوعي كاللّهيب النهم و غنا شعري بكا عاطفتي= و تباكي جرحى المبتسم |
|
10-05-2010, 09:10 AM | #58 |
|
كان عملاقا شاخ في فجر ميلاده ، و كاد أن يحتضر في ربيع العمر ، فتراه على بقيّة الأنفاس ، يتراءى كالظّل الحزين على صفحة الماء الراكد ، نصف عمره حلم آت ، و نصف ذكريات ، يدور في محوره كطيف الأمس في أهداب الذكريات ، فهو متاهة الظنون حلم تقلبه أجفان الظلم تائه تائه كالرّجا في زوايا السجون كخيال اللّقا حول وهم الجفون كرياح الضحا في صخور الحزون كانين الشّتا فوق صمت الغصون كطيوف المسا في متاه العيون وحدة يرتمي خلف طيف الفتون بين خفق الرؤى و ضجيج السكون آه يا قلبه حرّقتك الشجون جفّ خمر الهوى في كئوس اللّحون ظاميء يرتوي بسراب الظنون ماله هان أو ماله لا يهون كفّنت صوته و صداه السنون و اختفى ظلّه في غبار القرون كوعود المنى في الزمان الخؤون . |
|
10-05-2010, 09:13 AM | #59 |
|
أفق وانطلق كالشعاع النديّ= و فجّر من اللّيل فجر الغد وثب يابن أمّي وثوب القضا =على كلّ طاغ و مستعبد و حطّم ألوهيّة الظالمين =و سيطرة الغاصب المفسد و قل للمضلّين باسم الهدى =تواروا فقد آن أن نهتدي و هيهات يبقى الشباب =جريح الإبا أو حبيس اليد سيحيا الشباب و يحيى الحمى= و يفني عداة الغد الأسعد و يبني بكفّيه عهدا جديدا =سنّيا و مستقبلا عسجدي و عصرا من النور عدل اللّوا= طهور المنى أنف المقصد *** فسر يابن أمّي إلى غاية= سماويّة العهد و المعهد إلى غدك المشتهى حيث لا= تروح الطغاة و لا تغتدي فشقّ الدجا يا أخي واندفع= إلى ملتقى النور و السؤدد و غامر و لا تحذرنّ الممات= فغري بك الحذر المعتدي ولاق الردى ساخرا بالردى =ومت في العلا موت مستشهد فمن لم يمت في الجهاد النبيل= يمت راغم الأنف في المرقد و إن الفنا في سبيل العلا =خلود . شباب البقا . سرمدي و ما الحرّ إلا المضحي الذي=إذا آن يوم الفدى يفتدي وحسب الفتى شرفا أنّه يعادي= على المجد أو يعتدي أخي يا شباب الفدى طال ما= خضعنا لكيد الشقا الأسود و مرّت علينا سياط العذاب= مرور الذباب على الجلمد فلن نخضع اليوم للغاصبين =و لم نستكن للعنا الأنكد سنمشي سنمشي برغم القيود= ورغم وعود الخداع الردي فقد آن للجور أن يبتهي =وقد آن للعدل أن يبتدي وعدنا الجنوب بيوم الجلاء =و يوم الفدى غاية الموعد سنمشي على جثث الغاصبين= إلى غدنا الخالد الأمجد و ننصبّ كالموت من مشهد= و ننقضّ كالأسد من مشهد و نرمي بقافلة الغاصبين =إلى العالم الآخر الأبعد فتمسي غبارا كأنّ لم تعش= بأرض الجنوب و لم توجد أخي يا شباب الفدى في الجنوب= أفق وانطلق كالشعاع الندي |
|
10-05-2010, 09:16 AM | #60 |
|
وافاك مجتمع البلاد فرنّما =وصبا إليك مسبّحا و متيّما و تدافعت ( صنعا ) إليك كأنّها= حسناء مغرمة تغازل مغرما وهفت إليك كأنّها مسحورة= ملتاعة الأعصاب ملهبة الدما ورأت ولي العهد فازدانت به= فكأنّها قبس يسيل تضرّما و ترقّصت ربواتها الفرحى كما= رقصت على الأفلاك أقمار السما لقيت وليّ العهد دنياها كما= لقي العطاش الجدول المترنّما وصبت نواحيها وجنّ جنونها= فرحا و كاد الصمت أن يتكلّما و تجاذبتك هضابها و سهولها= شغفا كما جذب الفقير الدرهما نظرت بنور البدر فجر حياتها =ورأت به الأمل الحبيب مجسّما بدر مطالعه القلوب و نوره =يوحي إلى الأوطان أن تتقدّما فكأنّه فجر يفيض أشعة جذلا= و فردوس يفيض تبسّما و كأنّه وهج إلاهيّ السنا =و منابر تمحو دياجير العمى ! و كأنّه بفم الربيع نشيدة =خضراء نقّشها الصباح و نمنما وروى فم التاريخ سحر جمالها= فكرا مجنّحة ووحيا محكما و كأنّه قلب يذوب تأوّها =للبائسين و يستفيض ترحّما فإذا رأى متألّما شاهدته =متوجّعا ممّا به متألّما حتّى تراه لكلّ عين ماسحا= عبراتها و لكلّ جرح بلسما و أحقّ أبناء البسيطة بالعلا= من شارك العاني و آسى المعدما و أذلّ أهل الأرض قلبا من رأى= عبث الظلوم و ذلّ عنه و أحجما و إذا تسامى طأطأ رأسه متهيّبا= و كفاه أن يتظلّما أمحمد من أنت ؟ أنت عدالة =و صبابة حرّى باحشاء الحمى و عواطف تندى و إنسانية =عصما توشّجت السمو الأعصما ولدتك آفاق المعالي و العلا =شعلا كما تلد السماء الأنجما غنّاك شعري و الربيع و صفوة= أهدي إليك زهوره و العندما حيّاك ميلاد الربيع بطيّه =و شدتك أشعاري نشيدا ملهما فاسلم تقبّلك القلوب و ترتوي=من فيض بهجتك الأماني و الظّما . |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, البردوني, الشاعر, عبد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|