اخر الاخبار هنا اخر الاخبار هنا اخر ااالاخبار هنا

عدد الضغطات : 5,301
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
قريبا
بقلم :
قريبا

العودة   منتديات مشاعرهم الادبية > ۩۞۩الاقـــســــام الادبـــيــة۩ > المكتبه الادبيه لمشاعرهم
تحديث الصفحة الشاعر عبد الله البردوني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-2010, 09:26 AM   #61


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




من ساحة الأصنام و الأوثان =من مسرح الطاغوت و الطّغيان
من غابة الوحشية الرعنا ومن= دنيا القتال و موطن الأضغان
من عالم الشر المسلّح حيث لا= حكم لغير مهنّد و سنان
بزغت تباشير السعادة و الهدى= بيضا كطهر الحبّ في الوجدان
و أهلّ من أفق الغيوب على الدنى= فجران فجر هدى و فجر حنان
يا فرحة العليا أهلّ محمد =و عليه سيما المجد كالعنوان
و أطلّ من مهد البراءة . و السما= و الأرض في كفّيه تعتنقان
***
ماذا ترى الصحرا ؟ أنوارا =سائلا أم أنّه حلم على الأجفان
فتحت نواظرها فضجّ سكونها =مالي أرى ما لا ترى عينان
و تلفّتت ربوات مكّة في السنا= حيرى تكابد صمتها و تعاني
و تكاد لولا الصّمت تسأل جوّها =ماذا ترى و متى التقى فجران ؟
و تيقّظ الغافي يرى مالا ترى= في الوهم روح الملهم الفنّان
نزل البسيطة بالسلام محمد =كالنصر عند مخافة الخذلان
يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى= رجل الهداية و الرسول الباني
فإذا الجزيرة فرحة و صبابة= و الجو عرس و الحياة أغاني
و إذا العداوة وحدة وأخوّة =والبغض حبّ و النفور تداني
هتفت شفاه البعث فانتفض الثرى= و تدافع الموتى من الأكفان
زخرت و ضجّت بالحياة قبورها= واهتاجت الأرواح في الأبدان
و تلاقت الدنيا يهنّيء بعضها= بعضا فكل الكائنات تهاني
***
ولد الرسول من الرسول و من= رأى طفلا له عليا الخلود مغاني
يسعى إلى العليا و تسعى نحوه= فكأنّ بينهما هوى و أماني
من ذلك الطفل الذي عصم الدما= و حمى الضعيف من القويّ الجاني
و تناجت الأكباد حوله =جلاله بالحبّ الحور و الولدان
***
من ذلك الطفل الفقير يشعّ من= عينيه تاريخ و سفر معاني
ما شأن هذا الطفل ما آماله ؟= فوق المنى و الشأن و السلطان
هذا اليتيم و سوف يغدو وحده= رجل الخلود وواحد الأزمان
و تحقّق الأمل الجميل و أينعت= روح النبوّة في أجلّ كيان
حمل الرسالة وحده و مضى =على حدّ السيوف و ألسن النيران
عبر المهالك و السلام سلاحة =يدعو إلى الحسنى ، إلى الإحسان
و إلى الأمانه و البراءة و التقى= و محبّة الإنسان للإنسان
و إلى التآخي و التصافي و الوفا= و البرّ و العيش الظليل الهاني
فتجاوبت حوليه أحقاد العدا =و تفجّرت في الدرب كالبركان
فمشى على نار الحقود كأنّه= يمشي على الأزهار و الغدران
و عدا الحقيقة حوله تجتاحهم= همجيّة دمويّة الألوان
و غواية تصبي الغويّ كأنّها= شيطانه توحي إلى شيطان
و محمد يلقي الأشعة ها هنا= و هنا و يفتح الوسنان
فطغت أعاديه عليه فردّهم= بالآيتين : الصبر و الإيمان
واقتاد معركة الفدى متفانيا =إن الجهاد عقيدة و تفاني
و الحقّ لا تحميه إلاّ قوّة =غضبى كألسنة اللّهيب القاني
و الأرض أم الناس ميدان الوغى= و العاجزون فريسة الميدان
و المجد حظّ مدرّب و مسلّح= و الموت حظّ الأعزل المتواني
رفع الرسول لوا النبوّة بالهدى =و حمى الهدى بالرمح و الفرسان
و غزا البلاد سهولها ووعورها= بالقوّتين : السيف و القرآن
و تراه إن لمست يداه بقعة =نشأت على الإصلاح منه يدان
و إذا أتت قدماه أرضا أطلعت= خطواته فجرا بكل مكان
إن الزعامة قوّة و عدالة= و شجاعة سمحا و قلب حالي
***
يا خير من حمل الرسالة و التقى= في عزم روح في أرقّ جنان
ذ**** آيات الزمان كأنّها= أنشودة العليا بكل زمان
***
أمحمّد خذ بنت فنّي إنّها =أخت الزهور بريئة الألحان
و عليك ألف تحيّة من شاعر= في كلّ عضو منه قلب عاني




 

قديم 10-05-2010, 09:29 AM   #62


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




من القبر من حشرجات التراب =على الجمر من مهرجان الذباب
و من حيث كان يدقّ القطيع= طبول الصلاة أمام الذئاب
و يهوي كما يرتمي في الصخور= قتيل على كتفيه ... مصاب
و من حيث كانت كؤوس الجراح= تزغرد بين شفاه الحراب
و من حيث يحسو حنين الربى =غبار المنى و نجيع السراب
و من حيث يتلو السؤال السؤال= و يبتلع الذعر وهم الجواب
عزفت اصفرار الرماد العجوز =ليحمرّ فيه طفور الشباب
و حرّقت أنفاسي المطفئات =و أطفأتها بالحريق المذاب
***
أتشتمّ يا قارئي في غناي =دخان المغنّي و شهق الرباب ؟
و تسمع فيه أنين الضياع =تبعثره عاصفات الضباب
فإنّ حروفي اختلاج السهول= و شوق السواقي ، و خفق الهضاب
و شوق الرحيق بصدر الكروم= إلى الكأس و الثلج في كلّ باب
و خوف المودّع غيب النوى =و سهد المنى في انتظار الإياب
أنا من غزلت انتحار الحياة =هنا شفقا من زفير العذاب
و لحّنته سحرا يحتسي =رؤى الفجر بين ذراعي كتاب
و تنبض فيه عروق السكون= و يمتدّ في ثلجة الالتهاب
و يتّقد الشوق في مقلتيه =و يظمأ في شفتيه العتاب



 

قديم 10-05-2010, 09:34 AM   #63


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




أسفر الفجر فانهضي يا صديقه =نقتطف سحره و نحضن بريقه
كم حنّنا إليه و هو شجون =في حنايا الظلام حيرى غريقه
و تباشيره خيالات كأس =في شفاه الرؤى ، و نجوى عميقه
و ظمئنا إليه و هو حنين =ظاميء يرعش الخفوق شهيقه
واشتياق يقتات أنفاسه =الحمر و يحسو جراحه ... و حريقه
وذهول كأنّه فيلسوف =غاب في صمته يناجي الحقيقة
و طيوف كأنّها ذكريات =تتهادى من العهود السحيقه
واحتضنّا أطيافه في مآقينا =كما يحضن العشيق العشيقه
و هو حبّ يجول في خاطرينا= جولة الفكر في المعاني الدقيقة
و التقينا نريق دمع المآقي =فأبت كبرياؤنا أن نريقه
واحترقنا شوقا إليه و ذبنا =في كؤوس الهوى لحونا رقيقة
وانتظرناه و الدجى يرعش الحلم= على هجعة القبور العتيقة
و السري وحشة و قافلة السّفر= يخاف الرفيق فيها رفيقه
و ظلام لا ينظر المرء كفّيه =و لا يسعد الشقيق شقيقة
هكذا كان ليلنا فتهادى =فجرنا الطلق فلحياة طليقه
***
فانظري " يا صديقتي " رقصة الفجر= على خضرة الحقول الوريقة
مهرجان الشروق يشدو و يندى= قبلات على شفاه الحديقة
فانهضي نلثم الشروق المغنّي= و نقبّل كؤوسه ورحيقه
و اخطري يا صديقتي في طريق الفجر= كالفجر ، كالعروس الأنيقه
واذكري أنّنا نعشنا صباه =وحدنا ؛ على خطاه الرشيقه
و سكبنا في مهده دفء قلبينا= و أحلامنا العذارى المشوّقه
نحن صغنا أضواءه من هوانا =و فرشنا بالأغنيات طريقه
و شدونا في دربه كالعصافير …= و شدو الغرام فيض السليقه
لن نطيق السكوت فالصمت= للمسيت و تأبى حياتنا أن نطيقه
***
نحن من نحن ؟ نحن تاريخ فكر= و بلاد في المكرّمات عريقه
سبقت وهمّها إلى كلّ مجد =و انتهت منه قبل بدء الخليقه
فابتسمي : عاد فجرنا و هو يتلو= للعصافير من دمانا وثيقه .



 

قديم 10-05-2010, 09:43 AM   #64


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




وحدي و مقبرة جواري =و الوهم و الأشباح داري
و الأفق بشرق بالدجى =و يلوك حشرجة الدراري
و الريح تزحف كالجنائز =في حشود من غبار
و النجم محمرّ الشعاع= كأنّه أحلام ثار
و كأنّ عينيه تشهّي =جاره و حنين جار
و أنا أتيه ... كنجمة =حيرى ، تفتّش عن مدار
و كأنّني طيف " الفرزدق "= يجتدي ذكرى " نوار "
و أرود منزل غادة =كالصيف عاطرة المزار
و كأنّني أمشي على حرقي ؛= و أشلاء اصطباري
و دنوت منها فانتشت =شفتاي ؛ واخضرّ افتراري
ورنت إليّ فتمتمت ودنت ؛= و غابت : في التّواري
و أردت عذرا فانطوى =في خاطري الخجل اعتذاري
وهمست : أين فمي ؟ =و ناري في دمي تقتات ناري
ورجعت أحمل في الحشا =حرقا ... كحيّات القفار
و أحاور الحسناء في= صمتي فيدنيها حواري
فأظنّها حولي رحيقا =في كؤوس من نضار
تبدو و تخفى كالطيوف ؛= و تستقرّ بلا قرار
و تكاد تقلع ثوبها= حينا و ترمي بالخمار
و أكاد أحضن ظلّلها= جسدا من الرّغبات عاري
و طفقت أزرع من رمال= الوهم كرما في الصحاري
فدوت حيالي ضجّة =غضبى كدمدمة انفجار
و سعت إليّ غابة =تومي بأشداق الضواري
و عصابة برّاقة =الألوان ، دامية الشّفار
تمشي فيحترق الحصا =والريح تقذف بالشرار
و أحاطها ومض البروق ؛= فسجّلت أخزى اندحار
***
و اللّيل يبتلع السّنى =و الخوف يرتجل الطواري
فتصارع الأشباح أشباحا= على شرّ انتصار
و هنا استجرت بساحر= بادي التقى نتن الإزار
يهذي و يقتاد النزيل= إلى لصيقات العثار
و يبيع ساعات الفجور= لكلّ بائعة و شاري
لصّ يتاجر بالخنا =و يزينه كذب الوقار
و يكاد ينفر بعضه =من بعضه أشقى نفار
و يثور إن ناوأته =في الإثم كالنمر المثار
و بلا انتظار كشّرت =في وجهه ( ذات السوار )
فاهتاج و ابتدر العصا =ودوت كعاصفة الدمار
فانقضّ كالثور الذّبيح ؛= يخور ، يخنق بالخوار
و رمت به للموت =يكنسه إلى دار البوار
و تهافت الجيران فاتّقد= الشّجار على الشجار
فشردت عنه كطائر= ظمآن طار من الإسار
و الريح تبصقي و تروي= للشّياطين احتقاري
***
و كأنّ أنهار تناديني= و تنصب في المجاري
مأعبّ من عفن الرؤى =و حلا ووهما من عقار
و أفرّ من نفسي إلى نفسي= و أهرب من فراري
أهوى على ظلّي كما= يهوى الجدار على الجدار
و أسائل الأحلام عن= دنيا ترقّ على انكساري
***
لا تسكتي : لم أنتحر إنّي= أقلّ من انتحاري
أنا من بحثت عن الردى= في كلّ رابية و غار
و نسيت مأتم زوجتي =وأبي وحشرجة احتضاري
***
هل خلف آفاق المنى =دنيا أجلّ من انتظاري ؟ !
خضراء طاهرة الجنى =و الرّي ، دانيه الثمار
و مواسم تندى و تولم= للغراب ، و للهزار .
للقبّرات و للصقور ؛= و للعصافير الصغار
إنّي كبرت عن الهوى =والزيف و الحبّ التجاري
و بصقت دنيا جيفة= تؤذي و تغري بالشّعار
و تصوغ من قذر الخطا= يا السود رايات الفخار
و مللت تيها ميّت= الألوان ؛ مكروه الإطار
و سئمت أشباحا أداريها ،= و أشتمّ من أداري
و لعنت وجهي المستعار= و كلّ وجه مستعار
و هفت إليّ نسيمة =جذلى كآمال العذاري
كتبسمّ الأفراح في=مقل الصبيّات الغرار
***
و تثاءب الفجر الجريح= كمن يفيق من الخمار
وانشقّ أفق الغيب عن= عهد المروءات الكبار
و كأنّ دنيا أشرقت =كالحور من خلف السّتار
تلقي المحبّة عن يميني =والبراءة عن يساري
و سرت حكايات المدينة= كالخيالات السواري
ووجدتني أنهار وحدي =واستفقت على انهياري
و نهضت و الدنيا كما= كانت تفاخر بالصغار
و تهاوت الدنيا خلق= افتناني و ابتكاري
فوددت لو ألقى كذاب= اللّيل ؛ صدقا في النهار .



 

قديم 10-05-2010, 09:47 AM   #65


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




لماذا لي الجوع و القصف لك ؟= يناشدني الجوع أن أسألك
و أغرس حقلي فتجنيه أنت ؛= و تسكر من عرقي منجلك
لماذا ؟ و في قبضتيك الكنوز ؛= تمدّ إلى لقمتي أنملك
و تقتات جوعي و تدعى النزيه ؛= و هل أصبح اللّصّ يوما ملك ؟
لماذا تسود على شقوتي ؟= أجب عن سؤالي و إن أخجلك
و لو لم تجب فسكوت الجواب= ضجيج ... يردّد ما أنذلك !
لماذا تدوس حشاي الجريح ؛= و فيه الحنان الذي دلّلك
و دمعي ؛ و دمعي سقاك الرحيق= أتذكر " يا نذل " كم أثملك !
فما كان أجهلني بالمصير =وأنت لك الويل ما أجهلك !
غدا سوف تعرفني من أنا =و يسلبك النبل من نبّلك
***
ففي أضلعي . في دمي غضّبة =إذا عصفت أطفأت مشعلك
غدا سوف تلعنك الذكريات =و يلعن ماضيك مستقبلك
و يرتدّ آخرك المستكين= بآثامه يزدري أوّلك
و يستفسر الإثم : أين الأثيم ؟= و كيف انتهى ؟ أيّ درب سلك ؟
***
غدا لا تقل تبت : =لا تعتذر تحسّر هنا مأملك
و لا : لا تقل : أين منّي غد ؟= فلا لم تسمّر يداك الفلك
غدا لن أصفّق لركب الظلام =سأهتف : يا فجر : ما أجملك !



 

قديم 10-05-2010, 10:15 AM   #66


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




خطرة وانبى النذير وصاحا= الحريق الحريسق يطوي الجناحا
و تعالى صوت النذير و ألوى= آمل العمر وجهه و أشاحا
و دنا من هنا الحريق و أومى =بارق الموت من هناك و لاحا
ورنا السفر حوله ليس يدري= هل يرى الجدّ أم يحسّ المزاحا ؟
تارة يرقب الخلاص وأخرى= يرقب اليأس و الهلاك المتاحا
و تعايا حينا يقلّب كفّيه =وحينا يشدّ بالرّاح راحا
و إذا النار تحتوي مارد الجوّ =ويجتاحه الحريق اجتياحا
خطوة في الرحيل و اختصر= الموت مسافاته الطوال الفساحا
و أطاح الجناح بالركب في الجوّ= و أودي الجناح فيه و طاحا
من رآه في الهوّة الحيرى ؛= و يستجدّ الربى و البطاحا
من رآه على الصخور رفاتا =و شظايا تعطي الرّماد الريّاحا
من رأى الصقر حين مدّ =إلى النار جناحا و للفرار جناحا
و هوى الطائر الكسير ودوّى =موكب الرعب ملأه و تلاحى
وارتمى يطرح الجناح المدمّى =مثلما يطرح القتيل السلاحا
***
وانطوى الركب في السكون =و أطفت هجعة الرمل عزمه و الطّماحا
و انتهى عمره و هل كان إلاّ =في مدى النفس غدوة أو رواحا
خلع العمر فاطمأنّ و أغفى= واستراحت جراحة و استراحا
مات ، و الشعب بين جنبيه= قلب خافق يطعم الحنين الجراحا
و يضمّ البلاد خلف الحنايا=أمنيات و ذكريات ملاحا
لم يكد شعبه يذوق هناء =منه حتّى بكى و أبكى و ناحا
***
أيّها الركب ! يا شهيد المعالي != هل رأيت الحياة شرّا صراحا !
أم فقدت النجاح في العمر حتّى= رحت تبغي عند الممات النجاحا
عندما قبّل الثرى منك جرحا= أوراق الترب من دماه و فاحا
هكذا المجد تضحيات ؛ =وغبن عمر من لم يخض إلى المجد ساحا
إنّما الموت و الحياة كفاح =يكسب النصر من أجاد الكفاحا
لا استراح الجبان لا نام جفناه= و لا أدركت خطاه الفلاحا
إنّما الموت مرّة و الدم المهدور= يبقى على الزمان وشاحا
كم جبان خاف الردى =فأتاه و تخطّى ستاره واستباحا
و نفوس شحّت على الموت لكن= أيّ موت صان النفوس الشحاحا ؟
كم مليك يأوي إلى القصر ليلا= ثمّ يأوي إلى التراب صباحا
***
شرعه المجد أن تصارع في المجد ؛= و تستلّ للصفاح صفاحا
أيّها الركب ! نم هنيئا ودعنا =نعتسف بعدك الخطوب الجماحا
ووداعا يا فتية اليمن الخضرا= وداعا بحرقة الصدر باحا .




 

قديم 10-05-2010, 10:19 AM   #67


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




لا تسألي يا أخت أين مجالي ؟= أنا في التراب و في السماء خيالي
لا تسأليني أين أغلالي سلي=صمتي و إطراقي عن الأغلال ؟
أشواق روحي في السماء وإنّما= قدماي في الأصفاد و الأوحال
و توهمي في كلّ أفق سلبح =و أنا هنا في الصمت كالتمثال
أشكو جراحاتي إلى ظلّي كما= يشكو الحزين إلى الخلّي السّالي
***
و اللّيل من حولي يضجّ و ينطوي= في صمته كالظالم المتعالي
يسري و في طفراته ووقاره= كسل الشيوخ و خفّة الأطفال
و تخاله ينساق و هو مقيّد= فتحسّه في الدرب كالزلزال
و أنا هنا أصغي و أسمع من هنا= خفقات أشباح من الأهوال
ورؤى كألسنة الأفاعي حوّما= ومخاوفا كعداوة الأنذال
و أحسّ قدّامي ضجيج مراقد =و تثائب الآباد و الآزال
و تنهّدا قاقا كأنّ وراءه =صخب الحياة و ضجّة الأجيال
و الطيف يصغي للفراغ كأنّه=لصّ يصيخ إلى المكان الخالي
و كأنّه " الأعشى " يناجي " ميّة " =و يلملم الذكرى من الأطلال
و الشهب أغنية يرقرقها الدجى= في أفقه كالجدول السلسال
و الوهم يحدو الذكريات كمدلج= يحدو القوافل في بساط رمال
و الرعب يهوي مثلما تهوي =على ساح القتال جماجم الأبطال
***
و هنا ترقبت انهياري مثلما=يترقّب الهدم الجدار البالي
و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟= و أمرّ من ردّ الجواب سؤالي !
و أشدّ مما خفت منه تخوّفي= وأشقّ من وعر الطريق كلالي !
و أخسّ من ضعفي غروري بالمنى= و اليأس يضحك كالعجوز حيالي !
و أمضّ من يأسي شعوري أنّني= حيّ الشهيّة ؛ ميّت الآمال
أسري كقافلة الظنون و أجتدي= شبح الظلام و أهتدي بضلالي
و أسير في الدرب الملفّح بالدجى= و كأنّني أجتاز ساح قتال
و أتيه و الحمّى تولول في دمي =و ترتّل الرعشات في أوصالي
***
لا تسأليني عن مجالي : في الثرى =جسدي وروحي في الفضاء العالي
و سألتها : ما الأرض ؟ قالت إنّها= فلوات أوحاش وروض صلال
إن كنت محتالا قطفت ثمارها= أولا : فانّك فرصة المحتال
و أنا هنا أشقى و أجهل شقوتي= و أبيع في سوق الفجور جمالي
***
و العمر مشكلة و نحن نزيدها =بالحلّ إشكالا إلى إشكال
لا حرّ في الدنيا فذو السلطان= في دنياه عبد المجد و الأشغال
و الكادح المحروم عبد حنينه =فيها : وربّ المال عبد المال
و الفارغ المكسال عبد فراغه =و السفر عبد الحلّ و الترحال
و اللّصّ عبد اللّيل و الدجّال= في دنياه عبد نفاقه الدجّال
لا حرّ في الدنيا و لا حريّة=إنّ التحرّر خدعة الأقوال
الناس في الدنيا عبيد حياتهم=أبدا عبيد الموت و الآجال
***
و سألتها ما الموت ؟ قالت : إنّه= شطّ الخضمّ الهائج الصوّال
و سكونه الحاني مصير مصائر= و هدوؤه دعة و عمق جلال
مالي أحاذره و أخشى قوله= و أنا أجرّ وراءه أذيالي ؟ !
أنساق في عمري إليه مثلما= تنساق أيّامي إلى الآصال
***
و سألتها : فرنت و قالت : لا تسل ،= دعني عن المفصول و المفضال !
أسكت ! فليس الموت سوقا عنده= عمر بلا ثمن ، و عمر غالي !!



 

قديم 10-05-2010, 10:23 AM   #68


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




لمن أرعش الوتر المجهدا =و أشدو و ليس لشدوي مدى ؟
و أنهي الغناء الجميل البديع لكي= أبدا الأحسن الأجودا
و أستنشد الصمت وحدي =هنا و أخيلتي تعبّر السرمدا
فأسترجع الأمس من قبره =و أهوى غدا قبل أن يولدا
و أستنبت الرمل بالأمنيات ؛= زهورا ، و أستنطق الجلمدا
و حينا أنادي و ما من مجيب =و حينا أجيب و ما من ندا
و أبكي و لكن بكاء الطيور= فيدعوني الشاعر المنشدا
***
لمن أعزف الدمع لحنا رقيقا= كسحر الصبا كابتسام الهدى ؟
لعينيك نغّمت قيثارتي =و أنطقتها النغم الأخلدا
أغنّيك وحدي و ظلّ القنوط ؛= أمامي و خلفي كطيف الردى
و أشدو بذ**** لم تسألي= لمن ذلك الشدو أو من شدا ؟
كأنكن نلتقي و الهوى= يدلّل تاريخنا الأمردا
و حبّي يغنّيك أصبى اللّحون ؛= فيحمرّ في وجنتيك الصدى
و نمشي كطفلين لم نكترث بما= أصلح الدهر الدهر أو أفسدا
و نزهو كأنا ملكنا الوجود ؛= و كان لنا قبل أن يوجدا
و ملعبنا جدول من عبير=إذا مسّه خطونا ... غرّدا
و أفراحنا كشفاه الزهور ؛= تهامسها قبلات الندى
أكاد أضمّ عهود اللّقاء ؛= و ألثمها مشهدا مشهدا
و أجترّ ميلاد تاريخنا =و أنتشق المهد و المولدا
و أذكر كيف التقينا هناك ؛ =و كيف سبقنا هنا الموعدا ؟
و كيف افترقنا على رغمنا ؟= و ضعنا : و ضاع هوانا سدى
حطّمنا الكؤوس و لم نرتوي= و عدت أمدّ إليها اليدا
و أخدع بالوهم جوع الحنين ؛= كما يخدع الحلم الهجّدا
أحنّ فأقتات ذكرى اللّقا= لعلّي بذكراه أن أسهدا
و أقتطف الصفو من وهمه= كما يقطف الواهم الفرقدا
أتدرين أين غرسنا المنى ؟ =و كيف ذوت قبل أن نحصدا ؟
تذكّرت فاحترت في الذكريات= و حيّرت أطيافها الشرّدا
إذا قلت : كيف انتهى حبّنا ؟= أجاب السؤال : و كيف ابتدا ؟
فأطرقت أحسو بقايا البكاء =و قد أوشك الدمع أن ينفدا
و أبكى مواسمك العاطرات =و أيّامها الغضّة الخرّدا
و من فاته الرغد في يومه =مضى يندب الماضي الأرغدا
***
أصيخي إلى قصّتي إنّني =أقصّ هنا الجانب الأنكدا
أمضّ الأسى أن تجوز الخطوب= و أشكو فلا أجد المسعدا
و أشقى و يشقى بي الحاسدون= و ما نلت ما يخلق الحسّدا
علام يعادونني ! لم أجد =سوى ما يسرّ ألدّ العدا !
حياتي عذاب و لحن حزين= فهل لعذابي و لحني مدى ؟




 

قديم 10-05-2010, 10:31 AM   #69


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




خذها فديتك يا شقيقي= ذكرى أرقّ من الرحيق
و ألذّ من نجوى الهوى =بين العشيقة و العشيق
خذها أرقّ من السنى =في خضرة الروض الوريق
واذكر تهادينا على= كوخ الطفوله و الطريق
و أنا و أنت كموثقين ؛= نحنّ في القيد الوثيق
نمشي كحيرة زورق= في غضّبة اللّج العميق
و نساجل الغربان في= الوديان أصوات النعيق
و إذا ذكرت لي الطعام ؛= أكلت أنفاسي وريقي
***
أيّام كنّا نسرق الرمان= في الوادي السحيق
و نعود من خلف الطريق= و ليلنا أحنى رفيق !
و نخاف وسوسة الرياح ؛= و خضرة الطّيف الرشيق
حتّى نوافي بيتنا ... =و الأهل في أشقى مضيق
فيصيح عمّي والشراسة ؛= في محيّاه الصفيق
و هناك جدّتنا تناغينا= مناغاة الشفيق
تهوي الحياة و عمرها= أوهى من الخيط الدقيق
و أبي و أمّي حولنا= بين التنهّد و الشهيق
يتشاكيان من الطوى =شكوى الغريق إلى الغريق
شكواهما صمت كما =يشكو الذّبال من الحريق
و يحدّقان إلى السكون ؛= ورعشة الكوخ العتيق
و اللّيل ينصت للضفادع ؛= و هي تهذي بالنقيق
و الشهب تلمع كالكؤوس ؛= على شفاه من عميق
***
وجوارنا قوم لهم =إشراقة العيش الطليق
من كلّ غرّ يمر= بين الأغاني و النهيق
و تظنّه رجلا و خلف= ثيابه وحش حقيقي
و تراه يزعم شخصين =جوهر المسك الفتيق
يتحادثون عن النقود ؛= حديث تجار الرقيق
يتخيّرون ملابسا تصبي= و تغري بالبريق
حتّى تراهم صورة =للزور و الجهل الأنيق
و نماذجا برّاقه =لأناقة الخزي العريق
***
يمشون في نسيج الحرير ؛= فهم رجال من حرير
و كأنّهم مهن خلق =نسّاج ؛ و خيّاط قدير
لولا خدّاع ثيابهم =كسدوا بأسواق الحمير
فقراء من خلق الرجال ؛= و يسخرون من الفقير
و يسائلون مع الرجال ؛= عن المشاكل و المصير
و مصيرهم بيت البغيذ ؛= و بيت خمّار شهير
و هناك بنت غضّيه =أحلى من الورد المطير
ترنو و في نظراتها لغة= الدعارة و الفجور
و حدجيثها كالجدول= السلسال فضّي الخرير
حسناء تطرح حسنها= للمترفين ؛ و للأجير
فجمالها مثل الطبيعة ؛= للنبيل .... و للحقير
في مشيها رقص الحسان ؛= و خفّة الطفل الغرير
و يكاد يعشق بعضها= بعضا من الحسن المثير
أودى أبوها و هو في =إشراقه العمر القصير
كان امرءا يجد الضعيف ؛= يمينه أقوى نصير
يحنو و ينثر ... ماله=للطفل و الشيخ الكبير
يرعى الجميع فكلّ لب= سماويّ الضمير
جادت يداه بما لديه ؛= و جاد بالنفس الأخير
فذوت صبيّته الجميلة ؛= كالزنابق في الفهجير
و بكت إلى أختي كما= يبكي الأسير إلى الأسير
و مشت على شوك المآسي= الحمر و اليتم المرير
و مضت تدوس الشوك ؛ =و الرمضا على القلب الكسير
و الحزن في قسماتها =كالشك في قلب الغيور
تعرى فتكسوها الطبيعة= حلّة الحسن النظير
صبغت ملامحها الطبيعة =من سنا البدر المنير
من وقدة الصيف البهيج =و هدأة اللّيل الضرير
من خفّة الشجر الصبور ؛= على رياح الزمهرير
و من الأشعّة و الشذى =و صراحة الماء النمير
فتعانقت فيها المباهج ؛= كالأشعّة ... و العبير
فجمالها قبل الحنين ؛ =و صدرها أحنى سرير !
***
قل لي . أتذكر يا أخي =من تلك جارتنا الشهيّة ؟
هي فوق فلسفة التراب= و غلظة الأرض الدنيّة
رحمت مجانين الغواية=فهي مشفقة غويّة
بنت الطبيعة فهي =ظلّ الحبّ ؛ و الدنيا الشّذيّة
كانت ربيع الأمنيات ؛= و أغنيات الشاعريّة
فانصت إليّ فلم تزل =من قصّة الماضي بقيّة
جاءت بها الذكرى ؛= و ما الذكرى ؟ خلود الآدميّة
حدّق ترى ماضيك فيها ،= فهي صورته الجليّة
أوّاه ! ما أشقى ذكيّ القلب ؛= في الأرض الغبيّه !
***
ما كان أذكى " مرشدا "= و أبرّ طلعته الزكيّه !
كان ابتسامات الحزين ؛= و فرحة النفس الشجيّة
عيناه من شعل الرشاد ،= و كلّه من عبقريّة
إن لم يكن في الأنبياء =فروحه المثلى نبيّة
قتلته في الوادي اللّصوص ؛= فغاب كالشمس البهيّة
كان ابن عمّي يزدريه ؛= فلا يضيق من الزريّه
و من ابن عمّي ؟ جاهل= فظّ كليل الجاهليّة
يرنو إلينا ... مثلما =يرنو العقور إلى الضحيّة
نعرى ؛ و يسبح في النقود ؛= و في الثياب القيصريّة
و نذوب من حرق الظماء= و عنده الكأس الرويّه
و الكأس تبسم في يديه ؛= كابتسامات الصبيّة
و الكرم في بستانه= يلد العناقيد الجنيّه
حتّى تزوّج أربعا =أشقته واحدة شقيّة
فكأنّ ثروته دخان =ضاع في غسق العشيّة
فهوى إلينا و التقينا ؛= كالأسارى في البليّة
***
و أتى الخريف و كفّه =تومي بأشداق المنيّة
و توقع الحيّ الفنا =فتغيّرت صور القضيّة
و تحرّك الفلك الدؤوب= فأقبلت دنيا رخيّة
و تضوّع الوادي بانسام= الفراديس النديّة
قل لي : شقيقي هل ذكرت= عهود ماضينا القصيّة
خذها فديتك قصّة =دفاته النجوى سخيّة
و إلى التلاقي يا أخي= في قصّة أخرى طريّة
و الآن أختم الكتاب= ختامه أزكى تحيّة !



 

قديم 10-05-2010, 10:35 AM   #70


الصورة الرمزية سمر محمد
سمر محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 101
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-26-2014 (10:09 PM)
 المشاركات : 5,370 [ + ]
 التقييم :  44
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




أخي ؛ صحونا كلّه =مآتم و إغفاؤنا ألم أبكم
فهل تلد النور أحلامنا كما= تلد النور الزهرة البرعم ؟
و هل تنبت الكرم وديانا =و يخضرّ في كرمنا الموسم ؟
و هل يلتقي الريّ و الظامئون ؛= و يعتنق الكأس و المبسم ؟
لنا موعد نحن نسعى إليه =و يعاتاقنا جرحنا المؤلم
فنمشي على دمنا و الطريق ؛= يضيّعنا و الدجى معتم
فمنّا على كلّ شبر نجيع ؛= تقبله الشمس و الأنجم
***
سل الدرب كيف التقت حولنا= ذئاب من الناس لا ترحم
و تهنا و حكّمنا في المتاه =سباع على خطونا حوّم
يعيثون فينا كجيش المغول= و أدنى إذا لوّح المغنم
فهم يقتنون ألوف الألوف =و يعطيهم الرشوة المعدم
و يبنون دورا بأنقاض ما= أبادوا من الشعب أو هدّموا
أقاموا قصورا مداميكها =لحوم الجماهير و الأعظم
قصورا من الظلم جدرانها =جراحاتنا أبيض فيها الدم
***
أخي إن أضاءت قصور الأمير= فقل : تلك أكبادنا تضرم
وسل ؛ كيف لنّا لعنف الطغاة =فعاثوا هنا و هنا أجرموا ؟
فلا نحن نقوى على كفّهم =و لا هم كرام فمن ألوم ؟
إذا نحن كنّا كرام القلوب ؛= فمن شرف الحكم أن يكرموا
و إن ظلمونا ازدراء بنا =فأدنى الدناءات أن يظلموا
و إن أدمنوا دمنا فالوحوش= تعب النجيع و لا تسأم
و إن فخروا بانتصار اللئام= فخذلاننا شرف مرغم
و سائلنا فوق غاياتهم =و أسمى ، و غاياتنا أعظم
فنحن نعفّ و هل إن رأوا= لأدناسهم فرصة أقدموا
و إن صعدوا سلّما للعروش= فأخزى المخازي هو السّلّم
***
و ما حكمهم جاهليّ الهوى ؟= تقهقه من سخفه الأيّم
و أسطورة من ليالي " جديس "= رواها إلى " تغلب " " جرهم "
و مطمعهم رشوة و الذباب= أكول إذا خبث المطعم
رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا= على ساحة البغي و استضغموا
و كلّ جبان شجاع الفؤاد ؛= عليك ؛ إذا أنت مستسلم
و إذعاننا جرّأ المفسدين= علينا و أغراهم المأثم
***
أخي نحن شعب أفاقت مناه= و أفكاره في الكرى تحلم
و دولتنا كلّ ما عندها =يد تجتني وحشى يهضم
و غيد بغايا لبسن النضار= كما يشتهي الجيد و المعصم
و سيف أثيم يحزّ الرؤوس= و قيد و معتقل مظلم
و طغيانها يلتوى في الخداع=كما يلتوي في الدجى الأرقم
و كم تدّعي عفّة و الوجود= بأصناف خسّتها مفعم !
و آثامها لم تسعها اللّغات= و لم يحو تصويرها ملهم
أنا لم أقل كلّ أوزارها= تنزّه قولي و عفّ الفم
تراها تصول على ضعفنا= و فوق مآتمنا تبسم
و تشعرنا بهدير الطبول= على أنّها لم تزل تحكم
و تظلم شعبا على علمه= و يغضبها أنّه يعلم
و هل تختفي عنه و هي التي= بأكباد أمّته تولم ؟
و أشرف أشرافها سارق =و أفضلهم قاتل مجرم
***
عبيد الهوى يحكمون البلاد= و يحكمهم كلّهم درهم
و تقتادهم شهوة لا تنام =و هم في جهالتهم نوّم
ففي كلّ ناحية ظالم =غبيّ يسلّطه أظلم
أيا من شعبتم على جوعنا= و جوع بنينا . ألم تتخموا ؟
ألم تفهموا غضبة الكادحين =على الظلم ؟ لا بدّ أن تفهموا ؟



 

موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, البردوني, الشاعر, عبد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:53 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by عــراق تــ34ــم
تنويه هام : الادارة ليست مسؤولة عن اي عملية تبادل دون علمها