|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2010, 09:26 AM | #61 |
|
من ساحة الأصنام و الأوثان =من مسرح الطاغوت و الطّغيان من غابة الوحشية الرعنا ومن= دنيا القتال و موطن الأضغان من عالم الشر المسلّح حيث لا= حكم لغير مهنّد و سنان بزغت تباشير السعادة و الهدى= بيضا كطهر الحبّ في الوجدان و أهلّ من أفق الغيوب على الدنى= فجران فجر هدى و فجر حنان يا فرحة العليا أهلّ محمد =و عليه سيما المجد كالعنوان و أطلّ من مهد البراءة . و السما= و الأرض في كفّيه تعتنقان *** ماذا ترى الصحرا ؟ أنوارا =سائلا أم أنّه حلم على الأجفان فتحت نواظرها فضجّ سكونها =مالي أرى ما لا ترى عينان و تلفّتت ربوات مكّة في السنا= حيرى تكابد صمتها و تعاني و تكاد لولا الصّمت تسأل جوّها =ماذا ترى و متى التقى فجران ؟ و تيقّظ الغافي يرى مالا ترى= في الوهم روح الملهم الفنّان نزل البسيطة بالسلام محمد =كالنصر عند مخافة الخذلان يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى= رجل الهداية و الرسول الباني فإذا الجزيرة فرحة و صبابة= و الجو عرس و الحياة أغاني و إذا العداوة وحدة وأخوّة =والبغض حبّ و النفور تداني هتفت شفاه البعث فانتفض الثرى= و تدافع الموتى من الأكفان زخرت و ضجّت بالحياة قبورها= واهتاجت الأرواح في الأبدان و تلاقت الدنيا يهنّيء بعضها= بعضا فكل الكائنات تهاني *** ولد الرسول من الرسول و من= رأى طفلا له عليا الخلود مغاني يسعى إلى العليا و تسعى نحوه= فكأنّ بينهما هوى و أماني من ذلك الطفل الذي عصم الدما= و حمى الضعيف من القويّ الجاني و تناجت الأكباد حوله =جلاله بالحبّ الحور و الولدان *** من ذلك الطفل الفقير يشعّ من= عينيه تاريخ و سفر معاني ما شأن هذا الطفل ما آماله ؟= فوق المنى و الشأن و السلطان هذا اليتيم و سوف يغدو وحده= رجل الخلود وواحد الأزمان و تحقّق الأمل الجميل و أينعت= روح النبوّة في أجلّ كيان حمل الرسالة وحده و مضى =على حدّ السيوف و ألسن النيران عبر المهالك و السلام سلاحة =يدعو إلى الحسنى ، إلى الإحسان و إلى الأمانه و البراءة و التقى= و محبّة الإنسان للإنسان و إلى التآخي و التصافي و الوفا= و البرّ و العيش الظليل الهاني فتجاوبت حوليه أحقاد العدا =و تفجّرت في الدرب كالبركان فمشى على نار الحقود كأنّه= يمشي على الأزهار و الغدران و عدا الحقيقة حوله تجتاحهم= همجيّة دمويّة الألوان و غواية تصبي الغويّ كأنّها= شيطانه توحي إلى شيطان و محمد يلقي الأشعة ها هنا= و هنا و يفتح الوسنان فطغت أعاديه عليه فردّهم= بالآيتين : الصبر و الإيمان واقتاد معركة الفدى متفانيا =إن الجهاد عقيدة و تفاني و الحقّ لا تحميه إلاّ قوّة =غضبى كألسنة اللّهيب القاني و الأرض أم الناس ميدان الوغى= و العاجزون فريسة الميدان و المجد حظّ مدرّب و مسلّح= و الموت حظّ الأعزل المتواني رفع الرسول لوا النبوّة بالهدى =و حمى الهدى بالرمح و الفرسان و غزا البلاد سهولها ووعورها= بالقوّتين : السيف و القرآن و تراه إن لمست يداه بقعة =نشأت على الإصلاح منه يدان و إذا أتت قدماه أرضا أطلعت= خطواته فجرا بكل مكان إن الزعامة قوّة و عدالة= و شجاعة سمحا و قلب حالي *** يا خير من حمل الرسالة و التقى= في عزم روح في أرقّ جنان ذ**** آيات الزمان كأنّها= أنشودة العليا بكل زمان *** أمحمّد خذ بنت فنّي إنّها =أخت الزهور بريئة الألحان و عليك ألف تحيّة من شاعر= في كلّ عضو منه قلب عاني |
|
10-05-2010, 09:29 AM | #62 |
|
من القبر من حشرجات التراب =على الجمر من مهرجان الذباب و من حيث كان يدقّ القطيع= طبول الصلاة أمام الذئاب و يهوي كما يرتمي في الصخور= قتيل على كتفيه ... مصاب و من حيث كانت كؤوس الجراح= تزغرد بين شفاه الحراب و من حيث يحسو حنين الربى =غبار المنى و نجيع السراب و من حيث يتلو السؤال السؤال= و يبتلع الذعر وهم الجواب عزفت اصفرار الرماد العجوز =ليحمرّ فيه طفور الشباب و حرّقت أنفاسي المطفئات =و أطفأتها بالحريق المذاب *** أتشتمّ يا قارئي في غناي =دخان المغنّي و شهق الرباب ؟ و تسمع فيه أنين الضياع =تبعثره عاصفات الضباب فإنّ حروفي اختلاج السهول= و شوق السواقي ، و خفق الهضاب و شوق الرحيق بصدر الكروم= إلى الكأس و الثلج في كلّ باب و خوف المودّع غيب النوى =و سهد المنى في انتظار الإياب أنا من غزلت انتحار الحياة =هنا شفقا من زفير العذاب و لحّنته سحرا يحتسي =رؤى الفجر بين ذراعي كتاب و تنبض فيه عروق السكون= و يمتدّ في ثلجة الالتهاب و يتّقد الشوق في مقلتيه =و يظمأ في شفتيه العتاب |
|
10-05-2010, 09:34 AM | #63 |
|
أسفر الفجر فانهضي يا صديقه =نقتطف سحره و نحضن بريقه كم حنّنا إليه و هو شجون =في حنايا الظلام حيرى غريقه و تباشيره خيالات كأس =في شفاه الرؤى ، و نجوى عميقه و ظمئنا إليه و هو حنين =ظاميء يرعش الخفوق شهيقه واشتياق يقتات أنفاسه =الحمر و يحسو جراحه ... و حريقه وذهول كأنّه فيلسوف =غاب في صمته يناجي الحقيقة و طيوف كأنّها ذكريات =تتهادى من العهود السحيقه واحتضنّا أطيافه في مآقينا =كما يحضن العشيق العشيقه و هو حبّ يجول في خاطرينا= جولة الفكر في المعاني الدقيقة و التقينا نريق دمع المآقي =فأبت كبرياؤنا أن نريقه واحترقنا شوقا إليه و ذبنا =في كؤوس الهوى لحونا رقيقة وانتظرناه و الدجى يرعش الحلم= على هجعة القبور العتيقة و السري وحشة و قافلة السّفر= يخاف الرفيق فيها رفيقه و ظلام لا ينظر المرء كفّيه =و لا يسعد الشقيق شقيقة هكذا كان ليلنا فتهادى =فجرنا الطلق فلحياة طليقه *** فانظري " يا صديقتي " رقصة الفجر= على خضرة الحقول الوريقة مهرجان الشروق يشدو و يندى= قبلات على شفاه الحديقة فانهضي نلثم الشروق المغنّي= و نقبّل كؤوسه ورحيقه و اخطري يا صديقتي في طريق الفجر= كالفجر ، كالعروس الأنيقه واذكري أنّنا نعشنا صباه =وحدنا ؛ على خطاه الرشيقه و سكبنا في مهده دفء قلبينا= و أحلامنا العذارى المشوّقه نحن صغنا أضواءه من هوانا =و فرشنا بالأغنيات طريقه و شدونا في دربه كالعصافير …= و شدو الغرام فيض السليقه لن نطيق السكوت فالصمت= للمسيت و تأبى حياتنا أن نطيقه *** نحن من نحن ؟ نحن تاريخ فكر= و بلاد في المكرّمات عريقه سبقت وهمّها إلى كلّ مجد =و انتهت منه قبل بدء الخليقه فابتسمي : عاد فجرنا و هو يتلو= للعصافير من دمانا وثيقه . |
|
10-05-2010, 09:43 AM | #64 |
|
وحدي و مقبرة جواري =و الوهم و الأشباح داري و الأفق بشرق بالدجى =و يلوك حشرجة الدراري و الريح تزحف كالجنائز =في حشود من غبار و النجم محمرّ الشعاع= كأنّه أحلام ثار و كأنّ عينيه تشهّي =جاره و حنين جار و أنا أتيه ... كنجمة =حيرى ، تفتّش عن مدار و كأنّني طيف " الفرزدق "= يجتدي ذكرى " نوار " و أرود منزل غادة =كالصيف عاطرة المزار و كأنّني أمشي على حرقي ؛= و أشلاء اصطباري و دنوت منها فانتشت =شفتاي ؛ واخضرّ افتراري ورنت إليّ فتمتمت ودنت ؛= و غابت : في التّواري و أردت عذرا فانطوى =في خاطري الخجل اعتذاري وهمست : أين فمي ؟ =و ناري في دمي تقتات ناري ورجعت أحمل في الحشا =حرقا ... كحيّات القفار و أحاور الحسناء في= صمتي فيدنيها حواري فأظنّها حولي رحيقا =في كؤوس من نضار تبدو و تخفى كالطيوف ؛= و تستقرّ بلا قرار و تكاد تقلع ثوبها= حينا و ترمي بالخمار و أكاد أحضن ظلّلها= جسدا من الرّغبات عاري و طفقت أزرع من رمال= الوهم كرما في الصحاري فدوت حيالي ضجّة =غضبى كدمدمة انفجار و سعت إليّ غابة =تومي بأشداق الضواري و عصابة برّاقة =الألوان ، دامية الشّفار تمشي فيحترق الحصا =والريح تقذف بالشرار و أحاطها ومض البروق ؛= فسجّلت أخزى اندحار *** و اللّيل يبتلع السّنى =و الخوف يرتجل الطواري فتصارع الأشباح أشباحا= على شرّ انتصار و هنا استجرت بساحر= بادي التقى نتن الإزار يهذي و يقتاد النزيل= إلى لصيقات العثار و يبيع ساعات الفجور= لكلّ بائعة و شاري لصّ يتاجر بالخنا =و يزينه كذب الوقار و يكاد ينفر بعضه =من بعضه أشقى نفار و يثور إن ناوأته =في الإثم كالنمر المثار و بلا انتظار كشّرت =في وجهه ( ذات السوار ) فاهتاج و ابتدر العصا =ودوت كعاصفة الدمار فانقضّ كالثور الذّبيح ؛= يخور ، يخنق بالخوار و رمت به للموت =يكنسه إلى دار البوار و تهافت الجيران فاتّقد= الشّجار على الشجار فشردت عنه كطائر= ظمآن طار من الإسار و الريح تبصقي و تروي= للشّياطين احتقاري *** و كأنّ أنهار تناديني= و تنصب في المجاري مأعبّ من عفن الرؤى =و حلا ووهما من عقار و أفرّ من نفسي إلى نفسي= و أهرب من فراري أهوى على ظلّي كما= يهوى الجدار على الجدار و أسائل الأحلام عن= دنيا ترقّ على انكساري *** لا تسكتي : لم أنتحر إنّي= أقلّ من انتحاري أنا من بحثت عن الردى= في كلّ رابية و غار و نسيت مأتم زوجتي =وأبي وحشرجة احتضاري *** هل خلف آفاق المنى =دنيا أجلّ من انتظاري ؟ ! خضراء طاهرة الجنى =و الرّي ، دانيه الثمار و مواسم تندى و تولم= للغراب ، و للهزار . للقبّرات و للصقور ؛= و للعصافير الصغار إنّي كبرت عن الهوى =والزيف و الحبّ التجاري و بصقت دنيا جيفة= تؤذي و تغري بالشّعار و تصوغ من قذر الخطا= يا السود رايات الفخار و مللت تيها ميّت= الألوان ؛ مكروه الإطار و سئمت أشباحا أداريها ،= و أشتمّ من أداري و لعنت وجهي المستعار= و كلّ وجه مستعار و هفت إليّ نسيمة =جذلى كآمال العذاري كتبسمّ الأفراح في=مقل الصبيّات الغرار *** و تثاءب الفجر الجريح= كمن يفيق من الخمار وانشقّ أفق الغيب عن= عهد المروءات الكبار و كأنّ دنيا أشرقت =كالحور من خلف السّتار تلقي المحبّة عن يميني =والبراءة عن يساري و سرت حكايات المدينة= كالخيالات السواري ووجدتني أنهار وحدي =واستفقت على انهياري و نهضت و الدنيا كما= كانت تفاخر بالصغار و تهاوت الدنيا خلق= افتناني و ابتكاري فوددت لو ألقى كذاب= اللّيل ؛ صدقا في النهار . |
|
10-05-2010, 09:47 AM | #65 |
|
لماذا لي الجوع و القصف لك ؟= يناشدني الجوع أن أسألك و أغرس حقلي فتجنيه أنت ؛= و تسكر من عرقي منجلك لماذا ؟ و في قبضتيك الكنوز ؛= تمدّ إلى لقمتي أنملك و تقتات جوعي و تدعى النزيه ؛= و هل أصبح اللّصّ يوما ملك ؟ لماذا تسود على شقوتي ؟= أجب عن سؤالي و إن أخجلك و لو لم تجب فسكوت الجواب= ضجيج ... يردّد ما أنذلك ! لماذا تدوس حشاي الجريح ؛= و فيه الحنان الذي دلّلك و دمعي ؛ و دمعي سقاك الرحيق= أتذكر " يا نذل " كم أثملك ! فما كان أجهلني بالمصير =وأنت لك الويل ما أجهلك ! غدا سوف تعرفني من أنا =و يسلبك النبل من نبّلك *** ففي أضلعي . في دمي غضّبة =إذا عصفت أطفأت مشعلك غدا سوف تلعنك الذكريات =و يلعن ماضيك مستقبلك و يرتدّ آخرك المستكين= بآثامه يزدري أوّلك و يستفسر الإثم : أين الأثيم ؟= و كيف انتهى ؟ أيّ درب سلك ؟ *** غدا لا تقل تبت : =لا تعتذر تحسّر هنا مأملك و لا : لا تقل : أين منّي غد ؟= فلا لم تسمّر يداك الفلك غدا لن أصفّق لركب الظلام =سأهتف : يا فجر : ما أجملك ! |
|
10-05-2010, 10:15 AM | #66 |
|
خطرة وانبى النذير وصاحا= الحريق الحريسق يطوي الجناحا و تعالى صوت النذير و ألوى= آمل العمر وجهه و أشاحا و دنا من هنا الحريق و أومى =بارق الموت من هناك و لاحا ورنا السفر حوله ليس يدري= هل يرى الجدّ أم يحسّ المزاحا ؟ تارة يرقب الخلاص وأخرى= يرقب اليأس و الهلاك المتاحا و تعايا حينا يقلّب كفّيه =وحينا يشدّ بالرّاح راحا و إذا النار تحتوي مارد الجوّ =ويجتاحه الحريق اجتياحا خطوة في الرحيل و اختصر= الموت مسافاته الطوال الفساحا و أطاح الجناح بالركب في الجوّ= و أودي الجناح فيه و طاحا من رآه في الهوّة الحيرى ؛= و يستجدّ الربى و البطاحا من رآه على الصخور رفاتا =و شظايا تعطي الرّماد الريّاحا من رأى الصقر حين مدّ =إلى النار جناحا و للفرار جناحا و هوى الطائر الكسير ودوّى =موكب الرعب ملأه و تلاحى وارتمى يطرح الجناح المدمّى =مثلما يطرح القتيل السلاحا *** وانطوى الركب في السكون =و أطفت هجعة الرمل عزمه و الطّماحا و انتهى عمره و هل كان إلاّ =في مدى النفس غدوة أو رواحا خلع العمر فاطمأنّ و أغفى= واستراحت جراحة و استراحا مات ، و الشعب بين جنبيه= قلب خافق يطعم الحنين الجراحا و يضمّ البلاد خلف الحنايا=أمنيات و ذكريات ملاحا لم يكد شعبه يذوق هناء =منه حتّى بكى و أبكى و ناحا *** أيّها الركب ! يا شهيد المعالي != هل رأيت الحياة شرّا صراحا ! أم فقدت النجاح في العمر حتّى= رحت تبغي عند الممات النجاحا عندما قبّل الثرى منك جرحا= أوراق الترب من دماه و فاحا هكذا المجد تضحيات ؛ =وغبن عمر من لم يخض إلى المجد ساحا إنّما الموت و الحياة كفاح =يكسب النصر من أجاد الكفاحا لا استراح الجبان لا نام جفناه= و لا أدركت خطاه الفلاحا إنّما الموت مرّة و الدم المهدور= يبقى على الزمان وشاحا كم جبان خاف الردى =فأتاه و تخطّى ستاره واستباحا و نفوس شحّت على الموت لكن= أيّ موت صان النفوس الشحاحا ؟ كم مليك يأوي إلى القصر ليلا= ثمّ يأوي إلى التراب صباحا *** شرعه المجد أن تصارع في المجد ؛= و تستلّ للصفاح صفاحا أيّها الركب ! نم هنيئا ودعنا =نعتسف بعدك الخطوب الجماحا ووداعا يا فتية اليمن الخضرا= وداعا بحرقة الصدر باحا . |
|
10-05-2010, 10:19 AM | #67 |
|
لا تسألي يا أخت أين مجالي ؟= أنا في التراب و في السماء خيالي لا تسأليني أين أغلالي سلي=صمتي و إطراقي عن الأغلال ؟ أشواق روحي في السماء وإنّما= قدماي في الأصفاد و الأوحال و توهمي في كلّ أفق سلبح =و أنا هنا في الصمت كالتمثال أشكو جراحاتي إلى ظلّي كما= يشكو الحزين إلى الخلّي السّالي *** و اللّيل من حولي يضجّ و ينطوي= في صمته كالظالم المتعالي يسري و في طفراته ووقاره= كسل الشيوخ و خفّة الأطفال و تخاله ينساق و هو مقيّد= فتحسّه في الدرب كالزلزال و أنا هنا أصغي و أسمع من هنا= خفقات أشباح من الأهوال ورؤى كألسنة الأفاعي حوّما= ومخاوفا كعداوة الأنذال و أحسّ قدّامي ضجيج مراقد =و تثائب الآباد و الآزال و تنهّدا قاقا كأنّ وراءه =صخب الحياة و ضجّة الأجيال و الطيف يصغي للفراغ كأنّه=لصّ يصيخ إلى المكان الخالي و كأنّه " الأعشى " يناجي " ميّة " =و يلملم الذكرى من الأطلال و الشهب أغنية يرقرقها الدجى= في أفقه كالجدول السلسال و الوهم يحدو الذكريات كمدلج= يحدو القوافل في بساط رمال و الرعب يهوي مثلما تهوي =على ساح القتال جماجم الأبطال *** و هنا ترقبت انهياري مثلما=يترقّب الهدم الجدار البالي و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟= و أمرّ من ردّ الجواب سؤالي ! و أشدّ مما خفت منه تخوّفي= وأشقّ من وعر الطريق كلالي ! و أخسّ من ضعفي غروري بالمنى= و اليأس يضحك كالعجوز حيالي ! و أمضّ من يأسي شعوري أنّني= حيّ الشهيّة ؛ ميّت الآمال أسري كقافلة الظنون و أجتدي= شبح الظلام و أهتدي بضلالي و أسير في الدرب الملفّح بالدجى= و كأنّني أجتاز ساح قتال و أتيه و الحمّى تولول في دمي =و ترتّل الرعشات في أوصالي *** لا تسأليني عن مجالي : في الثرى =جسدي وروحي في الفضاء العالي و سألتها : ما الأرض ؟ قالت إنّها= فلوات أوحاش وروض صلال إن كنت محتالا قطفت ثمارها= أولا : فانّك فرصة المحتال و أنا هنا أشقى و أجهل شقوتي= و أبيع في سوق الفجور جمالي *** و العمر مشكلة و نحن نزيدها =بالحلّ إشكالا إلى إشكال لا حرّ في الدنيا فذو السلطان= في دنياه عبد المجد و الأشغال و الكادح المحروم عبد حنينه =فيها : وربّ المال عبد المال و الفارغ المكسال عبد فراغه =و السفر عبد الحلّ و الترحال و اللّصّ عبد اللّيل و الدجّال= في دنياه عبد نفاقه الدجّال لا حرّ في الدنيا و لا حريّة=إنّ التحرّر خدعة الأقوال الناس في الدنيا عبيد حياتهم=أبدا عبيد الموت و الآجال *** و سألتها ما الموت ؟ قالت : إنّه= شطّ الخضمّ الهائج الصوّال و سكونه الحاني مصير مصائر= و هدوؤه دعة و عمق جلال مالي أحاذره و أخشى قوله= و أنا أجرّ وراءه أذيالي ؟ ! أنساق في عمري إليه مثلما= تنساق أيّامي إلى الآصال *** و سألتها : فرنت و قالت : لا تسل ،= دعني عن المفصول و المفضال ! أسكت ! فليس الموت سوقا عنده= عمر بلا ثمن ، و عمر غالي !! |
|
10-05-2010, 10:23 AM | #68 |
|
لمن أرعش الوتر المجهدا =و أشدو و ليس لشدوي مدى ؟ و أنهي الغناء الجميل البديع لكي= أبدا الأحسن الأجودا و أستنشد الصمت وحدي =هنا و أخيلتي تعبّر السرمدا فأسترجع الأمس من قبره =و أهوى غدا قبل أن يولدا و أستنبت الرمل بالأمنيات ؛= زهورا ، و أستنطق الجلمدا و حينا أنادي و ما من مجيب =و حينا أجيب و ما من ندا و أبكي و لكن بكاء الطيور= فيدعوني الشاعر المنشدا *** لمن أعزف الدمع لحنا رقيقا= كسحر الصبا كابتسام الهدى ؟ لعينيك نغّمت قيثارتي =و أنطقتها النغم الأخلدا أغنّيك وحدي و ظلّ القنوط ؛= أمامي و خلفي كطيف الردى و أشدو بذ**** لم تسألي= لمن ذلك الشدو أو من شدا ؟ كأنكن نلتقي و الهوى= يدلّل تاريخنا الأمردا و حبّي يغنّيك أصبى اللّحون ؛= فيحمرّ في وجنتيك الصدى و نمشي كطفلين لم نكترث بما= أصلح الدهر الدهر أو أفسدا و نزهو كأنا ملكنا الوجود ؛= و كان لنا قبل أن يوجدا و ملعبنا جدول من عبير=إذا مسّه خطونا ... غرّدا و أفراحنا كشفاه الزهور ؛= تهامسها قبلات الندى أكاد أضمّ عهود اللّقاء ؛= و ألثمها مشهدا مشهدا و أجترّ ميلاد تاريخنا =و أنتشق المهد و المولدا و أذكر كيف التقينا هناك ؛ =و كيف سبقنا هنا الموعدا ؟ و كيف افترقنا على رغمنا ؟= و ضعنا : و ضاع هوانا سدى حطّمنا الكؤوس و لم نرتوي= و عدت أمدّ إليها اليدا و أخدع بالوهم جوع الحنين ؛= كما يخدع الحلم الهجّدا أحنّ فأقتات ذكرى اللّقا= لعلّي بذكراه أن أسهدا و أقتطف الصفو من وهمه= كما يقطف الواهم الفرقدا أتدرين أين غرسنا المنى ؟ =و كيف ذوت قبل أن نحصدا ؟ تذكّرت فاحترت في الذكريات= و حيّرت أطيافها الشرّدا إذا قلت : كيف انتهى حبّنا ؟= أجاب السؤال : و كيف ابتدا ؟ فأطرقت أحسو بقايا البكاء =و قد أوشك الدمع أن ينفدا و أبكى مواسمك العاطرات =و أيّامها الغضّة الخرّدا و من فاته الرغد في يومه =مضى يندب الماضي الأرغدا *** أصيخي إلى قصّتي إنّني =أقصّ هنا الجانب الأنكدا أمضّ الأسى أن تجوز الخطوب= و أشكو فلا أجد المسعدا و أشقى و يشقى بي الحاسدون= و ما نلت ما يخلق الحسّدا علام يعادونني ! لم أجد =سوى ما يسرّ ألدّ العدا ! حياتي عذاب و لحن حزين= فهل لعذابي و لحني مدى ؟ |
|
10-05-2010, 10:31 AM | #69 |
|
خذها فديتك يا شقيقي= ذكرى أرقّ من الرحيق و ألذّ من نجوى الهوى =بين العشيقة و العشيق خذها أرقّ من السنى =في خضرة الروض الوريق واذكر تهادينا على= كوخ الطفوله و الطريق و أنا و أنت كموثقين ؛= نحنّ في القيد الوثيق نمشي كحيرة زورق= في غضّبة اللّج العميق و نساجل الغربان في= الوديان أصوات النعيق و إذا ذكرت لي الطعام ؛= أكلت أنفاسي وريقي *** أيّام كنّا نسرق الرمان= في الوادي السحيق و نعود من خلف الطريق= و ليلنا أحنى رفيق ! و نخاف وسوسة الرياح ؛= و خضرة الطّيف الرشيق حتّى نوافي بيتنا ... =و الأهل في أشقى مضيق فيصيح عمّي والشراسة ؛= في محيّاه الصفيق و هناك جدّتنا تناغينا= مناغاة الشفيق تهوي الحياة و عمرها= أوهى من الخيط الدقيق و أبي و أمّي حولنا= بين التنهّد و الشهيق يتشاكيان من الطوى =شكوى الغريق إلى الغريق شكواهما صمت كما =يشكو الذّبال من الحريق و يحدّقان إلى السكون ؛= ورعشة الكوخ العتيق و اللّيل ينصت للضفادع ؛= و هي تهذي بالنقيق و الشهب تلمع كالكؤوس ؛= على شفاه من عميق *** وجوارنا قوم لهم =إشراقة العيش الطليق من كلّ غرّ يمر= بين الأغاني و النهيق و تظنّه رجلا و خلف= ثيابه وحش حقيقي و تراه يزعم شخصين =جوهر المسك الفتيق يتحادثون عن النقود ؛= حديث تجار الرقيق يتخيّرون ملابسا تصبي= و تغري بالبريق حتّى تراهم صورة =للزور و الجهل الأنيق و نماذجا برّاقه =لأناقة الخزي العريق *** يمشون في نسيج الحرير ؛= فهم رجال من حرير و كأنّهم مهن خلق =نسّاج ؛ و خيّاط قدير لولا خدّاع ثيابهم =كسدوا بأسواق الحمير فقراء من خلق الرجال ؛= و يسخرون من الفقير و يسائلون مع الرجال ؛= عن المشاكل و المصير و مصيرهم بيت البغيذ ؛= و بيت خمّار شهير و هناك بنت غضّيه =أحلى من الورد المطير ترنو و في نظراتها لغة= الدعارة و الفجور و حدجيثها كالجدول= السلسال فضّي الخرير حسناء تطرح حسنها= للمترفين ؛ و للأجير فجمالها مثل الطبيعة ؛= للنبيل .... و للحقير في مشيها رقص الحسان ؛= و خفّة الطفل الغرير و يكاد يعشق بعضها= بعضا من الحسن المثير أودى أبوها و هو في =إشراقه العمر القصير كان امرءا يجد الضعيف ؛= يمينه أقوى نصير يحنو و ينثر ... ماله=للطفل و الشيخ الكبير يرعى الجميع فكلّ لب= سماويّ الضمير جادت يداه بما لديه ؛= و جاد بالنفس الأخير فذوت صبيّته الجميلة ؛= كالزنابق في الفهجير و بكت إلى أختي كما= يبكي الأسير إلى الأسير و مشت على شوك المآسي= الحمر و اليتم المرير و مضت تدوس الشوك ؛ =و الرمضا على القلب الكسير و الحزن في قسماتها =كالشك في قلب الغيور تعرى فتكسوها الطبيعة= حلّة الحسن النظير صبغت ملامحها الطبيعة =من سنا البدر المنير من وقدة الصيف البهيج =و هدأة اللّيل الضرير من خفّة الشجر الصبور ؛= على رياح الزمهرير و من الأشعّة و الشذى =و صراحة الماء النمير فتعانقت فيها المباهج ؛= كالأشعّة ... و العبير فجمالها قبل الحنين ؛ =و صدرها أحنى سرير ! *** قل لي . أتذكر يا أخي =من تلك جارتنا الشهيّة ؟ هي فوق فلسفة التراب= و غلظة الأرض الدنيّة رحمت مجانين الغواية=فهي مشفقة غويّة بنت الطبيعة فهي =ظلّ الحبّ ؛ و الدنيا الشّذيّة كانت ربيع الأمنيات ؛= و أغنيات الشاعريّة فانصت إليّ فلم تزل =من قصّة الماضي بقيّة جاءت بها الذكرى ؛= و ما الذكرى ؟ خلود الآدميّة حدّق ترى ماضيك فيها ،= فهي صورته الجليّة أوّاه ! ما أشقى ذكيّ القلب ؛= في الأرض الغبيّه ! *** ما كان أذكى " مرشدا "= و أبرّ طلعته الزكيّه ! كان ابتسامات الحزين ؛= و فرحة النفس الشجيّة عيناه من شعل الرشاد ،= و كلّه من عبقريّة إن لم يكن في الأنبياء =فروحه المثلى نبيّة قتلته في الوادي اللّصوص ؛= فغاب كالشمس البهيّة كان ابن عمّي يزدريه ؛= فلا يضيق من الزريّه و من ابن عمّي ؟ جاهل= فظّ كليل الجاهليّة يرنو إلينا ... مثلما =يرنو العقور إلى الضحيّة نعرى ؛ و يسبح في النقود ؛= و في الثياب القيصريّة و نذوب من حرق الظماء= و عنده الكأس الرويّه و الكأس تبسم في يديه ؛= كابتسامات الصبيّة و الكرم في بستانه= يلد العناقيد الجنيّه حتّى تزوّج أربعا =أشقته واحدة شقيّة فكأنّ ثروته دخان =ضاع في غسق العشيّة فهوى إلينا و التقينا ؛= كالأسارى في البليّة *** و أتى الخريف و كفّه =تومي بأشداق المنيّة و توقع الحيّ الفنا =فتغيّرت صور القضيّة و تحرّك الفلك الدؤوب= فأقبلت دنيا رخيّة و تضوّع الوادي بانسام= الفراديس النديّة قل لي : شقيقي هل ذكرت= عهود ماضينا القصيّة خذها فديتك قصّة =دفاته النجوى سخيّة و إلى التلاقي يا أخي= في قصّة أخرى طريّة و الآن أختم الكتاب= ختامه أزكى تحيّة ! |
|
10-05-2010, 10:35 AM | #70 |
|
أخي ؛ صحونا كلّه =مآتم و إغفاؤنا ألم أبكم فهل تلد النور أحلامنا كما= تلد النور الزهرة البرعم ؟ و هل تنبت الكرم وديانا =و يخضرّ في كرمنا الموسم ؟ و هل يلتقي الريّ و الظامئون ؛= و يعتنق الكأس و المبسم ؟ لنا موعد نحن نسعى إليه =و يعاتاقنا جرحنا المؤلم فنمشي على دمنا و الطريق ؛= يضيّعنا و الدجى معتم فمنّا على كلّ شبر نجيع ؛= تقبله الشمس و الأنجم *** سل الدرب كيف التقت حولنا= ذئاب من الناس لا ترحم و تهنا و حكّمنا في المتاه =سباع على خطونا حوّم يعيثون فينا كجيش المغول= و أدنى إذا لوّح المغنم فهم يقتنون ألوف الألوف =و يعطيهم الرشوة المعدم و يبنون دورا بأنقاض ما= أبادوا من الشعب أو هدّموا أقاموا قصورا مداميكها =لحوم الجماهير و الأعظم قصورا من الظلم جدرانها =جراحاتنا أبيض فيها الدم *** أخي إن أضاءت قصور الأمير= فقل : تلك أكبادنا تضرم وسل ؛ كيف لنّا لعنف الطغاة =فعاثوا هنا و هنا أجرموا ؟ فلا نحن نقوى على كفّهم =و لا هم كرام فمن ألوم ؟ إذا نحن كنّا كرام القلوب ؛= فمن شرف الحكم أن يكرموا و إن ظلمونا ازدراء بنا =فأدنى الدناءات أن يظلموا و إن أدمنوا دمنا فالوحوش= تعب النجيع و لا تسأم و إن فخروا بانتصار اللئام= فخذلاننا شرف مرغم و سائلنا فوق غاياتهم =و أسمى ، و غاياتنا أعظم فنحن نعفّ و هل إن رأوا= لأدناسهم فرصة أقدموا و إن صعدوا سلّما للعروش= فأخزى المخازي هو السّلّم *** و ما حكمهم جاهليّ الهوى ؟= تقهقه من سخفه الأيّم و أسطورة من ليالي " جديس "= رواها إلى " تغلب " " جرهم " و مطمعهم رشوة و الذباب= أكول إذا خبث المطعم رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا= على ساحة البغي و استضغموا و كلّ جبان شجاع الفؤاد ؛= عليك ؛ إذا أنت مستسلم و إذعاننا جرّأ المفسدين= علينا و أغراهم المأثم *** أخي نحن شعب أفاقت مناه= و أفكاره في الكرى تحلم و دولتنا كلّ ما عندها =يد تجتني وحشى يهضم و غيد بغايا لبسن النضار= كما يشتهي الجيد و المعصم و سيف أثيم يحزّ الرؤوس= و قيد و معتقل مظلم و طغيانها يلتوى في الخداع=كما يلتوي في الدجى الأرقم و كم تدّعي عفّة و الوجود= بأصناف خسّتها مفعم ! و آثامها لم تسعها اللّغات= و لم يحو تصويرها ملهم أنا لم أقل كلّ أوزارها= تنزّه قولي و عفّ الفم تراها تصول على ضعفنا= و فوق مآتمنا تبسم و تشعرنا بهدير الطبول= على أنّها لم تزل تحكم و تظلم شعبا على علمه= و يغضبها أنّه يعلم و هل تختفي عنه و هي التي= بأكباد أمّته تولم ؟ و أشرف أشرافها سارق =و أفضلهم قاتل مجرم *** عبيد الهوى يحكمون البلاد= و يحكمهم كلّهم درهم و تقتادهم شهوة لا تنام =و هم في جهالتهم نوّم ففي كلّ ناحية ظالم =غبيّ يسلّطه أظلم أيا من شعبتم على جوعنا= و جوع بنينا . ألم تتخموا ؟ ألم تفهموا غضبة الكادحين =على الظلم ؟ لا بدّ أن تفهموا ؟ |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, البردوني, الشاعر, عبد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|