|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-11-2013, 05:19 AM | #761 |
كاتبة
|
وحاصل ما سيق في معنى الحديث أن يصوم المرء شهر رمضان امتثالاً لأمر الله عز وجل, لا عادةً وتقليداً, ولا استطباباً وحِمْيَةً, ولا لأي غرض دنيوي, وأن يصومه بعزيمة صادقة, مريداً ثواب الله عز وجل, لا يبدي جزعاً ولا تذمراً, ولا يلتفت بقلبه إلى مخلوق ليرثي لحاله, ويشفقَ عليه ويمدّ له يد العون من أجل صيامه.
كما يجب على الصائم أن يحبس نفسه عن جميع المعاصي والمخالفات الشرعية, ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « الصيام جُنَّة, فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث, ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم». والرفث الكلام الفاحش والجماع ومقدماته, والجهل يشمل جميع المعاصي كما أفاده الحافظ ابن حجر, بل وحكى اتفاق أهل العلم على ضرورة سلامة الصيام المحقق للتقوى والمؤثر في مغفرة الذنوب من جميع المعاصي, فقال رحمه الله:" اتفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولا وفعلا" [الفتح 4/109] , وجاء في الصحيحين أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» يقول الحافظ ابن حجر: "المراد بالزور هنا الكذب, والجهل, والسفه"[الفتح 4/117] والكذب والجهل والسفه يشمل جميع المعاصي القولية والعملية. |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:19 AM | #762 |
كاتبة
|
والحاصل أن الصيام المطلوب شرعا هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات المحرمة جميعها, وفي الحديث القدسي المخرج في الصحيحين يقول الله عز وجل: « يترك طعامه, وشرابه, وشهوته من أجلي الصيام لي، وأنا أجزي به ».
فإذا لم يترك الصائم شهوات النفس المحرمة لم ينفعه إمساكه عن الطعام والشراب لأن صيامه لن يوصله إلى الغاية التي من أجلها شرع الصيام وهي التقوى, فحقيقة التقوى هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:20 AM | #763 |
كاتبة
|
يقول العلامة البيضاوي رحمه الله تعالى في معنى الحديث السابق: " ليس المقصود من شرعية الصيام نفس الجوع والعطش, بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة بالسوء للنفس المطمئنة, فإن لم يحصل ذلك فلا ينظر الله إليه نظر قبول".[الفتح 4/117]
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من الناس من لا ينتفع بصيامه, ففي مسند الإمام أحمد والمستدرك بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش». |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:20 AM | #764 |
كاتبة
|
وبناءً على ما سبق تقريره فإنه ينبغي لكل من يريد أن يجني ثمرة صيامه أن يراعي فيه الأمور الواردة في تلك النصوص الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم, ومعرفتها بلا شك من العلم الواجب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: « طلب العلم فريضة على كل مسلم».
هذا ونسأل الله بمنّه أن يبلغنا شهر رمضان, وأن يوفقنا لصيامه, وقيامه, إيماناً, واحتساباً, وأن يجعلنا من عباده المتقين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:24 AM | #765 |
كاتبة
|
قال عليه و آله الصلاة والسلام : " هذا رمضان قد جاءكم ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه الشياطين " [ صحيح لغيره ، الألباني ـ صحيح النسائي : 2102 ] .
رمضان ، شهر الخيرات والبركات ، والأنوار والنفحات الربانية ، ترى .. كيف ينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر الفضيل ؟ . |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:24 AM | #766 |
كاتبة
|
سُئِل ابن مسعود : (( كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان ؟ قال : ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم )) .
لقد فقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أن المقصود من الصيام هو التقوى ، كما قال تعالى : ﴿ يـٰأيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكمـ الصيامُ كما كُتب على الذين من قبلكمـ ﴾..{ البقرة : 183 } ، والتقوى محلها القلب ، إذن فلابد من العناية بهذا القلب ، والحرص على تطهيره من آفاته وأمراضه من حقد وحسد وغل ورياء وكبر ... ، في مستهل هذا الشهر الفضيل ، حتى يتسنى لهذا القلب استقبال الأنوار الربانية والنفحات الرحمانية بكفاءة عالية ، ولابد من تزكية الأنفس ، وشهر رمضان فرصة عظيمة لتحقيق هذه الطهارة والتزكية القلبية والروحية . |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:25 AM | #767 |
كاتبة
|
ولكن العجيب والمحزن في الأمر ، أن كثيراً من المسلمين اليوم في غفلة عن هذا الهدف السامي ، وعن هذه الغاية المرجوة من الصيام ، فتراهم منشغلون بتكديس الطعام والشراب في بيوتهم وكأنهم قادمون على سنة مجاعة أو قحط ، أو أنهم ربما يظنون أن الصيام يعني الكسل و" التنبلة " ، وعدم القدرة على الحركة وشراء الحاجيات !!! ، وهذا الإقبال الشديد على شراء المواد الغذائية أدى إلى التهاب الأسعار ، فبعض التجار ـ هداهم الله ـ يحسبون أن هذا موسم لتحقيق المكاسب والأرباح ، وهو كذلك ، ولكن في الأجر والثواب ، وليس في امتصاص أموال الناس !!! .
مساكين هؤلاء ، همهم شهواتهم ومصالحهم وحظوظهم الدنيوية ، مسكين من يلتصق بالأرض ، همه الأكل والشرب والحظوظ الدنيوية ، ويغفل عن الآخرة وعن اغتنام النفحات الربانية . |
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:25 AM | #768 |
كاتبة
|
ومساكين أيضاً من يضيعون هذا الشهر الفضيل في " العزايم " !! ، ينتهي الشهر وهم مشغولون بالطبيخ و تنظيف الأواني ...، وكأنه شهر الأكل والشرب ، بل والتفنن في صنع الحلويات ..!! .
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:25 AM | #769 |
كاتبة
|
يقول الإمام الغزالي : (( ومن آدابه ـ أي الصوم ـ أن لا يمتلئ من الطعام في الليل ، ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه ، وكذلك إذا شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب من الظهــر ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور ، ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل ، لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع ، ويكون تاركاً للمشتهى )) .
|
اللهم بلغنا رمضان
|
07-11-2013, 05:26 AM | #770 |
كاتبة
|
وحتى من يقول بأن الاجتماع على الطعام بين الأرحام فيه الأجر والثواب والصلة ، نقول لهم وهل صلة الأرحام لا تكون إلا بالاجتماع على الطعام ؟ ثم إن هناك متسع في باقي أشهر السنة ، أما رمضان فهو فرصة ونفحة ربانية لا ينبغي أن نضيعها في الطعام والشراب ، ثم إننا نعيش في زمن قد تعقدت فيه أساليب الحياة ، فما عاد تحضير الطعام بتلك السهولة التي كان عليها زمن الصحابة الكرام ، ثم إنهم لم يكونوا يضيعون أوقاتهم في هذا الشهر الفضيل بالانشغال بتحضير الطعام وما يتعلق به ، فقد كانوا يعيشون حياة البساطة ، ولا يتكلفون في أكلهم وشربهم ، وحتى لو اجتمعوا على الطعام ، فليس ثمة صعوبة في الأمر ، فطعامهم سهل التحضير ، ثم إنهم لم تكن لديهم هذه الأواني التي لدينا الآن فتحتاج الصحابيات إلى قضاء الساعات الطوال في تنظيفها !! ، ولكنهم كانوا يغتنمون شهر رمضان بالقيام والاعتكاف وتلاوة القرآن والصدقات ..
|
اللهم بلغنا رمضان
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 53 ( الأعضاء 0 والزوار 53) | |
|
|