03-19-2011, 12:40 AM | #81 |
كاتبة
|
أتنهدك
في المسافة بين سنغافورة وباريس، سقطت بي طائرتي فوق طاولة كتابتك على شاطئ الروشة البيروتي واستقبلني كفك باللوز والسكر.. وكانت تمطر. قلت لنفسي: زيارة "ترانزيت"، لكن قلبي أعلن العصيان وأطال البقاء، تركك تلملم بشفتيك غبار السفر عن أصافع تشرده، مستمتعاً بالمؤقت الدائم. تُمسك بي من جناحيّ وتغطس جسدي في ماء البحر كمن يغطس قلماً في محبرة، فأحيا. أتنهدك. أتنفسك. بك أبداً موتاً جديداً . بحراً جديداً. مطراً جديداً. زوبعة جديدة. لستَ نقطة النهاية على السطر الأخير في صفحة سابقة. أنت كلمة نادرة على سطر جديد في صفحة جديدة بيضاء. إلبسني، ولن تجد نفسك كملك الأسطورة عارياًَ... |
اللهم بلغنا رمضان
اقتباس |
03-19-2011, 12:45 AM | #83 |
كاتبة
|
الحبيب الفرنسي لم أكن أدري أن نهر السين من الشمبانيا، قبل أن يركض بي مركبك بين برج إيفل وقنال سان مارتان.. جئتك من بيروت بملابس الحربية المرقطة، فغَمَرْتَني بمخمل "جنوه" ودانتيل باريس ومباهج الحي اللاتيني. حملتني بين ذراعيك أمام كاتدرائية نوتردام فخرج أحدبها كازيمودو رافعاً شعارات الحب، ورقصت لنا الغجرية أزميرالدا وزفّتنا إلى الليل الباريسي... نصب شوبان البيانو الخرافي في ساحة الأوبرا فوق منصة الدهشة، وصار يعزف لنا بأصابع من ضوء القمر ما عزفه لجورج صائد وهو ينزف قلبه كحساء البندورة التي كانت تعدّها وهي تقهقه ساخرة منه، وصرتَ أنت ترتجل قصائد الحب كما لو تقمّصك سيرانو دي بيرجراك، وقلت في مطلعها: من لم يذق الحب الفرنسي لا يعرف حقاً طعم الحب!... فالأبدية في باريس لحظة حب. اذهب كل ليلة إلى لقائك في الحي اللاتيني والحزن من أمامي، والحزن من ورائي، وفي صدري يعربد تاريخ من الحروب والهزائم والانكسارات وقرون متعاقبة من الذل، فهل يحميني صدرك بقية الليل من الكوابيس؟
|
اللهم بلغنا رمضان
اقتباس |
03-19-2011, 01:06 AM | #87 |
كاتبة
|
عاشقة منفية إلى الحرية
إذا كنتَ رائد فضاء أدعوك إلى قمري سيستقبلك في المطار السندباد والرخ والجنّي والشاطر حسن وبقية أصدقائي، وسيهديك علاء الدين فانوسه السحري وبساط الريح وسأروي لك حكاية امرأة، حاولوا قص أجنحتها، ونزفت في الظلمة سراً. ومن يومها تعلمت التحليق مثلك... ومن يومها صار الفضاء سجنها، والحرية منفاها... |
اللهم بلغنا رمضان
اقتباس |
03-19-2011, 01:07 AM | #88 |
كاتبة
|
يا للزمن .. يا للمراكب..
في اليوم الأول مرت بي الأرملة على ضفة السين وهي تنتحب غارقة في السواد. في اليوم الثاني مرت بي الأرملة على ضفة السين وهي تبتسم غارقة في السواد. في اليوم الثالث مرت بي الأرملة على ضفة السين وهي تقهقه مع بحار وترتدي الفراشات والأزهار... تهامست العصافير عليها: يا للزمن.. يا للمراكب.. تهامست الأشرعة: يا للمطر العذب |
اللهم بلغنا رمضان
اقتباس |
03-19-2011, 01:07 AM | #89 |
كاتبة
|
الحب الدمشقي الجديد
معك، أكتشف أن الربيع لا يجيء إلا إكراماً لسنونو واحد... وقبلك كنت أتوهم أن السنونو لا يصنع الربيع... معك تأملت الرماد يعود جمراً، ومياه برك المطر الموحلة في الشوارع ترجع سحاباً، والأنهار الموسخة قرب مصباتها تعود نقية إلى ينابيعها، وقطرة العطر تغادر زجاجتها الكريستالية إلى وردتها الوطن / الأم. والزهور الذابلة في صالونات الآنية الفضية تعود براعم صغيرة إلى حقولها، وطيور البوم اللطيفة تتعلّم التغريد الشجي كعصافير الحب... معك تأملت رمل الزمن الأزرق في ساعتي الرملية وهو يسقط من الأسفل إلى الأعلى، وعقارب الساعة تركض إلى الوراء، معك اكتشفت كيف يغادر القلب الحديقة الزجاجية للنباتات السجينة ليعود غابة، ومعك أدركت الحقيقة غير الجذّابة: ما الحب إلا للحبيب الأخير... تراني أحبك؟ |
اللهم بلغنا رمضان
اقتباس |
03-19-2011, 01:10 AM | #90 |
كاتبة
|
بطاقة هوليوود: الثراء المدقع
لم أصدق يوماً اكذوبة الكسالى بأن المال لا يصنع السعادة إلا في هذه المدينة... اكتشتفتُ في هوليوود أن بوسع المرء أن يكون ثرياً وجائعاً إلى الحب، شهيراً ويختنق - في الزحام - وحشةٌ ! معك اكتشفتُ ذات يوم حباً أطول من الزمن، وأكبر من الفراق، وأكثر شراسة من الغياب. معك اكتشفتُ قاعاً آخر. لكن الرياح لم تحالف شهوات الأجنحة. إنها تمطر في "صن ست بولفار"... حيث أطارد ظلك. ترى أين تنتهي دموعي، وأين يبدأ المطر؟ |
اللهم بلغنا رمضان
اقتباس |
رد علي الموضوع |
الكلمات الدلالية (Tags) |
السلام, الكاتبة, غاية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|