|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-14-2016, 03:16 PM | #81 |
كاتبة
|
والصوم:
عندما شرعه الإسلام، لم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من بعض الأطعمة والأشربة، بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائما من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكورة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(5) وفي السنة المطهرة «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»(6) «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ»(7) |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:17 PM | #82 |
كاتبة
|
والحج:
قد يحسب الإنسان أن السفر إلى البقاع المقدسة الذي كلف بها المستطيع واعتبر من فرائض الإسلام على بعض أتباعه يحسبه الإنسان رحلة مجردة عن المعاني الخلقية، ومثلا لما قد تحتويه الأديان أحيانا من تعبدات غيبية. وهذا خطأ {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}(8) هذا العرض المجمل لبعض العبادات التي هي أركان الإسلام، نستبين منه متانة الأواصر التي تربط الدين بالمقاصد والحِكَم. إنها عبادات متباينة في جوهرها ومظهرها، ولكنها تلتقي عند الغاية والهدف والمقصد. فالصلاة والصيام والزكاة والحج، وما شابه هذه الطاعات من تعاليم الإسلام، هي مدارج الكمال المنشود، وروافد التطهر الذي يصون الحياة ويعلى شأنها، ولهذه السجايا الكريمة -التي ترتبط بها أو تنشأ عنها- أعطيت منزلة كبيرة في دين الله. فإذا لم يستفد المرء منها ما يزكِّى قلبه، وينقِّى لبه! ويهذب بالله وبالناس صلته فقد هوى. وربما قدر الطفل على محاكاة أفعال الصلاة وترديد كلماتها.. ربما تمكن الممثل من إظهار الخضوع وتصنع أهم المناسك.. لكن هذا وذاك لا يغنيان شيئا عن سلامة اليقين، ونبالة المقصد. والحكم على مقدار الفضل وروعة السلوك يرجع إلى مسار لا يخطئ، وهو الخلق العالى!(9) |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:18 PM | #83 |
كاتبة
|
عفو عن الخطأ والنسيان في الفروع:
ولقد عفي الله في الفروع عن الخطأ والنسيان فلا حرج علي من نسي أو أخطأ فيه «مَنْ نَسِىَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ»(10) وصيامه صحيح «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»(11) |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:19 PM | #84 |
كاتبة
|
لإيمان المزور:
فليست العبرة في الجوع والعطش إنما العبرة في المقاصد والمعاني وأصول الشريعة ولم يعف الإسلام عن الخطأ فيها أو نسيانها لأنها يجب أن تختلط بلحمه وتسيل مع دمه في عروقه ينبض بها قلبه. وفي هذا يقول ربنا تبارك اسمه:{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}(12) علامة المكذبين بيوم الدين سوء خلقهم مع الله بداية بالإهمال في حقه الصلاة ولم يتوجهوا إليه بالإخلاص في العبادة فراحوا يراؤون الناس، وسوء خلقهم مع الناس نهاية فينهر اليتيم ولا يتمثل أخلاق الدين التي دعت إلي التكافل والمحبة والرأفة، فمنع خيره عن الناس (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) وورد في ذلك قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِى جِيرَانَهاَ بِلِسَانِهَا قَالَ «هِىَ فِى النَّارِ» قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاَتِهَا وَأَنَّهَا تَصَدَّقُ باِلأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلاَ تُؤْذِى جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ «هِىَ فِى الْجَنَّةِ »(13) ويتضح من هذا ارتباط الخلق (المقصد والغاية) بالإيمان الحق، وارتباطه بالعبادة الصحيحة،فهو أساس الصلاح في الدنيا والنجاة في الأخرى. فالإيمان والصلاح والأخلاق، عناصر متلازمة متماسكة، لا يمكن الفصل بينها. وانظر إلي عاقبة من انفكت عبادته عن مقاصدها وغاياتها فلم يحقق ما تصبوا إليه العبادة. صلي وزكي وحج واعتمر وصام وقام؛ لكنه ما أحدث تغييرا في داخله, هو متمسك بالدين ظاهرا بعيد عنه كل البعد باطنا وجوهرا ففي الحديث «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ» قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ»(14) إنه كبنَّاء يبني ما يبنيه في يومه ثم يمسي يهدم ما قد بناه فهل يعد هذا انجازا؟! أو كتاجر يملك في محله بضائع بألف وعليه ديون قدرها ألفان، هل يُعد هذا المسكين غنيا، والمتدين الذي يؤدي بعض العبادات بصورة شكلية، وبعدها لا يُؤْمَن شرُّه ولا يُسْلَم من أذاه فكيف يعد هذا تقيا؟! |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:20 PM | #85 |
كاتبة
|
"... وإنَّ سُوءَ الخُلُق لَيُفْسِد العملَ كما يُفْسِدُ الخلُّ العسلَ" (15)
فعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَا هُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ ثُمَّ عَادَ وَأُرَاهُ قَالَ بِالْهَاجِرَةِ قَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِنَّهُمَا وَاللَّهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا. قَالَ «ادْعُهُمَا». قَالَ فَجَاءَتَا –قَالَ- فَجِىءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا «قِيئِى». فَقَاءَتْ قَيْحاً أَوْ دَماً وَصَدِيداً وَلَحْماً حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ ثُمَّ قَالَ لِلأُخْرَى «قِيئِى». فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ثُمَّ قَالَ «إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمَا جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى فَجَعَلَتَا يَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ»(16) فإذا نمت الرذائل في النفس، وفشا ضررها، وتفاقم خطرها، انسلخ المرء من دينه كما ينسلخ العريان من ثيابه، وأصبح ادعاؤه للإيمان زورا، فما قيمة دين بلا خلق؟!! وما معنى الإفساد مع الانتساب لله؟!! وتقريرا لهذه المبادئ الواضحة في صلة الإيمان بالخلق القويم يقول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى [وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ] وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» وفي رواية [وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ](17) |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:22 PM | #86 |
كاتبة
|
ختلاف العلماء في الفروع واتفاقهم في الأصول:
ومن المعلوم أن علماء الأمة اتفقوا علي أن للشعائر مقاصد ومعاني وغايات, واختلفوا في طريقة أداء هذه الشعائر, وللفقهاء والعلماء في ذلك مذاهب وآراء, فلتُؤَدَّي علي أي وجه, فلتضع يدك في الصلاة علي أي وضع علي أي مذهب وأن تصلي التراويح علي أي مذهب المهم أن تصلي الصلاة التي تؤتي ثمارها. ويطيب لي أن أذكر ما حكاه الإمام الغزالي عن الإمام بشر بن الحارث الحافي -وهو أحد الصالحين والورعين القدماء- أن رجلا جاء يودعه وقال: قد عزمت على الحج، فتأمرني بشيء؟ فقال له: كم أعددت للنفقة؟ فقال: ألفي درهم. قال بشر: فأي شئ تبتغي بحجك، تزهُّدا، أو اشتياقا إلى البيت، أو ابتغاء مرضاة الله؟ قال: ابتغاء مرضاة الله. قال: فإن أصبت مرضاة الله تعالى، وأنت في منزلك، وتنفق ألفي درهم، وتكون على يقين من مرضاة الله تعالى، أتفعل ذلك؟ قال: نعم. قال: اذهب فأعطها عشرة أنفس: مدين يقضي دينه، وفقير يرم شعثه، ومعيل يغني عياله، ومربي يتيم يفرحه، وإن قوي قلبك تعطيها واحدا، فافعل، فإن إدخالك السرور على قلب المسلم، وإغاثة اللهفان، وكشف الضر، وإعانة الضعيف، أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام. قم فأخرجها كما أمرناك، وإلا فقل لنا ما في قلبك. فقال: يا أبا نصر، سفري أقوى في قلبي. فتبسم بشر رحمه الله، وأقبل عليه وقال له: المال إذا جمع من وسخ التجارات والشبهات، اقتضت النفس أن تقضي به وطرا، فأظهرت الأعمال الصالحات، وقد آلى الله على نفسه أن لا يقبل إلا عمل المتقين.(18) |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:22 PM | #87 |
كاتبة
|
حصول التقوى:
والتقوى غاية الأمر، وجماع الخير، ووصية الله للأولين والآخرين، والصوم فرصة عظمى للتزود من التقوى، قال تعالى {...لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(19) تصور مريضا لم يذهب إلي طبيب أو ذهب ولكن لم يتناول الدواء أو تناوله علي غير ما أوصي به الطبيب؟! فهذا يعد من السفهاء. فعندما يصبح همُّ المسلم أن يؤدي العبادات بطريقة شكلية دون الالتفات إلي مقاصدها ودون إحداث تغيير في أخلاقه فلا يجد للعبادة ثمرة, ولا يجد حلاوة الإيمان, وتجد انفصاما في شخصية بعض المسلمين, فقد تجده شخصًا كثير الصلاة والصيام والحج والاعتمار، وفي الوقت نفسه لا يُؤتَمَن علي شيء، ولا يتحَرَّى الصدق، ويُسيء معاملة الآخرين, وتجده قليل الصبر عند البلاء؛ فهو إذا لم يتغير بعبادته ولم يستفد من أدائها. فالمقصد من العبادة هو أداؤها بطريقة تحقق هدفها. وفي هذا المعنى يقول ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكُّر خير من قيام ليلة والقلب ساه.(20) فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة, واختص الله صيام رمضان لينبني عليه ركن من أركانه, ومن لم يصم رمضان لغير عذر شرعي فقد انتقص ركنا من أركان إسلامه, فرمضان مدرسة تَبني في شخصية ونفسية المسلم وروحة وقلبه ما لا ينبني إلا بصيام رمضان فهو لذلك ركناً. ومن هنا فالصيام الذي يؤدي إلي تغيير في الصائم وارتقاء في طبقات بنيانه هو الصوم المطلوب ومن هنا فالتغيير أمر حتمي. وليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والمفطرات في نهار رمضان ولكن المقصود هو أن يحدث الصيام فينا تغييرا. ففي الحديث «.. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ [حَصِينَةٌ] وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ. وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ»(21) فالصيام جنة أي وقاية من الأخلاق السيئة ومن النار فمن صام وحقق الهدف فرح بصومه وإلا لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش والعذاب يوم القيامة «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»(22) فمن لم يغيِّر فيه رمضان ويؤثِّر فيه أخشي أن يصيبه دعاء جبريل عليه السلام وتأمين الرسول صلي الله عليه وسلم «إِنَّ جِبْرِيلَ آتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغَفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ فَقُلْتُ: آمِينَ »(23) فليس المقصد من العبادة أداؤها من الناحية الشكلية بل المهم أداؤها بطريقة تحقق هدفها. ولكل عبادة ظاهر وباطن وقشر ولب فإليك الخيرة الآن في أن تقنع بالقشر عن اللباب أو تتحيز إلى غمار أرباب الألباب. فرمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة والكِفة الراجحة. ولما حباه الله تعالى من المميزات فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال. لنجعل قصدنا هذا العام بصيام رمضان وقيامة إيمانا واحتسابا للتربية والتهذيب والتغيير ونساعد أنفسنا بتخليصها من النار فتعتق الرقاب وتتطهر القلوب وتزكو النفوس. |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:29 PM | #88 |
كاتبة
|
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(24)
و «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(25) قال الخطابي: احتسابا أي عزيمة وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه.(26) تدارَك ما استطعتَ مـن الخطايـا *** بتوبةِ مخلـصٍ واجعل مـدارَك على طلبِ السلامـةِ من جحيـم *** فخَير ذوي الجـرائمِ من تدارَك عبدالوهاب عمارة إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-14-2016, 03:33 PM | #90 |
عضو فخري
|
، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من علْمٍ لا ينفعُ، ومن قلْبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها).[5] (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ).[6] (قَلَّما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقومُ من مجلِسٍ حتى يدعُوَ بهؤلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ: اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا، اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا، وأبصارِنا، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا، واجعَلْ ثَأْرَنا عَلَى مَنْ ظلَمَنا، وانصرْنا عَلَى مَنْ عادَانا، ولا تَجْعَلِ مُصِيبَتَنا في دينِنِا، ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا، ولَا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولَا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لَا يرْحَمُنا
|
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 92 ( الأعضاء 0 والزوار 92) | |
|
|