|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-15-2014, 05:28 AM | #911 |
|
تأملوا هذا الحديث ونحن نصوم رمضان، فإذا لم يُغفر لنا في رمضان فمتى تكون المغفرة؟ إذا كنا في رمضان ونفعل المعاصي ونترك الواجبات ولم نكن صادقين في توبتنا إلى ربنا الرحمن الرحيم فمتى نحقق التوبة؟ وماذا ننتظر؟
|
|
07-15-2014, 05:29 AM | #912 |
|
هل ننتظر أن يصل الواحد منا إلى لحظة الموت فيريد أن يتوب؟ قال الله - تعالى -: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ)، أو نريد تأخير التوبة حتى يدخل الإنسان في قبره (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)، لكن الجواب (كلا) لا يمكن أن يرجع لكي يتوب.
|
|
07-15-2014, 05:29 AM | #913 |
|
وهل نريد تأخير التوبة إلى القيامة والحشر (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ)، لكن يكون الجواب (قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ) أي إلى الدنيا..
|
|
07-15-2014, 05:30 AM | #914 |
|
وهذا لا يكون أبداً.. هل نريد تأخير التوبة حتى تهلكنا الذنوب فتجعلنا في النار فنندم (فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ) ونحن حتماً لا نريد هذا المصير فعلينا أن نستغل رمضان فلا ينقضي إلا وقد غُفر لنا ما فعلنا بفضل من ربنا - سبحانه وتعالى -.
|
|
07-15-2014, 05:33 AM | #915 |
|
إخوةَ الإيمان: التغيُّر والتغيير سُنةٌ كونيَّة، وإرادةٌ إلهيَّة، فطبيعة الحياة في تقلُّب وتبدُّل، وتغير وتلوُّن، تأمَّلْ في الكون، في طبيعته، ومناخه وأحواله، ترَ أنَّ الحال لا تدوم فيه على واحدة، وكذلك سُنَّة التغيُّر في بني الإنسان هي واقعٌ مشهود، وحالٌ منشود، فأنتَ أنت - يا عبدَ الله - لستَ أنت قبلَ خمس سنوات، وأنت اليوم لستَ أنت بعد سنين - إن طالتْ بك الأيَّام -، فالإنسان في دنياه متغيِّر من حالٍ إلى حال، متغيِّرٌ في صحته وقدراته، في تفكيره وعقلِه، في عملِه وعلمه وإيمانِه، وليس في هذا الكون توقف، الكلُّ يسعى؛ إما إلى الأحسن، وإمَّا إلى الأسوأ، وفي الحديث: ((كلُّ الناس يغدو، فبائعٌ نفسَه فمُعتِقها، أو موبِقها))
|
|
07-15-2014, 05:34 AM | #916 |
|
يقول ابن رجب - رحمه الله -: "أن كل إنسان فهو ساعٍ في هلاك نفسه، أو في فِكاكها، فَمَن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله، وأعتقها من عذابه، ومَن سعى في معصية فقد باع نفسه بالهوان، وأوبقَها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه"
|
|
07-15-2014, 05:35 AM | #917 |
|
الكثير منا يبحث عن تطوير النفس، وتقدُّم الذات، وقد يُنفق المالَ والوقت؛ للحصول على دوراتٍ في التغيير، وتربية الذات، وفنِّ التعامل؛ وهذا شيءٌ حسنٌ يدلُّ على الوعي، ونُضْج العقل، ولكن هل سألْنا أنفسَنا عن أمر التغيُّر المتعلِّق بالتديُّن والاستقامة، هل استقامتنا هي هي استقامتنا قبلَ أشهر أو سنوات؟ هل تديننا وطاعتنا وقرباتنا في ازدياد، أم إلى نقصان؟ وهل علاقتنا مع ربِّنا في تقدُّمٍ، أمْ في تأخُّر، ماذا عن تعظيمنا لشعائر الله؟ وماذا عن وقوفنا عندَ حدود الله؟ أسئلة وأسئلة، يحملُ كلُّ واحد منَّا إجابتَه، وكلٌّ أدرَى بعيوب نفسه، وتقصيرها وتفريطها.
|
|
07-15-2014, 05:36 AM | #918 |
|
ومع ذلك كلِّه، مع ذلك كله، فذاك الرجلُ يتمنَّى ويتمنَّى، يتمنَّى ماذا؟
يتمنَّى أن يُغيِّر حالةَ الشقاء التي يعيشها، وشؤم المعصية التي جثمتْ على حياته، كم فكَّر وقدَّر أن يُغيِّر وضعَه ويتغيَّر، فيلحقُ بركْب الطائعين، ويُذلِّل وجهَه لله مع القانتين الساجدين، كم تمنَّى أن ينامَ قريرَ الجَفْن، قد أدَّى حقَّ الله - تعالى - عليه، وكم تاقتْ نفسُه أن يكون حاملاً للقرآن، تالياً له آناءَ الليل، وأطرافَ النهار!. |
|
07-15-2014, 05:38 AM | #920 |
|
إنَّها أمنياتٌ وأمنيات تدلُّ على أنَّ في النفوس بقايا من الخير، وخبايا من الإيمان، ولكن هل فكَّر ذاك الرجل بجِدٍّ، وقرَّر بحزم أن يعيشَ هذه الأمنياتِ واقعاً ملموساً، وشاهداً محسوساً؟ إنَّها - وربي - سهلةٌ ويسيرة على من يسَّرها الله عليه، نَعمْ نستطيع أن نتغيَّر.
|
|
موضوع مغلق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 166 ( الأعضاء 0 والزوار 166) | |
|
|