|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
بيـــــــــــــــروت
بيروت
يسألونني عن بيروت وما ينتظرون مني أن أقول؟ هي أمي هي حبي هي حلمي على شواطئها كنت بالأمس أغني بيروت يا حلماً شرقياً في خاطر الزمن أبحث عنك نورا في ليل الألم بيروت مدينتي أودعتها سفينتي أبحث عنها دوما في مدن التاريخ فأسأل العابرين عن مدينة تاهت في ذاكرة الزمن وأصادف منهم من يقول : بيروت عروس المدينة على الشاطئ تغفو حزينة هي الأخرى تبحث عن بنيها آه بيروت آه بيروت لاتحزني دع الدمع وأهجري ليل العذاب فأبناؤك العاصون في انتظارك على الأبواب قد حطموا الأسوار وهدموا السدود فلا مرجان ولا ياقوت إلا في بحرك يا بيروت قد نرحل نحن ولا نعود وتبقين أنت يا بيروت يا ست الدنيا يا بيروت… من باعَ أساوركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟ من صادر خاتمكِ السحريَّ وقصَّ ضفائرك الدهبيّهْ؟ من ذبح الفرح النائم في عينيك الخضراوين؟ من شطّب وجهكِ بالسكّين، وألقى ماء النار على شفتيك الرائعتين من سمَّم ماء النار على شفتيكِ الرائعتين من سمم ماء البحر، ورشَّ الحقد على الشطآن الورديّه؟ ها نحن أتينا.. معتذرين.. ومعترفين أنا اطلقنا النار عليك بروح قبليّه.. فقتلنا امرأة ً.. كانت تدعى (الحريَّه) ماذا نتكّلم يا بيروت.. وفي عينيك خلاصة حزن البشريّه وعلى نهديكِ المحترقين.. رماد الحرب الأهليّه ماذا نتكلّم يا مروحة الصيف، ويا وردته الجوريه من كان يفكر أن نتلاقى – يا بيروت – وأنت خرابْ؟ من كان يفكر أن تنمو للوردة آلاف الأنياب؟ من كان يفكرُ أنّ العين تقاتل في يوم ٍ ضدّ الأهداب؟ ماذا نتكلَّم يا لؤلؤتي؟. يا سنبلتي.. يا أقلامي.. يا أحلامي.. يا أوراقي الشعريه.. من أين أتتكِ القسوة يا بيروت، وكنتِ برقّة حوريّه.. لا أفهم كيف انقلب العصفور الدوريُّ.. لقطةِ ليلٍ وحشيّه.. لا أفهم أبداً يا بيروت لا أفهم كيف نسيت الله.. وعتِ لعصر الوثنيّه.. يا ستَّ الدنيا يا بيروت.. يا حيثُ الوعدُ الأوّل.. والحبُّ الأول.. يا حيث كتبنا الشعر.. وخبّئناه بأكياس المخمل.. نعترف الآن.. بأنّا كُّنا يا بيروت، نحبُّكِ كالبدو الرحَّل.. ونمارس فِعل الحبَّ.. تماماً كالبدو الرحّل… نعترف الآن.. بأنّكِ كنتِ خليلتنا نأوي لفِراشكِ طول الليل… وعند الفجر، نهاجر كالبدو الرحَّل نعترف الآن.. بأنّا كنّا أميين.. وكنّا نجهل ما نفعل.. نعترف الآن، بأنّا كنّا من بين القتله.. ورأينا رأسك.. يسقط تحت صخور الروشةِ كالعصفور نعترف الآن.. بأنّا كنّا – ساعة نُفِّذ فيكِ الحكم – شهود الزور.. نعترف أمام الله الواحد.. أنّا كنّا منكِ نغار.. وكان جمالكِ يؤذينا.. نعترف الآن.. بأنّا لم ننصفكِ.. ولم نعذركِ.. ولم نفهمكِ.. وأهديناكِ مكان الوردةِ سكّينا… نعترف أمام الله العادل… أنّا راودناك.. وعاشرناكِ.. وضاجعناكِ.. وحمّلناكِ معاصينا.. يا سِتَّ الدنيا، إنّ الدنيا بعدكِ ليست تكفينا.. الآن عرفنا.. أنّ جذوركِ ضاربة ٌ فينها.. الآن عرفنا.. ماذا اقترفت أيدينا. والبحر يفتش في دفتره الأزرق عن لبنان والقمر الأخضر .. عاد أخيراً كي يتزوج من لبنان .. أعطيني كفك يا جوهرة الليل ، وزنبقة البلدان نعترف الآن .. بأنا كنا ساديين ، ودمويين .. وكنا وكلاء الشيطان يا ست الدنيا يا بيروت .. قومي من تحت الردم ، كزهرة لوز في نيسان قومي من حزنك .. إن الثورة تولد من رحم الأحزان قومي إكراماً للغابات .. وللأنهار .. وللوديان .. قومي إكراماً للإنسان .. إنا أخطأنا يا بيروت .. وجئنا نلتمس الغفران .. ما زلت أحبك يا بيروت المجنونه .. يا نهر دماء وجواهر .. ما زلت أحبك يا بيروت القلب الطيب .. يا بيروت الفوضى .. يا بيروت الجوع الكافر .. والشبع الكافر .. ما زلت أحبك يا بيروت العدل .. ويا بيروت الظلم .. ويا بيروت السبي .. ويا بيروت القاتل والشاعر .. ما زلت أحبك يا بيروت العشق .. ويا بيروت الذبح من الشريان إلى الشريان .. ما زلت أحبك رغم حماقات الإنسان ما زلت أحبك يا بيروت .. لماذا لا نبتدئ الآن ؟؟ ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
|
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|