علاما ينظرون
هذا ينظر , وذاك ينظر , وتلك تنظر , وأولئك ينظرون , الكل ينظر , أهلنا في منزلنا ينظرون , لاأعرف لما , ربما يظنوننا نكذب عليهم لذلك ينظرون , ربما يظنوننا خرجنا عن العادات والتقاليد والأعراف والشروط لذلك ينظرون , ربما وربما وربما , أسئلة كثيرة في نظراتهم , وعلاما ينظرون .
الجميع ينظر , وفي كل مكان ينظرون , في السوق والمدرسة والعمل والشارع ينظرون , لكن لما نخدع أنفسنا ونخدعهم , نحب نظرات بعضهم أليس كذلك , وتخنقنا نظرات آخرين , حتى أننا نفعل اشياء لكي ينظرون , وحين ينظرون نسأل , علاما ينظرون , هل أنا جميل , أو أنيق أو يظنونني ثري , ويحي , أيظنونني غبي أو سفيه , البعض ينظرون إلينا بعقليتهم المحدودة , يظنوننا لصوصا أو مدمنون أو حتى شاذين مثليين نميل إلى أبناء جنسنا , ربما! أقول ربما! بعضهم لديه عذرا حين يظنون , تصرفاتنا وغرابتنا تجعلهم ينظرون ويتعجبون .
- نلبس نظارة سوداء! هل لنحجب ضوء الشمس عنا؟ أم لنخفي نظرات أعيننا؟ أم لنكن غامضين لمن ينظرون إلينا .
- نشعل سيجارة! هل لصداعا اصابنا؟ أم تفاخرا في أنفسنا؟ أم لنصبح طائشين لم ينظرون إلينا .
- نضع سماعة في اذننا! هل لنسمع شيئا يروقنا؟ أم لنمنع أصوات الناس عنا؟ أم لنبين مشاعرنا لمن ينظرون إلينا .
- نرتدي ملابسا فاخرة! هل لأنها عاداتنا؟ أم لنظهر مدى أناقتنا؟ أم لنلفت أنتباه من ينظرون إلينا .
- نجلس متكئين في سيارتنا! هل لقيادة بهدوء نريدها؟ أم لنظهر مدى راحتنا؟ أم لنكون غير مبالين لمن ينظرون إلينا .
لكن ألم نكتفي من النظر ولم يكتفون , لما لاينظرون بداخلهم وإلى ذنوبهم وخطاياهم , لما لاينظرون بعمقا أو طمأنينة أو سكينة أو حتى بصيرة , لماذا لايتأملون , أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها , ليتهم ينظرون إلى هذه بقلوبهم يتمعنون ويتفكرون , لكنهم لايريدون أن ينظرون أو يتأملون , أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت , وإلى السماء كيف رفعت , وإلى الجبال كيف نصبت , وإلى الأرض كيف سطحت , كلها مناظر جميلة وعجيبة , ولكن من ينظر لاأحد , يريدون أن ينظرون إليك أنت , أنت وحدك .
أكتفينا من النظر ونريدهم أن يكتفون , ولكن هل يكتفون لن يكتفون , سيظلون ينظرون وينظرون حتى (هما) يموتون , وسيظلون ينظرون وينظرون إليك حتى أصغر عيبا سيظهرون لديك , ولن يكتفون , سيظلون ينظرون وينظرون , ولكن بداخلهم لم ينظرون ولن ينظرون .
(حبرا نازف من قلمي)