#1
|
|||||||||
|
|||||||||
العشر الآواخر
ها هي العشر الأواخر على الأبواب .
فهل بدأت تفتري من العبادة والطاعة ؟ حتى وإن بدا فيك شيئ من الفتور والكسل فأدفعه بقرب الوداع وحفز بالأجور المضاعفة ، وهل ترضى لنفسك ان يدرك الناس ليلة القدر ، وتحرمه أنت ؟ إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار , بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق ، فلا تكن الخيل أفطن منا .. ! " إنما الأعمال بالخواتيم " .. قال ابن تيمية رحمه الله: العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات أمامك الجزء الاخير فاقتصد في راحتك ، قلّل نومك ، اتعب في الطاعة ، تزوّد لآخرتك .. و مّا رمضان إلا " أيّاما معدودات" اغتنم مواسم الخير بعمارتها بما يقربك إلى ربك ، واحذر من التفريط والإضاعة ، فمن تَذَكَّرت حلاوةَ الثواب ، وعِظَمَ الأجر ِ، وليلةَ القدر ِ، هانت عليها مُرُّ المجاهدة . فقد كان الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره . فيا من فرطت أول الشهر ، إياكِ أن تفوتك هذه النفحات ، واسمع إلى قول نبينا صل الله عليه وسلم ( إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُم ْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُوم ٌ) كان بعض السَلف إذا نام ليلة عن قيام الليل بكىَ كأنه فُجِع بولدهَ ، يقول : "ما فاتني قيامُ هذَه الليلة إلا لأنّ منَزلتي عند الله نقصَت " أيه الراقد كم ترقد .. قم يا حبيبا قد دنا الموعد و خذ من الليل وساعاته .. حظاً إذا هجع الرقد من نام حتى ينقي ليله .. لم يبلغ المنزل أو يجهد قل لذوي الألباب أهل التقى .. قنطرة العرض لكم موعد اخوتي.. يرحل رمضان ثم يعود ! وأنتِ قد ترحلين ولا تعودين !! فاغتنمي ما بقي من هذا الشهر الفضيل ، وتذكري قول الحق تبارك وتعالى: { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } أتتك العشر فأعتزل الخلق وإتجه للخالق ، فانما هي ايام وتنقضي ، وربّما عمرك ينقضي ايضاً . وتأمل قبل أن تدرك العيد كلما رحل عيد وأتى عيد ، قل عدد الرؤوس التي تقبلها ، وزاد عدد الذين يقبلون رأسك ! هكذا هي الحياة تبادل مواقع في طريق الرحيل .. فاعمل لنفسك ! نسأل الله الكريم أن يوفقنا إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته ويسلك لنا مسلك الصالحين ويحسن لنا الختام ويتقبل منا صالح الأعمال إنه جواد كريم.. نفعني الله واياكم بما نقول ونسمع .. نهايه السطور .. عندما تمُر أيام من رمضان نقول رمضان قارب على الرحيل .. وننسى أننَّا نَحنُ من قارب على الرحيل ! فرمضان إن رَحَل سيعُود ويعيشه من كُتِبَ له العيش إلى رمضان آخر ! ولكِّن نَحنُ إن رحلنا فليس لنا عودة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|