حنين
10-22-2009, 03:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني
و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،
أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على
و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن
يُمسِ فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو
موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة "
رواه البخاري .
ويجب أن نبحث عمن سماه سيد الاستغفار وذلك تحرزا
من الوقوع في البدع , فالشيطان أحرص ما يكون
على إضلال الناس .
ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ
الاستغفار الأخرى في الفضيلة والرتبة , وهذا مقرر
من كلام من لا ينطق عن الهوى .
والمتأمل فيه يجد أن هذا الدعاء قد أشتمل على التوبة
والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى :
ففيه أقرار من العبد بألوهية الله وذلك في قوله اللهم ,
و إقرار بربوبيته في قوله أنت ربي , و يقر بوحدانيته في
وقوله لا إله إلا أنت , ويقر بأنه عبد مربوب له في قوله
خلقتني وأنا عبدك ,
وقوله وأنا على عهدك على قولان :
الأول
( أي أنا على عهدك بالإيمان بك وبملائكته
وكتبك ورسلك – أركان الإيمان الستة - )
والثاني :
( أي العهد الذي أخذ من آدم وذريته وذلك
في قوله تعالى :
"{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا
أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }
الأعراف172
"
الأعراف : 172 .
وقوله ووعدك أي الوعد الذي وعدتنا إياه وذلك في
قوله تعالى :
"الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=710#docu)( 1 )
ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=710#docu)( 2 )
وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=710#docu)
ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير "
هود : 3 ,
فالوعد هو المتاع الحسن في الدنيا ,
ويؤتي كل ذي فضل من فضله أي دخول الجنة في الآخرة ,
وقوله ما استطعت : أي على قدر استطاعتي ,
فإنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ,
والاستطاعة حقيقتها أستفراغ الجهد , أي بذل كل الجهد
الذي يمكن بذله وحقيقة الاستطاعة هي أن كل ما كلفنا به
إلا وفي مقدورنا فعله , وعليه يجب أن نكون صادقين
مع الله في الاستطاعة ,
وقوله أعوذ بك من شر ما صنعت , فيستعيذ الإنسان
من شر ذنوبه وتقصيره في أمره سواء كان التقصير
في القيام بشكر الإنعام و تقصيره بارتكاب الآثام ,
فالتقصير لا يقع فقط في أجتراح الآثام بل أيضا في التقصير
على شكر الإنعام , ولا يحرم العبد من نعمة إلا بذنب أصابه ,
والحقيقة أن التقصير واقع ولا محالة في شكر الإنعام
فقد قال تعالى :
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
النحل : 18 .
فيستعذ الإنسان بالله سبحانه وتعالى من شر ما صنع
أي من شر مغبته وسوء عاقبته , وحلول عقوبته ,
وعدم مغفرته أو من العود إلى مثله ,
فيلتجئ إلى الله من شر الأفعال وقبيح الأعمال ,
ورديء الخصال , وقوله أبوء لك بنعمتك أي أقر
واعترف بنعمة الله علي فاعترف بعظيم إنعامك
وترادف فضلك وإحسانك , بل وتفضلك على بفعل
الحسنات ويعلم أنه هو هداه ويسره لليسرى ,
ولولا توفيق الله لما هداه لها ابتداء ولما يسر له فعلها ,
, ويقر بذنوبه في قوله أبوء بذنبي , سواء كان ذلك
تقصيرا في واجب أو فعل نهي ويتوب منها في قوله فاغفر لي ,
فهو يسأل المغفرة من الله سبحانه وتعالى من ذلك كله ,
معترفا بأنه لا يغفر الذنب سواه ,
وكما قال بعضهم: أطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك
والحجة لك فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي
إلا ما غفرت لي. فرحمتك واسعة وصفحك كريم ,
ولا يتعاظمك ذنب أن تغفره , فأنت الغفور الرحيم .
الموضوع عبارة عن تلخيص لجزء من محاضرة بعنوان
فن سياسة الذات
وقبسات من كلام شيخ الاسلام في شرح هذا الحديث
لا تنسونا بدعوة بظهر الغيب .
مما قرأته أثناء تصفحي ورجوت فيه الفائده لنا جميعاً ..
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
" سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني
و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،
أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على
و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن
يُمسِ فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو
موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة "
رواه البخاري .
ويجب أن نبحث عمن سماه سيد الاستغفار وذلك تحرزا
من الوقوع في البدع , فالشيطان أحرص ما يكون
على إضلال الناس .
ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ
الاستغفار الأخرى في الفضيلة والرتبة , وهذا مقرر
من كلام من لا ينطق عن الهوى .
والمتأمل فيه يجد أن هذا الدعاء قد أشتمل على التوبة
والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى :
ففيه أقرار من العبد بألوهية الله وذلك في قوله اللهم ,
و إقرار بربوبيته في قوله أنت ربي , و يقر بوحدانيته في
وقوله لا إله إلا أنت , ويقر بأنه عبد مربوب له في قوله
خلقتني وأنا عبدك ,
وقوله وأنا على عهدك على قولان :
الأول
( أي أنا على عهدك بالإيمان بك وبملائكته
وكتبك ورسلك – أركان الإيمان الستة - )
والثاني :
( أي العهد الذي أخذ من آدم وذريته وذلك
في قوله تعالى :
"{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا
أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }
الأعراف172
"
الأعراف : 172 .
وقوله ووعدك أي الوعد الذي وعدتنا إياه وذلك في
قوله تعالى :
"الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=710#docu)( 1 )
ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=710#docu)( 2 )
وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=710#docu)
ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير "
هود : 3 ,
فالوعد هو المتاع الحسن في الدنيا ,
ويؤتي كل ذي فضل من فضله أي دخول الجنة في الآخرة ,
وقوله ما استطعت : أي على قدر استطاعتي ,
فإنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ,
والاستطاعة حقيقتها أستفراغ الجهد , أي بذل كل الجهد
الذي يمكن بذله وحقيقة الاستطاعة هي أن كل ما كلفنا به
إلا وفي مقدورنا فعله , وعليه يجب أن نكون صادقين
مع الله في الاستطاعة ,
وقوله أعوذ بك من شر ما صنعت , فيستعيذ الإنسان
من شر ذنوبه وتقصيره في أمره سواء كان التقصير
في القيام بشكر الإنعام و تقصيره بارتكاب الآثام ,
فالتقصير لا يقع فقط في أجتراح الآثام بل أيضا في التقصير
على شكر الإنعام , ولا يحرم العبد من نعمة إلا بذنب أصابه ,
والحقيقة أن التقصير واقع ولا محالة في شكر الإنعام
فقد قال تعالى :
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
النحل : 18 .
فيستعذ الإنسان بالله سبحانه وتعالى من شر ما صنع
أي من شر مغبته وسوء عاقبته , وحلول عقوبته ,
وعدم مغفرته أو من العود إلى مثله ,
فيلتجئ إلى الله من شر الأفعال وقبيح الأعمال ,
ورديء الخصال , وقوله أبوء لك بنعمتك أي أقر
واعترف بنعمة الله علي فاعترف بعظيم إنعامك
وترادف فضلك وإحسانك , بل وتفضلك على بفعل
الحسنات ويعلم أنه هو هداه ويسره لليسرى ,
ولولا توفيق الله لما هداه لها ابتداء ولما يسر له فعلها ,
, ويقر بذنوبه في قوله أبوء بذنبي , سواء كان ذلك
تقصيرا في واجب أو فعل نهي ويتوب منها في قوله فاغفر لي ,
فهو يسأل المغفرة من الله سبحانه وتعالى من ذلك كله ,
معترفا بأنه لا يغفر الذنب سواه ,
وكما قال بعضهم: أطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك
والحجة لك فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي
إلا ما غفرت لي. فرحمتك واسعة وصفحك كريم ,
ولا يتعاظمك ذنب أن تغفره , فأنت الغفور الرحيم .
الموضوع عبارة عن تلخيص لجزء من محاضرة بعنوان
فن سياسة الذات
وقبسات من كلام شيخ الاسلام في شرح هذا الحديث
لا تنسونا بدعوة بظهر الغيب .
مما قرأته أثناء تصفحي ورجوت فيه الفائده لنا جميعاً ..