مها يوسف
01-04-2012, 08:01 PM
( الله نشد ياحمود عن معرفة يوم ))
مفضي بن ولمان الاحمدي الحربي الذي فر من منازل عشيرته بسبب قتله رجلا
من افراد عشيرته ولم يتمكن من دفع الدية في الوقت ذاته فقد لجأ ابن ولمان الى جبل " رمان " في قرية " الصداعية " والتي يقطنها فخذ ( العليان ) من قبيلة شمر ، وقد اخذ يعمل برعي الابل لدى اميرالصداعية بعد ان اخفى اسمه الحقيقي خشية ان يتعرف عليه احد ، وقد اختفى بإسم مستعار و من عادة العرب حيث انهم كانو لايلحون في سوالهم على من يلتجأ اليهم ، وقد عاش هذا الفارس على حالته تلك مدة طويلة .
وفي ذات يوم : وعندما كان في المرعى مع الابل فاذا بغارة تهاجم طرف المرعى وتسطوا على ابل ابنة الامير التي تدعى ( رثعة ) وبسبب كثرة اعداد المهاجمين في تلك الغارة فلم يجب على صراخها واستغاثتها احد قط حتى ابن عمها الذي كان على فرسه. الا ان روح النخوة العربية الاصيلة التي كانت تتجسد في مفضي قد اجبرته لاشعوريا بالانطلاق خلف المغيرين وقاتلهم مجندلا من هم العدد الكثير من الفرسان وهو في حالة من الاستنجاد بنفسه حيث كان يصرخ ويقول انا الاحمدي انا الاحمدي وقد تم له مااراد وانقذ الابل كما اخذ الجياد التي قتل اصحابها وساق الجميع حتى موقف به على ابنة الامير واعطاها اياه : وترك كل شىء ليعود الى ابله ويكمل عمله : وفي هذه الاثناء انطلق من كان يشاهد كل تلك الاحداث ليخبر عنها الاهالي : وعندما وصل فارسنا مفضي الى القرية ، قصد معاميل القهوة كعادته كل يوم في خدمة الاهالي الذين يتسامرون كل ليلة عند الامير ، عندئذ استأذنت ابنة الامير من ابيها بأن تدخل الرفه ( وهي الجزء المخصص للرجال في بيت الشعر ) فأذن لها حيث كان كل من في المجلس من اقاربها ولاريب في ذلك فدخلت واشارت الى مفضي بأن يقوم من مكانه قرب المعاميل ليجلس الى يمين ابيها وعندها اخبرت اباها ورجال العشيرة بما حدث حيال ابلها وحلال العشيرة وقد سمع كل رجال العشيرة هذا الخبر ولكنهم صدموا عندما وجهت رثعة حديثها الى مفضي وقالت :
جاك الهوى مني بعشق من الراس=لاعاد ماتبخل بروحك عليه
يامثبت العزوة ويامروي الكـــــاس=يامنتخي بالعزوة الاحمدية
وماكان من الفارس الا وانه شاعر ايضا حيث رد عليها فورا
مالي هوى يابو ثمان كما المــــاس=يابوخديد كنه النــــــافعية
حالك على القرا وحالي على الياس=ماطول ماقضيت دين عليه
ماني من اللي همه البطن ولبـــاس=ولاعندهم بالطيبة والردية
عرف الامير وعشيرته أن عليه دم وسألوه عن ذلك فاخبرهم بقصته وعزموا على مساعدته وجمعوا الديه وأرسلوها الى اهل القتيل : بعد ذلك تزوج الفارس الشاعر مفضي بن ولمان ابنة الامير وعاش معهم كواحد من افراد قبيلتهم ردحا من الزمن وانجبت زوجته الاميرة ابنه حمود الذي كبر وترعرع بين اخواله
وذات يوم حدث خلاف بين حمود بن مفضي مع عدد من زملائه وهم صبية يلعبون ولما اشتد الخصام فيما بينهم لمزه احد بكلام كان غريب عليه ومعناه انه غريب وليس من قبيلته فنقل حمود ماحدث من الكلام الى ابيه : فقال الاب
ياحمود عن ديرة خوالك جلينا =شف دلوهم من يمنا تزحم الجال
لاعاد ماقربك يحشم علينــــــــا=شور عليك نقلط الـــــزمل نشتال
ورحل مع اسرته الى منازل عشيرته ومع ذلك افتقد اصدقاءه واقرانه من عشيرة العليان والذين قد قضى معهم اجمل سنين عمره فانشد قصيدة رائعة مخاطبا غنام صقر كان يقتنيه قال ::::::::
غنام وين ربوعك الغانمين =تلقى العلف بمرباعهم دب دومي
اقطع سبوقك وانهزم ياحزين= لربوع بين الفارعي والقدومي
ياحلو منزال على الشعبتين=لي قيل جضع مرسمته الوسومي
وقد حاول ابن ولمان ان ينسى تلك المرابع والبقاع ولكنه لم يستطيع ، واشتد عليه الشوق ، وقرر العودة لهم وقال :
ياحمود شد الزمل نرحل عن الدوم = بني عربنا يم اطاريف رمــــــان
ياحمود ماوالله علينا بــــــــها لوم = مااستانس الاوسط نزل العلياــن
ماكني الا عندهم باشة الــــــــــروم= ارجح بميزاني على كل ميــــزان
الله نشد ياحمود عن معرفة يـــــوم=وحنا ثمان وعشر ياحمود جيران
ياحمود يظهر لك صديق من القـوم=ويظهر من الربع القريبين عدوان
فشد الشديد عليه وعاد الى الصداعية وامضى بقية عمره فيها الى انتقل الى جوار ربه ولاتزال اثاره التاريخية في الصداعية حتى الان .
مفضي بن ولمان الاحمدي الحربي الذي فر من منازل عشيرته بسبب قتله رجلا
من افراد عشيرته ولم يتمكن من دفع الدية في الوقت ذاته فقد لجأ ابن ولمان الى جبل " رمان " في قرية " الصداعية " والتي يقطنها فخذ ( العليان ) من قبيلة شمر ، وقد اخذ يعمل برعي الابل لدى اميرالصداعية بعد ان اخفى اسمه الحقيقي خشية ان يتعرف عليه احد ، وقد اختفى بإسم مستعار و من عادة العرب حيث انهم كانو لايلحون في سوالهم على من يلتجأ اليهم ، وقد عاش هذا الفارس على حالته تلك مدة طويلة .
وفي ذات يوم : وعندما كان في المرعى مع الابل فاذا بغارة تهاجم طرف المرعى وتسطوا على ابل ابنة الامير التي تدعى ( رثعة ) وبسبب كثرة اعداد المهاجمين في تلك الغارة فلم يجب على صراخها واستغاثتها احد قط حتى ابن عمها الذي كان على فرسه. الا ان روح النخوة العربية الاصيلة التي كانت تتجسد في مفضي قد اجبرته لاشعوريا بالانطلاق خلف المغيرين وقاتلهم مجندلا من هم العدد الكثير من الفرسان وهو في حالة من الاستنجاد بنفسه حيث كان يصرخ ويقول انا الاحمدي انا الاحمدي وقد تم له مااراد وانقذ الابل كما اخذ الجياد التي قتل اصحابها وساق الجميع حتى موقف به على ابنة الامير واعطاها اياه : وترك كل شىء ليعود الى ابله ويكمل عمله : وفي هذه الاثناء انطلق من كان يشاهد كل تلك الاحداث ليخبر عنها الاهالي : وعندما وصل فارسنا مفضي الى القرية ، قصد معاميل القهوة كعادته كل يوم في خدمة الاهالي الذين يتسامرون كل ليلة عند الامير ، عندئذ استأذنت ابنة الامير من ابيها بأن تدخل الرفه ( وهي الجزء المخصص للرجال في بيت الشعر ) فأذن لها حيث كان كل من في المجلس من اقاربها ولاريب في ذلك فدخلت واشارت الى مفضي بأن يقوم من مكانه قرب المعاميل ليجلس الى يمين ابيها وعندها اخبرت اباها ورجال العشيرة بما حدث حيال ابلها وحلال العشيرة وقد سمع كل رجال العشيرة هذا الخبر ولكنهم صدموا عندما وجهت رثعة حديثها الى مفضي وقالت :
جاك الهوى مني بعشق من الراس=لاعاد ماتبخل بروحك عليه
يامثبت العزوة ويامروي الكـــــاس=يامنتخي بالعزوة الاحمدية
وماكان من الفارس الا وانه شاعر ايضا حيث رد عليها فورا
مالي هوى يابو ثمان كما المــــاس=يابوخديد كنه النــــــافعية
حالك على القرا وحالي على الياس=ماطول ماقضيت دين عليه
ماني من اللي همه البطن ولبـــاس=ولاعندهم بالطيبة والردية
عرف الامير وعشيرته أن عليه دم وسألوه عن ذلك فاخبرهم بقصته وعزموا على مساعدته وجمعوا الديه وأرسلوها الى اهل القتيل : بعد ذلك تزوج الفارس الشاعر مفضي بن ولمان ابنة الامير وعاش معهم كواحد من افراد قبيلتهم ردحا من الزمن وانجبت زوجته الاميرة ابنه حمود الذي كبر وترعرع بين اخواله
وذات يوم حدث خلاف بين حمود بن مفضي مع عدد من زملائه وهم صبية يلعبون ولما اشتد الخصام فيما بينهم لمزه احد بكلام كان غريب عليه ومعناه انه غريب وليس من قبيلته فنقل حمود ماحدث من الكلام الى ابيه : فقال الاب
ياحمود عن ديرة خوالك جلينا =شف دلوهم من يمنا تزحم الجال
لاعاد ماقربك يحشم علينــــــــا=شور عليك نقلط الـــــزمل نشتال
ورحل مع اسرته الى منازل عشيرته ومع ذلك افتقد اصدقاءه واقرانه من عشيرة العليان والذين قد قضى معهم اجمل سنين عمره فانشد قصيدة رائعة مخاطبا غنام صقر كان يقتنيه قال ::::::::
غنام وين ربوعك الغانمين =تلقى العلف بمرباعهم دب دومي
اقطع سبوقك وانهزم ياحزين= لربوع بين الفارعي والقدومي
ياحلو منزال على الشعبتين=لي قيل جضع مرسمته الوسومي
وقد حاول ابن ولمان ان ينسى تلك المرابع والبقاع ولكنه لم يستطيع ، واشتد عليه الشوق ، وقرر العودة لهم وقال :
ياحمود شد الزمل نرحل عن الدوم = بني عربنا يم اطاريف رمــــــان
ياحمود ماوالله علينا بــــــــها لوم = مااستانس الاوسط نزل العلياــن
ماكني الا عندهم باشة الــــــــــروم= ارجح بميزاني على كل ميــــزان
الله نشد ياحمود عن معرفة يـــــوم=وحنا ثمان وعشر ياحمود جيران
ياحمود يظهر لك صديق من القـوم=ويظهر من الربع القريبين عدوان
فشد الشديد عليه وعاد الى الصداعية وامضى بقية عمره فيها الى انتقل الى جوار ربه ولاتزال اثاره التاريخية في الصداعية حتى الان .