خالد مهيدات
08-10-2012, 08:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، و الصلاةُ و السلامُ على عبادِه المرسلين ، أمَّا بعدُ :
فهذه مشكلةٌ تؤرقني الحين بعد الحين ، ألا و هي كيف نبذلُ من مشاعرنا ، و لمَن ، و متى . و أخصُّ هذه المشاعرِ مشاعرُ الحبِّ الذي يجمعُ بين قيسٍ و ليلى ، حبٍّ يُعَبرُ عنه بالزواج .فاستجمعتُ الرأيَ البارحة على كتابةِ هذه الأسطر ِ ، و مفاوضتِكم القولَ فيها ، فلعلي حفظتُ شيئاً و ضيعتُ أشياءَ ، عسى أنْ نصلَ إلى رأيٍ تطمئنُّ به النفسُ . فلا تبخلوا - جزاكم اللهُ خيراً – بالمشورةِ و المناقشة .
مشاعرُ الإنسانِ رأسُ مالِه الحقيقيُّ ، و قلبُه بيتُ مالِه ، فإنْ هو راح ينفقُ من مشاعره على كلِّ مَن يمر ُّ به ، أو يغترُّه بكلمةِ " أحبكَِ " وجدَ نفسَه بعد مدةٍ أشباحَ ذكرى ، و أوجاعَ قلبٍ ، ميتاً في ربيعِ العمرِ . و كذلك إنْ بذلَ من قلبه و حبِّه قبل أوانِ البذلِ و العطاءِ .
قلوبُنا ليست فئرانَ تجاربٍ نعطيها لهذا مرةً و لذاك أخرى . قلوبُنا كنزٌ لا يُقَدرُ بثمنٍ ، فلا يستحقُّ منا أنْ نبيحَهُ لأولِ عابرِ سبيلٍ إرضاءً لأوهامِ المراهقةِ ، أو استسلاماً لأحلامِ الأمومةِ . لا بدَّ من التريثِ و حسنِ النظرِ .
المقولةُ المنسوبةُ إلى المسيحِ عليه السلامُ " لا يعيشُ الإنسانُ بالخبزِ وحدَهُ " يمكنُ عكسُها فنقولُ : لا يعيشُ الإنسانُ بالحبِّ وحدَهُ . كلتاهما وجهانِ لعملةٍ واحدةٍ . الحياةُ ببساطتِها تطلبُ منَّا واقعاً سهلاً نعيشُه لا أوهاماً و مثالياتٍ . فكم من بيتٍ بُنِيَ على حبٍّ هُدِمَ لأولِ سنةٍ . كيف يحلُّ الحبُّ عجزَ الرجلِ عن القيامِ بحقوقِ الزوجيةِ ؟ و كيف يحلُّ الحبُّ عقمَ الرجلِ ؟ و كيف يحلُّ الحبُّ قلةَ ذاتِ اليدِ ؟ المرأةُ تريدُ زوجاً كاملَ الزوجيةِ لا صنماً تطوفُ حوله . في الحالتين الأولى و الثانيةِ ما من حلٍّ للمرأةِ سوى الطلاقِ . أمَّا في حالةِ عجزِ المرأةِ و عقمِها فيستطيعُ الرجلُ الزواجَ بالثانيةِ و إبقاءَ الأولى مودةً و رحمةً . إنَّ تعددَ الزوجاتِ بابُ رحمةٍ .
نعم قد يعيشُ بعضُهم قصةَ حبٍّ نبيلٍ محفوفٍ بالعفةِ و الطهرِ . إلا أنَّ غالبَ هذه القصصِ تنتهي بخيبةِ قلبٍ و انكسارِ نفسٍ كأنْ يعتذرَ الرجلُ باختيارِ أهلِه له بنتَ عمِّه أو بنتَ خالتِه - قد رأيتُ بعضَهم يعتذرون بهذا العذرِ لأنَّ المرأةَ من العفةِ و رجاحةِ العقلِ بمكانٍ – و قد يُرفَضُ الرجلُ من أهلها . فلا يتمُّ الأمرُ فيغرقُ الطرفان أو أحدُهما في حزنٍ و بؤسٍ ربما تطاولَ مع الأيامِ .
و لأمرٍ ما قال صلى اللهُ عليه و سلم : " أحبب حبيبَك هوناً ما عسى أنْ يكونَ بغيضَك يوماً ما. . . الحديث " ، و لحكمةٍ بالغةٍ جَعل تزويجَ المرأةِ إلى و ليِّهَا لا إليها . الرجالُ الذين يبحثون عن المغامرةِ ليسوا بقِلَّةٍ ، تراه الفصلَ الأولَ مع ليلى ، و في الثاني مع هند ، و هلمَّ جراً. و بوابةُ الدخولِ إلى كلِّ امرأةٍ بوابةٌ واحدةٌ كلمةُ " أحبك " ، و ما اتصل بها من قرابةٍ و صداقةٍ ، و النهايةُ لهنَّ جميعاً واحدةٌ . علاقةٌ عشناها على هامشِ الحياةِ تتركُنا في هامشِ الذكرياتِ .
في واقعنا الذي كثرت فيه أسبابُ اتصالِ الرجلِ بالمرأةِ تقتربُ الروحُ من الروحِ ، و الجسدُ من الجسدِ , و يدني حنينُ الفطرةِ بينهما ، أفنُسْلِمُ أنفسَنا لمَن جمعتنا به الأسبابُ اغتراراً بنداءِ الفطرةِ فنكونَ بوابة َ مسافرين ؟! كلا ثم كلا . على الرجلِ أنْ ينظرَ هل تصلحُ هذه المرأةُ أنْ تكونَ زوجةً له و أمَّاً لأبنائه , و على المرأةِ أنْ تنظرَ أيصلحُ هذا الرجلُ زوجاً لها . أمَّا المعاييرُ التي نحكمُ بها فمعروفةٌ من الدينِ و العرفِ الاجتماعيِّ . إلا أنَّ المشكلةَ التي نتورطُ فيها أنـَّنا نقدِّمُ فكرةَ الحبيبِ و الحبيبةِ على فكرةِ الزوجِ و الزوجةِ ، فنكونُ بذلك كمَن ينفقُ من رأسِ مالِه قبل وقتِه.
فإنْ وُجِدَ مَن نظنُّه أهلاً لأنْ يكونَ الزوجَ و الزوجةَ ثم الحبيبَ و الحبيبةَ فعلينا بالتأنِّي في بذلِ الودِّ و المحبةِ حتى تتمَّ الأمورُ تمامَها الطبيعيَّ . فإذا كان الإيمانُ يزيدُ و ينقصُ فالحبُّ أحقُّ بذلك إذ هو من علاقات ِ البشرِ بالبشرِ . و أنوه بأنَّ ترتيبي الحبِّ على الزواجِ ليس ترتيبَ نتيجةٍ بسببٍ بل للتأكيدِ على أنَّ استعجالَنا الحصولَ على الحبيبِ قبل الزوجِ هو ما يجعلُنا ضحيةَ أوهامِ الحبِّ . أتـتـصورون حبيباً غيرَ زوجٍ ، و حبيبةً غيرَ زوجةٍ ؟ إنْ أجابَ أحدُهم ب " نعم" فلماذا تطلبُ النساءُ من الرجلِ أنْ ينتقلَ إلى الخطوةِ الثانيةِ و إلا اتهمنَهُ بالنذالةِ ؟!
فإنْ تورطَ أحدُهم بالبذلِ من قلبه و نفسه لغير من يستحقُّ ، أو قبل أوانِ جني الثمرِ فما الحلُّ؟ نؤجلُ الحديثَ حتى نستوفِيَ تأملَ و مناقشةَ ما قدمنا .
عليكم و على أرواحِكم بردُ السلامِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، و الصلاةُ و السلامُ على عبادِه المرسلين ، أمَّا بعدُ :
فهذه مشكلةٌ تؤرقني الحين بعد الحين ، ألا و هي كيف نبذلُ من مشاعرنا ، و لمَن ، و متى . و أخصُّ هذه المشاعرِ مشاعرُ الحبِّ الذي يجمعُ بين قيسٍ و ليلى ، حبٍّ يُعَبرُ عنه بالزواج .فاستجمعتُ الرأيَ البارحة على كتابةِ هذه الأسطر ِ ، و مفاوضتِكم القولَ فيها ، فلعلي حفظتُ شيئاً و ضيعتُ أشياءَ ، عسى أنْ نصلَ إلى رأيٍ تطمئنُّ به النفسُ . فلا تبخلوا - جزاكم اللهُ خيراً – بالمشورةِ و المناقشة .
مشاعرُ الإنسانِ رأسُ مالِه الحقيقيُّ ، و قلبُه بيتُ مالِه ، فإنْ هو راح ينفقُ من مشاعره على كلِّ مَن يمر ُّ به ، أو يغترُّه بكلمةِ " أحبكَِ " وجدَ نفسَه بعد مدةٍ أشباحَ ذكرى ، و أوجاعَ قلبٍ ، ميتاً في ربيعِ العمرِ . و كذلك إنْ بذلَ من قلبه و حبِّه قبل أوانِ البذلِ و العطاءِ .
قلوبُنا ليست فئرانَ تجاربٍ نعطيها لهذا مرةً و لذاك أخرى . قلوبُنا كنزٌ لا يُقَدرُ بثمنٍ ، فلا يستحقُّ منا أنْ نبيحَهُ لأولِ عابرِ سبيلٍ إرضاءً لأوهامِ المراهقةِ ، أو استسلاماً لأحلامِ الأمومةِ . لا بدَّ من التريثِ و حسنِ النظرِ .
المقولةُ المنسوبةُ إلى المسيحِ عليه السلامُ " لا يعيشُ الإنسانُ بالخبزِ وحدَهُ " يمكنُ عكسُها فنقولُ : لا يعيشُ الإنسانُ بالحبِّ وحدَهُ . كلتاهما وجهانِ لعملةٍ واحدةٍ . الحياةُ ببساطتِها تطلبُ منَّا واقعاً سهلاً نعيشُه لا أوهاماً و مثالياتٍ . فكم من بيتٍ بُنِيَ على حبٍّ هُدِمَ لأولِ سنةٍ . كيف يحلُّ الحبُّ عجزَ الرجلِ عن القيامِ بحقوقِ الزوجيةِ ؟ و كيف يحلُّ الحبُّ عقمَ الرجلِ ؟ و كيف يحلُّ الحبُّ قلةَ ذاتِ اليدِ ؟ المرأةُ تريدُ زوجاً كاملَ الزوجيةِ لا صنماً تطوفُ حوله . في الحالتين الأولى و الثانيةِ ما من حلٍّ للمرأةِ سوى الطلاقِ . أمَّا في حالةِ عجزِ المرأةِ و عقمِها فيستطيعُ الرجلُ الزواجَ بالثانيةِ و إبقاءَ الأولى مودةً و رحمةً . إنَّ تعددَ الزوجاتِ بابُ رحمةٍ .
نعم قد يعيشُ بعضُهم قصةَ حبٍّ نبيلٍ محفوفٍ بالعفةِ و الطهرِ . إلا أنَّ غالبَ هذه القصصِ تنتهي بخيبةِ قلبٍ و انكسارِ نفسٍ كأنْ يعتذرَ الرجلُ باختيارِ أهلِه له بنتَ عمِّه أو بنتَ خالتِه - قد رأيتُ بعضَهم يعتذرون بهذا العذرِ لأنَّ المرأةَ من العفةِ و رجاحةِ العقلِ بمكانٍ – و قد يُرفَضُ الرجلُ من أهلها . فلا يتمُّ الأمرُ فيغرقُ الطرفان أو أحدُهما في حزنٍ و بؤسٍ ربما تطاولَ مع الأيامِ .
و لأمرٍ ما قال صلى اللهُ عليه و سلم : " أحبب حبيبَك هوناً ما عسى أنْ يكونَ بغيضَك يوماً ما. . . الحديث " ، و لحكمةٍ بالغةٍ جَعل تزويجَ المرأةِ إلى و ليِّهَا لا إليها . الرجالُ الذين يبحثون عن المغامرةِ ليسوا بقِلَّةٍ ، تراه الفصلَ الأولَ مع ليلى ، و في الثاني مع هند ، و هلمَّ جراً. و بوابةُ الدخولِ إلى كلِّ امرأةٍ بوابةٌ واحدةٌ كلمةُ " أحبك " ، و ما اتصل بها من قرابةٍ و صداقةٍ ، و النهايةُ لهنَّ جميعاً واحدةٌ . علاقةٌ عشناها على هامشِ الحياةِ تتركُنا في هامشِ الذكرياتِ .
في واقعنا الذي كثرت فيه أسبابُ اتصالِ الرجلِ بالمرأةِ تقتربُ الروحُ من الروحِ ، و الجسدُ من الجسدِ , و يدني حنينُ الفطرةِ بينهما ، أفنُسْلِمُ أنفسَنا لمَن جمعتنا به الأسبابُ اغتراراً بنداءِ الفطرةِ فنكونَ بوابة َ مسافرين ؟! كلا ثم كلا . على الرجلِ أنْ ينظرَ هل تصلحُ هذه المرأةُ أنْ تكونَ زوجةً له و أمَّاً لأبنائه , و على المرأةِ أنْ تنظرَ أيصلحُ هذا الرجلُ زوجاً لها . أمَّا المعاييرُ التي نحكمُ بها فمعروفةٌ من الدينِ و العرفِ الاجتماعيِّ . إلا أنَّ المشكلةَ التي نتورطُ فيها أنـَّنا نقدِّمُ فكرةَ الحبيبِ و الحبيبةِ على فكرةِ الزوجِ و الزوجةِ ، فنكونُ بذلك كمَن ينفقُ من رأسِ مالِه قبل وقتِه.
فإنْ وُجِدَ مَن نظنُّه أهلاً لأنْ يكونَ الزوجَ و الزوجةَ ثم الحبيبَ و الحبيبةَ فعلينا بالتأنِّي في بذلِ الودِّ و المحبةِ حتى تتمَّ الأمورُ تمامَها الطبيعيَّ . فإذا كان الإيمانُ يزيدُ و ينقصُ فالحبُّ أحقُّ بذلك إذ هو من علاقات ِ البشرِ بالبشرِ . و أنوه بأنَّ ترتيبي الحبِّ على الزواجِ ليس ترتيبَ نتيجةٍ بسببٍ بل للتأكيدِ على أنَّ استعجالَنا الحصولَ على الحبيبِ قبل الزوجِ هو ما يجعلُنا ضحيةَ أوهامِ الحبِّ . أتـتـصورون حبيباً غيرَ زوجٍ ، و حبيبةً غيرَ زوجةٍ ؟ إنْ أجابَ أحدُهم ب " نعم" فلماذا تطلبُ النساءُ من الرجلِ أنْ ينتقلَ إلى الخطوةِ الثانيةِ و إلا اتهمنَهُ بالنذالةِ ؟!
فإنْ تورطَ أحدُهم بالبذلِ من قلبه و نفسه لغير من يستحقُّ ، أو قبل أوانِ جني الثمرِ فما الحلُّ؟ نؤجلُ الحديثَ حتى نستوفِيَ تأملَ و مناقشةَ ما قدمنا .
عليكم و على أرواحِكم بردُ السلامِ