بوغالب
05-15-2013, 09:59 PM
وأنذر عشيرتك الاقربين ..؟؟
http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/4446.jpg (http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/4446.jpg)
الحمد لله رب العالمين أوحى إلى عبده فيما أوحى ]وأنذر عشيرتك الأقربين { ( الشعراء / 214 )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أوصى بالوالدين إحساناً، وأمر بوقاية النفس والأهل ناراً وقودها الناسُ والحجارة، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله ورضى عن صحابته وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً {
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون {
إخوة الإسـلام.. واجبُُ من الواجبات قصَّـر فيه الكثيرُ منا ومهمةُُ عظيمةُُ قـلَّ فيهـا عطاؤنا لا ينقصنا العلمُ فيها ولا تعوزنا الوسـيلة المناسـبة.. لكـن العجـز، والتراخي، والتسـويف، والكسـل.. والتـذرع وراء المـعاذير.
إنها إنذار العشـيرة، ودعـوة الأقربـين.. جاء القرآن داعياً لهـا، وحـاثاً عليها، وفي نصوص السـنة النبوية، وأحـداث السـيرة النبوية مـا يجليها ويؤكد أهميتها، لقــد كانت ضمن أولويات دعوة للمرسلين عليهـم السـلام.
مـن لدن أول الأنبياء نوح عليه السلام إلى آخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم)، فقد قص الله على محمد نبأ المرسلين في دعوة أهليهم، وعشـائرهم ما فيه عبرةُُ ومعتبر، فنوح ((عليه السلام يدعو ابنه إلى سـاحة الإيمان، ويحـذره مـن الكفر والكافرين ] ونادى نوحُُ ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا، ولا تكن مع الكافرين ( هود/ 42)
وظل نوح حريصا على دعوة ابنه، وإنقاذه حتى جاءه النهي الإلهي مُعلماً إياه إنه ليس من أهل الإيمان، ولا فائدة من دعوته]قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين {وقد ورد إن هذا الابن هو الرابع لنوح واسمه (يام)،وكان كافراً أما الأبناء الثلاثة الآخرون فكانوا مسلمين.
( ورد عند الترمذي بسند لا بأس به ……).
ومن نوح إلى أبي الأنبياء إبراهيم(عليه السلام)،وقد شهدت آيات القرآن في غير موضع على محاولات إبراهيم (عليه السلام) في دعوة أبيه إلي الحق، والترغيب مرة، والترهيب أخرى، معاطفة النبوة حيناً، وتأكيد حقوق الأبوة حيناً، ويعرض الحجج، والبراهين، واستخدام كل وسيلة ممكنة في الحوار..ولكن دون جدوى، وظل الابنُ البار يستغفر لأبيه ] وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدوُُ لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم{ (التوبة /114).
ومـن بعد إبراهيم (عليه السلام ) جـاء الثناء في القرآن على إسماعيل (عليه السلام) عـدة خصـال كان مــن بينها اجـتهاده في الدعـوة، والنصـح لأهلــه ] وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة…{ومن أنبياء بني إسرائيل تشير إلى موسى (عليه السلام) الذي سأل ربه أن يجعل له وزيراً من أهله على تبليغ الخـير والذكر والشكر لله] هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً { (طه /30 _34)
إنها سير الأنبياء تؤكد الدعوة في العشيرة و الأقربين.
أما محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والذي كانت رسالته عامة للناس أجمعين، فقد أمر بدعوة العشيرة و الأقربين ]وأنذر عشيرتك الأقربين{(الشعراء /214)
وقد امتثل رسول الهدى (صلى الله عليه وسلم) الأمر، وقام بالمهمة خير قيام، أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: (( قام رسول الله( صلى الله عليه وسلم )حين أنزل الله ] وأنذر عشيرتك الأقربين{ قال يا معشر قريش _ أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً )) ( الصحيح مع الفتح 8/501ح4771)
وفي رواية أخـرى عند الطبراني من حديث أبي أمامةأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)حين نزلت عليه الآية جمع بني هاشم، ونساءه وأهله فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار،واسعوا في فكاك رقابكم،يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة….الخ ) وهذه القصة- إن صحت – دلت على تكرار عرضه ودعوته لأهله وعشيرته – من جانب – ودلت على تأخـر هـذه القصـة الأخيرة – حتى حضرت نساؤه – من جانب آخر – ( انظر الفتح8 /502 ).
ويضيف ابن اسحاق في روايته أن المدعوين كانوا أربعين – يزيدون قليلاً أو ينقصون – وأنه صنع لهم شاة على ثريد وقعب لبن.. ( الفتح 8/503).
عباد الله ولم تكن دعوته (عليه الصلاة والسلام) لأهله وعشيرته لتمر دون مشقة أو أذى، وهو الرسول المبلغ عن ربه – ويكفيك أن تعلم رد ( عمه أبي لهب )، حين سخر منه ومن دعوته قائلاً (تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا، فنزلت الآية ] تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب { (صحيح البخاري ح 4770)أجل إن الاهتمام بدعوة العشيرة الأقربين في القرآن، وسير الأنبياء عليهم السلام مؤشر إلى أهمية ومكانة الأسرة في دين الله، فهي محل عناية الإسلام، وهي في المجتمع المسلم ذات مكانة تنفرد بها عن سائر المجتمعات الأخرى.
حيثيات دعوة العشيرة
وهنا يرد السؤال : دعوة الأقربين لماذا ؟ لماذا نتحدث عن دعوة العشيرة ؟
هناك عدة أمور، وحيثيات تؤكد الدعوة في العشيرة ومنها:
1) لأن ذلك جزء من الدعوة المأمور بها شرعاً، والمثاب عليها ] ادع إلى سبيل ربك {،] ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً {، ]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون {
2) ولأنها حق من حقوق الأقربـين.. أو ليست صلتهم مشروعة ؟
إن من أعظم صلة الأقربـين بيان الخـير لهم، ودعوتهم إليه، وتحذيرهم مـن الشـر، ومنعهم من الوقوع فيه.
3) ولأنهـا أمر إلهي لرسوله (صلى الله عليه وسلم] (وأنذر عشيرتك الأقربين{، وإذا جاء الأمر لمن أرسل للناس كافة بدعوة عشـيرته الأقربـين، فكيف بغيره، ومن المعلوم أن الخطاب لرسول الله (عليه الصلاة والسلام ) - في الغالب – خطاب لأمته مـن بعده.
4) بل الدعوة للأقربـين منهج للأنبياء السـابقين، عاشوا همها، ومارسوا وسائلها، وعالجوا بالدعوة أقاربهم، ولم يكلفوا بهدايتهم، ولا يضيرهم إ ن لم يستجيبوا لهم، فالمهمة الكبرى هي البلاغ، والدعوة حصلت لهم، وفي قصة (نوح )، أو( إبراهيم)، أو (إسماعيل)، و (محمد صلى الله عليهم وسلم )، أو غيرهم ما يؤكد دعوة الأقربين.
5) وهي كذلك لاتباع المرسلين الذين ما فتأوا يدعون قومهم،وعشائرهم حتى وإن نالهم من الأذى ما نالهم، وفي قصة (مؤمن آل فرعون، أو صاحب ياسين، أو جيل الصحابة، ومن تبعهم بإحسان ما يؤكد الدعوة إلى العشيرة الأقربين.
6) والحاجة تدعوا، والواقع يشهد بالضعف في هذا الجانب فكم من داعية، أو خير يفيد الناس، ونفعه لأسرته أقل، وكم من غني يهتم بالفقراء، وقد يكون في أسرته من هو أحوج، وقد يوجد في العائلة شيخ كبير له مكانته، أو طالب علم له أثره، أو داعية له حضوره في المجتمع – وقد لا تحس لهذا، أو ذاك أثراً في عشيرتهم، ولا تسمع لهم ركزاً في الأقربين منهم ؟
والأمر أخطر حين تظهر في بيوت الدعاة، أو طلبة العلم، أو الخيرين عموماً من المنكرات ما قد يُجاهد العامة ألا تقع في بيوتهم.
إن مما يعيب الداعية أن يتحدث بالأمر من أمور الخير، وتكون عشيرته الأقربون أحوج الناس إليه، وأقل تطبيقاً له، أو يحذر عن شر قد تكون عائلته أكثر وقوعاً فيه، وكم رزيء الدعاة بأبناء، أو بنات، أو أخوة وأخوات، أو أهل لم يكونوا بمستوى التزام الآخرين، فضلاً عن أن يكونوا بمستوى ما يريده الدعاة للناس من حولهم.
نعم إن الهداية بيد الله – ولكن هل فعلت الأسباب المشروعة ؟
إن اللوم على الداعية إذا انشغل بهداية الآخرين وأهمل الأقربين ] و الأقربون أولى بالمعروف {.. فالانشغال غير مبرر، والاعتذار بالتقصير لا يكفي.. بل لابد من خطوات عملية تؤكد العناية بدعوة العشيرة و الأقربين وتستجيب لقوله تعالى ]يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم و أهليكم ناراً {
7) وثمة أمر آخر في دعوة العشيرة و الأقربين قال عنه ابن حجر: والسر في الأمر بإنذار الأقربين.
أولاً : إن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم وإلا فكانوا علة للأبعدين في الاقتناع.
ثانياً: ان لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة فيحابيهم في الدعوة و التخويف، فلذلك نص على إنذارهم. (الفتح 8/503)
8) ولمكانة الأسرة في الإسلام واستمرار هذه المكانة وارتباطها بالدعوة للخير والنهي عن الشر، فالدعوة في الأسرة ضمانة لمسيرة الخير في الأسر، وحمايتها من المخاطر والعواصف التي تخلخل بنيانها أو تُصدع شيئاً من جدرانها.وبالشر تعرف قيمة الخير، وبالضد يُعلم مكانة الضدَّ.
ودعونا نستقرأ أحوال الأسرة خارج دائرة الإسلام وخارج محيط المسلمين لنرى ما آلت إليه الأسرة من فساد وانحراف وتفكك رغم توفر الحريات والشهوات، ولكن أبى الله إلا أن يُذل من عصاه وشاء الله وقدَّر أن تكون السعادة الحقة لأهل الإيمان لا في الحياة الآخرة فحسب، بل وفي الحياة الدنيا، وهذا جزء من معنى قوله تعالى: ] إن الأبرار لفي نعيم{.
فقد قرر أهل العلم أن نعيم الأبرار في الدنيا مقدمة لنعيمهم في الآخرة.
وصدق الله ]أم حسب الذين اجتر حوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون { (الجاثية /21).
لغة الأرقام تتحدث
وتعالوا بنا لنطل – ولو يسيراً – على المجتمع الغربي، ونقرأ بلغة الأرقام ما وصلت إليه الأسرة عندهم.
تقول إحدى الإحصائيات : تشكل الأسرة الطبيعية ( من أب وأم وأولاد ) 58 % فقط من مجموع الأسر، والأسرة القائمة على التبني 16 %، والأسرة التي تقوم وجود امرأة دون وجود رجل 21%، والأسرة التي يقف على رأسها رجل دون امرأة 5,?2 %، بينما يشكل هيكل خامس تسمية الدراسة الإحصائية بـ ( الهيكل الآخر ) نسبة 2,7%من الأسر الأمريكية.
وتقول الإحصائيات : إن معدل الجريمة في الولايات المتحدة عام 1987م وصل 5, 13مليون جريمة، وارتفع بعد سنتين ليصل إلى 14,25مليون جريمة عام 1989م
( مجلة المجتمع 10/2/1415 ).
ولهذه الإحصائيات المروعة، ومثيلاتها انطلقت الصيحات المحذرة من أرض الوباء، تحذر، وتنذر، وتدعوا الآخرين للتمسك بقيمهم، حتى لا يصلوا لمثل هذه الهاوية.
تقول صحيفة أمريكية (هليسيان سنا نسبرى ) بعد زيارة قامت بها للقاهرة، أن المجتمع العربي المسلم مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تحكم حرية الفتاة، وتمنع الاختلاط، أن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا، وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات و الرقيق، وإن الاختلاط، و الإباحية، و الحرية في المجتمع الأوربي، والأمريكي قد هددت الأسرة، وزلزلت القيم والأخلاق.
( مجلة المجتمع الكويتية 26/1/1415 هـ، عن الجدران المتصدعة للكاتب : عبد الناصر محمد مغنم ص8 ).
ولنا بعد هذا أن نفهم السر؟ هنا قد يطرأ سؤال ما سر تصدير الغرب الكافر لنا طروحات إفساد المرأة وتقويض بنيان الأسرة.. عبر عدة وسائل في:
( أ ) المؤتمرات، و الندوات وما مؤتمر الإسكان في القاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين- إلا نماذج صارخة لتصدير هذه الزبالات.
(ب) وعبر وسائل الإعلام – ولا سيما في عصر القنوات الفضائية، و شبكات الإنترنت ( العنكبوتية ) وغيرها من الوسائل.
إنها محاولات لنقل الداء من بيئته الأصلية إلى بيئات أخرى، وهم يشعرون أنهم مهددون بالخطر، والانقراض إذا ما استمر وضعهم، ويشعرون كذلك أن بقاء الأسرة محافظة متماسكة البنيان في المجتمعات الإسلامية – بالذات، خطر يهددهم مستقبلاً، ويحاولون بدل أن يصلحوا من أحوالهم أن يفسدوا ما صلح عند الآخرين.. وذلك أحد الوجوه الكالحة للحضارة الغربية ؟
عودة للموضوع
وقد يقول قائل، و ما علاقة الحديث عن الأسرة في الغرب بالحديث عن دعوة الأقربين عندنا ؟
أقول لنؤكد أهمية الدعوة في العشيرة و الأقربين، فذلك بإذن الله وسيلة لاستمرار الأسرة متماسكة فاعلة، والدعوة فيها كذلك ضمانة لمعالجة الظواهر السلبية الطارئة.
فما أصيبت هذه الأسر الغربية بالتفكك والانهيار. إلا حين أطلق لها الحبل على الغارب، وعاشت حرية مزعومة كانت على حساب القيم والأخلاق.
وكانت هذه الحرية في النهاية طريقاً إلى الهاوية ؟
ونحن بالدعوة للخير والتحذير من الشر ندفع السوء، ونمنع الفساد ] ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض {فسنة التدافع سنة إلهية كونية.
مميزات وإيجابيات في دعوة الأقربين
وإذا كان للدعوة عموماً مزايا، وإيجابيات، فثمة مزايا، وإيجابيات ظاهرة في دعوة الأقربين، و هذه وتلك تشجع، وتعين، و تسهل المهمة للمحتسبين داخل الأسرة.
1) سَهلةُ الكُلفة.. فاجتماع الأسرة طبيعي، وهو من التكرار بحيث لو أمكن استثمار بعضه لكان في ذلك خير كثير ولا يحتاج كغيره إلى إعلان محاضرة، أو الترتيب لندوة وهكذا..
2) وهو عام ومتنوع الأفراد.. فالكبير، والصغير، والذكر، والأنثى، والغني والفقير، والمثقف والعامي كلهم يجتمعون تحت مظلة الأسرة وفي ذلك فرصة للدعوة في هذه الأوساط كلها، ونشر الخير الذي أمر الله أن ننشره.
3)ولغة الخطاب فيه أقرب للنفوس، وأدعى للاستجابة إذ أن المتحدث يتحدث فيه عن قرب يعرف نفسيات، وأحوال المخاطبين غالباً- وبالتالي يحدثهم بما يعرف ويعـرفون، ويركـز عـلى ما يحتاجـون، ومـا هـم عنه غافلـون، ومـن جانب المسـتمعين تمثل القرابة فيه عنصراً من عناصر القبـول فالمتحـدث منهم وهـم منه، وفي النفوس- بشكل عام – ميل لأعضائها، و عناصيرهـا، هـذا إذا خـلت النفوس من الحسد، و الشـحناء، و تلك مـهمة ينبغي على المتحدث أن يرعاهـا، ويـعالج ظواهرهـا الأولية.
4) ودعوة العشيرة فرصة لتحـريك الطاقات الكامنة في أفراد الأسرة – والتي قد يمتنع قيادُها على الآخرين – وكـم من طاقة في الأسـرة فجرت عبر لقاءات الأسـر وتقاربها.
5) ويمكن أن يتم في لقاءات الأسرة تفعيل الشـباب، والفتيات والأغنياء، وأصحـاب الطاقات، وذلك عـبر تخصيص ملتقيات متناغمة متفقة في الأعمار، أو الأفكار، أو الاهتمامات.
6) وثمة نساء – في العوائل – مقطوعة الصلة بالمجـتمعات الأخـرى، إذ قـد لا تحضر محاضرة عامـة، ولا تسـتمع إلى شـريط نافع، وقـد تكون أميـة لا تقرأ، ولا تكتب، وفي لقـاء العـائلة فرصة لتوعـية هــذا الصنف مـن النسـاء، ومن على شاكلته من الرجال – إن وجـد –
بل يمكن ذلك عن طريق الدعوة في البيت – وهي أحد روافد الدعوة العائلية – كما سيأتي البيان –
7)وحين ينجح الخـيرون في الإمساك بزمام القيادة، والتوجيه في أسرهم فإن ذلك مؤهل لأن يصبحوا أصحاب الوجـاهة، والرأي في أسـرهم مسـتقبلاً.
8) وفي دعـوة العائلة دعوة للمجتمع كـله إذا سـرت الدعـوة في الأسـر، وهل المجتمع في النهاية إلا مجموعة مـن الأسـر.
http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/4446.jpg (http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/4446.jpg)
الحمد لله رب العالمين أوحى إلى عبده فيما أوحى ]وأنذر عشيرتك الأقربين { ( الشعراء / 214 )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أوصى بالوالدين إحساناً، وأمر بوقاية النفس والأهل ناراً وقودها الناسُ والحجارة، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله ورضى عن صحابته وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً {
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون {
إخوة الإسـلام.. واجبُُ من الواجبات قصَّـر فيه الكثيرُ منا ومهمةُُ عظيمةُُ قـلَّ فيهـا عطاؤنا لا ينقصنا العلمُ فيها ولا تعوزنا الوسـيلة المناسـبة.. لكـن العجـز، والتراخي، والتسـويف، والكسـل.. والتـذرع وراء المـعاذير.
إنها إنذار العشـيرة، ودعـوة الأقربـين.. جاء القرآن داعياً لهـا، وحـاثاً عليها، وفي نصوص السـنة النبوية، وأحـداث السـيرة النبوية مـا يجليها ويؤكد أهميتها، لقــد كانت ضمن أولويات دعوة للمرسلين عليهـم السـلام.
مـن لدن أول الأنبياء نوح عليه السلام إلى آخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم)، فقد قص الله على محمد نبأ المرسلين في دعوة أهليهم، وعشـائرهم ما فيه عبرةُُ ومعتبر، فنوح ((عليه السلام يدعو ابنه إلى سـاحة الإيمان، ويحـذره مـن الكفر والكافرين ] ونادى نوحُُ ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا، ولا تكن مع الكافرين ( هود/ 42)
وظل نوح حريصا على دعوة ابنه، وإنقاذه حتى جاءه النهي الإلهي مُعلماً إياه إنه ليس من أهل الإيمان، ولا فائدة من دعوته]قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين {وقد ورد إن هذا الابن هو الرابع لنوح واسمه (يام)،وكان كافراً أما الأبناء الثلاثة الآخرون فكانوا مسلمين.
( ورد عند الترمذي بسند لا بأس به ……).
ومن نوح إلى أبي الأنبياء إبراهيم(عليه السلام)،وقد شهدت آيات القرآن في غير موضع على محاولات إبراهيم (عليه السلام) في دعوة أبيه إلي الحق، والترغيب مرة، والترهيب أخرى، معاطفة النبوة حيناً، وتأكيد حقوق الأبوة حيناً، ويعرض الحجج، والبراهين، واستخدام كل وسيلة ممكنة في الحوار..ولكن دون جدوى، وظل الابنُ البار يستغفر لأبيه ] وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدوُُ لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم{ (التوبة /114).
ومـن بعد إبراهيم (عليه السلام ) جـاء الثناء في القرآن على إسماعيل (عليه السلام) عـدة خصـال كان مــن بينها اجـتهاده في الدعـوة، والنصـح لأهلــه ] وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة…{ومن أنبياء بني إسرائيل تشير إلى موسى (عليه السلام) الذي سأل ربه أن يجعل له وزيراً من أهله على تبليغ الخـير والذكر والشكر لله] هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً { (طه /30 _34)
إنها سير الأنبياء تؤكد الدعوة في العشيرة و الأقربين.
أما محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والذي كانت رسالته عامة للناس أجمعين، فقد أمر بدعوة العشيرة و الأقربين ]وأنذر عشيرتك الأقربين{(الشعراء /214)
وقد امتثل رسول الهدى (صلى الله عليه وسلم) الأمر، وقام بالمهمة خير قيام، أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: (( قام رسول الله( صلى الله عليه وسلم )حين أنزل الله ] وأنذر عشيرتك الأقربين{ قال يا معشر قريش _ أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً )) ( الصحيح مع الفتح 8/501ح4771)
وفي رواية أخـرى عند الطبراني من حديث أبي أمامةأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)حين نزلت عليه الآية جمع بني هاشم، ونساءه وأهله فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار،واسعوا في فكاك رقابكم،يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة….الخ ) وهذه القصة- إن صحت – دلت على تكرار عرضه ودعوته لأهله وعشيرته – من جانب – ودلت على تأخـر هـذه القصـة الأخيرة – حتى حضرت نساؤه – من جانب آخر – ( انظر الفتح8 /502 ).
ويضيف ابن اسحاق في روايته أن المدعوين كانوا أربعين – يزيدون قليلاً أو ينقصون – وأنه صنع لهم شاة على ثريد وقعب لبن.. ( الفتح 8/503).
عباد الله ولم تكن دعوته (عليه الصلاة والسلام) لأهله وعشيرته لتمر دون مشقة أو أذى، وهو الرسول المبلغ عن ربه – ويكفيك أن تعلم رد ( عمه أبي لهب )، حين سخر منه ومن دعوته قائلاً (تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا، فنزلت الآية ] تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب { (صحيح البخاري ح 4770)أجل إن الاهتمام بدعوة العشيرة الأقربين في القرآن، وسير الأنبياء عليهم السلام مؤشر إلى أهمية ومكانة الأسرة في دين الله، فهي محل عناية الإسلام، وهي في المجتمع المسلم ذات مكانة تنفرد بها عن سائر المجتمعات الأخرى.
حيثيات دعوة العشيرة
وهنا يرد السؤال : دعوة الأقربين لماذا ؟ لماذا نتحدث عن دعوة العشيرة ؟
هناك عدة أمور، وحيثيات تؤكد الدعوة في العشيرة ومنها:
1) لأن ذلك جزء من الدعوة المأمور بها شرعاً، والمثاب عليها ] ادع إلى سبيل ربك {،] ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً {، ]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون {
2) ولأنها حق من حقوق الأقربـين.. أو ليست صلتهم مشروعة ؟
إن من أعظم صلة الأقربـين بيان الخـير لهم، ودعوتهم إليه، وتحذيرهم مـن الشـر، ومنعهم من الوقوع فيه.
3) ولأنهـا أمر إلهي لرسوله (صلى الله عليه وسلم] (وأنذر عشيرتك الأقربين{، وإذا جاء الأمر لمن أرسل للناس كافة بدعوة عشـيرته الأقربـين، فكيف بغيره، ومن المعلوم أن الخطاب لرسول الله (عليه الصلاة والسلام ) - في الغالب – خطاب لأمته مـن بعده.
4) بل الدعوة للأقربـين منهج للأنبياء السـابقين، عاشوا همها، ومارسوا وسائلها، وعالجوا بالدعوة أقاربهم، ولم يكلفوا بهدايتهم، ولا يضيرهم إ ن لم يستجيبوا لهم، فالمهمة الكبرى هي البلاغ، والدعوة حصلت لهم، وفي قصة (نوح )، أو( إبراهيم)، أو (إسماعيل)، و (محمد صلى الله عليهم وسلم )، أو غيرهم ما يؤكد دعوة الأقربين.
5) وهي كذلك لاتباع المرسلين الذين ما فتأوا يدعون قومهم،وعشائرهم حتى وإن نالهم من الأذى ما نالهم، وفي قصة (مؤمن آل فرعون، أو صاحب ياسين، أو جيل الصحابة، ومن تبعهم بإحسان ما يؤكد الدعوة إلى العشيرة الأقربين.
6) والحاجة تدعوا، والواقع يشهد بالضعف في هذا الجانب فكم من داعية، أو خير يفيد الناس، ونفعه لأسرته أقل، وكم من غني يهتم بالفقراء، وقد يكون في أسرته من هو أحوج، وقد يوجد في العائلة شيخ كبير له مكانته، أو طالب علم له أثره، أو داعية له حضوره في المجتمع – وقد لا تحس لهذا، أو ذاك أثراً في عشيرتهم، ولا تسمع لهم ركزاً في الأقربين منهم ؟
والأمر أخطر حين تظهر في بيوت الدعاة، أو طلبة العلم، أو الخيرين عموماً من المنكرات ما قد يُجاهد العامة ألا تقع في بيوتهم.
إن مما يعيب الداعية أن يتحدث بالأمر من أمور الخير، وتكون عشيرته الأقربون أحوج الناس إليه، وأقل تطبيقاً له، أو يحذر عن شر قد تكون عائلته أكثر وقوعاً فيه، وكم رزيء الدعاة بأبناء، أو بنات، أو أخوة وأخوات، أو أهل لم يكونوا بمستوى التزام الآخرين، فضلاً عن أن يكونوا بمستوى ما يريده الدعاة للناس من حولهم.
نعم إن الهداية بيد الله – ولكن هل فعلت الأسباب المشروعة ؟
إن اللوم على الداعية إذا انشغل بهداية الآخرين وأهمل الأقربين ] و الأقربون أولى بالمعروف {.. فالانشغال غير مبرر، والاعتذار بالتقصير لا يكفي.. بل لابد من خطوات عملية تؤكد العناية بدعوة العشيرة و الأقربين وتستجيب لقوله تعالى ]يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم و أهليكم ناراً {
7) وثمة أمر آخر في دعوة العشيرة و الأقربين قال عنه ابن حجر: والسر في الأمر بإنذار الأقربين.
أولاً : إن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم وإلا فكانوا علة للأبعدين في الاقتناع.
ثانياً: ان لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة فيحابيهم في الدعوة و التخويف، فلذلك نص على إنذارهم. (الفتح 8/503)
8) ولمكانة الأسرة في الإسلام واستمرار هذه المكانة وارتباطها بالدعوة للخير والنهي عن الشر، فالدعوة في الأسرة ضمانة لمسيرة الخير في الأسر، وحمايتها من المخاطر والعواصف التي تخلخل بنيانها أو تُصدع شيئاً من جدرانها.وبالشر تعرف قيمة الخير، وبالضد يُعلم مكانة الضدَّ.
ودعونا نستقرأ أحوال الأسرة خارج دائرة الإسلام وخارج محيط المسلمين لنرى ما آلت إليه الأسرة من فساد وانحراف وتفكك رغم توفر الحريات والشهوات، ولكن أبى الله إلا أن يُذل من عصاه وشاء الله وقدَّر أن تكون السعادة الحقة لأهل الإيمان لا في الحياة الآخرة فحسب، بل وفي الحياة الدنيا، وهذا جزء من معنى قوله تعالى: ] إن الأبرار لفي نعيم{.
فقد قرر أهل العلم أن نعيم الأبرار في الدنيا مقدمة لنعيمهم في الآخرة.
وصدق الله ]أم حسب الذين اجتر حوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون { (الجاثية /21).
لغة الأرقام تتحدث
وتعالوا بنا لنطل – ولو يسيراً – على المجتمع الغربي، ونقرأ بلغة الأرقام ما وصلت إليه الأسرة عندهم.
تقول إحدى الإحصائيات : تشكل الأسرة الطبيعية ( من أب وأم وأولاد ) 58 % فقط من مجموع الأسر، والأسرة القائمة على التبني 16 %، والأسرة التي تقوم وجود امرأة دون وجود رجل 21%، والأسرة التي يقف على رأسها رجل دون امرأة 5,?2 %، بينما يشكل هيكل خامس تسمية الدراسة الإحصائية بـ ( الهيكل الآخر ) نسبة 2,7%من الأسر الأمريكية.
وتقول الإحصائيات : إن معدل الجريمة في الولايات المتحدة عام 1987م وصل 5, 13مليون جريمة، وارتفع بعد سنتين ليصل إلى 14,25مليون جريمة عام 1989م
( مجلة المجتمع 10/2/1415 ).
ولهذه الإحصائيات المروعة، ومثيلاتها انطلقت الصيحات المحذرة من أرض الوباء، تحذر، وتنذر، وتدعوا الآخرين للتمسك بقيمهم، حتى لا يصلوا لمثل هذه الهاوية.
تقول صحيفة أمريكية (هليسيان سنا نسبرى ) بعد زيارة قامت بها للقاهرة، أن المجتمع العربي المسلم مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تحكم حرية الفتاة، وتمنع الاختلاط، أن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا، وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات و الرقيق، وإن الاختلاط، و الإباحية، و الحرية في المجتمع الأوربي، والأمريكي قد هددت الأسرة، وزلزلت القيم والأخلاق.
( مجلة المجتمع الكويتية 26/1/1415 هـ، عن الجدران المتصدعة للكاتب : عبد الناصر محمد مغنم ص8 ).
ولنا بعد هذا أن نفهم السر؟ هنا قد يطرأ سؤال ما سر تصدير الغرب الكافر لنا طروحات إفساد المرأة وتقويض بنيان الأسرة.. عبر عدة وسائل في:
( أ ) المؤتمرات، و الندوات وما مؤتمر الإسكان في القاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين- إلا نماذج صارخة لتصدير هذه الزبالات.
(ب) وعبر وسائل الإعلام – ولا سيما في عصر القنوات الفضائية، و شبكات الإنترنت ( العنكبوتية ) وغيرها من الوسائل.
إنها محاولات لنقل الداء من بيئته الأصلية إلى بيئات أخرى، وهم يشعرون أنهم مهددون بالخطر، والانقراض إذا ما استمر وضعهم، ويشعرون كذلك أن بقاء الأسرة محافظة متماسكة البنيان في المجتمعات الإسلامية – بالذات، خطر يهددهم مستقبلاً، ويحاولون بدل أن يصلحوا من أحوالهم أن يفسدوا ما صلح عند الآخرين.. وذلك أحد الوجوه الكالحة للحضارة الغربية ؟
عودة للموضوع
وقد يقول قائل، و ما علاقة الحديث عن الأسرة في الغرب بالحديث عن دعوة الأقربين عندنا ؟
أقول لنؤكد أهمية الدعوة في العشيرة و الأقربين، فذلك بإذن الله وسيلة لاستمرار الأسرة متماسكة فاعلة، والدعوة فيها كذلك ضمانة لمعالجة الظواهر السلبية الطارئة.
فما أصيبت هذه الأسر الغربية بالتفكك والانهيار. إلا حين أطلق لها الحبل على الغارب، وعاشت حرية مزعومة كانت على حساب القيم والأخلاق.
وكانت هذه الحرية في النهاية طريقاً إلى الهاوية ؟
ونحن بالدعوة للخير والتحذير من الشر ندفع السوء، ونمنع الفساد ] ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض {فسنة التدافع سنة إلهية كونية.
مميزات وإيجابيات في دعوة الأقربين
وإذا كان للدعوة عموماً مزايا، وإيجابيات، فثمة مزايا، وإيجابيات ظاهرة في دعوة الأقربين، و هذه وتلك تشجع، وتعين، و تسهل المهمة للمحتسبين داخل الأسرة.
1) سَهلةُ الكُلفة.. فاجتماع الأسرة طبيعي، وهو من التكرار بحيث لو أمكن استثمار بعضه لكان في ذلك خير كثير ولا يحتاج كغيره إلى إعلان محاضرة، أو الترتيب لندوة وهكذا..
2) وهو عام ومتنوع الأفراد.. فالكبير، والصغير، والذكر، والأنثى، والغني والفقير، والمثقف والعامي كلهم يجتمعون تحت مظلة الأسرة وفي ذلك فرصة للدعوة في هذه الأوساط كلها، ونشر الخير الذي أمر الله أن ننشره.
3)ولغة الخطاب فيه أقرب للنفوس، وأدعى للاستجابة إذ أن المتحدث يتحدث فيه عن قرب يعرف نفسيات، وأحوال المخاطبين غالباً- وبالتالي يحدثهم بما يعرف ويعـرفون، ويركـز عـلى ما يحتاجـون، ومـا هـم عنه غافلـون، ومـن جانب المسـتمعين تمثل القرابة فيه عنصراً من عناصر القبـول فالمتحـدث منهم وهـم منه، وفي النفوس- بشكل عام – ميل لأعضائها، و عناصيرهـا، هـذا إذا خـلت النفوس من الحسد، و الشـحناء، و تلك مـهمة ينبغي على المتحدث أن يرعاهـا، ويـعالج ظواهرهـا الأولية.
4) ودعوة العشيرة فرصة لتحـريك الطاقات الكامنة في أفراد الأسرة – والتي قد يمتنع قيادُها على الآخرين – وكـم من طاقة في الأسـرة فجرت عبر لقاءات الأسـر وتقاربها.
5) ويمكن أن يتم في لقاءات الأسرة تفعيل الشـباب، والفتيات والأغنياء، وأصحـاب الطاقات، وذلك عـبر تخصيص ملتقيات متناغمة متفقة في الأعمار، أو الأفكار، أو الاهتمامات.
6) وثمة نساء – في العوائل – مقطوعة الصلة بالمجـتمعات الأخـرى، إذ قـد لا تحضر محاضرة عامـة، ولا تسـتمع إلى شـريط نافع، وقـد تكون أميـة لا تقرأ، ولا تكتب، وفي لقـاء العـائلة فرصة لتوعـية هــذا الصنف مـن النسـاء، ومن على شاكلته من الرجال – إن وجـد –
بل يمكن ذلك عن طريق الدعوة في البيت – وهي أحد روافد الدعوة العائلية – كما سيأتي البيان –
7)وحين ينجح الخـيرون في الإمساك بزمام القيادة، والتوجيه في أسرهم فإن ذلك مؤهل لأن يصبحوا أصحاب الوجـاهة، والرأي في أسـرهم مسـتقبلاً.
8) وفي دعـوة العائلة دعوة للمجتمع كـله إذا سـرت الدعـوة في الأسـر، وهل المجتمع في النهاية إلا مجموعة مـن الأسـر.