المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأنذر عشيرتك الاقربين ..؟؟


بوغالب
05-15-2013, 09:59 PM
وأنذر عشيرتك الاقربين ..؟؟



http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/4446.jpg (http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/4446.jpg)





الحمد لله رب العالمين أوحى إلى عبده فيما أوحى ]وأنذر عشيرتك الأقربين { ( الشعراء / 214 )

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أوصى بالوالدين إحساناً، وأمر بوقاية النفس والأهل ناراً وقودها الناسُ والحجارة، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله ورضى عن صحابته وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً {
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون {
إخوة الإسـلام.. واجبُُ من الواجبات قصَّـر فيه الكثيرُ منا ومهمةُُ عظيمةُُ قـلَّ فيهـا عطاؤنا لا ينقصنا العلمُ فيها ولا تعوزنا الوسـيلة المناسـبة.. لكـن العجـز، والتراخي، والتسـويف، والكسـل.. والتـذرع وراء المـعاذير.
إنها إنذار العشـيرة، ودعـوة الأقربـين.. جاء القرآن داعياً لهـا، وحـاثاً عليها، وفي نصوص السـنة النبوية، وأحـداث السـيرة النبوية مـا يجليها ويؤكد أهميتها، لقــد كانت ضمن أولويات دعوة للمرسلين عليهـم السـلام.
مـن لدن أول الأنبياء نوح عليه السلام إلى آخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم)، فقد قص الله على محمد نبأ المرسلين في دعوة أهليهم، وعشـائرهم ما فيه عبرةُُ ومعتبر، فنوح ((عليه السلام يدعو ابنه إلى سـاحة الإيمان، ويحـذره مـن الكفر والكافرين ] ونادى نوحُُ ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا، ولا تكن مع الكافرين ( هود/ 42)
وظل نوح حريصا على دعوة ابنه، وإنقاذه حتى جاءه النهي الإلهي مُعلماً إياه إنه ليس من أهل الإيمان، ولا فائدة من دعوته]قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين {وقد ورد إن هذا الابن هو الرابع لنوح واسمه (يام)،وكان كافراً أما الأبناء الثلاثة الآخرون فكانوا مسلمين.
( ورد عند الترمذي بسند لا بأس به ……).
ومن نوح إلى أبي الأنبياء إبراهيم(عليه السلام)،وقد شهدت آيات القرآن في غير موضع على محاولات إبراهيم (عليه السلام) في دعوة أبيه إلي الحق، والترغيب مرة، والترهيب أخرى، معاطفة النبوة حيناً، وتأكيد حقوق الأبوة حيناً، ويعرض الحجج، والبراهين، واستخدام كل وسيلة ممكنة في الحوار..ولكن دون جدوى، وظل الابنُ البار يستغفر لأبيه ] وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدوُُ لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم{ (التوبة /114).
ومـن بعد إبراهيم (عليه السلام ) جـاء الثناء في القرآن على إسماعيل (عليه السلام) عـدة خصـال كان مــن بينها اجـتهاده في الدعـوة، والنصـح لأهلــه ] وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة…{ومن أنبياء بني إسرائيل تشير إلى موسى (عليه السلام) الذي سأل ربه أن يجعل له وزيراً من أهله على تبليغ الخـير والذكر والشكر لله] هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً { (طه /30 _34)
إنها سير الأنبياء تؤكد الدعوة في العشيرة و الأقربين.
أما محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والذي كانت رسالته عامة للناس أجمعين، فقد أمر بدعوة العشيرة و الأقربين ]وأنذر عشيرتك الأقربين{(الشعراء /214)
وقد امتثل رسول الهدى (صلى الله عليه وسلم) الأمر، وقام بالمهمة خير قيام، أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: (( قام رسول الله( صلى الله عليه وسلم )حين أنزل الله ] وأنذر عشيرتك الأقربين{ قال يا معشر قريش _ أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً )) ( الصحيح مع الفتح 8/501ح4771)
وفي رواية أخـرى عند الطبراني من حديث أبي أمامةأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)حين نزلت عليه الآية جمع بني هاشم، ونساءه وأهله فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار،واسعوا في فكاك رقابكم،يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة….الخ ) وهذه القصة- إن صحت – دلت على تكرار عرضه ودعوته لأهله وعشيرته – من جانب – ودلت على تأخـر هـذه القصـة الأخيرة – حتى حضرت نساؤه – من جانب آخر – ( انظر الفتح8 /502 ).
ويضيف ابن اسحاق في روايته أن المدعوين كانوا أربعين – يزيدون قليلاً أو ينقصون – وأنه صنع لهم شاة على ثريد وقعب لبن.. ( الفتح 8/503).
عباد الله ولم تكن دعوته (عليه الصلاة والسلام) لأهله وعشيرته لتمر دون مشقة أو أذى، وهو الرسول المبلغ عن ربه – ويكفيك أن تعلم رد ( عمه أبي لهب )، حين سخر منه ومن دعوته قائلاً (تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا، فنزلت الآية ] تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب { (صحيح البخاري ح 4770)أجل إن الاهتمام بدعوة العشيرة الأقربين في القرآن، وسير الأنبياء عليهم السلام مؤشر إلى أهمية ومكانة الأسرة في دين الله، فهي محل عناية الإسلام، وهي في المجتمع المسلم ذات مكانة تنفرد بها عن سائر المجتمعات الأخرى.
حيثيات دعوة العشيرة

وهنا يرد السؤال : دعوة الأقربين لماذا ؟ لماذا نتحدث عن دعوة العشيرة ؟
هناك عدة أمور، وحيثيات تؤكد الدعوة في العشيرة ومنها:
1) لأن ذلك جزء من الدعوة المأمور بها شرعاً، والمثاب عليها ] ادع إلى سبيل ربك {،] ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً {، ]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون {
2) ولأنها حق من حقوق الأقربـين.. أو ليست صلتهم مشروعة ؟
إن من أعظم صلة الأقربـين بيان الخـير لهم، ودعوتهم إليه، وتحذيرهم مـن الشـر، ومنعهم من الوقوع فيه.
3) ولأنهـا أمر إلهي لرسوله (صلى الله عليه وسلم] (وأنذر عشيرتك الأقربين{، وإذا جاء الأمر لمن أرسل للناس كافة بدعوة عشـيرته الأقربـين، فكيف بغيره، ومن المعلوم أن الخطاب لرسول الله (عليه الصلاة والسلام ) - في الغالب – خطاب لأمته مـن بعده.
4) بل الدعوة للأقربـين منهج للأنبياء السـابقين، عاشوا همها، ومارسوا وسائلها، وعالجوا بالدعوة أقاربهم، ولم يكلفوا بهدايتهم، ولا يضيرهم إ ن لم يستجيبوا لهم، فالمهمة الكبرى هي البلاغ، والدعوة حصلت لهم، وفي قصة (نوح )، أو( إبراهيم)، أو (إسماعيل)، و (محمد صلى الله عليهم وسلم )، أو غيرهم ما يؤكد دعوة الأقربين.
5) وهي كذلك لاتباع المرسلين الذين ما فتأوا يدعون قومهم،وعشائرهم حتى وإن نالهم من الأذى ما نالهم، وفي قصة (مؤمن آل فرعون، أو صاحب ياسين، أو جيل الصحابة، ومن تبعهم بإحسان ما يؤكد الدعوة إلى العشيرة الأقربين.
6) والحاجة تدعوا، والواقع يشهد بالضعف في هذا الجانب فكم من داعية، أو خير يفيد الناس، ونفعه لأسرته أقل، وكم من غني يهتم بالفقراء، وقد يكون في أسرته من هو أحوج، وقد يوجد في العائلة شيخ كبير له مكانته، أو طالب علم له أثره، أو داعية له حضوره في المجتمع – وقد لا تحس لهذا، أو ذاك أثراً في عشيرتهم، ولا تسمع لهم ركزاً في الأقربين منهم ؟
والأمر أخطر حين تظهر في بيوت الدعاة، أو طلبة العلم، أو الخيرين عموماً من المنكرات ما قد يُجاهد العامة ألا تقع في بيوتهم.
إن مما يعيب الداعية أن يتحدث بالأمر من أمور الخير، وتكون عشيرته الأقربون أحوج الناس إليه، وأقل تطبيقاً له، أو يحذر عن شر قد تكون عائلته أكثر وقوعاً فيه، وكم رزيء الدعاة بأبناء، أو بنات، أو أخوة وأخوات، أو أهل لم يكونوا بمستوى التزام الآخرين، فضلاً عن أن يكونوا بمستوى ما يريده الدعاة للناس من حولهم.
نعم إن الهداية بيد الله – ولكن هل فعلت الأسباب المشروعة ؟
إن اللوم على الداعية إذا انشغل بهداية الآخرين وأهمل الأقربين ] و الأقربون أولى بالمعروف {.. فالانشغال غير مبرر، والاعتذار بالتقصير لا يكفي.. بل لابد من خطوات عملية تؤكد العناية بدعوة العشيرة و الأقربين وتستجيب لقوله تعالى ]يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم و أهليكم ناراً {
7) وثمة أمر آخر في دعوة العشيرة و الأقربين قال عنه ابن حجر: والسر في الأمر بإنذار الأقربين.
أولاً : إن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم وإلا فكانوا علة للأبعدين في الاقتناع.
ثانياً: ان لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة فيحابيهم في الدعوة و التخويف، فلذلك نص على إنذارهم. (الفتح 8/503)
8) ولمكانة الأسرة في الإسلام واستمرار هذه المكانة وارتباطها بالدعوة للخير والنهي عن الشر، فالدعوة في الأسرة ضمانة لمسيرة الخير في الأسر، وحمايتها من المخاطر والعواصف التي تخلخل بنيانها أو تُصدع شيئاً من جدرانها.وبالشر تعرف قيمة الخير، وبالضد يُعلم مكانة الضدَّ.
ودعونا نستقرأ أحوال الأسرة خارج دائرة الإسلام وخارج محيط المسلمين لنرى ما آلت إليه الأسرة من فساد وانحراف وتفكك رغم توفر الحريات والشهوات، ولكن أبى الله إلا أن يُذل من عصاه وشاء الله وقدَّر أن تكون السعادة الحقة لأهل الإيمان لا في الحياة الآخرة فحسب، بل وفي الحياة الدنيا، وهذا جزء من معنى قوله تعالى: ] إن الأبرار لفي نعيم{.
فقد قرر أهل العلم أن نعيم الأبرار في الدنيا مقدمة لنعيمهم في الآخرة.
وصدق الله ]أم حسب الذين اجتر حوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون { (الجاثية /21).
لغة الأرقام تتحدث
وتعالوا بنا لنطل – ولو يسيراً – على المجتمع الغربي، ونقرأ بلغة الأرقام ما وصلت إليه الأسرة عندهم.
تقول إحدى الإحصائيات : تشكل الأسرة الطبيعية ( من أب وأم وأولاد ) 58 % فقط من مجموع الأسر، والأسرة القائمة على التبني 16 %، والأسرة التي تقوم وجود امرأة دون وجود رجل 21%، والأسرة التي يقف على رأسها رجل دون امرأة 5,?2 %، بينما يشكل هيكل خامس تسمية الدراسة الإحصائية بـ ( الهيكل الآخر ) نسبة 2,7%من الأسر الأمريكية.
وتقول الإحصائيات : إن معدل الجريمة في الولايات المتحدة عام 1987م وصل 5, 13مليون جريمة، وارتفع بعد سنتين ليصل إلى 14,25مليون جريمة عام 1989م
( مجلة المجتمع 10/2/1415 ).
ولهذه الإحصائيات المروعة، ومثيلاتها انطلقت الصيحات المحذرة من أرض الوباء، تحذر، وتنذر، وتدعوا الآخرين للتمسك بقيمهم، حتى لا يصلوا لمثل هذه الهاوية.
تقول صحيفة أمريكية (هليسيان سنا نسبرى ) بعد زيارة قامت بها للقاهرة، أن المجتمع العربي المسلم مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تحكم حرية الفتاة، وتمنع الاختلاط، أن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا، وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات و الرقيق، وإن الاختلاط، و الإباحية، و الحرية في المجتمع الأوربي، والأمريكي قد هددت الأسرة، وزلزلت القيم والأخلاق.
( مجلة المجتمع الكويتية 26/1/1415 هـ، عن الجدران المتصدعة للكاتب : عبد الناصر محمد مغنم ص8 ).
ولنا بعد هذا أن نفهم السر؟ هنا قد يطرأ سؤال ما سر تصدير الغرب الكافر لنا طروحات إفساد المرأة وتقويض بنيان الأسرة.. عبر عدة وسائل في:
( أ ) المؤتمرات، و الندوات وما مؤتمر الإسكان في القاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين- إلا نماذج صارخة لتصدير هذه الزبالات.
(ب) وعبر وسائل الإعلام – ولا سيما في عصر القنوات الفضائية، و شبكات الإنترنت ( العنكبوتية ) وغيرها من الوسائل.
إنها محاولات لنقل الداء من بيئته الأصلية إلى بيئات أخرى، وهم يشعرون أنهم مهددون بالخطر، والانقراض إذا ما استمر وضعهم، ويشعرون كذلك أن بقاء الأسرة محافظة متماسكة البنيان في المجتمعات الإسلامية – بالذات، خطر يهددهم مستقبلاً، ويحاولون بدل أن يصلحوا من أحوالهم أن يفسدوا ما صلح عند الآخرين.. وذلك أحد الوجوه الكالحة للحضارة الغربية ؟
عودة للموضوع
وقد يقول قائل، و ما علاقة الحديث عن الأسرة في الغرب بالحديث عن دعوة الأقربين عندنا ؟
أقول لنؤكد أهمية الدعوة في العشيرة و الأقربين، فذلك بإذن الله وسيلة لاستمرار الأسرة متماسكة فاعلة، والدعوة فيها كذلك ضمانة لمعالجة الظواهر السلبية الطارئة.
فما أصيبت هذه الأسر الغربية بالتفكك والانهيار. إلا حين أطلق لها الحبل على الغارب، وعاشت حرية مزعومة كانت على حساب القيم والأخلاق.
وكانت هذه الحرية في النهاية طريقاً إلى الهاوية ؟
ونحن بالدعوة للخير والتحذير من الشر ندفع السوء، ونمنع الفساد ] ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض {فسنة التدافع سنة إلهية كونية.
مميزات وإيجابيات في دعوة الأقربين
وإذا كان للدعوة عموماً مزايا، وإيجابيات، فثمة مزايا، وإيجابيات ظاهرة في دعوة الأقربين، و هذه وتلك تشجع، وتعين، و تسهل المهمة للمحتسبين داخل الأسرة.
1) سَهلةُ الكُلفة.. فاجتماع الأسرة طبيعي، وهو من التكرار بحيث لو أمكن استثمار بعضه لكان في ذلك خير كثير ولا يحتاج كغيره إلى إعلان محاضرة، أو الترتيب لندوة وهكذا..
2) وهو عام ومتنوع الأفراد.. فالكبير، والصغير، والذكر، والأنثى، والغني والفقير، والمثقف والعامي كلهم يجتمعون تحت مظلة الأسرة وفي ذلك فرصة للدعوة في هذه الأوساط كلها، ونشر الخير الذي أمر الله أن ننشره.
3)ولغة الخطاب فيه أقرب للنفوس، وأدعى للاستجابة إذ أن المتحدث يتحدث فيه عن قرب يعرف نفسيات، وأحوال المخاطبين غالباً- وبالتالي يحدثهم بما يعرف ويعـرفون، ويركـز عـلى ما يحتاجـون، ومـا هـم عنه غافلـون، ومـن جانب المسـتمعين تمثل القرابة فيه عنصراً من عناصر القبـول فالمتحـدث منهم وهـم منه، وفي النفوس- بشكل عام – ميل لأعضائها، و عناصيرهـا، هـذا إذا خـلت النفوس من الحسد، و الشـحناء، و تلك مـهمة ينبغي على المتحدث أن يرعاهـا، ويـعالج ظواهرهـا الأولية.
4) ودعوة العشيرة فرصة لتحـريك الطاقات الكامنة في أفراد الأسرة – والتي قد يمتنع قيادُها على الآخرين – وكـم من طاقة في الأسـرة فجرت عبر لقاءات الأسـر وتقاربها.
5) ويمكن أن يتم في لقاءات الأسرة تفعيل الشـباب، والفتيات والأغنياء، وأصحـاب الطاقات، وذلك عـبر تخصيص ملتقيات متناغمة متفقة في الأعمار، أو الأفكار، أو الاهتمامات.
6) وثمة نساء – في العوائل – مقطوعة الصلة بالمجـتمعات الأخـرى، إذ قـد لا تحضر محاضرة عامـة، ولا تسـتمع إلى شـريط نافع، وقـد تكون أميـة لا تقرأ، ولا تكتب، وفي لقـاء العـائلة فرصة لتوعـية هــذا الصنف مـن النسـاء، ومن على شاكلته من الرجال – إن وجـد –
بل يمكن ذلك عن طريق الدعوة في البيت – وهي أحد روافد الدعوة العائلية – كما سيأتي البيان –
7)وحين ينجح الخـيرون في الإمساك بزمام القيادة، والتوجيه في أسرهم فإن ذلك مؤهل لأن يصبحوا أصحاب الوجـاهة، والرأي في أسـرهم مسـتقبلاً.
8) وفي دعـوة العائلة دعوة للمجتمع كـله إذا سـرت الدعـوة في الأسـر، وهل المجتمع في النهاية إلا مجموعة مـن الأسـر.

بوغالب
05-15-2013, 10:01 PM
نماذج من السيرة في دعوة العشيرة
إخوة الإسلام، وحين نعي أهمية الدعوة في العشيرة، ونذكر نماذج من دعوة الأنبياء عليهم السلام للأقربـين، ونعرض لحيثيات ومميزات، و الإيجـابيات للدعوة داخل محيط الأسرة.
فمن المهـم أن نستكمل ذلك بذكر نماذج مـن السـيرة النبوية تؤسـس، وتؤنس، وتهدي، وترشد كيف لا والإمـام لهذه الدعـوة في العشيرة، والمرشـد لهؤلاء الصحـابة في الدعـوة محمد بـن عبد الله صلى الله عـليه وسـلم ؟
ثم نقف على أبرز المعالم المضيئة للدعوة في العشيرة:
1-ودعوني أبدأ هذه النماذج – في دعوة العشيرة – لسيد ( الأوس) الذي اهتز لموته عرش الرحمن، فقد كان (لسعد بن معاذ) رضي الله عنه في دعوة قومه شأن وأي شأن. روى ابن اسحاق: لما أسلم سعد عاد إلى قومه ( بني عبد الأشهل ) فقال : يا بني ( عبد الأشهل )كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا وأفضلنا رأياً، وأيمننا نقية قال: فإن كلام رجالكم، ونسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، قال فو الله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل، ولا امرأة إلا مسلماً، أو مسلمة.. [ رواه ابن اسحاق بسند حسن ولكن مرسل، فهو موقوف على عبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن المغيرة بن معيقب، انظر بن هشام 2/ 88 – 90، سير أعلام النبلاء 1/ 280، ومهدي في السيرة247 ].
2-أيها العظماء.. أيها الزعماء في عشائرهم، ثم أُثني بسيد دوس و مطاعِها، و عظيمها (الطفيل بن عمرو) الدوسي (رضي الله عنه) فمنذ أسـلم (الطفيل ) كان همه دعوة قومه إلى الإسلام – حتى و إن كلفه ذلك فوات مشاهد فاضلة مع رسول الله ( ص ).
وفي مرويات السيرة أنه حين قدم على دوس أتاه أبوه فقال له: إليك عني فلست منك ولست مني، قال: وما ذاك ؟ قال: أسلمت، وتبعت دين محمد، فقال : أي بني ديني دينك، وكذلك أمي فأسلما. ( وفي رواية فأسلم أبوه ولم تسلم أمه )
ذكرها بن حجر عن الكلبي ( الفتح 8/102 ) وفي أخرى أنه عرض الإسلام على زوجته فأسلمت واغتسلت. ( الطبقات الكبرى 4/238،239 ).
(يقول الطفيل رضي الله عنه : ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبت عليَّ وتعاصت، ثم قدمت على رسول الله (ص) فقلت غلب على (دوس) الزنا والربا فادع عليهم، فقالhttp://www.qassimy.com/vb/images/nasser2/frown.gif اللهم اهد دوساً ) ثم رجعت إليهم، وهاجر رسول الله(ص) فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام، حتى استجاب منهم من استجاب، وسبقتني ( بدر، و أحد، والخندق ) يعني لم أشهدها – ثم قدمت بثمانين، أو تسعين أهل بيت من دوس، فكنت مع رسول الله (ص) حتى فتح مكة – فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم (عمروبن حممة) حتى أحرقه، قال: أجل فاخرج إليه فجعلت أوقد عـليه النار، ثم قدمت عـلى رسـول الله (ص) فأقمت معه حتى قبض…). ( انظر ابن هشام 1/382،وابن سعد: الطبقات 4/238، ابن عبد البر: الاستيعاب 5/224،الذهبي: السير 1/346 ) وفي رواية أن صنم ذي الكفين كان (للطفيل)، فلما أحرقه بان لمن بقي ممن تمسك به من قومه أنه ليس على شيء فأسلموا جميعاً. ( ابن سعد: الطبقات 4/240 )
وفي صحيح البخاري باب قصة دوس و ( الطفيل بن عمرو الدوسي )، وبه ساق الحديث عن ((أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء( الطفيل بن عمرو) إلى النبي( ص ) فقال: إن دوساً قد هلكت، وعصت، وأبت فادع الله عليهم، (فقال اللهم اهد دوساً وائت بهم)) ( الصحيح مع الفتح 8/101ح 4392 ) ولعل ما في كتب السـير، والطبقات شـرح، وتفصيل لقصـة( الطفيل )مع قومـه ومعالجتهم بالدعـوة والدعـاء حـتى دخلوا في الإسـلام.
3-أيها المؤمنون أما النموذج الثالث فيمثله ( أبو ذر الغفاري ) رضي الله عنـه، وفي قصته يظهر حرص النبي( ص ) على دعوة العشيرة، وتوظيف الرجال في دعوة قومهم، كما يظهر فيها جدية الصحابة في الدعوة واستجابتهم للأمر، ويظهر فيها من جانب ثالث نموذج لاستجابة العشيرة للدعوة، بل وتأثر القبائل المجاورة، وانتفاعهم بدعوة الخير.. ودونكم هذه المعاني كلها في الرواية – في صحيح مسلم – لإسلام أبي ذر ودعوة قومه حين قال له النبي (ص ) ( هل أنت مبلغ عني قومك، عسى الله أن ينفعهم بك ويأمرك فيهم ) قال أبو ذر : فأتيت ( أنيساً ) ( أخي ) فقال: ما صنعت ؟ قلت: صنعت أني أسلمت وصدقت قال : مابي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت، فأتينا أمَّنا، فقالت: ما بي من رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت، وصدقت، فاحتملنا حتى أتينا قومنا ( غفاراً) فأسلم نصفهم، وقال نصفهم : إذا قدم رسول الله ( ص ) المدينة أسلمنا، فقـدم رسول الله ( ص ) المـدينة، فأسـلم نصفهـم الباقي، وجـاء ( أسـلم ) فقالوا يا رسول الله: إخوتنا نُسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا فقال: رسول الله ( ص ) ( غفار غفر الله لها، وأسـلم سالمها الله ) ( صحيح مسلم ح 2473،4/ 1922).
4-أيها الدعاة في عشـائرهـم وقـد بلغ الحـرص، والتضحية في سـبيل دعـوة الأقربـين عند هؤلاء الصحـابة بأن باعـوا أنفسـهم لله، وبلـغوا منازل الشـهداء حـين قضوا نحبهـم في سـبيل الله هـذه الغـاية النبيلـة.
و ( عروة بن مسعود الثقفي ) (رضي الله عنه.. شبيه صاحب ياسين، وأحد الأكـابر في قومه، وبه شبه من عيسى ( ر)، كما في رواية مسلم حـين عـرض الأنبياءُ على محمد ( ص )- نموذج لهذه التضحية أخرج الحاكـم – بسند حسن – أن عروة حين أسلم استأذن رسول الله ( e ) أن يرجع إلى قومه، فقال له:إني أخاف أن يقتلوك قال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، فأذن له رسول الله (ص )، فرجع إلى قومه مسلماً، فقدم عليهم عشاءً فجاءته ثقيف فدعاهم إلى الإسلام فاتهموه، و عصوه، و أسمعوه ما لم يكن يحتسب، ثم خرجوا من عنده حتى إذا أسحروا، أو طلع الفجر قام عروة في داره فأذن بالصلاة وتشهد، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فقال رسول الله( ص ) : ( مثل عروة مثل (صاحب ياسين)، دعا قومه إلى الله تعالى فقتلوه ) ( المستدرك 3/ 615، 616 وسكت عنه الذهبي ) وحسنها ( الشنقيطي ) في كتابه : الدعوة إلى الله صـ99 – وأضاف عليها أن عروة قال: حين أرادت عشيرته أن تثأر له – لا تقتلوني فقد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح بينكم، فهي كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله لي.. ثم قال فإذا أنا مت فادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله (ص ) قبل أن يرتحل عنكم.. وأشهد أن محمداً رسول الله وقد أخبرني بذلك..))

بوغالب
05-15-2013, 10:01 PM
5- يا أخا الإيمان ويا من هو كلف وحريص على دعوة الأقربـين أختم لك هذه النماذج بأحد أدعية العلم، حافظ السـنة للأمـة وناقلها ومبلغها عـن محمد( ص )، الغلام الدوسي، والبار بأمه، أبي هريرة رضي الله عنه، وخبره وقصته في دعوة أمه جاءت في صحيح مسلم وغيره، (( حيث قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله (ص ) ما أكره، فأتيت رسول الله ( ص )، وأنا أبكي، قلت يا رسول الله: إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم (أبي هريرة )، فقال رسول الله (ص ) ( اللهم اهد أم أبي هريرة ) فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله( ص )، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت : مكانك يا أبا هريرة – و اغتسلت وقالت أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله، فأتيت رسول الله ( ص ) وأنا أبكي من الفرح، قال فقلت: أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى الله أم ( أبي هريرة)، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيراً )) ( صحيح مسلم ح 2491 ح4/1939 ).
معاشر السامعين إنها نماذج- في دعوة العشيرة و الأقربين تستنهض الهمم، وتقوي العزائم، وتؤكد أهمية الأمر، تستسهل الصعب، وتمثل الطموح، وتشهد على علو الهمم، والأثر الخالد في الأسرة والعشيرة، والقبيلة. أجل إن أثراً يحتفي به التاريخ منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، لجدير بالوقفة، والتأمل والاهتمام، وكم نحن بحاجة على امتداد الزمان، واختلاف المكان، إلى نوعية كهذه النماذج تضيء الطريق للسالكين، تحرس الفضيلة في الأسرة، وتوصد الأبواب أمام المتسللين لنشر الرذيلة، تشجع الخير، وتبعث الأمان، وتقاوم الشر، وتسد أبواب الفتن، وتحذر من آثار المغريات، ولسان أصحابها يقول:
[يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد] يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار {. ( غافر/ 38،39 )
معالم مضيئة في دعوة العشيرة والقبيلة
وحين نذكر هذه النماذج من السيرة، والنماذج قبلها من المرسلين، وأتباعهم في دعوة الأقربين نتوقف هنيهة لنخطف بعض المعالم المضيئة في دعوة العشيرة لتنير لنا الطريق، ونتيح الفرصة لكل من وقف، أو استمع إلى النماذج لاستخراج معالم أخرى.
ومن هذه المعالم :
1)حسن الأدب، وجمال العبارة في الدعوة [يا بني اركب معنا {،] يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن {، (( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ))،] يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين {.
2) الصدق في الدعوة وبيان الحق للمدعوين. ] يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سويا {.
]يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون {.
] وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع و إن الآخرة هي دار القرار {.
3) التخويف من عذاب الله وبأسه، وتغير الحال، وسوء العاقبة
]يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا {
]وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود، والذين من بعدهم ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد {. ( غافر29- 33).
وقال ( ص ) - يا (عباس) – يا (صفية)، ويا( فاطمة).. لا أغني عنكم من الله شيئاً.
4)الصبر في ذات الله، وتحمل الأذى.. فرسول الله (ص ) أسـاءت إليه عشيرته حين دعاهم وقال (أبو لهب) قولته الآثمة (( تباً لك ألهذا جمعتنا..)) ومـع ذلك صبر وأصر على دعوتهم حتى هدى الله منهم من شاء الله له الهداية، ومن أصحابه من استشهد، وهو يدعوا عشيرته للإسلام، بل ومن الأنبياء السابقين من كُذب أو قتل.
5)عدم اليأس من الاستجابة.. فنوح عليه السلام دعا ربه مستفهماً عن حال ابنه- بعد الغرق- ] إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين {.وما كف حتى قيل له : انه ليس من أهلك.
و(إبراهيم ) ظل يستغفر لابنه حتى إذا تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ] إن إبراهيم لأواه حليم { ( التوبة ).
و(محمد) صلى الله عليه وسلم ظل يدعوا عمه ( أبا طالب )، وهو يحتضر حـتى خرجت روحه ولم يسلم،
و (الطفيل) ظل يـعالج قومـه حـتى اسـتجاب له عـدد منهم، و( أبو هريـرة ) بكـى مـن أجل دعوة أمـه مرتـين.
6) سـلاح الدعـاء مـع الأقربـين.. استخدمه الرسـول ( ص ) مع دوس فاسـتجاب له ودعـا به ( لغفار فأسـلمت، و طلبه (أبو هريرة ) في الدعـاء لأمـه فأسـلمت.. وعلى الدعاة أن يرفعوا أكـف الضراعة لربهم كلما اشتدت عليهم الأحـوال أو تلـوّم قومهم عـن الاستجابة لهم، ولربما كان الدعـاء أقصـر الطريق للاسـتجابة.
7) الكرم والوفاء، وحسن الخلق.. والكرماء يملكون الناس بكرمهم، وأصحاب الخلق يأسرون الناس بحسن خلقهم ويضطرونهم للاستماع إلى آرائهم، و طروحاتهم فليحرص على هذا.
8) ومن المعالم المضيئة – في دعوة العشيرة و الأقربين – أن الدعوة للإسلام والمكوث بين ظهراني العشيرة، والقبيلة لدعوتهم، وتوجيههم ضرب من ضروب الجهاد في سبيل الله، موت الصحابة لأجله شهود المشاهد الفاضلة مع رسول الله ( ص )ويكفي برهاناً لأهمية الدعوة، والحرص على هداية العشيرة أن يغيب ( بلال، والطفيل ) رضي الله عنهما عن غزوة ( بدر، وأحد ) بل ويغيب (الطفيل) عن ( الخندق ) كذلك، ولم أقف على لوم رسول الله ( ص ) لأحد منهم، بل إن (عمر رضي الله عنه ألحق (أبا ذر) بأهل بدر – وإن لم يشهدها – ( الإصابة لابن حجر 11/121،122).
وأين هذا مما يضنون على قبائلهم وعشائرهم بما هو أقل من هذا ؟
9)ومن المعالم استثمار الوجاهة في العشيرة للدعوة لدين الله، وتعظيم حرماته، وتوجيه سلطان القبيلة في التحذير عن الحرمات، والخوف من بأس الله، فذاك الاستثمار الأمثل.. ولا ينبغي أن تنتهي طموحات أصحاب الوجاهة في القبيلة عند حدود تصدر المجالس، والرغبة في الأمر والنهي، أو الظهور في مواطن الفخر، والخيلاء لأغراض، ومصالح لا تتجاوز حدود الدنيا.
10)ومن المعالم أن يتحسس الداعية ما في عشيرته من أخطار، ومخالفات لهدي الإسلام فيعنى بها، ويحرص علي تخليص قومه منها، وهذا ( الطفيل) همّه انتشار الزنا والربا في دوس وما زال يتابع، ويلح حتى كان سبباً في دعوة رسول الله (ص )لهداية دوس فكان الدعاء، وكانت الاستجابة بإذن الله. ( الذهبي :السير1/346 ).
11) ومنها أن الناتج، والثمرة من دعوة العشيرة، والقبيلة كبير.. ولك أن تتصور ثمانين بيتاً، أو يزيدون يسلمون، ويتحولون من الجاهلية إلى الإسلام، وأعظم من ذلك القبيلة بأسرها تُسلم بدعوة فرد، أو أكثر رجالاتها الصادقين المخلصين، بل ويسلم بإسلامها قبيلة أخرى مماثلة لها.
نعم أن هناك فرقاً بين دعوة قوم كافرين للإسلام، وبين الدعوة في أسر ولد أفرادها، وعاشوا في الإسلام.. ولكن من الأسر المسلمة إذا اجتاحها الشيطان، وتكاثرت عليها الفتن، وتكالب عليها الأعداء، و بدأ الانحراف يخلخل عِقد الأسرة ويصيب رجالها ونساءها، صغارها و كبارها.. وبات الضعف يسري في الأخلاق، والقيم – من لهذه الأسر غير الدعاة الناصحين.. وهل يسوغ للناصحين من أبناء العشيرة، والقبيلة أن يتخلوا عن واجبهم مع الأقربين، وهم يمارسون الدعوة مع الأبعدين؟!
و إذا أفلح الدعاة السابقون في مقاومة الجاهليات الأولى، فهل يا ترى يفلح الدعاة اللاحقون في مقاومة مد الجاهلية المعاصرة ؟
ذلك هدف من أهداف سوق هذه النماذج لتذكير الأجيال اللاحقة بجهود الأجيال السابقة، ولا سيما في محيط العشيرة والأقربين.
12) وأختم هذه المعالم بالقول إن الاستجابة ليست شرطاً في دعوة الأقربين بل ولا غيرهم وحسبُ الداعي أن يُبلغ ويجتهد، ويصبر على الأذى، وعلى الدعاة عموماً أن يوطنوا أنفسهم على تبعات الدعوة ومعالجة النفوس، وعلى الدعاة في عشائرهم خصوصاً أن يبذلوا وينصحوا، ومهما شنأهم جيل، أو أفراد من عشائرهم فسيذكرهم بالخير أجيال، وأفراد آخرون.. بل يكفيهم ذكرهم في الملأ الأعلى جزاء دعوتهم، ونصحهم، والعاقبة للتقوى، والزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض، والذين يخالطون الناس ويصبرون على أذاهم خير من الذين لا يخالطون ولا يصبرون على أذاهم.

بوغالب
05-15-2013, 10:02 PM
ربماقال صاحبي لعلك أطلت الحديث عن الأسرة، والدعوة في العشيرة و الأقربين.. ولربما كانت الإشارة كافية عن الإطالة ؟
قلت: كلا.. ومهلا يا صاحبي فالأسرة أساس المجتمع، وهي خلية تفوح عطرا للمجتمع من حولنا ويقتدي بها أسر أخرى في الاستقامة، أو الانتكاسة لا قدر الله.
والأسـرة محضن مهم مـن محاضن التربية وبوابة كبرىللإصلاح و للإفساد .. أدرك الأعـداء ـ مع الأســف ـ حجـم موقعها، وأهمية الأثر فيها، فباتوا يخططون لتقويض بنيانها، وإفسـاد عناصـرها، وباتت الحرب على الأسرة المسلمة ـ خصوصــا ـ وللأســر عمومـا تنظمها هيئـات عالمية ويصرف لتخطيط انحرافها أمـوال، وطاقـات هائلـة، ثم تصاغ هذه الجهود، والمخططات عـبر مـؤتمرات أممية، وملتقيات عالمية وتستخدم وسائل الإعلام ـ بقنواته المختلفة ـ لهـذه الحرب الشـرسة، ثم تدون هذه الأفكار والمخططات، والنتائـج للدراسـات عـبر وثائق تسـتخدم السـياسة العالمية لفرضها.. وتصـر الـدول الكـبرى عـلى المفاوضـة للمساعدات للـدول الصغرى بقبـول هـذه الأفكـار، والمخططات مهما كانت غريبـة الهويـة بعـيدة عــن هـدي السـماء ، وما وثيقـة الأمم المتحدة عـن المـرأة، والأسـرة إلا نموذج صـارخ، وحرب مسيسة على الأسرة فهل تسـتكثر علي ـ والحالة تلـك ـ أن أطيل النفس نوعا ما ـ في الحديث عن الأسـرة ودعوتهـا ؟
و سائل وأساليب في دعوة العشيرة و الأقربين
يا أخا الإيمان – وحان الآن الحديث عن الوسائل، والأساليب – وهي ثمرة هذا الحديث، وخلاصته، ودليله، وأعتذر سلفاً عن الإحاطة بكل، وسيلة..وحسبي هنا أن أذكر باثني عشر نوعاً من الوسائل، وتحت كل نوع منها عدد من الوسائل، والأساليب، واللفتات، والتوجيهات، وهذه الوسائل هي:
أولاً: وسائل جماعية – وتلك التي يتم فيها نشر الخير، والتحذير من الشر بشكل جماعي، وذلك عبر الملتقيات العامة،كاجتماع الأعياد، والمناسبات العامة كالزواج، أو مناسبة دورية للأسرة – أو نحوها.. ومن خلال هذه اللقاءات، أو بعضها يتم طرح فكرة بناءه، أو توجيه موعظة نافعة، أو التنبيه، والتحذير من فساد ينتشر، وهكذا.. ومن المهم التركيز على قضايا الإيمان، والهدف من الوجود في هذه الحياة، وما بعد الممات.
ثانياً: وسائل فردية يتم اللقاء فيها مع أفراد معينين، وذلك لنصحهم سراً، أو مع أفراد يملكون المال، ويراد لهم التبرع والدعم، أو مع أصحاب رأي، وعلم لمشاورتهم في طرح موضوع على الأسرة، ومدارسته قبل طرحه -
أو نحو ذلك من أغراض اللقاءات الفردية - داخل الأسرة.
ثالثاً: وسائل مقروءة، وذلك بتوزيع كتاب نافع، أو مطوية، أو مجلة خيرة التوجه – أو نحو ذلك مما يوصي بقراءته، ومـن المهم حسـن الاخـتيار لما يوزع.
رابعاً: وسائل مسموعة، وذلك باختيار شريط نافع، ومن التجديد – إخراج شريط باسم العائلة يتحدث فيه عدد من أفرادها حول موضوع مهم، ويتبادل الحـديث فيه أهل العلـم بعلمهم، وأهل الخـبرة بتجربتهم.. وهكذا مما يخـدم الأسـرة، وقـد يتجاوز نفعُه إلى أسـر أخـرى، وقـد يكون ذلـك مـيداناً لتنافس الأسـر في اختيار الموضوعـات المهمة، فقـد تختار أسـرة موضوع ( الشباب واسـتثمار وقت الفراغ )، وتختار أسـرة أخرى ( مخاطر تهـدد المرأة والأسـرة، ودور المرأة المسلمة ) ومن المشاريع المقترحـة في ذلـك إخراج شريط للدعـوة بلسـان العشيرة يفهـم لغته الكبير والصغير، والمتعلـم والعامـي، والمرأة والرجـل، ويركز على تصحيح أخطاء شائـعة، أو ينبه عـلى واجـبات مهملة، ومـن هدي القرآن ] وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم {(ابراهيم /4 ) ومن المهم في المقروء، والمسموع ( عموماً ) أن يكـون في اجتماعـات الأسرة تنبيه على اقتناء شريط، أو كـتاب نـافع، أو الإخـبار عـن محاضرة قيمة، أو نحـو ذلك مما يـعد من تواصي الأسـرة بالحق.
خامساً: مجلة الأسرة، وهـي ذات أثر فاعل لأن الأسرة تشعر بخصوصيتها فيها، ومن المهم أن يقدم فيها معلومات نافعة عن الأسرة قد لا يعرفها إلا الأكابر، كما تحمل هذه المجلة التهاني، والأخبار السارة لأي فرد في الأسرة، وهي مع ذلك تقدم الكلمة الطيبة والتوجيه النافع، وتسهم في تقوية أواصر الأسرة، وتدرب الشباب والفتيات على الكتابة والقراءة.
سادساً: وسائل مرئية وذلـك عـبر شـريط الفديو للبرامج المخـتارة النافعـة الهادفـة.. ويتأكد الأمر أكثر عند العـوائل الـتي تشيع فيها أشرطة الفديو الهـابطة، ويعكف أبناؤهمـ، وبناتهـم عـلى مشاهدة المسلسـلات المنحرفـة، فالبديـل الصـالح مهم، وتدريجـهم إلى الخـير مطلب عـلى أن المرئي – أحـياناً – قد يكـون صـورة مأسـاوية تحكـي أحـوال المسـلمين، وتشخـص حـرب الأعـداء، فتكــون الصورة ناطقة، ومؤثرة بذاتها، وإن كانت صامتة، فستنهض الهمم، وتدعوا للتفاعـل الإيجـابي.
سابعاً: الملتقيات النوعية، والخاصة للأسرة.
( أ ) فلقاء ينظم لشباب الأسرة، يعرف بهم، ويسـتفيد بعضهم مـن بعـض، وقد خطت بعض الأسر في ذلك خطوات إيجابية، وأدركت أن هذه الملتقيات وسيلة لحماية شـباب الأسرة من قرناء السـوء، وهي وسـيلة من وسـائل التربية، وعـن طريقها يمكن استخراج طاقات الشباب، واستثمارها داخل الأسـرة وخارجها – وقد حُدثت عـن عـدد من هـذه الملتقيات الشبابية الناجحة، وحدثت عن عدد من الرحلات لشباب الأسرة وقد يصل العـدد فيهـا إلى مائة، ومن خلالها تنظم البرامج الهادفة، ويطلـع أبناء الأسرة على عدد من المعالم المهمة في مناطق المملكة، ويلتقون، ويسـمعون إلى غيرهم من أبناء الأسرة، فيعودون وهم أكثر ألفة وحيوية، وكذلـك تثمر هـذه الملتقيات إذا خطط لهـا وتولى الأمناء الأقوياء قيادتهـا.
(ب) ويمكن لنساء الأسرة عموماً، أو لفتياتها أن يلتقين داخل البيوت لقاءات هادفة جماعها الذكر لله، والتفكير في حماية الأسرة من المخاطر، وتقديم النموذج الأمثل للمرأة المسـلمة، والتخطيط لبرامج المرأة داخل الأسرة وفاعليتها في الدعـوة.
(ج) و لقاء ثالث لأغنياء الأسـرة للتعرف، وتفقد أحـوال المحتاجين مـن أبنـاء
أسرتهم، ولدعـم المشاريع الخيرية في الأسرة، فكم من مشروع خير أجهض نتيجة ضعف الدعم له، وكم مـن مسابقة، أوقفت بسبب نقص الموارد المالية.
(د) ولقاء رابع مهم لطلبة العلم،والدعاة، وأصحاب الرأي في الأسرة لاقتراح البرامج المفيدة، والتخطيط لهـا، والتفكـير المستديم في أحدث الوسائل، وأنسب الأساليب. تلك ملتقيات إذا تمت، وأحسن العمل لها آتت أكلها خيرا وبركة، وحماية للأسرة.
ثامناُ: الدعوة في البيوت
وهذا رافد مهم، ولبنة أولى، وأساسية في الدعوة في محيط الأسرة ن وكم تشكوا عدد من البيوت من ضعف التوجيه، وغياب الرقيب، ووسائل التربية، ومهما تعـلل القيمون على البيوت بالمشاغل فما منهم أحد يبلغ مشاغل، ومهام معلم الأمة الأول محمد (ص)، ومع ذلك كانت له عناية فائقة ببيوته، وأهله، يذكر ويحذر، ويـهدي ويرشد، ويشارك ويعـلم – وحسب المسلم أن يقرأ هديه (ص) في بيته ومع أهله ليرى العجب، ويدعوه ذلك إلى الاقتداء، وطرح الكسل.
ومع أهمية التنويع في الوسائل، والبرامج البيتية ما بين قراءة، ومسابقة وزيارة، ورحلة دفعاً للسآمة، والملل فمن المهم تقديم الأسوة الصالحة، والتعليم بالسلوك العملي لأفراد الأسرة.
ومن المهم كذلك استدامة التوجيه – ولو كان قليلاً – فالقليل المستمر أولى من العواطف الملتهبة حيناً، ثم تنقطع.. وبالمناسبة فقد بلغني أن أسرة في بريدة يقيمـون حلقة ذكر في بيتهم كل يوم وعلى مدى عشرين عاماً – ولا يزالـون – ولها أثر على الأولاد، فأين هذا ممن يستثقلون مرة في الأسبوع، أو الشهر، بل وأين هذا ممن تمضي عليهم السنة ولم يجمعهم في البيت مجلس ذكر ؟
على أن مما ينبغي التفطن لـه تشجيع أبناء الأسـر، وبنات الأقربـين على حـلق تحفيظ القـرآن الكريم، فهـي خـير معين عـلى صلاحـهم، وتـربيتهم بـإذن الله.
إن للبيوت لصوصاً لا يسرقون المتاع بل يسـرقون ما هو أغـلى مـن الإيمـان، والأخـلاق فهل تنتبه لهذه النوعية مـن اللصوص، وهل نسـهم في إصـلاح أُسـرنا الكـبرى عـن طريق بيوتنا الصـغرى ؟
تاسعاً: وسائل مرغبة و مشجعة وداعمة لاجتماع الأسرة
تأليف قلوب الأسرة هدف جليل، وتشجيعهم، وترغيبهم في الاجتماع الأسري مطلب ملح، وهناك عدة أمور، ووسائل يمكن لها أن تسهم في تحقيق ذلك، ومنها:
¨هدية النجاح لأطفال الأسرة - فالهدية – مهما كانت – تفتح النفوس، وتدعو للمحبة، وفي هدي النبوة (( تهادوا تحابوا ))، والهـدية للأطفال لها وقعها على نفوسهم، وعلى قلوب أهليهم.
¨والهدية لحفظه القرآن، أو بعـضه لفتيان، أو فتيات الأسرة تشـجع الآخـرين على الحفظ، وتشـعر برعـاية الأسـرة، واهتمامـها بأفرادهـا،
¨طبع دليل للأسرة يحوي أسماء، وأرقام هواتف أفراد الأسـرة فذلك يسهل مهمة الاتصال – لأي غرض – ويعرف الصغار مـن أبناء الأسـرة بأسماء وكنى الكبار – وكل ذلك يسهم في مزيد الصلة،والاتصال.
¨ إنشاء صندوق للتكافل – داخل الأسرة – يسـهم فيه من استطاع مـن أبناء الأسـرة، ويصرف منه على كل فرد احتاج لدعم الصندوق. فذلــك يزيد من ترابط الأسرة، ويشعر بالتكافل المشـروع داخل الأسـر

بوغالب
05-15-2013, 10:03 PM
الاشتراك العائلي الجماعي في إحدى المجلات الإسـلامية كذلك يسهم في توعية الأسـرة من جانب، والتأليف بين أفرادها، ولا سيما إذا كان الاشتراك مجانياً، أو مخفضاً.
عاشراً: وسائل دعوية صامتة أو غير معلنة
ليست الدعوة – إن في العشيرة، والأقربـين _ أو في سـواهم مـن الأبعديـن مقصورة عـلى الوسائل المنطوق بهـا، بـل وهناك وسـائل صامتـة، وقـد ينفع الله بها – مثـل أو أكثـر مـن غيرها – ومن أمثلتها، بل وأبـرزها –
×القدوة الحسنة، فالناس عموماً يُعجبون بمن يعملون أكثر ما يتحدثون، ولابد هنا مـن استشعار تقديم النموذج الأمثـل في التعامل، والخلق، والبـذل، والإحسان،والخدمة، وطيب المعشر.
×الزيارة الخاصة، أو المهاتفة المشعرة بالتقديـر، والمحبـة لأي فرد مـن أفـراد الأسـرة هي بذاتها أسلوب للدعـوة، ووسـيلة للـترابط، والمحبـة.
×إصلاح ذات البين، والسعي – قدر الإمكان – لإزالة جـفوة، أو خـلاف بين فردين متخالفين في الأسرة.. كذلك أسلوب من الأساليب الفاعلة لا سيـما إذا شعر المختلفون بأنها خالصة وغير معلنة.
×كسـر الحواجز بين أفراد القبيلة، وكسب أفراد الأسرة بالوسـائل العمليـة.
حادي عشر : إثارة الرأي وتفعيل الآخرين في الأسرة
من الوسائل المهمة – في دعوة العشيرة – إثارة الرأي العام داخل الأسرة، أو القبيلة حول قضية تنتشر في الأسرة – أو عند بعض أفرادها – وذلك ليساهم الجميع في النقاش.واقتراح الحلول، وهنا يُستفاد من كبار السن، والوجهاء، والعلماء، والمفكرين، والأغنياء وسواهم.. وقد تسـهم مثـل هذه المشاورات في دفع متكاسل عن الصلاة مثلاً، أو الإقلاع عن التدخين، أو تعاطـي المخدرات مثلاً.. وهكذا.. مع ملاحظة الأدب في أسلوب الطـرح، وعـدم التجريح المباشر للأفراد، واستثمار سمعه العشيرة، ومصلحة أفرادهـا.
ثاني عشـر: [ برامج عملية طويلة الأجل مقترحة للأسرة ]
مـا مضى مـن وسائل عـاجلة في التنفيذ.. وهنا يمكن اقتـراح برامج طويـلة الأجل، وتكون مفيدة للأسرة – طوال مـدة القراءة، أو الإعـداد – مثل :
1-اختيار كتاب، أو فصول من كتاب يرشح للقراءة على مستوى الشباب، وآخر على مستوى الفتيات، وهكذا حسب النوعية.. كبار، أميون، مثقفون.
2-مسابقة تُعد أسئلتها بعناية، وتكون شامـلة، أو مركزة على قضية بعينها.. ومن المناسـب السؤال عن معلومات في الأسرة قد لا يعرفها البعـض، وهي ذات معـان، أو تاريخ مجيد للأسرة قد لا يعرفه إلا الأكابر من الأسرة ومن المهم تعريف الصغار به.
3-إعداد برامج حولية، أو شهرية حسـب لقاء الأسـرة – يعد مسبقاً، وترصد الجوائز التشجيعية.
4-التشجيع على حفظ الورد، وأذكار تدعو الحاجة إليها.. ويمكن اختيار نماذج، وطبعها، وتوزيعها باسم العائلة.
5-وأهم من ذلك حفظ شيء من كتاب الله – ولا سيما من النساء داخل الأسرة – إذ لا يتوفر لهن فرص حلق تحفيظ القرآن في كل حي كما يتوفر للشباب.
- هذه نماذج للتمثيل لا للحصر.
معوقات أو عقبات العمل في الأسرة
على رسلك أيها الداعي في العشيرة فلا تتوهم أنك لـن تلقى صعوبة أبداً، بـل وطن نفسك على عقبات الطريق، ودونك هـذه الإشارات عن بعــض العقبات في دعوة العشيرة، و الأقربـين للعـلم بهـا، ومحاولـة تجاوزهـا إن وجـدت، أو شيء فيها، أو غيرهـا.
نعم أنه قد يعوق العمل الأسـري معوقـات، وتـقف في طريـقه صعوبـات، وهذه نماذج لها :
1)- عـدم توفر الأخيار في أسرة مـن الأسـر يُضعف الدعـوة في الأسـرة _ وهـذا إن كان وارداً فـهو احتمال ضعيف، و أكثر منه وجـوداً.
2)- ضعف أثـر الأخيار، وعـدم اهتمامهم، فتلـك المعضلة الثانية، والـتي ينبغي الإسراع في حلها.. ولعل في ما مضى من ذكر للأهمية، وتأصيل للقضية، ودواع للحاجة ما يسهم في علاج هذه الظاهرة في أهمية دعوة الأقربـين.
3) – قيادة الأشرار.. وهذا كذلك، و إن لم يكن كثيراً في مجتمعناً – والحـمد لله – فهو إن وجد معوق كبير عن الدعوة للخير، بل قد يكون سبيلاً للدعوة للشر، وإن تراخي الأخيار عن الأخذ بزمام المبادرة قد يكون سبباً في بروز مثل هذه القيادات السيئة.
4) - القيادة الهوجاء – إذ قد لا يكون القادة للعائلة من ذوي الشر، لكن يكون فيهم من الصلف والهوج، والعجـلة، وعـدم تقدير الناس، وإنزالهـم منازلهـم، ما يكون سـبباً في تفرق الأسر وتشتت العـوائل، بـل ربما كان سـبباً في القطيعة، والتباغض.. وينبغي أن يحـذر مـن قيـادة هؤلاء، ليس ذلـك فقط، بل وينبغي حسن التعامل مع هذا الصنف في العوائل حتى لا يصل أثرهم إلى عموم العائلة ؟
5) – التكاليف المادية.. وهذه قد تشكل عائقاً من عوائق اجتماع الأسـرة، إذا كانت الولائم مكلفة، أو في كل مرة يطلب من أفراد العائلة التبرع لمشـروع من المشاريع – ولو كان داخل الأسرة – فيجامل غير القادرين مرة، ثم ينسحبون في الأخرى، وهكذا ينفرط العقد، بسبب التكاليف المرهـقة الـتي قد لا يفطن لها.
6) – كثرة اجتماعات الأسـرة، والإلزام بحضورها، فالقليل الدائم خـير مـن الكثير المنقطع، فقد يطالب أفراد مـن الأسرة – قليـل ارتباطهم – باجتماعـات كثيرة، ويلزمون بها، وقد لا يسـتطيعها آخـرون فتكون سـبباً للحديث في إعراضهم مما يسبب الانسحاب،والانقطاع، وقد يتبعهم آخـرون.
7) - عناصر الهدم – غير المرئية – في الأسـرة، قد تكون أشخاصاً تتحـدث في الخـفاء عـن عدم قيمة اجتماعات الأسر، قد تكون وسـائل، ومؤثـرات أخرى تسهم في عدم النشاط لهذه الاجتماعات، ومـن الخـير التفطن لهـذه، وتلك.
توصيات وتنبيهات أخيرة
* هذه الوسائل، والبرامج نماذج مقترحـة وقد يوجد عند عدد مـن الأسـر مثلها، أو غيرها.. فالعبرة بالعمل النافع لا بتحديد نوع البرامج، والوسائل.
* ولابد من مراعـاة اختلاف الأسر واخـتلاف البيئات، والظـروف فقـد تصلـح وسـيلة لأسـرة ولا تصلـح لأخرى، وقـد ينجـح أسـلوب في مكـان، ولا يصلـح في المكـان الآخـر، وعـلى القائمين عـلى الأسـر أن يقدروا ما يصلـح ويتناسـب لأسرهم، ويحـقق الخـير لهـم.
* لا يعفى أحـد من أفراد الأسرة – وهـو قـادر عـلى العـطاء، والنفـع – ولئـن جـاء الحـديث أكثـر عن الدعـاة، وطلـبة العــلم، فذلـك لمزيد مسـئوليتهم، وإلا فقد ينفع الله بجهود عامـي في الأسـرة أكثر مـن غيره، وقد ينفع الله بجهود امرأة أكثر من جهد رجل.. وهكذا فالمسـئولية مشتركة – في خدمة الأسرة، ودعوتها للخير – بين الرجال، والنساء، والشباب، والشيوخ، والأغنياء، والفقراء، والعالمين، والعوام ] ومن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها.. { وكلنا يقرأ قوله تعالى : ] وأنذر عشيرتك الأقربين { وكلنا مخاطب بقوله http://www.qassimy.com/vb/images/nasser2/frown.gif ص ) (( بلغوا عني ولو آية ))، وقوله : (( من رأى منكم منكرأً فليغيره بيده …الخ ))
* ليحرص كل فرد في الأسرة أن يكون عنصر بناء، ومشعل خير، وليحذر أن يكـون عنصر هدم، أو سـبباً للفرقة والضغينة، وفرق بين من يؤلف، ويجمع، ويهدي، ويحسن، وبين مـن يُفرق، ويُكدر، ويُسـيء، ويـهدم.
* وعـلى أصحاب الدعـوة في أسرهم، وعشائرهم أن يتنبهوا ألا تكون هذه الوسائل، أو شيء منها سبباً للخلاف والفرقة، فدرء المفاسد مقدم علـى جـلب المصالح.
* ولا تستغرب إذا جـاء الحديث مركزاً أكثر عـلى الدعوة في الأسرة، ولربما كانت الدعوة في العشيرة و الأقربـين أقرب الطرق، وأمثـل الوسائل في حماية الأسرة، بـل وفي تفعيل أفرادهـا، واسـتثمار طاقاتهـا في الخـير، والدعوة لديـن الله. لقد قلت من قبل، وأقول اليوم إن الرهان قائم على الأسرة إصلاحاً، أو إفساداً بـين المسلمين، وبـين أعدائهم، وكلـما غـاب المسلمون، أو غفوا عن التوجيه، والعناية بالأسرة.. كلما تسـلل الأعـداء، وأفسدوا، وحـققوا مــا يريدون، أو بعـضه.. فهل نـدرك شــراسة الهجمة على الأسـرة ؟ وهـل نقاوم هـذا المـد المفسـد بالدعـوة، والإصـلاح ؟
* وتنبيه أخير أن هذه الخطبة، وما سبقها دعـوة، وتذكير، ودعوة للأسـر الـتي لم تتنبه لهذا الأمر بعد أن توليه ما يستحق مـن العناية، وتذكير للأسـر الـتي خطت في هـذا الطـريق خطوات أن تسـتمر وتتجدد، وأن تنقــل تجاربها الناجحـة للآخـرين – إن طوفان الفسـاد جارف، وإن معـدلات الجريمـة مرتفع، والدعوة في الأسـرة، و الأقربـين خـير معـين للجـهات الحكومية المعنية بالدعـوة، والأمـر بــالمعروف، والنـهي عـن المنكـر، والجـهات المعــنية بمكافحــة الجريمة، والحـفاظ علـى الأمـن.. وبـالتالي فمهمة الدعـوة في الأسرة مسئولية الأفراد، والجهات الحكومية، ورجالات العلم، والدعـوة، والمفكرين.. إنها مسئولية المؤسسات العلمية، والتربويـة، والإعلامـية – إنها مسئوليتنا جميعـاً حـتى لا تغرق السفينة، إننا أمـة خـير، وفي مجتمعنا، وأسرنا خير والحـمد لله لكن لا بد من فعل الأسـباب، ولابـد مـن معرفة قوارب النجـاة، ومن تذكـر فإنما يتذكـر لنفسـه

العنودالشمريه
05-20-2013, 09:48 PM
الله يجزاك كل خير
تسلم يمينك
كن بخير

زمردة
07-17-2013, 02:45 PM
شّڳَرًأِ لًڳً ۶ـلّى أًلّمُوٌضّوِعُ أًلٌجٌمًيّلّ وِ أِلًمُفًيِدَ

جّزَأٌڳُ أًلِلًهٌ أًلٌفً خّيًرُ عُلَى ڳَلّ مٌأً تًقٌدّمًهِ لًهَذٌأُ أَلّمًنَتًدَى

نّنِتَظِرً أِبّدًأِعّأَتًڳُ أِلُجُمٌيٌلٌة بّفُأًرَغُ أُلَصّبِرٌ

http://dc05.arabsh.com/i/00361/3qoza6b3apdt.gif

مهرة أصيلة
08-01-2013, 10:33 AM
بو غالب شكرا لك على الموضوع بارك الله بك ورمضان مبارك

مها يوسف
08-01-2013, 08:09 PM
بوغالب شكرا لك وبارك الله بك وجعله في موازين حسناتك
الف شكر

البحر الحزين
08-03-2013, 01:11 PM
بوغالب جزيل الشكر لك وبارك الله بك شكر

هارو
08-31-2013, 08:08 AM
جزاك الله خيرا

ذكرى الغالي
09-08-2013, 11:26 PM
سلمت يمنآك
دمت بخير لاينتهي