ياسمين
05-25-2013, 12:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله و آله و صحبه و من والاه و اتبع هديه و سار على خطاه
ثم أما بعد
فتحية لكم جميعا إخوتي في الله
الحب
كلمة جميلة و مفهومها واسع و عميق .. مع الأسف شوه الكثيرون معناها و ألبسوها ثوب خديعة و شهوة باسم الحب و هو أسمى ما في الوجود
و ما أشد حاجتنا للحب في زمن الكراهية و الحقد و القسوة
دعونا نعيد للحب لونه الطبيعي و نتحدث عن الحب الحقيقي ... ذلك الحب الذي من دونه لا معنى للحياة و لا طعم
الحب الذي يسمو بنفوسنا و نسعد به
نعم فالحب أساس الحياة و في ديننا الحب أساس إيماننا بالله و بدونه لا يكتمل إيماننا
فلن نكون مؤمنين بالله تعالى إلا لو أحببناه و أحببنا رسوله الكربم محمد صلوات الله و سلامه عليه
فقد جعل الله تعالى شرط الحب ليكتمل إيماننا
و أكد لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ذلك بقوله :
( لا يكتمل إيمان أحدكم حنى يكون الله و رسوله أحب إليه من ماله و أهله و ولده و نفسه التي بين جنبيه )
فحبنا لله و رسوله يجب أن يكون فوق أي حب آخر و إلا فلن نكون مؤمنين
بل و من أحب أي شيء كحبه لله و رسوله فقد أشرك و ضل و خسر و الدليل قوله تعالى :
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة التوبة : 24]
فالله تعالى لا يقبل في محبته شريكا و من أحب أهواءه و شهواته كحبه لله فاسق و ضال و مشرك و الغياذ بالله
إذا فحب الله و رسوله أسمى و أهم أنواع الحب و بدونه لا يكتمل إيماننا
و تخيلوا إخوتي بأن إيماننا لا يكتمل أيضا دون حب الخير للناس و الدليل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
فالمحبة بين الناس أسمى غاية يهدف الإسلام لتحقيقها و كم نحن بحاجة للتفكر في هذا المعنى الإنساني المهم و العميق في زماننا الصعب هذا
و الحب علاقة متبادلة فعندما تحب الله تعالى حق محبته سيحبك و عندها يا سعدك و يا هناك
و لو تكلمنا عن ثمرات حب الله تعالى لنا لاحتجنا لمجلدات و مجلدات و يكفي أن أذكركم بحديث قدسي رائع يعرفنا تلك الثمرات
يقول تعالى في الحديث القدسي : ما تقرب إلي عبد بأحب مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لئن استعذني لأعيذنه و لئن سألني لأعطينه
الله الله ما أروعه من حديث فمن أحبه الله وفقه و سدد خطاه و كان معه في كل تفاصيل حياته فيا سعد من أحبه الله
إخوتي .. من أسماء الله الحسنى الودود
و الود أسمى و أعلى من الحب فالود حب مع حماية و هداية و تربية و رعاية
و لهذا قال تعالى : إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا
و من هنا نلمح ملمحا مهما في الحب و هو أن الحب عمل و ليس مجرد شعور أو كلمة تقال
فلا يكفي أن نحب الله و رسوله بالكلام فقط و إلا لن يحبنا الله
الحب طاعة و عمل و التزام أخلاقي كامل بشرع الله و أوامره و إلا لا معنى للحب
تعصي الإله و أنت تضمر حبه .. إن المحب لمن يحب مطيع
و لهذا فبحثي عن الحب لن يكون كلاما عاطفيا فقط بل سأكون معكم مع شروط الحب و آدابه و الأسباب الجالبة لحب الله تعالى
سأكون معكم في أمور يحبها الله تعالى جمعتها من القرآن و السنة كي نلتزم و نتحلى بها فيجبنا الله
و بعدها سأكون معكم مع أمور لا يحبها الله تعالى جمعتها لكم من الكتاب و السنة أيضا كي نتجنبها و نحذر منها و صدقوني أغلبنا نقع فيها دون أن نشعر
بحثنا عن الحب الحقيقي سيطول و يطول و الله ولي التوفيق
محبتي
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله و آله و صحبه و من والاه و اتبع هديه و سار على خطاه
ثم أما بعد
فتحية لكم جميعا إخوتي في الله
الحب
كلمة جميلة و مفهومها واسع و عميق .. مع الأسف شوه الكثيرون معناها و ألبسوها ثوب خديعة و شهوة باسم الحب و هو أسمى ما في الوجود
و ما أشد حاجتنا للحب في زمن الكراهية و الحقد و القسوة
دعونا نعيد للحب لونه الطبيعي و نتحدث عن الحب الحقيقي ... ذلك الحب الذي من دونه لا معنى للحياة و لا طعم
الحب الذي يسمو بنفوسنا و نسعد به
نعم فالحب أساس الحياة و في ديننا الحب أساس إيماننا بالله و بدونه لا يكتمل إيماننا
فلن نكون مؤمنين بالله تعالى إلا لو أحببناه و أحببنا رسوله الكربم محمد صلوات الله و سلامه عليه
فقد جعل الله تعالى شرط الحب ليكتمل إيماننا
و أكد لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ذلك بقوله :
( لا يكتمل إيمان أحدكم حنى يكون الله و رسوله أحب إليه من ماله و أهله و ولده و نفسه التي بين جنبيه )
فحبنا لله و رسوله يجب أن يكون فوق أي حب آخر و إلا فلن نكون مؤمنين
بل و من أحب أي شيء كحبه لله و رسوله فقد أشرك و ضل و خسر و الدليل قوله تعالى :
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة التوبة : 24]
فالله تعالى لا يقبل في محبته شريكا و من أحب أهواءه و شهواته كحبه لله فاسق و ضال و مشرك و الغياذ بالله
إذا فحب الله و رسوله أسمى و أهم أنواع الحب و بدونه لا يكتمل إيماننا
و تخيلوا إخوتي بأن إيماننا لا يكتمل أيضا دون حب الخير للناس و الدليل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
فالمحبة بين الناس أسمى غاية يهدف الإسلام لتحقيقها و كم نحن بحاجة للتفكر في هذا المعنى الإنساني المهم و العميق في زماننا الصعب هذا
و الحب علاقة متبادلة فعندما تحب الله تعالى حق محبته سيحبك و عندها يا سعدك و يا هناك
و لو تكلمنا عن ثمرات حب الله تعالى لنا لاحتجنا لمجلدات و مجلدات و يكفي أن أذكركم بحديث قدسي رائع يعرفنا تلك الثمرات
يقول تعالى في الحديث القدسي : ما تقرب إلي عبد بأحب مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لئن استعذني لأعيذنه و لئن سألني لأعطينه
الله الله ما أروعه من حديث فمن أحبه الله وفقه و سدد خطاه و كان معه في كل تفاصيل حياته فيا سعد من أحبه الله
إخوتي .. من أسماء الله الحسنى الودود
و الود أسمى و أعلى من الحب فالود حب مع حماية و هداية و تربية و رعاية
و لهذا قال تعالى : إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا
و من هنا نلمح ملمحا مهما في الحب و هو أن الحب عمل و ليس مجرد شعور أو كلمة تقال
فلا يكفي أن نحب الله و رسوله بالكلام فقط و إلا لن يحبنا الله
الحب طاعة و عمل و التزام أخلاقي كامل بشرع الله و أوامره و إلا لا معنى للحب
تعصي الإله و أنت تضمر حبه .. إن المحب لمن يحب مطيع
و لهذا فبحثي عن الحب لن يكون كلاما عاطفيا فقط بل سأكون معكم مع شروط الحب و آدابه و الأسباب الجالبة لحب الله تعالى
سأكون معكم في أمور يحبها الله تعالى جمعتها من القرآن و السنة كي نلتزم و نتحلى بها فيجبنا الله
و بعدها سأكون معكم مع أمور لا يحبها الله تعالى جمعتها لكم من الكتاب و السنة أيضا كي نتجنبها و نحذر منها و صدقوني أغلبنا نقع فيها دون أن نشعر
بحثنا عن الحب الحقيقي سيطول و يطول و الله ولي التوفيق
محبتي