عاشقة الفردوس
05-17-2014, 01:20 AM
المدينة هي كــ شجرة مسنة فاسدة قوية هائلة عروقها في ظلمة الأرض وأغصانها تتعالى إلى ما وراء الغيوم، أما أزاهرها فمطامع وشرور وجرائم، وأما أثمارها فويل وشقاء وهموم. ولقد حاول بعض المصلحين تطعيمها وتغيير طبيعتها فلم يفلحوا، بل ماتوا قانطين مضطهدين مغلوبين على أمرهم~
قسم الله حياة الإنسان وجعلها مثل فصول السنة بمسيرها وتتابعها؟ هل يظهر على سطح الأرض بعد ألف ألف عام طائفة من البشر تحيا بالروح والحق؟ هل يأتي زمن يتمجد فيه الإنسان فيجلس عن يمين الحياة فرحاً بنور النهار وطمأنينة الليل؟ هل يتم ذلك يا ترى؟ هل يتم ذلك بعد أن تشبع الأرض من لحوم البشر وترتوي من دمائهم؟
: باطلة هي المدنية وباطل كل شيء فيها. فما الاختراعات والاكتشافات سوى ألاعيب يتسلى بها العقل وهو في حالة الملل والضجر؛ وما تقصير المسافات وتمهيد الجبال والأودية والتغلب على البحار والفضاء غير أثمار غشاشة مملوءة بالدخان لا ترضي العين ولا تغذي القلب ولا ترفع النفس. أما تلك الألغاز والأحاجي التي يدعونها بالمعارف والفنون فهي قيود وسلاسل ذهبية يجرها الإنسان مبتهجاً بلمعانها ورنين حلقاتها؛ بل هي أقفاص ابتدأ الإنسان بتطريق أعمدتها وأسلاكها منذ القدم غير عالم بأنه لا ينتهي من صنعها إلا ويجد نفسه أسيراً مسجوناً في داخلها . . . و باطلة هي أعمال الإنسان وباطلة هي تلك المقاصد والمرامي والمنازع والأماني وباطل كل شيء على الأرض. وليس بين أباطيل الحياة سوى أمر واحد خليق بحب النفس وشوقها وهيامها- ليس هناك غير شيء واحد.
هي يقظة في النفس، هي يقظة في عمق أعماق النفس. هي فكرة تفاجىء وجدان الإنسان على حين غفلة وتفتح بصيرته فيرى الحياة مكتنفة بالأنغام، محاطة بالهالات، منتصبة كبرج من النور بين الأرض واللانهاية. هي شعلة من شعلات ضمير الوجود تتأجج فجأة في داخل الروح فتحرق ما يحيط بها من الهشيم وتصعد سابحة مرفرفة في الفضاء الواسع. هي عاطفة تهبط على قلب الفرد فيقف مستغرباً مستهجناً كل ما يخالفها، كارهاً كل شيء لا يجاريها، متمرداً على الذين لا يفهمون أسرارها- هي يد خفية قد أزالت الغشاء عن عيني
قسم الله حياة الإنسان وجعلها مثل فصول السنة بمسيرها وتتابعها؟ هل يظهر على سطح الأرض بعد ألف ألف عام طائفة من البشر تحيا بالروح والحق؟ هل يأتي زمن يتمجد فيه الإنسان فيجلس عن يمين الحياة فرحاً بنور النهار وطمأنينة الليل؟ هل يتم ذلك يا ترى؟ هل يتم ذلك بعد أن تشبع الأرض من لحوم البشر وترتوي من دمائهم؟
: باطلة هي المدنية وباطل كل شيء فيها. فما الاختراعات والاكتشافات سوى ألاعيب يتسلى بها العقل وهو في حالة الملل والضجر؛ وما تقصير المسافات وتمهيد الجبال والأودية والتغلب على البحار والفضاء غير أثمار غشاشة مملوءة بالدخان لا ترضي العين ولا تغذي القلب ولا ترفع النفس. أما تلك الألغاز والأحاجي التي يدعونها بالمعارف والفنون فهي قيود وسلاسل ذهبية يجرها الإنسان مبتهجاً بلمعانها ورنين حلقاتها؛ بل هي أقفاص ابتدأ الإنسان بتطريق أعمدتها وأسلاكها منذ القدم غير عالم بأنه لا ينتهي من صنعها إلا ويجد نفسه أسيراً مسجوناً في داخلها . . . و باطلة هي أعمال الإنسان وباطلة هي تلك المقاصد والمرامي والمنازع والأماني وباطل كل شيء على الأرض. وليس بين أباطيل الحياة سوى أمر واحد خليق بحب النفس وشوقها وهيامها- ليس هناك غير شيء واحد.
هي يقظة في النفس، هي يقظة في عمق أعماق النفس. هي فكرة تفاجىء وجدان الإنسان على حين غفلة وتفتح بصيرته فيرى الحياة مكتنفة بالأنغام، محاطة بالهالات، منتصبة كبرج من النور بين الأرض واللانهاية. هي شعلة من شعلات ضمير الوجود تتأجج فجأة في داخل الروح فتحرق ما يحيط بها من الهشيم وتصعد سابحة مرفرفة في الفضاء الواسع. هي عاطفة تهبط على قلب الفرد فيقف مستغرباً مستهجناً كل ما يخالفها، كارهاً كل شيء لا يجاريها، متمرداً على الذين لا يفهمون أسرارها- هي يد خفية قد أزالت الغشاء عن عيني