يَاصَاحِبَ الْهَمّ

[محمد السنيدي]

يَاصَاحِبَ الْهَمّ . . إنَّ اللَّهَ يعلمهُ
وَمَن تُوكَلُ عَلَى مَوْلَاهُ يكفيهِ

أَقْطَع رجائك . . إلَّا مِنْ معونتهِ
وأجعل رجائك بِالرَّحْمَن تجنيهِ

وَاصْبِر فصبرُك محمودٌ عَوَاقِبُه
وَأَبْشِر بخيرٍ . . فَإِنَّ اللَّهَ يُوَلِّيَه

وَاحذَر تَكُونَ لِرَبّ الْكَوْن مُخْتبراً
فَاَللَّهُ يَعْلَمُ . . مَافِي الْقَلْبِ تُخْفِيه

لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ .. إلَّا مِنْ أَلُوذ بِهِ
قَدْ قَالَهَا نُوحُ والأمواجُ ترميِهِ

وَقَالَ مُوسَى كليمُ اللَّهُ فِي ثقةٍ
كُلًّا فرَبِّي سيهديني . . فيهديهِ

وَقَال آيوبُ . . رَبِّي مَسَّنِي ضُرٌ
فانبع الْمَاءُ . . مُغْتَسَلاً ليشفيهِ

ويُونساً كَان بِالتَّسْبِيحِ مُنشغلاً
ببطنِ حُوتٍ .. بإمر الله يُلقيهِ

مَا ظنْ مَنْ ظنْ . . أنَّ اللَّهَ ثَالِثُهُم
وَهُم بغارٍ . . وجيشُ الكُفرِ آتيهِ

لَوْ أَنَّهُمْ نَظَرُوا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
أَوْ كَانَ مِنْ بَيْنِهِمْ راءٍ لِقَدَمَيْهِ

لأبصروا سَيِّد الدُّنْيَا . . وصَاحِبهُ
وَلَو رأوهُ . . فَإِنَّ اللَّهَ حَامِيَهِ

لَكِنْ أبَصارُهم . . فِي حُكمِ خالقِهم
إنْ شَاءَ أَبْصَر . . أَوْ أَنَّ شَاءَ يُعمِيهِ

فَأَدْعُو كريماً ..وَكُنْ بِاَللَّه ذُو ثِقَةٌ
وَلَا تقول مَتَى . . فَاَللَّه مُحّصيِهِ

سبحانهُ اللهُ . . آمَنَّا بِحِكْمَتِهِ
إنْ شَاءَ أَخَّرَهُ . . أَوْ شَاءَ يُمْضيهِ