قهر وعهر

شعر / جمعة عبد العال

الليلُ يأكلُ في المدن الحزينة

موتى يتسابقون

أرواحٌ فوق الأسفلت

تسافرُ كالغبار

كلُ الأسلحة تمارسُ الرذيلة

جنودٌ هجروا خنادقهم

ليحرسوا مبغى !!!

وأطفالٌ يبيعون أعمارهم

ليسقطوا صنما ً في قلب المدينة

كان يحجبُ وجه الشمس

وسبايا في الميادين

يصحن يصرخن : من ينقذ الروح المقدسة

من دنس القوادين ؟؟

مرتزقة

شبيحة

بلطجية

لصوص

كتائب

فرق موت

حفارو قبور

كلهم عطشى إلى دمي !!

واقفون على حافة المذبحة

يقتلون كل نسمة هواء

يذبحون كل نجمة فضاء

عارهم مميت ...

وأنا حزينٌ , عار ٍ كالحقيقة

بندقيتي قلم ...

وبعض ُ رصاصات

في قصيدة لم تنضج بعد

وبلادي الأميرة ترحلُ أمام عيني

تقتلني الحسرة

وأموتُ بصمتي

هولاكو أمامي

وحوله كل الذين يجيدون الرقص

في الجنازات والخمارات

خلفه الجنود

والبيارق

والرعود

والحشود

وجحافل النهود

وعاهراتٌ تمنحُ الجلاد

الحمدَ والمديح

وفضائياتٌ تمسحُ الوسخَ المتربعَ

على جزر الملح في خبرٍ عاجل

وإعلامٌ يستلهم الطهرَ من أفخاذ البغايا

ممثلون ممثلات راقصون راقصات

عواهر عاهرات

ظل لوجه قبيح ...

وطن يُذبح تحت شمس الظهيرة

ويُرمى على ( باب الحارة )

من يجرؤ على قول الحقيقة ؟

من يحمل كأسك أيها الوطن العظيم ؟؟

يا أيها الجميل

أكلوك لحما

تركوك عظما

كل الذين أكلوا خيرك خانوك

تآمروا عليك

دوما كنتُ أخشى الجواسيس والعاهرات !!!

قلبي يحترق

أبكي بحرارة

أعزي نفسي

لك أن تستبيح دمي

لكن الثأرَ نار

أين ستذهبُ يا قاتلي ؟

كل الأبواب موصدة !!

ورغم العهر سأكتب

سأقدم القرابين

والقصائد العذراء لأجمل وطن ...

حتى يهطل المطر

حتى يطل القمر

ويغني الأطفال على باب توما :

( حلوة حلوة )

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

اقتباس