المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزهةٌ في كتابٍ


محمود فالح مهيدات
10-09-2009, 04:49 PM
نزهة في كتاب ... (1)
عزوتي في هذه المنتديات العتيدة ..
هذه بداية مشروع للتنزه الأدبي بين صفحات الكتب. نزهة نتجول خلالها في ربوع كتاب، لنغرف بعض ما أودعه الكاتب بين صفحاته، ونقتات على ما اكتنز في من المعارف، فلعلنا نفيد ونستفيد ... وهذا المشروع ليس حكراً على شخص بعينه، فلكل أخ أو أخت في هذا المنتدى أن يأخذنا جميعاً في نزهة بين صفحات كتاب من اختياره .. فالكتاب كما تعلمون ليس مجرد أوراق صمَّاء مجموعة وعليها كتابات لا تسمن ولا تغني من جوع، فأي كتاب لا يخلو أبداً من مادة مفيدة، وقد وصفه أبو الطيب المتنبي بأنه "خير جليس" حيث قال:
أعز مكان في الدُّنا سرج سابح // وخير جليس في الزمان كتابُ

خطوتنا الأولى نلج بها حديقة كتاب بعنوان (الموجة الحزينة )، وهو من تأليف الآنسة مها يوسف من لبنان الشقيق.

الكتاب يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط، جمعت فيه المؤلفة باقة من الخواطر الخفيفة الظل، الفواحة العطر، بأسلوب سلس سهل منساب، تكسوه البساطة والعفوية والبعد عن التكلف والتعقيد اللفظي، مما جعل كلماتها تنطلق لتقتحم القلوب فتدخلها بدون استئذان لتجد لها محلاًّ مريحاً وفراشاً وفيراً. تغلب على هذه الخواطر المسحة الحزينة، فيستخلص القاريء الكريم ما عانته المؤلفة من ظلم اجتماعي انعكس عليها سلباً، ممَّا دعاها إلى الثورة الأدبية لتفرغ ما بداخلها من بوح ومعاناة ومشاعر وأحاسيس صادقة حاملة معها كل ألوان الطيف وعبق الحنين وألم الذكريات وضياء الأمل المنشود من خلال رقصات قلمها السيَّال وفكرها المتوقد المتدفق المعطاء.

بدأت المؤلفة خواطرها بخاطرة بعنوان " خاطري مكسور "، ولعل القاريء للعنوان فقط يعرف مضمون الخاطرة؛ فهي تبوح بمكنونها العاطفي، وتشكو عدم وفاء الحبيب. ثم تلتها خاطرة بعنوان " الموجة الحزينة "، ففيها تلج الكاتبة باب الرومنسية؛ فتراها تشخِّص الموجة والبحر، فهذه الموجة تناجي البحر مناجاة العاشق الولهان، وتبوح بوح المحب الصبِّ المدنف، الذي يرتبط قدره بمجبوبه لا محالة، فهي لا تفلت منه على الإطلاق. كما أن هذه الخاطرة لا تخلو من الرمزية، وكأن الكاتبة هي الموجة الحزينة والبحر حبيبها!!!

في ركن آخر من أركان الكتاب، نصل إلى خاطرة " الموجة والنورس " والتي تقول الكاتبة فيها:
ما به النورس حزين ؟
يقف على الموج قتله الحنين
يفتش عن موجة هاربة
من ظلم البحر والسنين
فهي ترسم لوحة طبيعية تسطع فيها الرومنسية، وتتألق وهي تنشئ حواراً بين النورس، ذلك الطائر الأبيض العاشق للبحر، وبين تلك الموجة الرمز، الهاربة من ظلم قدرها، البحر، لكنها ما تلبث فتعود لأحضانه، وكأن البحر إنساناً عاشقاً يفتح ذراعيه ليضم تلك الموجة الحزينة إلى صدره.

وتواصل الكاتبة رومنسيتها في خاطرة " على ضفة النهر "؛ فهي تراقب النهر الذي يجري مثل عمرها، كما قالت:
... كنت أراقب النهر ..
كان يجري مثل عمري
وتناجي النهر، وتسائله عن فارسها الموعود ليأتيها على ظهر حصان أبيض ليأخذها إلى هناك، حيث السعادة والهناءة والحب والحنان .... تتأمل الشمس، لعل فارسها ينحدر من خلال أشعتها الذهبية المتوهجة ...

أما بوحها، فيكاد لا يخلو كل سطر من الكتاب من البوح الرقيق الذي ينمُّ عن حسٍّ مرهف وقلب محب ... ولعل خاطرتها " صرخة ألم " تبين أنموذجاً من هذا البوح الجميل والإحساس المرهف، فهي تقول فيها:
أحبك أيها المسافر
أحبك أيها المهاجر
أحبك أيها الحبيب
حبك خلقني من جديد
لكن الحبيب صَدودٌ:
كم أنت عنيدٌ
كم أنت عنيدٌ
أخبرتك كم صبرتُ
لكنك لم تفعل شيئاً وما رجعتَ
ومن إحساسك تجردتَ
وصامتا بقيتَ وما نطقتَ
ما نطقتَ

وها هي خاطرتها " حب وحنين " تتحدث عن حب في سن النضوج العقلي، وهو سن الأربعين؛ تقول الكاتبة:
أحببتُ في سن الأربعين
وامتلأ قلبي بالحنين
رجل اقتحم حياتي على عجل
وزرع في قلبي كثيراً من الأمل
إلى قولها:
واستطاع حبه أن ينشلني من وحدتي
وأنا لم أبخل عليه بمودتي
هو أصبح حبيبي وحياتي
إنه الحب في سن الأربعين

ومع هذا كله، فإن كاتبتنا لم تغفل الدور الوطني الذي لا يغادر قلم الكاتب الأصيل، فكتبت لفلسطين خاطرة بعنوان " نكبة وقضية " تقول فيها:
جُرْحٌ
فلسطين ...
بكاءٌ ...
وأنينٌ
ستون سنة من التهجير ...
متى ينتهي
درب الجلجلة ؟!...
لتعلم إسرائيل ...
أنت يا صهيونية
ستنتصر القضية
فلسطين أبية
أما خاطرتها " غزة تحترق " فجاء فيها:
ارفعوا الحصار يا كفّار
غزة تحترق بالنار
مهما قاتلت يا صهيونية
سيبقى شهداؤنا عنوان القضية
صابرون وصامدون أبناؤنا الأحرار
مهما طال عليهم الحصار

أما عن العراق، فقد شدّها فعل منتظر الزيدي الذي رشق الكلب الأمريكي الأكبر جورج بوش
بحذائه، فقالت في خاطرة بعنوان " زيْدي ":
سلام عليك وعلى أم أنجبتك
عراقي حر أبي أنت
بتعبيرك وغضبك أثبتَّ
أنك لن ترضى بالذل
إلى قولها:
أجمل وداع ودَّعتَه
إنه مجرمٌ شيطان
لكن بملامح إنسان
" منتظري" كلنا معك
ندعو لك وننتظرك

ولم تُغفلْ الكاتبة الجانب الإنساني، فهذه خاطرة " وصية أم " تصف فيها حرص الأم على أن توصي ابنتها ليلة زفافها خيراً وتتمنى لها بيتاً تظلله السعادة وتغمره المحبة. تقول كاتبتنا:
عند لحظات الوداع
والأم تودع ابنتها ليلة زفافها
يسود الصمت وتتزايد زفرات الآهات
تختنق العبرات وتنهمر الدموع
وتتلعثم الأصوات وهناك تنخرس الألسن
القلوب تنبض بشدة وتسرع خفقاتها
وتعبر العيون بدموعها
نعم إنها الليلة الأخيرة
فتتلقى البنت وصية أمها ببهجة وفرح لتجعل من بيتها في ظل زوجها جنة تقطر شهداً وعسلاً.

هذه نزهة قصيرة، أرجو أن أكون من خلالها قد وفقت في هذا الطرح المتواضع، وإلى لقاء في نزهات أخرى في كتب أخرى.
تقبلوا تحيتي ومحبتي.
... أخوكم محمود فالح مهيدات / أبو كارم ...

جرحني زماني
10-09-2009, 06:38 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شجون الليل
10-10-2009, 11:55 AM
طرح رائع جدا



ويسلمو ع هـذه النزهه

لاهنت اخوي محمود
ودي

سمر محمد
10-12-2009, 05:27 AM
حين نلج مدارات القمم نحملق بفرح
نختال كطائر يشدو على الرياحين
نتلهف ذات عطش لنرتوي من سلسبيل العطر
ولن نرتوي
جميل جداً أن نحوم حول
حدائق غناء بكل زواياها
لنقطف من كل المساحات زهورها
بزهوها وفتنتها الطاغية حسناً وبهاء

كذا حين أتيتنا يا سيدي بأعطر ماخطه يراع
وأنبل ماصاغه فكر وتجلّى به

محمود //
لك حفنات شكر ملء الأقداح ياعطر المكان


وعطر لاينضب

محمود فالح مهيدات
10-22-2009, 02:48 PM
الأخ ألجيريا سوفت
الأخت شجون الليل
الأخت سمر محمد
أشكر لكم تفاعلكم المتمثل بمروركم الكريم
والله أسأل لكم كل خير
تقبلوا محبتي
... أخوكم محمود فالح مهيدات ...

صدى صرخه
10-24-2009, 04:30 PM
كـــل شــي لــه حـــدود
وابــــداعك مـــــاله حدود
كتبت فابدعت
وتميزت
بنص شامخ
تحياتي لك
دمت في هذا العطـاء
ودمت من الله بالف خير
ودمت من الله كما تحـب
تقديري واحترامي

حنين
10-24-2009, 04:55 PM
محمود فالح مهيد




يعطيك العافيه علي روعة طرحك




ودي

محمود فالح مهيدات
10-30-2009, 10:54 AM
الأخ الغريب ( بل القريب)
الأخت حنين
لكما الشكر والمحبة والتقدير
تقبلا ودي وحبي
... أبو كارم ...

ذكرى الغالي
03-08-2011, 05:03 AM
http://kll2.com/upfiles/hIf85121.gif (http://kll2.com/)
http://kll2.com/upfiles/w4N85121.gif (http://kll2.com/)