رقة احساس
07-20-2014, 03:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][الحب الصـــادق... السديـس][
ملخص الخطبة
1- غريزة الحب في النفس البشرية. 2- منزلة الحب. 3- حب الله تعالى وحب رسوله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com). 4- حب الخير وأهله. 5- حب الصحابة للنبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com). 6- التحذير من الحب الكاذب. 7- حب الأوطان.
الخطبة الأولى
أمّا بعدُ: فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله حقَّ تقاتِه، واعلَموا أنَّ تقواه أعظم مِصداق وأقوَى ميثاق، من استعصَم بها فاز وفاقَ، وحاز منَ البرِّ والخيرات أنفسَ الأطواق، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [البقرة: 197].
وأكثِر من التقوَى لتحمَدَ غِبَّها بِدارِ الجَزَا دارٌ بها سَــــــــــــوف تنزِلُ
وسارِع إلى الخيراتِ لا تُهمِلَنَّهــــا فإنَّك إن أهملتَ ما أنتَ مُهمَلُ
أيُّها المسلمون، في عالمٍ يموجُ بالفِتَن والأزمات، ويصطَخِبُ بالمِحَن والمُتغيِّرات، وتَبَصُّرًا في خَلَجات النفس الإنسانيَّة ومساتِرها السنيَّة تتبدَّى في إشراقٍ وبهاءٍ ونَضارةٍ وصَفاءٍ صفةٌ أخَّاذةٌ بديعة وقيمةٌ لشَدَّ ما هيَ خلاَّقةٌ رفيعة، جُبِلَ عليها الإنسانُ، واستقرَّت منه في مُغرَورقِ الجَنان، في وارِفِ أفيَائها أناخَت النفوسُ ركائبها، فحَازَت شريفَ مآرِبها، ونَجَت مِن نزَوَاتها ومَعاطبِها، انطوَى عليها العُبَّاد والنُّبَلاء، والزُّهَّادُ والأصفياء، والخاصَّةُ والدهماء.
وصفوةُ القول: إنها لم تُغادِر قلبًا إلا تصبَّتْه، ولا وِجدانًا إلا سبَتْه؛ بل اتَّصَف بها البارِي جلَّ في علاه ، وكذا حبيبُه ومُصطفاه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com)، تِلكم -يا رعاكم الله- هي صفة الحُبِّ والمحبَّة.
يقول سبحانه: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [المائدة: 42]، ويقول عزَّ اسمه: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّيhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [طه: 39]، ويقول تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [مريم: 96]، والوُدُّ: هو خالصُ الحبِّ.
وفي منزلةِ الحبِّ الأثِيلة يقول العلَّامة ابن القيِّم رحمه الله: "هي المنزلة التي إلى عَلَمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانَى المُحبُّون، وهي الحياةُ التي من حُرِمَها فهو مِن جملة الأمواتِ، والنورُ الذي من فقَدَه فهو في بحارِ الظلمات".
الحـــبُّ كــم لبَّى له النُّبلاءُ فتمايَلَت حاءٌ هناك وباءُ
أرَجٌ وِدادٌ ولهفةُ ذِي ضَنَى وتصبُّرٌ وتجمُّـــــلٌ وصَفــــاءُ
أيّها المؤمنون، أودعَ الباري تعالى في العقولِ معَاقدَ الفَهم والإدراك، وعضَّدَها بنصوصِ المنقولِ الدِّرَاك، ووشَّى الأفئدةَ بلواعِجِ العَواطِف والأشواق اللّواطِف، فانتَشَى الإنسانُ بحبُّ ما فُطِر عَلَيه؛ لذلك كانت أشرفُ الأرواح وأصفاها أسناها محبوبًا وأسماهَا؛ كحبِّ الرحمن الواحِد الديَّان، وحبِّ القرآن، وحبِّ سيِّد ولد عدنان عليه الصلاة والسّلام، وحبِّ أوصاف الجمال والكمالِ ومكارم الخِلال ومحاسن الجَلال مما لا يُناسبُ إلا جواهرَ النفوسِ الزكيَّة، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [البقرة: 165].
فالمراضي المرغوبةُ والمحابُّ المطلوبة والنوازِعُ المشبوبة لا تتفتَّقُ أزهارُها إلا بأريجِ الحبِّ وبليلِ نسائمِه، فللَّه ما خالطَ هذا الخفَقُ السنِيُّ النفوسَ إلا كسَاها مِنَ الغِبطة والنَّدَى أنضَر لَبُوس وأَلَقًا في الجوارح وسعادةً في الروح وبهجةً تغدو في الحنايا ولا تروح، كيف وقد عُلِّق عليه الإيمان؟! يقول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com): ((ولا تؤمِنوا حتى تحابُّوا)) أخرجه البيهقيّ وغيره.
فهذا الحبُّ المُجتمعيُّ المُتقارِب الذي حثَّ عليه المصطفى http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com) هو مِن تآصُرِ الأمَم غرائِسَها، ومِن نهضَتِها مقادِسها، وما فرَّطَت فيه المجتمعاتُ إلا بهَظَتْها المِحن وضرَّسَتها الإِحَن.
فلا والحق لولا الحبُّ صارَت قلوبُ النّــــاسِ خــــاليةً يَبابًــــــــا
بـــه ذُبْنــــا كأنســـــــــــامٍ وذابَــــــــت مواجِدُنا وقد كانت صِعابًا
إنّه الحبُّ الطهور المُطرَّز بالرِّقَّة العاطِرة والمشاعر المشبوبَة الماطِرة، في حنانٍ مُنساب وإباءٍ غلاَّب وتقارضٍ للوُدِّ سكَّاب؛ حيث ينطلِق بين العالَمين أشعةً للحقِّ والهدى هادية، وسعادةً مُرتَسِمةً في المباسِم بادِيَة، ومسرَّةً في السُّوَيْداء شادِيَة، وذاك ترجمانُ قولِه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com): ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكرَهَ أن يعودَ في الكفرِ بعدَ أن أنقذه الله منه كَما يكرَه أن يُقذَفَ في النار)) متفق عليه.
أيُّها الأحبَّة الأوِدَّاء، حيَّهلًا إلى مناجاةٍ للحبيبِ صلوات الله وسلامُه عليه مشرِقَة بالضّراعة والطمأنينة لاستدرارِ جيَّاش الحبِّ والسكينة. ولكن أيَا قلوبَ المُحبِّين، لُطفًا أنصِتِي وعِي، ويا مشاعر تسمَّعي تسمَّعي: دعا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com) ربَّه قائلًا: ((اللّهمَّ إني أسألك حبَّك وحُبَّ من يُحبُّك وحُبَّ العمَل الذي يُقرِّبُني إلى حبِّك)) أخرجه الترمذي.
الله أكبر! أيُّ حبٍّ عَظيمٍ هامِر زكيٍّ غامِر أرشَفَنا إيَّاه المُجتَبى بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام القائل: ((المرءُ مَعَ مَن أحبَّ)) أخرجه مسلم في صحيحه. ونُشهِدُ الله أننا نُحبُّه ونحبُّ رسولَه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com) حبًّا يَفوقُ حبَّ النَّفس والولدِ والوالد والناس أجمعين.
نبيَّ الهدَى والعــدلِ والحــبِّ والنَّدَى طوَى ذِكرُك الآفاقَ والأنجُمَ الزُّهْرا
نحبُّـــــــكَ حبًّـــــــــــــــا لا سبيـــــــلَ لوَصـــفِـــــه تَغلغَلَ في أرواحِنا طاهِرَ المَسْـــــرَى
إخوةَ الإيمان، وبعد أن تأصَّل مَن تجبُ له محبَّةُ الجَنان وتمثُّلُها بالأركان، إنّه مَن سبَى اللُّبَّ، وتسابَقَت لطاعته كتائبُ الحبّ: حبيبُنا محمَّد http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com)، فإنَّ آيةَ ذلك خُبْرًا وخَبَرًا اتِّباعُ سنَّتِه واقتِفاءُ سيرَتِه في كلِّ الأحوال؛ كي ننعَم بحب الكبير المُتعال.
فيا أيّها المُحبُّون، أنَّى وعلامَ وكيف وحتَّامَ يكونُ الحبّ المُؤصَّلُ الرَّصين والمنهجُ النبويّ المكينُ مدَى الأعمار والسنين قَصرًا على مُحدَثاتٍ ومخالَفات وانبِتاتٍ عن معين السنّة البَلْجاء أيّ انبِتات؟! ليت شِعري! إنّه الحبُّ الهَباء الأخفّ، وفي الموازين هو الأطَفُّ.
سَلْهــم عن الحبِّ الصحيحِ ووصفِه فَلَسَوف تسمـــــعُ صــــادقَ الأخبــار
إحــــــيــــاءُ سنَّـــــــتِــــــه حقيــــــقـــــــةُ حـــــــبِّـــــــــــه في القلب في الكلِمات في الأفكار
أمّا البَوحُ الذي ترجَمَ نوابِض الإحساس، وجلَّى في خفَرٍ مقاصِد الأنفاس، فكان أشذَى من الآس: بَوحُ حبِّ صحابة الحبيب رضي الله عنهم أجمعين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين لحبيبهم http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com).
وتلك معانٍ لا يعِيها إلا صِحاحُ الوجدان، ولا يُفسِّرُها إلا قاموسُ القلوب التّرجمان، فالحبُّ الزاخِر بأزكَى العواطِف وأنبَلِ المشاعر خيرُ مِهادٍ للتراحُمِ بين الآباء والأبناء والزوجين الكريمين، وسعادةِ الأسرةِ دون مَيْن، ومشاعِر الرِّضَا والوِدادِ لا تنمُو إلا في رياضِ الحبِّ ورُباه، ينأَى بها عن الإجدابِ العاطفيّ الذي تسعَّرَت به كثيرٌ من البيوتاتِ جرَّاءَ ويلاتِ الفضائياتِ ووسائلِ الاتصالاتِ التي بثَّت كثيرًا من الزَّعازِع والفتن والتحدِّيات.
الحبُّ وريٌ في القُلوب مُؤرَّجٌ فسَعادةٌ وتواصُلٌ وهناءُ
جمع الخِصالَ كريمَها وعَزيزَها وتتوَّجَت بأريجِه الكرماءُ
فيا حملةَ الأقلام ورادَةَ اللِّثام ورجالَ الفكر والإعلام، لا بُدَّ من تأصيلِ ثقافةِ الحبِّ والتَّحنان، روحًا ووجدانًا، وتعامُلًا وتخاطُبًا وتبيانًا. أمّا السَّماسِرة الإمَّعات فهم الذين يُفسِدون الأفئدةَ والأذواق، ويُلوِّثون رَقراقَ الأشواق من شباب الأمة وفتياتها بجراثيمِ الغرائزِ والفُجور، وقصَصِ الإسفاف والتزييفِ والزُّور، المطوِّحة في الأوحال والشرور، وقد تجسَّرت خائنةُ الأعينِ وما تُخفِي الصدور من الكَيدِ والبُهتان وسلب الحياء والامتهان، ويخدعون الأغرارَ مُختلسِين منهم نفيسَ الأوقات والأعمار، بوَجْدٍ مُحرَّمٍ صَفيق خَدَّاعِ البريق، لا بهاءَ له ولا رَحيق، بل مآلُه الويلُ والحريق. إنَّ هؤلاء -وايمُ الحقّ- لدمارُ الجيلِ وداؤه، وشِقوتُه وبلاؤه، ولكن ها هو الجيلُ الواعِدُ بحَمد الله شبَّ عن الأطواق، ولاحَت مخايِلُ يَنْعِه وشموخه في الآفاق.
ألا فاتَّقوا الله أيّها المؤمنون، وأفعِموا قلوبَكم بحبِّ الله ورسولِه واعمُروها، وزَكُّوها بالطاعاتِ واغمُروها؛ تسعَدوا تفوزوا، وللهُدى تحُوزوا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [آل عمران: 31].
اللَّهمَّ إنَّا نسألُك حبَّك وحُبَّ رسولِك http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com)، اللَّهمَّ اجعَل حبَّك وحُبَّ رسولِك عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام أحبَّ إلينا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا، ومِن الماء الباردِ على الظَّمَأ، إنّك خيرُ مسؤولٍ وأكرمُ مأمول.
أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولكافّة المسلمين والمسلِمات من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبُوا إليه، إنّ ربي لغفورٌ رحيم
][الحب الصـــادق... السديـس][
ملخص الخطبة
1- غريزة الحب في النفس البشرية. 2- منزلة الحب. 3- حب الله تعالى وحب رسوله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com). 4- حب الخير وأهله. 5- حب الصحابة للنبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com). 6- التحذير من الحب الكاذب. 7- حب الأوطان.
الخطبة الأولى
أمّا بعدُ: فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله حقَّ تقاتِه، واعلَموا أنَّ تقواه أعظم مِصداق وأقوَى ميثاق، من استعصَم بها فاز وفاقَ، وحاز منَ البرِّ والخيرات أنفسَ الأطواق، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [البقرة: 197].
وأكثِر من التقوَى لتحمَدَ غِبَّها بِدارِ الجَزَا دارٌ بها سَــــــــــــوف تنزِلُ
وسارِع إلى الخيراتِ لا تُهمِلَنَّهــــا فإنَّك إن أهملتَ ما أنتَ مُهمَلُ
أيُّها المسلمون، في عالمٍ يموجُ بالفِتَن والأزمات، ويصطَخِبُ بالمِحَن والمُتغيِّرات، وتَبَصُّرًا في خَلَجات النفس الإنسانيَّة ومساتِرها السنيَّة تتبدَّى في إشراقٍ وبهاءٍ ونَضارةٍ وصَفاءٍ صفةٌ أخَّاذةٌ بديعة وقيمةٌ لشَدَّ ما هيَ خلاَّقةٌ رفيعة، جُبِلَ عليها الإنسانُ، واستقرَّت منه في مُغرَورقِ الجَنان، في وارِفِ أفيَائها أناخَت النفوسُ ركائبها، فحَازَت شريفَ مآرِبها، ونَجَت مِن نزَوَاتها ومَعاطبِها، انطوَى عليها العُبَّاد والنُّبَلاء، والزُّهَّادُ والأصفياء، والخاصَّةُ والدهماء.
وصفوةُ القول: إنها لم تُغادِر قلبًا إلا تصبَّتْه، ولا وِجدانًا إلا سبَتْه؛ بل اتَّصَف بها البارِي جلَّ في علاه ، وكذا حبيبُه ومُصطفاه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com)، تِلكم -يا رعاكم الله- هي صفة الحُبِّ والمحبَّة.
يقول سبحانه: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [المائدة: 42]، ويقول عزَّ اسمه: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّيhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [طه: 39]، ويقول تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [مريم: 96]، والوُدُّ: هو خالصُ الحبِّ.
وفي منزلةِ الحبِّ الأثِيلة يقول العلَّامة ابن القيِّم رحمه الله: "هي المنزلة التي إلى عَلَمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانَى المُحبُّون، وهي الحياةُ التي من حُرِمَها فهو مِن جملة الأمواتِ، والنورُ الذي من فقَدَه فهو في بحارِ الظلمات".
الحـــبُّ كــم لبَّى له النُّبلاءُ فتمايَلَت حاءٌ هناك وباءُ
أرَجٌ وِدادٌ ولهفةُ ذِي ضَنَى وتصبُّرٌ وتجمُّـــــلٌ وصَفــــاءُ
أيّها المؤمنون، أودعَ الباري تعالى في العقولِ معَاقدَ الفَهم والإدراك، وعضَّدَها بنصوصِ المنقولِ الدِّرَاك، ووشَّى الأفئدةَ بلواعِجِ العَواطِف والأشواق اللّواطِف، فانتَشَى الإنسانُ بحبُّ ما فُطِر عَلَيه؛ لذلك كانت أشرفُ الأرواح وأصفاها أسناها محبوبًا وأسماهَا؛ كحبِّ الرحمن الواحِد الديَّان، وحبِّ القرآن، وحبِّ سيِّد ولد عدنان عليه الصلاة والسّلام، وحبِّ أوصاف الجمال والكمالِ ومكارم الخِلال ومحاسن الجَلال مما لا يُناسبُ إلا جواهرَ النفوسِ الزكيَّة، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [البقرة: 165].
فالمراضي المرغوبةُ والمحابُّ المطلوبة والنوازِعُ المشبوبة لا تتفتَّقُ أزهارُها إلا بأريجِ الحبِّ وبليلِ نسائمِه، فللَّه ما خالطَ هذا الخفَقُ السنِيُّ النفوسَ إلا كسَاها مِنَ الغِبطة والنَّدَى أنضَر لَبُوس وأَلَقًا في الجوارح وسعادةً في الروح وبهجةً تغدو في الحنايا ولا تروح، كيف وقد عُلِّق عليه الإيمان؟! يقول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com): ((ولا تؤمِنوا حتى تحابُّوا)) أخرجه البيهقيّ وغيره.
فهذا الحبُّ المُجتمعيُّ المُتقارِب الذي حثَّ عليه المصطفى http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com) هو مِن تآصُرِ الأمَم غرائِسَها، ومِن نهضَتِها مقادِسها، وما فرَّطَت فيه المجتمعاتُ إلا بهَظَتْها المِحن وضرَّسَتها الإِحَن.
فلا والحق لولا الحبُّ صارَت قلوبُ النّــــاسِ خــــاليةً يَبابًــــــــا
بـــه ذُبْنــــا كأنســـــــــــامٍ وذابَــــــــت مواجِدُنا وقد كانت صِعابًا
إنّه الحبُّ الطهور المُطرَّز بالرِّقَّة العاطِرة والمشاعر المشبوبَة الماطِرة، في حنانٍ مُنساب وإباءٍ غلاَّب وتقارضٍ للوُدِّ سكَّاب؛ حيث ينطلِق بين العالَمين أشعةً للحقِّ والهدى هادية، وسعادةً مُرتَسِمةً في المباسِم بادِيَة، ومسرَّةً في السُّوَيْداء شادِيَة، وذاك ترجمانُ قولِه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com): ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكرَهَ أن يعودَ في الكفرِ بعدَ أن أنقذه الله منه كَما يكرَه أن يُقذَفَ في النار)) متفق عليه.
أيُّها الأحبَّة الأوِدَّاء، حيَّهلًا إلى مناجاةٍ للحبيبِ صلوات الله وسلامُه عليه مشرِقَة بالضّراعة والطمأنينة لاستدرارِ جيَّاش الحبِّ والسكينة. ولكن أيَا قلوبَ المُحبِّين، لُطفًا أنصِتِي وعِي، ويا مشاعر تسمَّعي تسمَّعي: دعا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com) ربَّه قائلًا: ((اللّهمَّ إني أسألك حبَّك وحُبَّ من يُحبُّك وحُبَّ العمَل الذي يُقرِّبُني إلى حبِّك)) أخرجه الترمذي.
الله أكبر! أيُّ حبٍّ عَظيمٍ هامِر زكيٍّ غامِر أرشَفَنا إيَّاه المُجتَبى بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام القائل: ((المرءُ مَعَ مَن أحبَّ)) أخرجه مسلم في صحيحه. ونُشهِدُ الله أننا نُحبُّه ونحبُّ رسولَه http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com) حبًّا يَفوقُ حبَّ النَّفس والولدِ والوالد والناس أجمعين.
نبيَّ الهدَى والعــدلِ والحــبِّ والنَّدَى طوَى ذِكرُك الآفاقَ والأنجُمَ الزُّهْرا
نحبُّـــــــكَ حبًّـــــــــــــــا لا سبيـــــــلَ لوَصـــفِـــــه تَغلغَلَ في أرواحِنا طاهِرَ المَسْـــــرَى
إخوةَ الإيمان، وبعد أن تأصَّل مَن تجبُ له محبَّةُ الجَنان وتمثُّلُها بالأركان، إنّه مَن سبَى اللُّبَّ، وتسابَقَت لطاعته كتائبُ الحبّ: حبيبُنا محمَّد http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com)، فإنَّ آيةَ ذلك خُبْرًا وخَبَرًا اتِّباعُ سنَّتِه واقتِفاءُ سيرَتِه في كلِّ الأحوال؛ كي ننعَم بحب الكبير المُتعال.
فيا أيّها المُحبُّون، أنَّى وعلامَ وكيف وحتَّامَ يكونُ الحبّ المُؤصَّلُ الرَّصين والمنهجُ النبويّ المكينُ مدَى الأعمار والسنين قَصرًا على مُحدَثاتٍ ومخالَفات وانبِتاتٍ عن معين السنّة البَلْجاء أيّ انبِتات؟! ليت شِعري! إنّه الحبُّ الهَباء الأخفّ، وفي الموازين هو الأطَفُّ.
سَلْهــم عن الحبِّ الصحيحِ ووصفِه فَلَسَوف تسمـــــعُ صــــادقَ الأخبــار
إحــــــيــــاءُ سنَّـــــــتِــــــه حقيــــــقـــــــةُ حـــــــبِّـــــــــــه في القلب في الكلِمات في الأفكار
أمّا البَوحُ الذي ترجَمَ نوابِض الإحساس، وجلَّى في خفَرٍ مقاصِد الأنفاس، فكان أشذَى من الآس: بَوحُ حبِّ صحابة الحبيب رضي الله عنهم أجمعين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين لحبيبهم http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com).
وتلك معانٍ لا يعِيها إلا صِحاحُ الوجدان، ولا يُفسِّرُها إلا قاموسُ القلوب التّرجمان، فالحبُّ الزاخِر بأزكَى العواطِف وأنبَلِ المشاعر خيرُ مِهادٍ للتراحُمِ بين الآباء والأبناء والزوجين الكريمين، وسعادةِ الأسرةِ دون مَيْن، ومشاعِر الرِّضَا والوِدادِ لا تنمُو إلا في رياضِ الحبِّ ورُباه، ينأَى بها عن الإجدابِ العاطفيّ الذي تسعَّرَت به كثيرٌ من البيوتاتِ جرَّاءَ ويلاتِ الفضائياتِ ووسائلِ الاتصالاتِ التي بثَّت كثيرًا من الزَّعازِع والفتن والتحدِّيات.
الحبُّ وريٌ في القُلوب مُؤرَّجٌ فسَعادةٌ وتواصُلٌ وهناءُ
جمع الخِصالَ كريمَها وعَزيزَها وتتوَّجَت بأريجِه الكرماءُ
فيا حملةَ الأقلام ورادَةَ اللِّثام ورجالَ الفكر والإعلام، لا بُدَّ من تأصيلِ ثقافةِ الحبِّ والتَّحنان، روحًا ووجدانًا، وتعامُلًا وتخاطُبًا وتبيانًا. أمّا السَّماسِرة الإمَّعات فهم الذين يُفسِدون الأفئدةَ والأذواق، ويُلوِّثون رَقراقَ الأشواق من شباب الأمة وفتياتها بجراثيمِ الغرائزِ والفُجور، وقصَصِ الإسفاف والتزييفِ والزُّور، المطوِّحة في الأوحال والشرور، وقد تجسَّرت خائنةُ الأعينِ وما تُخفِي الصدور من الكَيدِ والبُهتان وسلب الحياء والامتهان، ويخدعون الأغرارَ مُختلسِين منهم نفيسَ الأوقات والأعمار، بوَجْدٍ مُحرَّمٍ صَفيق خَدَّاعِ البريق، لا بهاءَ له ولا رَحيق، بل مآلُه الويلُ والحريق. إنَّ هؤلاء -وايمُ الحقّ- لدمارُ الجيلِ وداؤه، وشِقوتُه وبلاؤه، ولكن ها هو الجيلُ الواعِدُ بحَمد الله شبَّ عن الأطواق، ولاحَت مخايِلُ يَنْعِه وشموخه في الآفاق.
ألا فاتَّقوا الله أيّها المؤمنون، وأفعِموا قلوبَكم بحبِّ الله ورسولِه واعمُروها، وزَكُّوها بالطاعاتِ واغمُروها؛ تسعَدوا تفوزوا، وللهُدى تحُوزوا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [آل عمران: 31].
اللَّهمَّ إنَّا نسألُك حبَّك وحُبَّ رسولِك http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com)، اللَّهمَّ اجعَل حبَّك وحُبَّ رسولِك عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام أحبَّ إلينا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا، ومِن الماء الباردِ على الظَّمَأ، إنّك خيرُ مسؤولٍ وأكرمُ مأمول.
أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولكافّة المسلمين والمسلِمات من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبُوا إليه، إنّ ربي لغفورٌ رحيم