المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر يزيد بن معاوية


سمر محمد
05-14-2010, 06:17 PM
يزيد بن معاوية ( 25 - 64 هـ الموافق 645 - 683 م )، ولد بالماطرون، ونشأ في دمشق.
هو ابن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، وفي الترتيب الزمني للخلافة يعتبر سادس خلفاء المسلمين وثاني خلفاء بني أمية،
وقد حكم لمدة اربع سنوات كانت من أكثر الفترات تأثيراً في التاريخ الأسلامي. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 هـ.
توفي يزيد بن معاوية بسبب مرض الطاعون، و تخلى ابنه معاوية عن حقه في الحكم.
وكان ولداه معاوية بن يزيد و خالد بن يزيد صالحين عالمين.
توفي بجوارين من أرض حمص. يُنسب له شعر رقيق. وإليه ينسب نهر يزيد في دمشق.

سمر محمد
05-14-2010, 06:20 PM
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي =بِذِكْرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَعُّـمِ
وَإيَّـاكَ ذِكْـرَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي =أَغَارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ
أَغَـارُ عَلَـى أَعْطَافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا =ِذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ مَنَعَّـمِ
وَأَحْسُـدُ كَاسَـاتٍ تُقَبِّـلُ ثَغْرَهَـا =إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْمِ فِي الفَـمِ

سمر محمد
05-14-2010, 06:22 PM
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْـرَزَتْ =لَنَا مَبْسَماً عَذْبـاً وَجِيـداً مُطَوَّقَـا
كَـأَنَّ غُلامـاً كَاتِبـاً ذَا بَرَاعَـةٍ =تَعَمَّـدَ نُونَـي حَاجِبَيْـهَا فَعَرَّقَـا
وَأَحقَافَ رَمْـلٍ جَاذَبَتْـهَا وَهَـزَّةً =عَرَتْهَا كَمَا هَزَّ الصَّبَا غُصْـن النَّقَـا
أَتَتْ تَتَهَادَى كَالقَضِيـبِ فَقَبَّلَـتْ =يَدِي غَلَطاً مِنْـهَا فَقَبَّلْـتُ مَفْرقَـا
وَبَاتَتْ يَدِي طَوقاً لَهَـا وابْتِسَامُهَـا =يُرينِي شعَاعاً آخِـرَ اللَّيـلِ مُشْرِقَـا
فَلَمْ أَرَ بَدْراً طَالِعـاً قَبْـلَ وَجْهِهَـا =وَلاَ مَيِّتاً قَبْلِـي مِنَ البَيْـنِ أَشْفَقَـا

سمر محمد
05-14-2010, 06:25 PM
جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخبُّ بِـهِ =فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسـهِ فَزعَـا
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟ =قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَى مُثْبَتـاً وَجِعَـا
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا =كَأَنَّ مَا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَا انْقَلَعَـا
ثُمَّ انْبَعَثنَـا إلـى خـوصٍ مُضَمَّـرَةٍ =نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِي سرعَا
فَمَـا نُبَـالِي إِذْ بَلَّغـنَ أَرجلنَـا =مَا مَاتَ مِنهـنَّ بالمَرمَـاتِ أَوْ طَلعَـا
مَنْ لَمْ تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَـرفٍ =توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَـا
لَمَّا وَرَدْتُ وَبَاب القَصْـرِ مُنْطَبـقٌ =لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلـبُ فَانصَدَعَا
ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعـدَ طِيرَتِهِ =والنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنْ قَـدْ أثْبَتَـتْ جَزَعَـا
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ يَتبَعُـهُ =كَانَا جَمِيعاً خَلِيطاً سَالِميـنَ مَعـاً
أَغَرُّ أَبلَـجُ يُستَسْقَى الغَمَـامُ بِـهِ =لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا
لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا =أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهونَ مَـا رَقَعَـا

سمر محمد
05-14-2010, 06:26 PM
جَاءَتْ بِوَجْـهٍ كَأَنَّ البَـدْرَ بَرْقَعَـهُ =نُوراً عَلَى مَائِسٍ كالغُصْـنِ مُعْتـدِلِ
إحْدى يَدَيْها تُعاطينِـي مْشَعْشَعـةً =كَخَدِّها عَصْفَرَتْهُ صبْغَـةُ الخَجَـلِ
ثُمَّ اسْتَبَدَّتْ وقالَتْ وهْـيَ عالِمَـة =بِمَا تَقُولُ وشَمْـسُ الرَّاحِ لَمْ تَفِـلِ
لاَ تَرْحَلَنَّ فَمَا أَبْقَيْـتَ مِنْ جَلَـدِي =مَا أَستَطِيـعُ بِـهِ تَودِيـعَ مُرْتَحِـلِ
وَلاَ مِنَ النَّومِ مَا أَلقَـى الخَيَـالَ بِـهِ =وَلاَ مِنَ الدَّمْعِ مَا أَبْكِـي عَلَى الطَّلَـلِ

سمر محمد
05-14-2010, 06:27 PM
خُذوا بِدَمِي ذَات الوشَـاحِ ، فإنَّنِـي =رَأَيْتُ بِعيْنِـي فِـي أَنَامِلَـهَا دَمِـي
وَلِي حُزْنُ يَعْقوبٍ وَوَحْشَـةُ يُونُـسٍ =وآلاَمِ أَيُّــوبٍ ، وحَـسْـرةُ آدَمِ
وَعَيْشِكَ مَا هَـذَا خِضَابـاً عَرَفْتُـهُ =فَلا تَكُ بالبُهْـتانِ وَالـزُّورِ مُتْهِمِـي
بَكَيْتُ دَماً يَـوْمَ النَّـوَى فَمَسَحْتُـهُ =بِكَفِّي ، وهَذَا الأَثْـرُ مِنْ ذَلكَ الـدَّمِ
ولَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَـا بَكَيـتُ صَبَابـةً =بِسُعْدى شَفَيْتُ النَّفْس قَبُـلَ التَّنَـدُّمِ
ولَكنْ بَكَتْ قَبْلي ، فَهَيَّجَ لِي البُكَـا =بُكَاهَا ، فَكَـانَ الفَضْـلُ للمُتَقَـدِّمِ
خَفاجِيَّةُ الأَلْحَاظِ مَهْضُومَـةُ الحَشَـا =هِـلالِيَّـةُ العَيْنَيـنِ طَائِيَّـة الفَـمِ
مُنَعَّمَةُ الأَعطَافِ يَجـرِي وِشَاحُهَـا =عَلَى كَشْحِ مُرْتَجِّ الـرَّوَادفِ أَهْضَـمِ
ومَمشُوطةٌ بِالمِسْكِ قَدْ فَـاحَ نَشْرُهَـا =بِثَغـرٍ ، كَأَنَّ الـدُرَّ فِيـهِ ، مُنَظَّـمِ

سمر محمد
05-14-2010, 06:29 PM
طرقْتكَ زينَبُ والرِّكَـابُ مُناخَـةٌ =بِجنوبِ خَبٍت والنَّـدى يَتَصَبَّـبُ
بثنيّـة العَلَمَيْـنِ وهْنـاً بَعـدَمـا =خَفَقَ السِّماكُ وجَاوزَتْـهُ العَقـرَبُ
فَتَحيَّـةٌ وسَـلامَـةٌ لِخَـيـالِهَـا =ومَعَ التَّحِيَّـةِ والسَّلامـةِ مَرْحَـبُ
أَنَّى اهتَدَيْتِ ، وَمَنْ هَـدَاكِ وَبَيْنَنـا =فَلْـجٌ فَقُلَّـةُ مَنْعِـجٍ فالـمَرْقَـبُ
وزَعَمْتِ أَهلكِ يَمنَعُـونكِ رَغبَـةً =عَنِّي ، وأَهلِي بِي أَضَـنُّ وَأَرغَـبُ
أَوَليـسَ لِي قُرَنَـاءُ إِنْ أَقْصَيْتنِـي =حَدِبُوا عَلَـيَّ وفِيهـمُ مُسْتَعْتِـبُ
يَأبَـى وجَـدِّك أَنْ أَلِيـنَ لِلَوعَـةٍ =عَقلٌ أَعيـشُ بِـهِ وَقَلـبٌ قُلَّـبُ
وأَنَا ابنُ زَمزَمَ والحَطِيـمِ ومَولِـدِي =بَطحَـاءُ مَكَّـةَ والمَحلَّـةُ يَثـرِبُ
وإلى أَبِي سُفيَانَ يُعْـزَى مَولِـدِي =فَمَنِ المُشاكِـلُ لِي إِذَا مَا أُنْسَـبُ
وَلَـوَ انَّ حيًّـا لارتفَـاعِ قَبِيلَـةٍ =ولجَ السَّمَاءَ ولَجْتُهَـا لاَ أُحْجَـبُ

سمر محمد
05-14-2010, 06:32 PM
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي =نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كَأنـهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِـهَا =أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْـبُ بالبَـرَدِ
كأَنَّهَا خَشِيَـتْ مِنْ نَبْـلِ مُقْلَتِـهَا =فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعـاً مِـنَ الـزَّرَدِ
مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً =تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ =وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَـلٍ =مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَـدِ
أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَـتْ =مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ
سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا =مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى =من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ =إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرِوَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا =مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه =تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى =بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ
فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأٍ =وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ
قالت: صدقت الوفى في الحب شيمته =يابرد ذاك الذي قالت على كبدي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا =مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ =وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً =مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ
وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ =حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ =فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا =فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِـي =حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَـدِ

سمر محمد
05-14-2010, 06:35 PM
وسيّارة ضلَّتْ عن القصْـدِ بعدمـا =ترادَفَهَمُ جُنْـحٌ من الليـل مُظْلِـمُ
فأصغوا إلى صوتٍ ونَحن عصابـةٌ =وفينا فتًـى مـن سكـره يترنّـمُ
أضاءتْ لَهم منّا على النأي قهْـوةٌ =كانَّ سناهـا ضـوء نـارٍ تضـرّمُ
إذا ما حَسَوناها أضـاؤوا بظلمـةٍ =وإن قُرِعَتْ بالمزجِ ساروا وعُمِّمُـوا
أقول لرَكبٍ ضمّت الكأسُ شَملهم =وداعي صبابـاتِ الـهوى يترنّـمُ
خذوا بنصيـبٍ من نعيـمٍ ولـذّةٍ =فكُلٌّ وإن طـال الـمدى يتصـرَّمُ
ولا تُرْجِ أيّام السـرور إلـى غـدٍ =فرُبَّ غدٍ يأتِـي بِمَا ليـس تعلَـمُ
لقد كادت الدنيـا تقـول لإبنهـا =خـذوا لذّتِـي لـو أنّهـا تتكَلَّـمُ
ألا إن أهنا العيش ما سَمحَـتْ بـهِ =صروفُ الليالِـي والحَـوادثُ نُـوَّمُ
أناخوا قبيل الصبح عيسَهم وكانـوا =قبل ذلك - كذا - فرادى وتـوءَمُ

سمر محمد
05-14-2010, 06:37 PM
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبـا =رواعف بالجـاديِّ سـودِ المَدَامـعِ
سَمِعْنَ غنَاءً بَعْدمَـا نُمْـنَ نَومَـةً =مِنَ اللَّيلِ فاقْلَوْلَيـن فَوقَ المضَاجـعِ
أَيَا دَهْرُ هَلْ شَرْخ الشَّبيبَـةِ رَاجـعٌ =مَعَ الخفراتِ البيض أَمْ غَير راجـعِ ؟
قَنعْتُ بـزورٍ مِـنْ خَيـالٍ بعثْنَـهُ =وكنْتُ بِوَصْلٍ مِنْهُـمُ غَيـر قانِـعِ
إِذَا رُمْتُ مِنْ لَيلَى عَلَى البُعدِ نَظـرةً =تُطفِّي جَوىً بين الحَشَـا والأضالـعِ
تَقُول نساء الحـيِّ : تَطمعُ أَنْ تَـرَى =مَحَاسِنَ لَيلَى ؟ مُتْ بِـداءِ المطَامـعِ
وكَيفَ تَرَى لَيلَى بِعيـنٍ تَرَى بِهَـا =سِوَاهَـا ؟ وَمَا طَهَّرْتَهَـا بالمَدَامـعِ
وتلتذُّ مِنهَا بالحَديثِ وَقَـدْ جَـرَى =حَديثُ سِوَاهَا فِي خروقِ المَسَامِـعِ
أُجِلُّكِ يَا لَيلَـى عَنْ العَيـنِ ، إِنَّمَـا =أَرَاكِ بِقَلـبٍ خَاشِـعٍ لَكِ خَاضِـعِ
وَمَا سِرُّ لَيلَى ، مَا حَيِيـتُ ، بِذَائِـعِ =وَمَا عَهْدُ لَيلَى إِنْ تَنَـاءَتْ بِضَائِـعِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:28 AM
إِعصِ العَواذِلَ وَاِرمِ اللَيلَ عَن عُرُضٍ = بِـذي سَبيـبٍ يُقاسـي لَيلَـهُ خَبَبـا
أَقَـبَّ لَـم يَثقُـبِ البَيطـارُ سُرَّتَـهُ = وَلَم يَدِجهُ وَلَم يَرقُـم لَهـث عَصَبـا
حَتّـى يُثَمِّـرَ مـالاً أَو يُقـالَ فَتـىً = لاقى الَّتي تَشعَـبُ الفِتيـانَ فَاِنشَعَبـا
لا خَيرَ عِنـدَ فَتـىً أَودَت مَروءَتُـهُ = يُعطي المقادَةً مَن لا يُحسِـنُ الجَنَبـا

سمر محمد
12-09-2010, 08:29 AM
أَمِن رَسمِ دارٍ بِوادي غُدَر
أَمِن رَسمِ دارٍ بِوادي غُدَر=لِجارِيَةٍ مِن جَواري مُضَر
خَدَلَّجَةِ الساقِ مَمكورَةٍ=سَلوسِ الوِشاحِ كَمِثلِ القَمَر
تَزينُ النِساءَ إِذا ما بَدَت=وَيُبهَتُ في وَجهِها مَن نَظَر

سمر محمد
12-09-2010, 08:32 AM
إِنَّها بَينَ عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ
إِنَّها بَينَ عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ=حينَ تُنمى وَبَينَ عَبدِ مَنافِ
وَلَها في الطَيِّبينَ جُدودٌ=ثَمَّ نالَت مَكارِمَ الأَخلافِ
بِنتُ عَمِّ النَبِيِّ أَكرَمُ مَن=يَمشي بِنَعلٍ عَلى التُرابِ وَحافي
لَن تَراها عَلى التَبَدُّلِ وَالغِل=ظَةِ إِلّا كُدُرَّةُ الأَصدافِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:33 AM
وَلَمّا تَلاقَينا وَجَدتُ بَنانَها
وَلَمّا تَلاقَينا وَجَدتُ بَنانَها=مُخَضَّبَةً تَحكي عُصارَةَ عَندَمِ
فَقُلتُ خَضَبتِ الكَفَّ بَعدي أَهَكَذا=يَكونُ جَزاءُ المُستَهامِ المُتَيَّمِ
فَقالَت وَأَلقَت في الحَشا لا عِجَ الجَوى=مَقالَةَ مَن بِالحُبِّ لَم يَتَبَرَّمِ
بَكَيتُ دَماً يَومَ النَوى فَمَنَعتُهُ=بِكَفِّيَ فَاِحمَرَّت بَنانِيَ مِن دَمِ
وَلَو قَبلَ مَبكاها بَكَيتُ صَبابَةً=بِسُعدى شَفَيتُ النَفسَ قَبلَ التَنَدُّمِ
وَلَكِن بَكَت قَبلي فَهَيَّجَ لِيَ البُكى=بُكاها فَقُلت الفَضل لِلمُتَقَدِّمِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:34 AM
بَكى كُلُّ ذي شَجوٍ مِنَ الشَأمِ شاقَهُ = تَهـامٍ فَأنّـى يَلتَقـي الشَجِيّـانِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:35 AM
يا نِساءَ الحَيِّ عُدنَنِيَه
يا نِساءَ الحَيِّ عُدنَنِيَه=حَجَبوا عَنّي مُعَذِّبِيَه
رَشَأٌ كَالبَدرِ طَلعَتُهُ=لَو سَقاني سُمَّ ساعَتِيَه
لَم أَقُل إِنّي سَكِرتُ وَلا=إِنَّ ما أَهواهُ مِلَّتِيَه
مَن مُجيري مِن هَوى قَمَرٍ=قَد مَلا ناراً حُشاشَتِيَه
فَهوَ حَجّي وَهوَ مُعتَمَري=وَهوَ فَرضي وَهوَ سُنَّتِيَه
وَهوَ ديني وَهوَ آخِرَتي=وَهَو ناري وَهوَ جَنَّتِيَه
أَمَّتي مِن عَظمِ مَعرِفَتي=وَجِراحي مِن جَوارِحِيَه

سمر محمد
12-09-2010, 08:37 AM
جَاءَتْ بِوَجْـهٍ كَأَنَّ البَـدْرَ بَرْقَعَـهُ
جَاءَتْ بِوَجْـهٍ كَأَنَّ البَـدْرَ بَرْقَعَـهُ= نُوراً عَلَى مَائِسٍ كالغُصْـنِ مُعْتـدِلِ
إحْدى يَدَيْها تُعاطينِـي مْشَعْشَعـةً= كَخَدِّها عَصْفَرَتْهُ صبْغَـةُ الخَجَـلِ
ثُمَّ اسْتَبَدَّتْ وقالَتْ وهْـيَ عالِمَـة= بِمَا تَقُولُ وشَمْـسُ الرَّاحِ لَمْ تَفِـلِ
لاَ تَرْحَلَنَّ فَمَا أَبْقَيْـتَ مِنْ جَلَـدِي= مَا أَستَطِيـعُ بِـهِ تَودِيـعَ مُرْتَحِـلِ
وَلاَ مِنَ النَّومِ مَا أَلقَـى الخَيَـالَ بِـهِ= وَلاَ مِنَ الدَّمْعِ مَا أَبْكِـي عَلَى الطَّلَـلِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:38 AM
وَإِنَّ نَديمي غَيرَ شَكٍّ مُكَرَّمٌ
وَإِنَّ نَديمي غَيرَ شَكٍّ مُكَرَّمٌ=لَدى وَعِندي مِن هَواهُ ما اِرتَضى
وَلَستُ لَهُ في فَضلَةِ الكَأسِ قائِلاً=لَأَصرَعَهُ سُكراً تَحَسَّ وَقَد أَبى
وَلَكِن أُحَيّيهِ وَأُكرِمُ وَجهَهُ=وَأَصرِفُها عَنهُ وَأَسقيهِ ما اِشتَهى
وَلَيسَ إِذا ما نامَ عِندِ بِموقَظٍ=وَلا سامِعٍ يَقظانَ شَيئاً مِنَ الأَذى

سمر محمد
12-09-2010, 08:39 AM
وَأَنا اِبنُ زَمزَمَ وَالحَطيمُ وَمَولِدي
وَأَنا اِبنُ زَمزَمَ وَالحَطيمُ وَمَولِدي=بِطَحاءُ مَكَّةَ وَالمَحَلَّةُ يَثرِبُ

سمر محمد
12-09-2010, 08:40 AM
لِأَسماء رَسمٌ أَصبَحَ اليَومَ دارِساً
لِأَسماء رَسمٌ أَصبَحَ اليَومَ دارِساً=وَقَفتُ بِهِ يَوماً إِلى اللَيلِ حابِسا
فَجِئنا بِهيتٍ لا نَرى غَيرَ مَنزِلٍ=قَليلٍ بِهِ الآثارُ إِلّا الرَوامِسا
يَدورونَ بي في ظِلِّ كُلِّ كَنيسَةٍ=فَيُنسونَني قَومي وَأَهلي الكَنائِسا

سمر محمد
12-09-2010, 08:41 AM
وَكَأسٍ سَباها البَحرُ مِن أَرضِ بابِلٍ
وَكَأسٍ سَباها البَحرُ مِن أَرضِ بابِلٍ=كَرِقَّةِ ماءِ المُزنِ في الأَعيُنِ النُجلِ
إِذا شَجَّها الساقي حَسِبتَ حَبابَها=عُيونَ الدَبا مِن تَحتِ أَجنِحَةِ النَملِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:41 AM
أَراكَ طَروباً ذا شَجاً وَتَرَنُّمٍ
أَراكَ طَروباً ذا شَجاً وَتَرَنُّمٍ=تَطوفُ بِأَذيالِ السِجافِ المُخَيِّمِ
أَصابَكَ عِشقٌ أَم بُليتَ بِنَظرَةٍ=فَما هَذهِ إِلّا سَجِيَّةُ مُغرَمِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:42 AM
وَشَمسَةُ كَرمٍ بُرجُها قَعرُ دَنِّها
وَشَمسَةُ كَرمٍ بُرجُها قَعرُ دَنِّها=وَمَطلَعُها الساقي وَمَغرِبُها فَمي
نُشيرُ إِلَيها بِالأَكُفِّ كَأَنَّما=نُشيرُ إِلى البَيتِ العَتيقِ المُحَرَّمِ
إِذا بُزِلَت مِن دَنِّها في إِناءِها=حَكَت نَثَراً مِنَ الحَطيمِ وَزَمزَمِ
فَإِن حُرِّمَت يَوماً عَلى دينِ أَحمَدٍ=فَخُذها عَلى دينِ المَسيحِ بنِ مَريَمِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:43 AM
وَقَد كُلِّلَ إِكليلاً
وَقَد كُلِّلَ إِكليلاً=مِنَ الياقوتِ أَلوانا
وَحَولي سادَةٌ مِثلي=عَبيداً لي وَغِلمانا
فَما يَعظُمُ في عَيني=عَظيمٌ كانَ مَن كانا

سمر محمد
12-09-2010, 08:44 AM
تَمَسَّكْ أَبا قَيسٍ بِفَضلِ عِنانِها
تَمَسَّكْ أَبا قَيسٍ بِفَضلِ عِنانِها=فَلَيسَ عَلَيها إِن هَلَكتَ ضَمانُ
فَقَد سَبَقَت خَيلَ الجَماعةِ كُلَّها=وَخَيلَ أَميرِ المُؤمِنينَ أَتانُ

سمر محمد
12-09-2010, 08:44 AM
دَعا الأَخطَلُ المَلهوفَ بِالشَرِّ دَعوَةً
دَعا الأَخطَلُ المَلهوفَ بِالشَرِّ دَعوَةً=فَأَيُّ مُجيبٍ كُنتُ لَمّا دَعانِيا
فَفَرَّجَ عَنهُ مَشهَدَ القَومِ مَشهَدي=وَأَلسِنَةُ اللواشينَ عَنهُ لِسانِيا

سمر محمد
12-09-2010, 08:45 AM
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْـرَزَتْ
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْـرَزَتْ= لَنَا مَبْسَماً عَذْبـاً وَجِيـداً مُطَوَّقَـا
كَـأَنَّ غُلامـاً كَاتِبـاً ذَا بَرَاعَـةٍ= تَعَمَّـدَ نُونَـي حَاجِبَيْـهَا فَعَرَّقَـا
وَأَحقَافَ رَمْـلٍ جَاذَبَتْـهَا وَهَـزَّةً =عَرَتْهَا كَمَا هَزَّ الصَّبَا غُصْـن النَّقَـا
أَتَتْ تَتَهَادَى كَالقَضِيـبِ فَقَبَّلَـتْ =يَدِي غَلَطاً مِنْـهَا فَقَبَّلْـتُ مَفْرقَـا
وَبَاتَتْ يَدِي طَوقاً لَهَـا وابْتِسَامُهَـا= يُرينِي شعَاعاً آخِـرَ اللَّيـلِ مُشْرِقَـا
فَلَمْ أَرَ بَدْراً طَالِعـاً قَبْـلَ وَجْهِهَـا= وَلاَ مَيِّتاً قَبْلِـي مِنَ البَيْـنِ أَشْفَقَـا

سمر محمد
12-09-2010, 08:46 AM
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبـا
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبـا= رواعف بالجـاديِّ سـودِ المَدَامـعِ
سَمِعْنَ غنَاءً بَعْدمَـا نُمْـنَ نَومَـةً= مِنَ اللَّيلِ فاقْلَوْلَيـن فَوقَ المضَاجـعِ
أَيَا دَهْرُ هَلْ شَرْخ الشَّبيبَـةِ رَاجـعٌ= مَعَ الخفراتِ البيض أَمْ غَير راجـعِ ؟
قَنعْتُ بـزورٍ مِـنْ خَيـالٍ بعثْنَـهُ= وكنْتُ بِوَصْلٍ مِنْهُـمُ غَيـر قانِـعِ
إِذَا رُمْتُ مِنْ لَيلَى عَلَى البُعدِ نَظـرةً =تُطفِّي جَوىً بين الحَشَـا والأضالـعِ
تَقُول نساء الحـيِّ : تَطمعُ أَنْ تَـرَى =مَحَاسِنَ لَيلَى ؟ مُتْ بِـداءِ المطَامـعِ
وكَيفَ تَرَى لَيلَى بِعيـنٍ تَرَى بِهَـا= سِوَاهَـا ؟ وَمَا طَهَّرْتَهَـا بالمَدَامـعِ
وتلتذُّ مِنهَا بالحَديثِ وَقَـدْ جَـرَى= حَديثُ سِوَاهَا فِي خروقِ المَسَامِـعِ
أُجِلُّكِ يَا لَيلَـى عَنْ العَيـنِ ، إِنَّمَـا= أَرَاكِ بِقَلـبٍ خَاشِـعٍ لَكِ خَاضِـعِ
وَمَا سِرُّ لَيلَى ، مَا حَيِيـتُ ، بِذَائِـعِ= وَمَا عَهْدُ لَيلَى إِنْ تَنَـاءَتْ بِضَائِـعِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:47 AM
وَمُدامَةٍ صَفراءَ في قارورَةٍ
وَمُدامَةٍ صَفراءَ في قارورَةٍ=زَرقاءَ تَحمِلُهُ يَدٌ بَيضاءُ
فَالخَمرُ شَمسٌ وَالحَبابُ كَواكِب=وَالكَفُّ قُطبٌ وَالزُجاجُ سَماءُ

سمر محمد
12-09-2010, 08:48 AM
وَسِربِ نِساءٍ مِن عَقيلٍ وَجَدنَني
وَسِربِ نِساءٍ مِن عَقيلٍ وَجَدنَني=وَراءَ بُيوتِ الحَيِّ مُرتَجِزاً أَشدو
وَفيهِنَّ هِندٌ وَهيَ خودٌ غَريرَةٌ=وَمُنيَةُ قَلبي دونَ أَترابِها هِندُ
فَسدّدنَ أَخصاصَ البُيوتِ بَأَعيُنٍ=حَكَت قُضُباً في كُلِّ قَلبٍ لَها غمدُ
وَقُلنَ أَلا مِن أَينَ أَقبَلَ ذا الفَتى=وَمَنشأُهُ إِمّا تُهامَةُ أَو نَجدُ
وَفي لَفظِهِ عُلوِيَّةٌ مِن فَصاحَةٍ=وَقَد كانَ مِن أَعطافِهِ يَقطُرُ المَجدُ

سمر محمد
12-09-2010, 08:49 AM
أَمِن شُربَةٍ مِن ماءِ كَرمٍ شَرِبتُها
أَمِن شُربَةٍ مِن ماءِ كَرمٍ شَرِبتُها=غَضِبَت عَلَيَّ الآنَ طابَ لِيَ السُكرُ
سَأَشرَبُ فَاِغضَب لا رَضيتَ كِلاهُما=حَبيبٌ إِلى قَلبي عُقوقُكَ وَالخَمرُ

سمر محمد
12-09-2010, 08:50 AM
آبَ هَذا الهَمُّ فَاِكتَنَعا
آبَ هَذا الهَمُّ فَاِكتَنَعا=وَأَتَرَّ النَومَ فَاِمتَنَعا
جالِساً لِلنَجمِ أَرقُبُها=فَإِذا ما كَوكَبٌ طَلَعا
صارَ حَتّى أَنَّني لا أَرى=أَنَّهُ بِالغَورِ قَد وَقَعا
وَلَها بِالماطرونَ إِذا=أَكَلَ النَملُ الَّذي جَمَعا
خُرفَةٌ حَتّى إِذا رَبَعَت=ذَكَرَت مِن جِلَّقٍ بيعا
في قِبابٍ حَولَ دَسكَرَةٍ بَينَها=الزَيتونُ قَد يَنَعا

سمر محمد
12-09-2010, 08:51 AM
وَداعٍ دَعاني وَالنُجومُ كَأَنَّها
وَداعٍ دَعاني وَالنُجومُ كَأَنَّها=قَلائِصُ قَد أَعنَقنَ خَلفَ فَنيقِ
وَقالَ اِغتَنِم مِن دَهرِنا غَفَلاتِهِ=فَعَقدُ ذِمامِ الدَهرِ غَيرُ وَثيقِ
وَناوَلَني كَأساً كأن بنانه=مُخَضَّبة من لَو نِها بِخَلُق
إِذا ما طَغا فيها المِزاجُ حَسَبتَها=كَواكِبَ دُرٍّ في سَماءِ عَقيقِ
تَدِبُّ دَبيبَ البُرءِ في كُلِّ مفصلٍ=وَتَكسو وُجوهَ الشربِ ثَوبَ شَقيقِ
وَإِنّي مِن لَذّاتِ دَهري لَقانِعٌ=بِحُلوِ حَديثٍ إِو بِمُرِّ عَتيقِ
هُما ما هُما لَم يَبقَ شَيءٌ سِواهُما=حَديثُ صَديقٍ أَو عَتيقُ رَحيقِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:52 AM
وَلي وَلَهُ إِذا الكاساتُ دارَت
وَلي وَلَهُ إِذا الكاساتُ دارَت=خَفا سِحرٍ يَحُلُّ عُرى الهُمومِ
مُحادِثَةٌ أَلَذُّ مِنَ الحُمَيّا=وَبَثُّ جَوىً أرق مِنَ النَسيمِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:53 AM
وَلَقَد طَعَنتُ اللَيلَ في أَعجازِهِ
وَلَقَد طَعَنتُ اللَيلَ في أَعجازِهِ=بِالكاسِ بَينَ غَطارِفٍ كَالأَنجُمِ
يَتَمايَلونَ عَلى النَعيمِ كَأَنَّهُم=قُضُبٌ مِنَ الهِندِيِّ لَم تَتَثَلَّمِ
وَلَقَد شَرِبناها بِخاتَمِ رَبِّها=بِكراً وَلَيسَ مِثلَ الأَيَّمِ
وَلَها سُكونٌ في الإِناءِ وَدونَهُ=شَغَبٌ يَطَوِّحُ بِالكَمِيِّ المُعلَمِ

سمر محمد
12-09-2010, 08:54 AM
ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تَبكين
ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تَبكين=مِن قَدَرٍ حَلَّ بِكُم تَضِجّين
باعَت عَلى بَيعِكِ أُمَّ مِسكين=مَيمونَةٌ مِن نسوَةٍ ميامين
زارَتكِ مِن يَثرِبَ في حُوّارين=في مَنزِلٍ كُنتِ بِهِ تَكونين

سمر محمد
12-09-2010, 08:55 AM
ما حَرَّمَ اللَهُ شُربَ الخَمرِ عَن عَبَثٍ
ما حَرَّمَ اللَهُ شُربَ الخَمرِ عَن عَبَثٍ=مِنهُ وَلَكِن لِسرٍ مودَع فيها
لَمّا رَأى الناسَ أَضحوا مُغرَمينَ بِها=وَكُلَّ فَنٍّ حَوَوهُ مِن مَعانيها
أَوحى بِتَحريمِها خَوفاً عَلَيهِ بِأَن=يُضحوا لَها سُجَّداً مِن دونِهِ تيها

سمر محمد
12-09-2010, 08:56 AM
وسيّارة ضلَّتْ عن القصْـدِ بعدمـا
وسيّارة ضلَّتْ عن القصْـدِ بعدمـا =ترادَفَهَمُ جُنْـحٌ من الليـل مُظْلِـمُ
فأصغوا إلى صوتٍ ونَحن عصابـةٌ =وفينا فتًـى مـن سكـره يترنّـمُ
أضاءتْ لَهم منّا على النأي قهْـوةٌ= كانَّ سناهـا ضـوء نـارٍ تضـرّمُ
إذا ما حَسَوناها أضـاؤوا بظلمـةٍ= وإن قُرِعَتْ بالمزجِ ساروا وعُمِّمُـوا
أقول لرَكبٍ ضمّت الكأسُ شَملهم= وداعي صبابـاتِ الـهوى يترنّـمُ
خذوا بنصيـبٍ من نعيـمٍ ولـذّةٍ= فكُلٌّ وإن طـال الـمدى يتصـرَّمُ
ولا تُرْجِ أيّام السـرور إلـى غـدٍ= فرُبَّ غدٍ يأتِـي بِمَا ليـس تعلَـمُ
لقد كادت الدنيـا تقـول لإبنهـا= خـذوا لذّتِـي لـو أنّهـا تتكَلَّـمُ
ألا إن أهنا العيش ما سَمحَـتْ بـهِ =صروفُ الليالِـي والحَـوادثُ نُـوَّمُ
أناخوا قبيل الصبح عيسَهم وكانـوا =قبل ذلك - كذا - فرادى وتـوءَمُ

سمر محمد
12-09-2010, 08:57 AM
جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـهِ
جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـهِ= فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسـهِ فَزعَـا
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم =؟ قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَـى مُثْبَتـاً وَجِعَـا
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا= كَأَنَّ مَـا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَـا انْقَلَعَـا
ثُمَّ انْبَعَثنَـا إلـى خـوصٍ مُضَمَّـرَةٍ= نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِـي سرعَـا
فَمَـا نُبَـالِـي إِذْ بَلَّغـنَ أَرجلنَـا= مَا مَاتَ مِنهـنَّ بالمَرمَـاتِ أَوْ طَلعَـا
مَنْ لَمْ تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَـرفٍ= توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَـا
لَمَّا وَرَدْتُ وَبَـاب القَصْـرِ مُنْطَبـقٌ =لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلـبُ فَانصَدَعَـا
ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعـدَ طِيرَتِـهِ= والنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنْ قَـدْ أثْبَتَـتْ جَزَعَـا
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ يَتبَعُـهُ= كَانَا جَمِيعاً خَلِيـطاً سَالِميـنَ مَعـاً
أَغَرُّ أَبلَـجُ يُستَسْقَـى الغَمَـامُ بِـهِ= لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا
لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا =أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهـونَ مَـا رَقَعَـا

سمر محمد
12-09-2010, 08:58 AM
أَلا يا صاحِ لِلعَجَبِ
أَلا يا صاحِ لِلعَجَبِ=دَعَوتُكِ ثُمَّ لَم تُجِبِ
إِلى القَيناتِ وَاللَذّا=تِ وَالصَهباءِ وَالطَرَبِ
وَباطِيَةٍ مُكَلَّلَةٍ=عَلَيها سادَةُ العَرَبِ
وَفيهِنَّ الَّتي تَبَلَت=فُؤادَكَ ثُمَّ لَم تَتُبِ

سمر محمد
12-09-2010, 09:00 AM
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً=لِيورِثَها أَعاديهِ شَقاءَ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ=وَآخَرُ ما سَعى نالَ الثَراءِ
وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً=يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ

سمر محمد
12-09-2010, 09:00 AM
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً=لِيورِثَها أَعاديهِ شَقاءَ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ=وَآخَرُ ما سَعى نالَ الثَراءِ
وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً=يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ

سمر محمد
12-09-2010, 09:01 AM
وَجاءَت بِها دُهمُ البِغالِ وَشُهبُها
وَجاءَت بِها دُهمُ البِغالِ وَشُهبُها=مُسَيَّرَةً في جَوفِ قَرٍّ مُسَيَّرِ
مُقابِلَةً بَينَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ=وَبَينَ عَلِيٍّ وَالجَوادِ اِبنُ جَعفَرِ
مُنافِيَّةً غَرّاءُ جادَت بِوُدِّها=لِعَبدِ مَنافِيٍّ أَغَرَّ مُشَهَّرِ

سمر محمد
12-09-2010, 09:02 AM
إِذا رُمتُ مِن لَيلى عَلى البُعدِ نَظرَةً
إِذا رُمتُ مِن لَيلى عَلى البُعدِ نَظرَةً=تُطَفّي جَوىً بَينَ الحَشا وَالأَضالِعِ
تَقولُ نِساءُ الحَيِّ تَطمَعُ أَن تَرى=مَحاسِنَ لَيلى مُت بِداءِ المَطامِعِ
وَكَيفَ تَرى لَيلى بِعَينٍ تَرى بِها=سِواها وَما طَهَّرتَها بِالدامِعِ
وَتَلتَذُّ مِنها بِالحَديثِ وَقَد جَرى=حَديثُ سِواها في خُروقِ المَسامِعِ
أُجِلُّكِ يا لَيلى عَنِ العَينِ إِنَّما=أَراكِ بِقَلبٍ خاشِعٍ لكِ خاضِعِ

سمر محمد
12-09-2010, 09:03 AM
أَقولُ لِعَيني حينَ جادَت بِدَمعِها
أَقولُ لِعَيني حينَ جادَت بِدَمعِها=وَإِنسانُها في لُجَّةِ الدَمعِ يَغرَقُ
خُذي بِنَصيبٍ مِن مَحاسِنِ وَجهِها=دَعي الدَمعَ لِليَومِ الَّذي نَتَفَرَّقُ

سمر محمد
12-09-2010, 09:04 AM
بِجَمعِ جَفنَيكِ مَنُّ البُرءِ وَالسَقَمِ
بِجَمعِ جَفنَيكِ مَنُّ البُرءِ وَالسَقَمِ=لا تَسفِكي مِن جُفوني بِالفِراقِ دَمي
إِشارَةٌ مِنكِ تُعييني وَأَفصَحُ ما=رُدَّ السَلامُ غَداةَ البَينِ بِالعَنَمِ
تَعليقُ قَلبي بِذاتِ القُربِ يُؤلِمُهُ=فَليَشكُرِ القُرطُ تَعليقاً بِلا أَلَمِ
تَضَرَّمَت جَمرَةٌ في ماءِ وَجنَتِها=وَالجَمرُ في الماءِ خافٍ غَيرُ مُضطَّرِمِ
وَما نَسيتُ وَلا أَنسى تَحَشُّمَها=وَميسَمُ الحُرِّ عَقلٌ غَيرُ ذي غَلَمِ
حَتّى إِذا طاحَ عَنها المِرطُ مِن دَهَشٍ=وَاِنحَلَّ في النَظمِ عَقدُ السِلكِ في الظُلَمِ
وَظِلتُ أَلثَمُ عَينَيها وَمِن عَجَبٍ=أَنّي أَقَلُّ أَسِيّاً فَاِسفِكِنَّ دَمي

سمر محمد
12-09-2010, 09:04 AM
وَما أُبالي إِذا لاقَت جُموعُهُمُ
وَما أُبالي إِذا لاقَت جُموعُهُمُ=بِالغَذقَذونَةِ مِن حُمّى وَمِن مومِ
إِذا اِتَّكَأتُ عَلى الأَنماطِ مُرتَفِعاً=بَدير مُرّانَ عِندي أُمُّ كُلثومِ

سمر محمد
12-09-2010, 09:05 AM
لَم تَنَم مُقلَتي لِطولِ بُكاها
لَم تَنَم مُقلَتي لِطولِ بُكاها=وَلِما جالَ فَوقَها مِن قَذاها
فَالقَذى كُحلُها إِلى أَن أَرى وَج=هَ سُلَيمى وَكَيفَ لي أَن أَراها
أَحدَثَت مُقلَتي بِإِدمانِها الدَم=عَ وَهِجرانِها الكَرى مُقلَتاها
فَلِعَينَيَّ كُلَّ يَومٍ دُموعٌ=إِنَّما تَستَدِرُّها عَيناها